الوزيرة أبتهال كاصد ترويج العنف ضد المرأة

منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 23:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

كنت أعرف مسبقا بأني سوف ألتقي كثيرا مع وزيرة الدولة لشؤون المرأة في العراق، الوزيرة أبتهال كاصد كعادتها تتربع على مركز تنفيذ خطط مدروسة وموقعه من قبل مستوزريها ومن قبل حزبها الذي تنتمي اليه. وهذه ليست المراة الاولى ولن تكون الاخيرة في خطوات سباقها على دكة غسل الموتى لندب ما تندبه هذه الوزيرة بحق قضية المراة في العراق.. هذه المرة كشرت عن انيابها بالطائفية وبنفس عالي الشهقات وواضح كل الوضوح، بكاميرا الطائفية وبالتقنية الدينية العالية أعلنت الوزيرة ترحيبها بقرار مجلس الوزراء، الذي اقر بتحديد يوم الاول من صفر من كل عام (يوما اسلاميا لمناهضة العنف ضد المراة في العراق).. وحسب ما ورد في الخبر عن وكالة العراق (اين) ان ثلاث حكومات محلية اعلنت يوم الاول من صفر يوما اسلاميا لمناهضة العنف ضد المراة، وهي الحكومات المحلية في النجف وذي قار وبابل، وقد عللت السيدة الوزيرة عن أختيار هذا اليوم كون أن حرم الرسول تعرضن للسبي والأنتهاك الأنساني بعد واقعة الطف في كربلاء..
الوزيرة أكدت على رفض الأسلام لكل اشكال العنف ضد المرأة ولم توضح الوزيرة ماهو العنف في أجندتها.. أليس تشريع تزويج القاصرات عنف ضد المرأة.. أليس فرض الحجاب بالأجبار عنف ضد المرأة.. أليس قانون تأديب الزوجة والطفل عنف ضد المرأة.. أو ليس أنتقاص عقلها وعلمها وثقافتها وأعتبارها نصف شاهد في المحاكم عنف ضد المرأة.. أو ليس حرمانها من الأرث أو عدم مساواتها بالذكر فيه عنف ضد المرأة.. أو ليس تعدد الزوجات من أخطر انواع العنف ضد المرأة والأسرة بشكل عام.. أليس رجم المرأة وحجرها وهجرها عنف ضد المرأة.. ناهيك عن الأشكال الأخرى من العنف التي لا يجرمها الدين ولا رجاله أن لم يقدموا لها الدعم.. كحرية أختيار الشريك والقتل المسمى غسلا للعار وختان الأناث وغيرها الكثير الكثير.. لا أريد الغوص أكثر في بحر العنف الذي يغرق المرأة ويصب لعناته عليها كل يوم بل كل ساعة..
وزارة الدولة لشؤون المرأة تعلن عن طائفتيها على لسان وزيرتها وتقسم المرأة على اساس هويتها الطائفية مضافا الى التقسيم على اساس الجنس. العنف الذي يطال المرأة لايعرف بالهوية الطائفية ولايمكن لنا أن نوقفه بالطائفية.. فالطائفية هي بالأساس عنف موجه ليس ضد المرأة فقط بل عنف موجه ضد الأنسانية برمتها.. الطائفية عار على الأنسانية فكيف لنا أن نتخذ منها منهاجا للتصدي لمناهضة العنف ضد المرأة.. الطائفية سلاح بيد الأسلام السياسي لأنهاء أنسانية المراة وتدمير وجودها..
الوزيرة تبارك لدولة القانون أقرارها يوما اسلاميا لمناهضة العنف ضد المراة.. نراهن كثيرا وزيرات القادة الاسلاميين.. وزيرات الركعة والصلوات الخمس.. وزيرات عدم الخروج الا باذن من الزوج.. ووزيرات الرجل القوام صاحب السلطة والقرار نراهن كثيرات.. يحاولن سرقة مكتسبات نضال المراة.. لكن قصة نضالنا لن تنتهي وسنواجه المئات والالاف من امثال الزيدي.. سنفعل كما فعلت شهرزاد بمواجهة الموت حتى لو تناسل وانجب لنا الاسلام السياسي مليون شهريار.. سيولد في رحم قضيتنا ملايين وملايين من شهرزاد.. ابتهال كاصد وزيرة لفرض الحجاب وتزويج القاصرات.. وزيرة النساء المساقات الى سرائر المتعة.. المسروقات الى غرف النكاح والخلوة الشرعية.. وزيرة جواري ومحضيات سلاطين لعبة الطائفية والزيارات.. سيدتي الوزيرة لن يثمر مسعاك هذا.. ولي كلمة اريد ان اقولها لك وعلى طريقتك الدينية.. سلام علينا نحن النساء يوم ولدنا ويوم صار التحرر صمام طريقنا وشريانا الابهر ونبض خلاصنا.. دورتنا النضالية تزداد رسوخا وقوة.. ووقودنا من اعماق صبرنا.. ومن ايماننا بقضية تحررنا ومساواتنا واصرانا.. سننحت عالمنا الافضل.. بدون باجات تحدد الجنس والعرق والدين.. بدون باجات الطائفية.. عالمنا الافضل النقي الصارخ بصوت العدالة والانسانية بلا تمييز او تهميش.. أصواتنا لن يتعبها النواح ولن يخرسها العنف الديني المتستر بالسياسة.. تحت الجبب الفكرية لأمثالك.. وزيرة الهلوسة والهذيان.. العنف اساسه وجودك.. الذي يلعلع بالتخلف ويملي علينا حماقات التراجع للوراء ويريد رمينا خارج خارطة التطور والبناء..
****************
الامضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم

#منى_حسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل