أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - القباعه - قرايا -صورة7














المزيد.....

القباعه - قرايا -صورة7


مسعد خلد

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


من بين القرى المجاورة لأرض الخيط المصادرة من أهل بيت جن، وعلى بعد كيلومترين منها، كانت بلدة (قبّاعَه). وتقع في الشمال الشرقي من صفد، مساحتها وصلت الى 66 دونما، وذكرها "ادوارد روبنصون" في القرن الماضي بقوله:" تقع على نتوء، بين واديين صغيرين. مررنا من ورائها، على بركة، تجمَّع فيها الماء، وعلى مقربة منها، ينبوع قبّاعة، وضريح مقدود في صخر كبير". الاسم من المصدر (قبع)، وقبع الرجل، أي أدخل رأسه في ثوبه، ويقال قبَع في الأرض، أي ذهبَ فيها، (وتقبَّعَ بالعاميّة تعني تغطى) والمثل يقول (حِمِل قبعو ولحق ربعو)! كان لقرية قبّاعه أراض مساحتها 13817 دونما، منها واحد وأربعون للطرق والوديان، وتحيط بها أراضي عموقه، ومغر الخيط، وبيريا وإلويزيِّه. ومعظم سكانها كانوا مغاربة (من آل الرفاعي والمطايطه والحياحه)، ويعيشون اليوم في مخيم اليرموك (1).
الشيخ "حـَمّاده" كان أحد رجالها المعروفين، وذلك لأنه مَلكَ عود حراثة قوي (بَيْسَك)، له سكتين، جرّه زوج من البغال. وكان ابنه "محمد" يحرث بالأجرة، ويدرس أيضا، مستعملا نورجا، ركّب عليه (شنانير) أي مناشير تشبه السكاكين، كبديل عن الحجارة، وكان عريضا (فيبرُم) دورة واحدة على الطرحة. لذلك تهافت الفلاحون على دار "حمّاده"، قاصدين خدماته، فزاد من تكبره ودلاله، بل تحول الى غرور. ومع الوقت صار يوسع نفوذه، فضمن أرض في منطقة الخيط (صيّافي)، فزرع مواسم صيفية، معظمها ذرة بيضاء أو صفراء، وأعطى صاحب الأرض كمية من المنتوج، بمقدار البذار الذي نثره، بينما استلم معظم المنتوج! وهكذا اتسعت رقعة تأثيره، حيث تكدست الغلة في بيته، لكن ذلك زاده بخلا فوق بخله المعهود. ومن بين الشهود، بعد الرب المعبود، أحد الأشخاص، من قريتنا، والذي زاره، بعد المغيب، برفقة صبي يعمل عنده. ويبدو ان النقاش والمساومة، على أجرة البيسَك، بلغا حدا ضايق الشيخ حمّاده، مما جعله يقصر في واجب الضيافة، الى درجة مهينة، حيث قدم لهما، وفي ساعة متأخرة من الليل، عشاء متواضعا؛ مما اضطرهما الى مغادرة بيته، مع فجر صباح اليوم التالي، دون توديعه. وأثناء توجههما نحو مُـغر الخيط، مرورا بالعموقه، فاضت قريحة ابن قريتنا، بقصيدة هجاء موزونة، (على بحر الوجع)، ومنها:

يا مِشوار القبّاعَه راح ضْياعَه أكالين لِـضباعَه رْجـال وْنِسْـوان
ضِفنا عِند حمّادِه ما لْنا عـادِه حَسَّـبونا شـحّادِه من دون ايمان
لامِنـّو حَط العشا، صار يـِتمَشـّى خبز شعير وِمْحَـشـّى، كلّو ذبان
خبز شعير وْكرْسَنِّه نـُصّو صَنـِّه أحْوَجني الدهرغـَنـِّي وْأعمَل قـُصْدان
والشيخ أمين من جوعو فاضوا دموعو وصار يقرقط بِكوعـو زَي الصعران
شـُفـْت الأوظـَه مَقـْصورَه كالبَلورَه عليها أربَع جْسورَه على الحيطان
تـْطـُب حْجارِتها بالوادي بْجاهِ الهادي وْتِلبـِس ثوبِ الحِدادِي كل الزمـان
__________________________________
(1) للتوسع عن تاريخ المنطقة يمكن مراجعة موسوعة بلادنا فلسطين- مصطفى الدباغ



#مسعد_خلد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرايا: صورة 6 -عكا-
- قرايا - -الكابري-- صورة 5
- قرايا- حطين- الصورة 4
- قرايا :-اللد والرمله- الصورة الثالثة
- قرايا - بيت جن - منفى الأحرار- الصورة الثانية
- قرايا- مارون- الصورة الأولى


المزيد.....




- الوجه المظلم لـ-كريستوفر كولومبوس- و-عالمه الجديد-
- قناطر: لا آباء للثقافة العراقية!
- المخرج الايراني ناصر تقوائي يودَّع -خاله العزيز نابليون-
- إنجاز جديد للسينما الفلسطينية.. -فلسطين 36- بين الأفلام المر ...
- وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية - ...
- موسم أصيلة الـ 46 يكرم أهالي المدينة في ختام فعاليات دورته ا ...
- الوجع والأمل في قصص -الزِّرُّ والعُرْوَة- لراشد عيسى
- المخرج المصري هادي الباجوري يحتفل بعقد قرانه على هايدي خالد ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعد خلد - القباعه - قرايا -صورة7