مسعد خلد
الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 21:45
المحور:
الادب والفن
بجانب قناة لتصريف المياه الفائضة من عين سرطبه، الى وادي خزانِه الذي يتفرع من وادي "أبو علي" المنحدر من منطقة الجرمق، والذي يحيط بخربة سرطبة، ثم يتحد غربا مع وادي الحبيس، نمت غرسة زيتون بريّة، من نوع (المليصي). وكانت القناة واقعة في أرض "أبو محمد خالد"، فاقترح عليه أحد الجيران، أن يطعم له تلك الغرسة، بقلم من زيتون سوري أصيل، أحضره من زيتون الرامه المشهور، شرط أن يصبح المنتوج مناصفة بينهما. وأضحت تلك الشجرة المباركة، مضربا للمثل في الأمانة، لأن الأمانة هي مفتاح الرزق! ولكون الشجرة (مرويّة على العِرْق)، من ماء عذب زلال، أعطت منتوجا فاق الخيال، فذاق الشريكان خيرها، بثقة وهداة بال! ومرّت الأيام، وانتقل الجار الى جوار ربه، فخطرت شجرة الشراكة ببال ابنه، فاتفق مع "نمر الضايع"، وهو أحد بخلاء القرية ومناحيسها، على أن يكون (شـَنـّيك) الى جانبه، فيُزايد على سعر الشجرة، كأنه سيشتري حصة ذلك الشاب من الزيتونة، وبهذا يضطر صاحب الأرض، لدفع مبلغ أكبر، خاصة عندما يعلم، بأن نمر سيصبح شريكا له!
وبعد أن عرض الموضوع، على صاحب الرزق، توجّه أبو محمد، الى دار جاره في حارة العزاميّه، بمرافقة الشيخ محمد الحسن، وبعد تهديد ووعيد، (أقرّ وَهَرَّ كل ما في العديلِه) .. وعندها حكم المرحوم "الحسن"، الذي اشتهر بشرع الحق، ولو على نفسه، وعلى أقرب الناس اليه، بأن يدفع صاحب الشجرة، مبلغا معينا، ثمن حصة ابن مُطـَعـِّم الشجرة، وبذلك انفك قيد المباركة، من بين أنياب الطمّاع، ولذلك قيل :"الطمَع فرَّق وما جَمَع".
#مسعد_خلد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟