أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - اللي بِنْسى أهلو، بِنْسى أصلو














المزيد.....

اللي بِنْسى أهلو، بِنْسى أصلو


مسعد خلد

الحوار المتمدن-العدد: 4145 - 2013 / 7 / 6 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


أحيانا تلازم الواحد منا فكرة ما، تلاحقه أينما حل، قبل النوم وبعده، أثناء العمل والاستراحة، في الصباح والمساء، في الأفراح والأتراح، فيـُمسي الإلحاح واقعا، يتوجب أن يرى النور، في قوالب مختلفة الشكل، قصة أو قصيدة، رسمة أو صورة، حكاية أو أسطورة، من الشاطر حسن، وَ (نص مصيص) الى (شيخ القبور) مرورا (بالغول) ووصولا الى (التابعَه) وغيرها... لكن ما أشغلني دوما هو المثل الشعبي، والذي يعتبر بلاغة قصوى، ترضى به الخاصة، لكنه (لدى العَوامّ هو ملح الكلام). تناقلته الألسن، مسجوعا، جيلا بعد جيل، مما ساعد على حفظه وترديده، فظلّ محفوظا في غياهب الذاكرة، يطل من خلال حكاية، أو في مناسبة، أو عبر حديث عابر، فيكون إنجازا، فيه ايجاز وإعجاز! واعتبر المثل، حلا مثاليا لتفسير الظواهر المختلفة، التي رآها الناس وانتبهوا لها، فخلدوها في قول موجز، له لحن مميز، ونغمة عذبة، كي تلتقطه الآذان، فرسخ في النفوس، وصار جذرا لعديد من المفاهيم. ولعل مفهوم "المثالية" اشتقّ من مثل، لما في هذه الكلمة، من معاني الرفعة والسمو! أما الفلاح البسيط، الذي عايش سحر الطبيعة، وتذوّق نقاء الأرض، مهتديا بعطر النسيم، فقد عبّر عن أحاسيسه ومشاعره، باستعمال المثل الشعبي المختصر المفيد، فنسمعه يقول: "أرضك عرضك" أو "إلأرض مِـشْ بالشبِر.. إلأرض بالظُّفر" أو "اللي مالـُه جذر، يْموت قَهِرْ" وَ " حجر على حجر، بيصيروا سنسلِه"، كذلك أدخل القروي الطبيعة الى غزله؛ كقوله واصفا معشوقته: "عيونها زرق مثل نوّار العلت" وَ "خدها مثل التفاح الزبداني" وَ "يا طولها مثل طول الحوره". بينما عبّر المزارع عن شكره وعرفانه لهبات الطبيعة، خاصة زيتونته المباركة، فخصَّها بالعديد من الأمثال ومنها" "مثل ما بدَّك من الزيتون، بدوّ منَّك" وَ "الزيتون، إذا بدّك تهفيه، شفيه " و "زيتونتك وطّيها وتينتك علّيها" وّ "كول زيت وْناطِح الحيط" وَ"الزيتون والزيت عماد البيت" وَ "كـُلوا من الزيت، وادهنوا فيه" وَ "زيت ولبنِه وْلبنه وزيت " وَ " إذا كان في البيت زيت، رقصِت أنا وْغنيت"وَ "خلـّي الزيت في جْرارُه، حتى تيجيك أسعارُه" أما اذا أراد أن ينعت خصمه بالغباء، فإنه استعار زيتونته لهذا الغرض فيقول:"طايش مثل الزيت على الميّه"، ولوصف الخبث والدهاء قال:"مثل الزيتون الجْــلـُطـِّي، اللي بيقول للمعصَره نـُطـِّي!" كذلك استعان عامة الناس بالأمثال للتعبير عن مكنونات نفوسهم، وأضغاث أحلامهم، ومآسي حياتهم، حيث نستمع لأحدهم، يحاكي حظه المنحوس فيقول: "إشتغلنا بالكْفان بَطّل حدا يْموت" أو "عَ حظ الحزينِه، سكرت بْواب الْمدينِه" أو "اللي ما إلـُه حظ، لا يتعب ولا يشقى" وَ "تاجرْنا بالطرابيش، صارت الناس تِخْلق بلا روس" و "حَلاق فتَّح، وبْأقْرَع استفتَح"... اذن فالحظ كان له قسط وافر من الأمثال، لكن الشعر أيضا لم يهمله، كغيره من مواضيع، وها هو أحد الشعراء، يصف حظه المنحوس بقوله:
حظي دقيقٌ بين أشواكٍ بَذَروه وقالوا لحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
لكن المتنبي هوّن على من يقع في موقف فشل فقال:
ما كل ما يتمنى المرءُ يدركُهُ تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ
يجب حفظ هذا الكنز الشعبي، خاصة ما يتعلق بالعادات والتقاليد الأصيلة، التي تأمر بالمعروف، وتنهي عن المنكر، والتي تدعو الى التسامح، وتنبذ التعصب بل تنشر الفضائل، وترفع راية الأخوّة، لأن الدين لله والمحبة للجميع. وفي هذه المناسبة، أدعوك يا صديقي، أن تبحث عن جذورك وماضيك، لئلا تتبخر، بفعل حرارة عصرنا المادي، الذي نعيشه في هذه الحقبة الزمنية "الغلوبالية"، حيث يترصّد كلٌ للآخر، ليوقعه في شِراكِه. فزادت عمليات القمع الثقافي، وطمس المعالم الإرثيّة للشعوب المغلوبة، حتى أصبح الخطر داهما، على مستقبل أجيالنا القادمة.. وكما أوصى الفلاح ابنه، عندما أعطاه كابوسة المحراث، ليعلمه حراثة الأرض، فيتابع مسيرة الأجداد: أربط إصبعَكْ منيحْ، لا بيدْمى ولاَ بيقيحْ !



#مسعد_خلد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روزا وزريف
- من الغدير الى الغدير
- كسرى- قرايا من الجليل
- الكمانه - قرايا من الجليل
- المغاربة - قرايا
- ساجور - قرايا
- طوبا زنغرية -قرايا
- مجدل شمس - قرايا
- سرطبه - قرايا
- المطلّه -قرايا
- -الخيط-- قرايا صورة12
- السموعي- قرايا صورة 11
- اليامون- قرايا صورة 10
- عكبره- قرايا صورة 9
- الصفصاف وعيلبون- قرايا-صورة 8
- القباعه - قرايا -صورة7
- قرايا: صورة 6 -عكا-
- قرايا - -الكابري-- صورة 5
- قرايا- حطين- الصورة 4
- قرايا :-اللد والرمله- الصورة الثالثة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - اللي بِنْسى أهلو، بِنْسى أصلو