أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - فاروق عطية - فتحطين وحماسطين















المزيد.....

فتحطين وحماسطين


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 01:13
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


تقول التوراة أن الفلسطينيين كانوا موجودين فى تلك البقعة من قديم الأزل ولكن الله عاقبهم لعدم طاعته وعبادتهم للأوثان, فسلط عليهم إبراهيم الخليل ومن عَبَرَ معه نهر الفرات ليقيموا ملك الله فى أرض الميعاد لكونهم شعب الله المختار, وبعد احتلال العبرانيون أرض فلسطين لم تنقطع صلة الفلسطينين بها, وتذكر التوراه فى جميع أسفارها الصراع الدائر بينهم وبين بنى إسرائيل. وبعد هزيمة نبوخذنصر لبنى إسؤائيل وهدم الهيكل وسبيهم عبيدا لبابل, عاش الفلسطينيون بجانب من تبقى من الإسرائيليين فى وطنهم فلسطين. وعندما جاء السيد المسيح فى عهد هيرودس البنطى برسالة السلام إلى العالم أجمع, إنتهت أسطورة شعب الله المختار, وأصبحت رسالة الله موجهة للعالم أجمع وبالتالى صار لا وجود لأرض الميعاد. وعاش الإسرائيليون والمسيحيون معا فى فلسطين تحت حكم الرومان حتى ظهور الإسلام. وحين غزى العرب بلاد المقدس كان يعيش فيها أغلبية مسيحية مع أقلية يهودية. وكعادة الغزاة العرب باستعمارهم الاستيطانى القمعى تحولت فلسطين إلى أغلبية إسلامية وأقلية مسيحية والقليل من اليهود. وبذلك تحقق ما جاء فى سفر التكوين 12: 14 ـ 15 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ, بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا, لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ". فالكل فى فلسطين يهود ومسيحيون ومسلمون وارثى فلسطين هم حقا من نسل إبراهيم.
سبق اليهود إلى فلسطين منذ زمن بعيد قبائل الفلستيين الذين سميت البلاد على إسمهم, وهناك أيضا الكنعانيين الذين نزحوا من غرب جزيرة العرب فى زمن مبكر عندما تفرقت قبائلهم فى الأرجاء ليعطوا إسم أرض كنعان على امتداد الساحل الشامى شمال فلسطين وهى المنطقة التى أسماها الإغريق فينيقيا. والفلستيين هم القبائل التي استوطنت شاطئ فلسطين الجنوبي الغربي في القسم الممتد من غزة إلى يافا شمالاً, وهم من شعوب البحر. ولقد ورد ذكر الفلستيين في عدد من المصادر المصرية, خصوصاً على اللوحات الجدارية لمدينة هابو من أيام رمسيس الثالث, وسماهم المصريون «بلست». كما ورد ذكرهم في السجلات الآشورية في صيغتين متقاربتين «بلستو» و«بالستو». ومن هنا جاء اسم «الفلستيين» نسبة للتسميات القديمة. جاء الفلستيون من بحر إيجه حوالي عام 1194 ق.م. كان رمسيس الثالث قد صدَّهم عند محاولتهم غزو الساحل المصري. وتدل الرسوم التي وُجدت على البناء التذكاري الذي أقامه رمسيس على أصولهم اليونانية الأوربية, كما يدل الخزف الذي أدخلوه فلسطين على أصولهم الكريتية. ويطلق عليهم أيضا الكفتوريين نسبة لجزيرة كفتور التى هى الآن كريت.
وعندما فرضت الوصاية البريطانية على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى والسماح بعودة اليهود للاستيطان بفلسطين بوعد بلفور, ثار العرب على تغلغل اليهود فى البلاد وقامت الحرب بين العرب واليهود ( 1948) وحدثت النكبة وصدرت قرارات التقسيم ليكون لإسرائيل أقل من 50% من البلاد, رفض العرب قرارات التقسيم, وسرنا من رفض إلى رفض حتى صرنا اليوم نحلم بعودة أقل من 20% من البلاد لقيام الدولة الفلسطينية. ومن ذلك نرى أن حق الفلسطينيون واضح فى وطنهم وثابت تاريخيا وجغرافيا ومثبت فى الكتب السماوية أيضا.
في 1 يناير 1965 أُعلنت انطلاقة حركة فتح بتأييد وتعضيد من جمال عبد الناصر, وهى من أولى حركات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي, وقد ارتبطت فنح بقائدها ياسر عرفات حتى وفاته عام 2004. وحركة فتح (اختصار معكوس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني), وهي جزء رئيسي من الطيف السياسي الفلسطيني وأكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وفى 6 ديسمبر 1987 ظهرت إلى الوجود حركة حماس بتأييد وتعضيد الشين بيت الإسرائيلى من إجل إضعاف منظمة التحرير الفلسطسنية, بقيادة مؤسسها الشيخ أحمد ياسين, "يقول المحلل الاستراتيجى فى وكالة المخابرات الأمريكية مارثا كيسلر: شاهدنا إسرائيل تساند الحركات الإسلامية فى مواجهة الحركة الوطنية". و"حماس" هى إختصار لحركة المقاومة الإسلامية. وفي الانتخابات التشريعية التى جرت فى 25 يناير 2006 خسرت حركة فتح أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني لصالح حركة حماس.
وكعادة الأخوان المسممون ومن يتبعهم ويسير على نهجهم, بدأ نفوذ المتأسلمين يأخذ طريقه الممنهج لأسلمة القطاع وحكمه بما يرونه تطبيقا للشريعة ووضح ذلك جليا فيما حدث على أرض الواقع الفلسطين الجريح, بداية من تهديد تنظيم سيوف الحق بقطع رءوس مذيعات تليفزيون فلسطين وذبحهن من الوريد للوريد اذا لم يلتزمن بارتداء الزي الاسلامي‏, ووصفهم ما تقوم به المذيعات بأنه ممارسة للفساد الاعلامي‏.‏ ثم تترى أخبار الاقتتال بين تنظيم حماس الإسلامى ومنظمة فتح الذى انتهى بأبشع صور المجازر البشرية وعلى رأسها صورة قتل سميح المدهون التى بثتها وكالات الأنباء حيث قتل بمئات الطلقات حتى صارت جثته كومة من اللحم المفروم بين التكبير والتهليل كأنهم يقومون بذبح دجاجة وليس اغتيال نفس بشرية حرم الله قتلها, بالإضافة لإلقاء البشر من الدور الخامس عشر كأنهم جرزان وليسوا آدميين. وقد وصل عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة للمواجهة الدموية الي‏ 116 قتيلا و‏550‏ جريحا.‏ وقد شبه سامى أبو زهرة القيادي في حماس سقوط قلعة الوقائي بيد حماس‏‏ بفتح مكة علي يد الرسول, كما صرح أحد المتحدثين من حركة حماس في لقاء تليفزيوني قوله‏:‏ نحن أمام خيار القتال أو الاقتتال‏!! القتال هو مع العدو الصهيونى أما الاقتتال بين الأخوة هو ما اختارته حماس.
‏ لقد تضاءلت جرائم جنرالات جبش الاحتلال الصهيونى مع كثرتها وبشاعتها أمام ما ارتكبه السفاحون والمتآمرون والخونة من قادة حماس‏, فقد بث تليفزيون الأقصي التابع لحماس صورا لعشرات من جنود وضباط الأمن الوقائي وهم بملابس داخلية ويرفعون أيديهم علامة علي الاستسلام‏ بينما عناصر القسام تطلق النار فوق رؤوسهم بطريقة مذلة ومهينة‏‏, كما أقام الآلاف من أنصار حركة حماس احتفالات صاخبة في الشوارع في الوقت الذي هرب فيه أنصار حركة فتح من غزة إلي الضفة الغربية ومصر. بشري للعرب وللمتأسلمين أجمعين‏ وهنيئا لهم هذا النصر المظفر الذي حققه أشاوس حماس في غزة ورفح وخان يونس‏ لقد دمروا كل مواقع العدو‏ الفتحاوى وأسروا معظم قيادته واستولوا علي أسلحتهم‏ واقتادوهم في شوارع المدينة بعد أن نزعوا عنهم معظم ملابسهم امعانا في الإذلال والمهانة‏ بينما جثثهم ملقاة في الطرقات بعد أربعة أيام من قتال شرس بالهاون والصواريخ وقذائف الـ آر‏.‏ بي‏.‏ جي المضادة للدروع‏ تحولت فيها معظم أحياء غزة إلي مناطق عسكرية يحظر الخروج إلي شوارعها لأن من يخرج سوف يقتل‏.على الذين لم يفهموا الدرس أن يعوا أن وجود حماس في السلطة علي جثث أشقائهم الذين سبقوها إلي النضال الفلسطيني عمل اسلامي مشروع‏ يحقق مشيئة الله بسبق النصر علي أعداء الاسلام ويقود إليه‏ حتي وإن تأخر ألف عام‏!‏!. الحقيقة أن حماس كسبت الحرب على العدو الفتحاوى لكنها ضيعت القضية الفلسطينية ودفنتها في التراب للأبد لأن مافعلته يعني فصل الضفة الغربية عن القطاع وهو أمر كانت تسعي إليه اسرائيل منذ زمن‏, لكن حماس قدمته لها علي طبق من ذهب, ونسف أي آمال في تسوية سلمية في الأمد الزمني المنظور‏, فقدأعطت الإسرائيليين كل الأسانيد التي تؤكد صدق ادعاءاتهم بعدم وجود شريك فلسطيني‏ لأنهم مشغولون بحربهم الأهلية ولا وقت لديهم للتعامل مع القضية‏. هنيئا لأهل فلسطين فمنهم من يعيش فى اسرائيل ويطلق عليهم فلسطينى 48‏, والآن لهم دولتين تحت الإنشاء دولة رفعت أعلام حماس الخضراء وتسمى حماسطين، والأخرى تحت سيطرة فتح وتسمى فتحطين, ومن طين إلى طين يا قلبى لا تحزن ..!!.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضافر الجهود فى إخراج فيلم خطف الجنود
- صعيدى عتيد فى بلاد الجليد:
- الهزيان وازدراء الأديان
- البلاوى فى الفتاوى
- النصب .. فن لا يقع فيه إلا المغفلين
- ألقاب ورثناها وألقاب تداولناها
- الحِلم بين الكتاب والشعراء والساسة
- آدم يرُدّ عن نفسه أضطهاد المرأة
- الأزمة وثقافة الجزمة
- متاعب المرأة فى كل زمان
- المرتب الطاير بين فقراير ومُرسيراير
- وحشتونى
- فى نتظار أحمس جديد لطرد هكسوس العصر
- الهكسوس بين الماضى والحاضر
- طرقات على جدار الذاكرة
- باطل ألأباطيل الكل باطل وقبض الريح
- أنفاق الفوضى المظلمة
- نفاق الفوضى المظلمة
- المد الإسلامة والخريف العربى
- العنصرية بين الدولة اليهودية ومؤتمر القمة الإسلامية


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - فاروق عطية - فتحطين وحماسطين