أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - المليشيات وفلاتر القتل والجريمة














المزيد.....

المليشيات وفلاتر القتل والجريمة


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 22:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صرح مسؤول امني في وزارة الداخلية لجريدة "الى الامام" عن أنتشار جرائم قتل النساء بائعات الجسد في بغداد خلال الأسابيع الماضية. وقد قال بأن هناك ميليشيات مكلفة بهذا الأمر تقوم باستدراج النساء من المناطق المنتشرة فيها بيوت السمسرة التي تأوي بائعات الجسد كمناطق البياع وزيونة، حيث يتم الأتفاق معهن على المبيت وبعد مجيئها يتم قتلها خنقا ورمي جثتها في مناطق أطراف بغداد، وحسب تصريح المصدر الأمني والذي رفض الكشف عن اسمه انه تم العثور لحد الان على عشرة جثث لنساء مغدورات، حيث يتم تصفيتهن تحت مسمى القضاء على بيع الجسد. لقد كتبت في اعداد سابقة عن ظاهرة قتل النساء وكان مقالي السابق المنشورة في جريدة الى الأمام حول بائعات الجسد. ان ظاهرة بيع الجسد متفشية في عموم العراق لا بل في العالم اجمع، لكن ان توضع حلول بالقتل ومن قبل عصابات مبرمجة على القتل والابادة هذا ما استفرد به الواقع في العراق..
ان قتل النساء وانهاء حياتهن وادراج الجريمة ضمن ملف القضاء على ظاهرة البغاء وبيع الجسد ما هو الا جريمة منظمة من قبل ميليشيات مختصة ومدعومة هدفها الاساسي ارهاب المراة وارهاب المجتمع.. هذه الجريمة شحذت ذاكراتنا الى عام 2000 عندما امر عدي صدام حسين بذبح العشرات من بائعات الجسد بأديادي "فدائي صدام" امام مرأى العالم وفي وضح النهار. ولكن لماذا "بائعات الجسد"؟ لان ليس هناك من يدافع عنهن وليس هناك طرف او قانون يحمي من انتهكت كينونتها وانسانيتها لتأتي ميليشيات تكمل مهمتها بأنهاء حياتها. والنقطة الاخرى ايضا ان المجتمع معبأ ضدهن تحت وابل من الافكار والتصورات الاخلاقية البعيدة عن الواقع المر الذي دفع اولئك النسوة بالقبول في عمل لا يعرف مرارته وألمه الا من يمارسه. وفي ظل تراجع المجتمع على الصعيد الفكري والسياسي والاجتماعي والامني يكون قتل بائعات الجسد اسهل من شرب الماء..
ان ظاهرة القتل ليست مكتسبة انها تاثير لانتماء الميليشيات الاجرامي وارتباط يتعمق بتسيير هذه الفئات ووعيها، وقد اكسبت قوانينها وشرعة وجودها وسياساتها من أنظمة الحكم الدينية الذي تبحث عن التحريم والمنع في مفاصل وجود المراة وحياتها... لقد تضاعف اجر الجريمة وتضاعف استهتار مرتكبيها بمضاعفة الاجر والثواب.. ان زراعة مفهوم القضاء على الاخرين وأنهاء حياتهم تأصل عند هذه الجهات العصاباتية وتعلق القتل بهم.. وصارت تصفية الأجساد عندهم امر طبيعي ومستساغ له نكهة رضا اللـه ورضا الحكومة، ورضا الدولة الاسلامية التي ينشدون اقامة قلاعها على جثث النساء والاطفال... ان مايصل لنا من اخبار وحقائق وتعليمات من مختلف الوسائل الاعلامية او المصادر الامنية والتي صارت واقع حال كغذائنا اليومي.. لينبري القاصي والداني في احاديث لا تحمل في طياتها حلول وهي لا تمثل عشر ما تمر به النساء وما تعانيه.. نحن امام مواجهة لعدة محاور الحرب والتفجيرات، وتاريخ الحصار الجوع والعوز والظلم واليتم والاضطهاد وعوامل انتاج مهنة بيع الجسد ورواجها، كل هذه الاسباب واكثر منها تنتج مهنة بيع الجسد وتنتج اسباب سحقهن والاستغلال اللاأنساني الذي يرمي بالنساء في غابة الالم والمجهول.. يتم التعامل معهن ومواعدتهن للمبيت او غيره ويتم استدارجهن للاطراف المدن التي تحكمها المفاهيم المتعصبة.. وشوارعها تحتضن الجريمة بشوق كبير معانقة مرتكبيها باحضان تطمائنهم وتثني عليهم..
ان نكهة قتل بائعات الجسد تجعل لذة ارتكاب الجريمة امر طبيعي وتختص بمذاق الحسنات والذهاب للجنة بقرب أصحاب الاحزمة الناسفة واصحاب المفخخات.. هكذا يجمعون شباب حول الميليشيات وهكذا يخطبون بعقولهم ويتم تصنيف الخطبة. من يجب ان نقتل ومن يجب ان ندعم.. وعلى اولويات لائحة رضا اللـه تصفية النساء ولنبدا ببائعات الجسد.. كل يوم يكفرون لنا جهة وكل يوم تلقى الجثث وترمى.. ولا يزال شلال مكرفون الصالحات والحسنات يحسب لنا عدد المحرمات التي تبطل لنا الايمان وتسرق الحسنات.. اليوم في بغداد وغدا ستنتشر الظاهرة لتشمل كل مدن العراق..
لقد قلناها الف مرة ونعيدها ان مهنة بيع الجسد تنتهي عند انتهاء المشكلة الاقتصادية للمراة.. مهنة بيع الجسد لن تحل بانهاء حياة النساء.. بيع الجسد ينتهي بانهاء العمل الماجور.. وانهاء التمييز الذي يصب في قوالب التشريع.. مليون ومليون مرة نعيدها.. وهذا هم جديد يضاف لهموم المراة في العراق.. الميليشيات تقوم باصطياد النساء كما تصطاد وحوش الافتراس في الغابات.. ليتوظئ القاتل ويتعوذ من الشياطن الرجيم.. يمسح بماء الجريمة جبينه وينظف السكين.. استعدادا للارتكاب جريمة جديدة وتحت نفس العنوان.. ونفس الاسباب تسباح الانسانية وتنتهك النساء والاطفال والبشرية.. طالما هناك جريمة منظمة تستهدف العمل وتستهدف النساء وتستهدف الارهاب والتعنيف.. أتراها الجهات التي أختصت بالحكم وأختصت بالقوانين وتشريعها تلعب لعبة لست أدري، أم لعبة سأدير ظهري وأمشي. وأكمل لعبتك وكأنني لا أدري.. أم تراها تطبطب على أكتاف الجناة وتضيع مناديل البراءة في جيوبهم.. الى متى تبقى النساء تتحمل جريمة هدفها الأبادة والترويع.. لاينقصنا إلا أن توضع عند جثة كل أمرأة مغدورة قطعة قماش تخاطب القتلة ويكتب عليها بوركت جهودكم الصالحة ومأواكم الجنة.. أقتلوا بائعات الجسد ولكم الجواري أطنان وأعداد لاتحصى.. وصاحب الدعوة يمنحكم الدخول بكم أمرأة قتلتم ورميت الجثة بطريقة بشعة.. وهكذا سيصرخ رجل الدين بكم في كل مرة أكشن لأعادة المشهد وأعيدوا على النساء الكرة.. جثث النساء ترمى وتدهن بمصالح الأديان والسياسة بمطهرات البترودولار ومطهرات الفتاوي وتعقيمات أخرى.. عقمت أدمغة الميليشيات والعصابات وأصحاب الجريمة..
********************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلعي الحجاب ولاتترددي
- غالبيتهم من النساء.. 97 مليون عربي يعانون من الأمية والجهل
- لنفنح الابواب ونخرج
- حي على النكاح .... حي على السرير
- الطيبون للطيبات والمدرسون للاولاد والمدرسات للبنات
- الوزيرة أبتهال كاصد ترويج العنف ضد المرأة
- اسقاط نظام حكم الاىسلام السياسي هو شعارنا...... الطائفية وال ...
- هروب السجناء بين ارهاب الحكومة وبين الارهابيين
- بيع الجسد بين المواعظ الاخلاقية وسحق الاحتياجات المادية ظاهر ...
- أرهاب الختان.. في مواجهة النساء في كردستان
- هذه المرة النساء العاملات.. دولة القانون الى اين
- يوم الارامل العالمي
- افتراس القاصرات وغيبوبة السرير
- تساقط أوراق الاسلام السياسي
- أحكام وقوانين التمييز لن توقف النضال التحرري للمرأة
- أتفاقية السيداو ينسفها حق الدول الأعضاء في التحفظ على بعض مو ...
- العاجل في كردستان بطيء وآجل
- حوار الجسد هاجسهم الوحيد.. حلولهم أقتصرت على التصفية والقتل ...
- التطهير الطائفي يعصف بمكتسبات المرأة في العراق
- حصاد الدم العراقي في بستان الطائفية


المزيد.....




- ماذا يعني انعدام الأمان بالنسبة للنساء؟
- زينب معتوق ضحية جديدة للعنف الأبوي في لبنان
- “لولو راحت للدكتور!!”.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 WANASAH ...
- كيفن سبيسي يواجه اتهامات جديدة بالاعتداء الجنسي
- سجل بسرعها!!.. طريقة التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 والشر ...
- تونس.. اعتقال الناشطة ضد العنصرية سعدية مصباح
- سجلي واحصلي على الدعم.. تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت 2 ...
- رابط التسجيل في منحة منفعة الأسرة 2024 عمان… وشروط التسجيل
- كوريا الشمالية.. وفاة -مهندس تقديس الأسرة الحاكمة-
- -المرأة قادرة-.. ضابطة حفظ سلام تونسية تفوز بجائزة أممية


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - المليشيات وفلاتر القتل والجريمة