أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الحِلم بين الكتاب والشعراء والساسة















المزيد.....

الحِلم بين الكتاب والشعراء والساسة


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 07:31
المحور: كتابات ساخرة
    


أتذكر أننى حين عرّفتكم بنفسى لأول مرة أننى قلت: أنا عمكم أبو العربى, كاتب عجوز قد تعدى عمرى السبعين, ولكنى لن أبح لكم بكم من السنين حتى لا يظن البعض أننى قد بلغت من العمر أرزله, وما أقوله مجرد تخاريف رجل هك او بعض توهان رجل مسن لا يقدر لما يقول معنى. ومع ذلك فانا لست بهذا الكبر فلم أعاصر الخديوى عبد الشكور ولا الخديوى عبد السميع, ولم أعى فحت القنال أو هوجة عرابى ولا أدبيات عبدالله النديم. وما اتذكره أننى عاصرت جلالة الملك المعظم فاروق الاول ملك مصر والسودان فى الصغر, وأننى سرت فى المظاهرات هاتفا الاستقلال التام أوالموت الزؤام, ولوانى لا أدرى ما هوالموت الزؤام فى الصبا, وعاصرت سلاطين المماليك الجديدة فى الشباب وحتى الكبر ـ أقصد الجمهوريات ـ فأحيانا يختلط علىّ الأمر بين الجمهوريات وعصر المماليك لما بينهما من تشابه من حيث عبرة التاريخ. فقد اتسم عصر المماليك ببقاء السلطان جاثما على عرش السلطانية حتى يقوم عليه مملوك آخر أكثر قوة ويعلقه على باب زويلة ويتسلطن بدلا منه إلى أن يُفعل به كما فَعل هو بسابقه, وهذا أيضا ما لاحظته على عصر الجملوكيات. فقد ظل نجيب فى السلطة حتى اعتقله ناصر وحدد إقامته بقصر زينب الوكيل, وظل حبيسا إلى أن توفاه الله. وتسلطن ناصر على العرش حتى مات متأثرا بنكسة يونيو التى قضت عليه, أو كما تقول أم العربى فى خبث أنه مات مسموما بنفس السم الذى دسه للمشير عامر. بعده تسلم السلطان أنور السادات السلطانية وظل متسلطنا حتى اغتيل فى يوم المنصة الشهير. كما ظل المخلوع ينهش فى لحمنا وعظامنا حتى انخلع بفعل الفورة الشبابية التى ركبها ألأخوان المسممين كما يُركب الحمار, ولا أدرى ما تخبئه الأيام والليالى للسلطان الحالى الموكوس الذى أحال أحلامنا إلى كابوس, الستم معى أنه عصر مملوكى جديد لم نخطط لبدايته ولا ندرى ما هى نهايته..!! قلت أيضا أننى رجل حالم أى كثير الأحلام أحلم بالطبع دائما وانا نائم واحلم كثيرا وانا متيقظ وأحيانا أحلم وأنا أحلم فيختلط على الأمر فلا أدرى إذا كان ما يحدث أمامى وما أراه حقيقى أو أضغاث أحلام..! وفى هذه الأيام التى يكتنفها الغموض لا أدرى إذا ما كان ما أراه أحلاما أم كوابيس.
رحت أفكر فى الأمر مليا, لماذا أنا هكذا؟ أهو مرض وراثى أم السحلية مرت على رأسى أثناء الطفولة؟ وهل أنا الكاتب الحالم الوحيد أم هناك مثلى الكثير؟ وبعد الفحص والمحص واللتفكير إكتشفت أن معظم الكتاب إن لم يكن كلهم حالمون. فعلى سبيل المثال لا الحصر: الكاتب المعروف حمدى قنديل الذى يكتب تحت عنوان قلم رصاص هو أيضا رجل حالم فهو يتصور أن كلماته التى يخطها تنطلق من قلمه كالرصاص فتصيب معارضيه فى مقتل, لدرجة أننى حين أقرأ مقالاته أضع الصفحة بعيدا عن رأسى وقلبى توقيا لرصاصاته التى اكتشفت فى النهاية أنها رصاصات فشنك لا تضر ولا تؤذى, مجرد سبوبة يتعايش من طلقاتها. أيضا زميلنا الكاتب المهجرى أكرم سليم الذى يكتب تحت عنوان رصاصة حبر هوأيضا كاتب حالم يتصور أنه لا يحمل قلما إنما يحمل مسدسا يرش على القراء طلقات من الحبر ليصدمهم فى أفكارهم علهم يستيقظون, وعندما تعييه الحيل فى ذلك يلجأ إلى الهمز والرمز فى حمورياته فيجعل الحمار يتكلم بدلا من النهيق ولكن لا حياة لمن يتادى وفى النهاية اكتشفت أن رصاصاته من الحبر الأبيض كالحليب الذى لا يؤذى ولا يضر.
أما الشعراء فهم أيضا حالمون فعلى سبيل المثال لا الحصر, نرى عنترة بن شداد يتقمص دور الطبيب الحاصل على زمالة الجراحين البريطانية فيقول:" وسيفى كان فى الهيجا طبيبا ... يداوى رأس من يشكوالصداعَ". وشاعرنا العكروت أبونواس يتقمص دور فرويد فى تفسير الأحلام فيقول:"رأيتك فى المنام تشُد حلّى... وتفسير المنام فيك أفش غلّى", ولم يكتف بتقمص شخصية فرويد فقط بل يعارض نظرية الجاذبية لنيوتن حين يأمره هارون الرشيد بالنوم بعيدا عن غلامه أبى طوق ويُضبط متلبثا بمضاجعةغلامه فيقول:"هزنى الشوق إلى إبى طوق ... فتدحرجت من تحت إلى فوق". أما شاعرنا الحالم أبوالطيب المتنبى فقد جعل منهل الماء ذو مشاعر وأحاسيس إنسانية حيث قال:"إذا اشتاقت الخيل المناهل أعرضت .. عن الماء فاشتاقت إليها المناهل"
أما الساسة فكلهم حالمون طامحون بل طامعون, كل يرغب فى السلطة والجاه والصولجان, حتى السيئ الرقيص الدكتور الشيخ الحاج الباشمهندزمرسى العياط ذلك الاستبن الأبله الذى جاء للسلطة بالصدفة البحتة وبدون سابق إنذار, نراه رغم جلوسه على أعظم العروش منذ فجر التاريح ـ عرش مصر ـ الذى جلس عليه مينا وسنوسرت وزوسر وأحمس وتحتمس وأمنحوتب وإخناتون وحتشبسوت وخوفو وخفرع ومن كاو رع وكليوباترا وصلاح الدين وشجرة الدر وأيبك ومحمد على وعائلته العلوية من الخديوى عبد الصبور حتى مليكنا المعظم فاروق( لم أذكر الملك أحمد فؤاد الثانى لأنه تملك طفلا قبل الخلع ولم تطأ مؤخرته عرش مصر), كما جلس عليه بعد حركةالضباط ناصر والسادات ومبارك ـ فهولا يحس بعظمة وقيمة هذا العرش ويحلم بالجلوس على عرش الخلافة ليكون أميرا للمؤمنين ويبحث لنفسه عن لقب للخلافة يلقب به كعادة الخلفاء ويسرنى أن أهديه اللقب المناسب لشخصيته ألا وهو أمير المؤمنين أعوذ بالله مرسى العياط. هو يحلم بعودة الخلافة منتظرا تعثر بغلة فى العراق ليقيل عثرتها أومجاهدة نكاح تونسية ذهبت لسوريا للجهاد نكاحا بين صناديد الجيش الحر وبعد جهادها المقدس مع فريق منهم لم يدفعوا لها أجرها فتصيح وا مرساه فيهب لنجدتها, ويحلم بدوام فتح الأنفاق بين مصر وغزة لتهريب التموين المدعّم المسروق من أفواه المصريين والسولار المهرب رغم تقاتل المصريين للحصول على قطرات منه, والسيارات التى دفع فيها مالكيها دم قلوبهم وسرقت وتهرب جهارا نهارا خلال تلك الأنفاق, غير والسلاح والمخدرات والإرهابيين الذين يعبرون منها إلى مصر لتخريبها’ ولا يرى فى ذلك غضاضة لأنه ذو فائدة تعود على أهله وعشيرته.
ورغم ذلك فسأظل أحلم,أحلم بشعوب تهب من الخليج إلى المحيط تطرح عنها ثياب الذل والخنوع وتطالب بالديموقراطية المستحقة والحقيقية، ننتزعها بأيدينا من مماليكنا بدلا من فرضها علينا ممن يطمع فى ثرواتنا. إننى أحلم وسأظل أحلم إلى أن تدب الروح فى الجثة الهامدة وتعود الديموقراطية من جديد.




#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم يرُدّ عن نفسه أضطهاد المرأة
- الأزمة وثقافة الجزمة
- متاعب المرأة فى كل زمان
- المرتب الطاير بين فقراير ومُرسيراير
- وحشتونى
- فى نتظار أحمس جديد لطرد هكسوس العصر
- الهكسوس بين الماضى والحاضر
- طرقات على جدار الذاكرة
- باطل ألأباطيل الكل باطل وقبض الريح
- أنفاق الفوضى المظلمة
- نفاق الفوضى المظلمة
- المد الإسلامة والخريف العربى
- العنصرية بين الدولة اليهودية ومؤتمر القمة الإسلامية
- حكايتى مع النظام 4- ( أنور السادات ):
- الخلط بين الديانة والقومية
- النصب بين الأمس واليوم
- آنست يا دك...تووور
- أنا مسيحى سافل ولى الشرف
- جامعة الدول العربية وشفرة النهاية.
- العرشزوق والرئيس الملزوق


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الحِلم بين الكتاب والشعراء والساسة