أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - إلي أين نحن ذاهبون؟















المزيد.....

إلي أين نحن ذاهبون؟


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أدرى إلى أين نحن ذاهبون فالبوصلة قد فقدت رشدها ولم تستبين الشمال من الجنوب، وكلما اقتربنا من نهاية النفق المظلم الذي نسير فيه نكتشف أننا ما زلنا في بداية الطريق. حين هبت رياح ما أطلق عليه الربيع العربي، وحين وصلت لنا شرارتها ظننا أننا قد اهتدينا للطريق ولكننا بعد لأي اكتشفتنا أن الربيع العربي ما هو إلا خريف رهيب، وأن ما حسبناه ثورة على الديكتاتورية والتوريث كان سرابا. وبدلا من أن توصلنا لسكة السلامة أوصلتنا لسكة الإخوان، أي سكة اللي يروح مايرجعش. وحين هب الناس في الثلاثين من يونيو بالملايين بملأون الميادين والشوارع والطرقات تلبية لنداء الفريق أول عبد الفتاح السيسي، هذا النداء الذي جاء في وقته وأوانه لأنه كان في الحقيقة مطلبا وأمنية لكل الشعب بكل فئاته وطبقاته، عمّني الفرح واستبشرت خيرا. هذه الجموع الهادرة تطلب الخلاص من الفاشية الدينية الهمجية المسماة بالإخوان المسممين والانتهاء من الرِدة للعصور الوسطي والعودة للمسار الصحيح، لتعود مصر دولة مدنية علمانية يتساوى فيها الكل بلا تفرقة. وحين طلب الفريق أول عبد الفتاح السيسي الشعب بالخروج في 26 يوليو لتفويضه بالتصدي للإرهاب، أسرعت الملايين بتلبية النداء. حمدت الله أن الشعب قد قام بثورته الحقيقية المنبثقة عن إرادته دون تخطيطات أو ضغوط أجنبية كما حدث في فورة يناير 2011. ولكن بعد ما لاحظته من تطورات متتالية، والاطلاع على كل ما قيل ونشر في وسائل الميديا المحلية والعالمية تبينت الحقيقة، أننا ما زلنا كقطع الشطرنج تتداولنا أيادي اللاعبين دون إرادة حقيقية منا، بل نحن ننقاد ونُساق كالأنعام لنكون وقودا للثورات. اكتشفت وأرجو أن يكون ما اكتشفته غير حقيقي أن ما حدث في 30 يونيو كان بتدبير وتخطيط الدولة العميقة, من شرطة ومباحث أمن الدولة التي اُعتُدِى عليها بعُنف وسفالة، وقضاء شامخ حاولوا أذلاله وتحقيره وأخونة أعضائه، ومؤسسة عسكرية ومخابرات حاولوا القضاء على هيبتها، ووسائل الميديا المصرية التي حاول الإخوان الخلاص منها، وأنصار الحزب الوطني وأيتام المخلوع الذين تم إقصائهم من الحياة السياسية، ردا على فورة 25 يناير التي أطاعت بهم واعتلاها شرذمة الإخوان المسممين بالغدر والخديعة, الذين تناسوا كل الوعود وحنثوا بكل قسم وعملوا على التمكين بكل الطرق لأخونة كل مرافق الدولة.

أرى الآن محاولات دءوبة وممنهجة لتشويه كل رموز العلمانية اللبرالية وأحزاب المعارضة بلا استثناء ومحاولة وصمهم بالخيانة وإطلاق لقب الطابور الخامس عليهم. اتُهِم حزب الدستور بالعمالة ورئيسه محمد البرادعي الذي كان يطلق عليه أيقونة ثورة يناير بالتخاذل والعمالة الأمريكية الإخوانية لمجرد اعتراضه على استخدام القوة في فض اعتصامات الإخوان في رابعة والنهضة. قد يكون البرادعي له وجهة نظر تنبع من قناعاته، وقد يكون مخطئا في هذا التصرف ومعظمنا لا يتفق معه في ذلك خاصة وأنه قد اختار التوقيت الخاطئ للاستقالة من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية المؤقت، ولكن محاولة إلصاق كل النقائص به يدعو للتفكير والعجب. أيضا محاولات ممنهجة ومستمرة لجماعة 6 أبريل تصفهم بالخيانة والعمالة الصهيوأمريكية لأنهم قد تلقوا تدريبا أمريكيا صربيا في كيفية مقاومة الحكم الديكتاتوري وتهيئة الناس للثورة، قد يكون هناك أفراد منهم سيئوا النية أو غُرر بهم والآخرين وطنيون حسنى النية ولكن محاولة تشويه الجميع يدعو للتفكير والعجب. حزب الوفد العتيد، الحزب العلماني العتيق اتُهِم بأنه حزب بلا جمهور ولا مبادئ، قد يكون رئيسه السيد البدوي غير موفق في بعض توجهاته ولكن محاولة تشويه تاريخ وحاضر الحزب يدعو للتفكير والعجب. وحدث ولا حرج على ما أصاب حمدين صباحي وخالد على وعمرو حمزاوي من همز ولمز ونشكيك في كل مناسبة وبلا مناسبة، ألا يدعو ذلك للتفكير والعجب؟ حتى ذلك الرجل المثقف اللبق ذو الحجة والمنطق مصطفى حجازي، الخبير الدولي في مجال التطور المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي وحوكمة الكيانات الاقتصادية والاجتماعية، ويشغل الآن مركز مستشار الرئيس المؤقت للشؤون الاستراتيجية، يحاولون ضمه للطابور الخامس والعمالة ألا يدعو ذلك للتفكير والعجب؟ مقدمي برامج التوكشو الذين كان لهم باع طويل وتاريخ مشرف في مقاومة حكم الإخوان ومنهم على سبيل المثال محمود سعد ويسري فودة وريم ماجد وباسم يوسف الآن يصنفون كمارقين وطابور خامس لمجرد اعتراضهم على بعض التوجهات الآنية للحكومة ألا يدعو ذلك للتفكير أو العجب؟ كل أحزاب المعارضة والرموز اللبرالية والعلمانية الآن تحت مطرقة التخوين، وكل الأحزاب التي أنشئت على أساس ديني مرفوضة شعبيا, فماذا بقي لنا لتسيير عجلة العملية الديموقراطية؟!!

لا بأس أن تكون فورة 30 يونيو ردا لاعتبار الدولة العميقة ولا بأس من عودتها بشرط أن تكون عودة وطنية خالصة ولا نية لعودة مبارك أو أي من أسرته، لا لعودة الفساد وتزاوج السلطة برأس المال أوحكم حزب أو فصيل واحد، لا للأحزاب الدينية، ومرحى بدولة مدنية علمانية تؤمن بتبادل السلطة، ولا بأس من حماية الجيش لمكتسبات الثورة. قام الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعمل وطني رائع سيخلد اسمه في سجل عظماء التاريخ ولكن أرجو ألا ينقاد لجوقة صناع الفراعين الذين ينفخون فيه لخلق ديكتاتور جديد وأن يظل متمسكا بوعده كزعيم حامي لحقوق الشعب مكتفيا بقيادة الجيش ولا ينزلق لما يريدون. نرجو ألا نتجه إلى سكة الندامة بحكم بوليسي عسكري كما كنا قبل المخلوعين، ومرحبا بدستور يحدد الاختصاصات لكل سلطة من السلطات، ويعلى شأن المواطنة الحقيقية التي لا تفرق بين الناس بناء على النوع أو الدين أو الجنس بل يكون الكل متساوين في الحقوق والواجبات. فليكن طريقنا جليا مرسوم الخطوات يؤدى لسكة السلامة. وليعلم الجميع أن المارد قد خرج من القمقم ولا سبيل للسيطرة عليه غشا أو خداعا، خاصة وأن الشعب الآن قد تم التلاعب به مرتين في ثورات مصطنعة ولن يقع في الخية مرة ثالثة، فقد وعى الدرس وعركته التجارب ولن ينساق مرة أخرى وراء سراب وسيحافظ على مكتسباته والطريق إلى الميادين متاح ولن يستطيع أيا من كان الوقوف ضد إرادته. نتعشم أن يعي الشعب أيضا الدرس ويفيق من كبوته ويأخذ الزمام في يده ولا يدع أي قوى خارجية كانت أو داخلية اللعب به وبمقدراته.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الجياع على الفرعون بيبي الثاني
- سوريا كمان وكمان
- سوريا ومهزلة جامعة الدول العربية
- Home sickness المواطنة ومرض الحنين
- سوريا والخريف العربى
- لصحافة هنا.. والصحافة فى الأوطان:
- ذكريات الزمن الجميل
- يا صديقى كلنا مُغَفّلون
- حكايتى مع الإخوان
- أحموسيسى
- حركة ضباط يوليو 52
- من 19إلى 13 وما بينهما:
- فلسطين وجزاء سنمار:
- الفرق بين الدين والقومية
- فتحطين وحماسطين
- تضافر الجهود فى إخراج فيلم خطف الجنود
- صعيدى عتيد فى بلاد الجليد:
- الهزيان وازدراء الأديان
- البلاوى فى الفتاوى
- النصب .. فن لا يقع فيه إلا المغفلين


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - إلي أين نحن ذاهبون؟