أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نها سليمان - -صديقان فى مقهى-،،،((قصة قصيرة ))














المزيد.....

-صديقان فى مقهى-،،،((قصة قصيرة ))


نها سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 03:11
المحور: الادب والفن
    



"صديقان فى مقهى"

قال لها فى مثل هذه الأيام من بدايات شتاء مضى كلمات درويش التى يحفظها "
كمقهى صغير على شارع الغرباء -. هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع. كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:" ؛ هى صديقته المقربة التى يظن الكثيرون انها احدى رواد مقهى الحب وشريكة جلسته المتوتره وحبيبته التى لم يعلن عنها بعد للآخرين .
لكنهما لم يكنا سوى صديقان ، ما بينهما يسمو فوق المألوف ويهرب من السقوط فى فخ علاقة تدعى الاستمرار والقيود بوعود خارج الأن واللحظة لذلك كنت أرى أن هنالك نوعا من الحب يبقى اقوى لانه غير قابل لمراهنة تقلبات الايام عليه ، كنت
أعتبر الصداقة لا تخلو من المحبة فى حين أن اى حب يخلو من الصداقة هش محطم
من داخله ...


يأخذ سيجارة بكبرياء يلثمها بأناقة شديدة ثم تنطلق منها سحب ضبابية كأجواء الشتاء ترسم لوحات سوريالية أمامها لا يهتم هو بها ، تُخبره بأنها تُريد
أن تشرب شيئا ما !! يسألها اى شئ قهوة؟ ترفض تماما فنجان قهوة قيد العرض
فيسأل عن السبب فتجيبه لقد جعلوها مبتذلة للغاية انتهكوا قدسيتها رواد "الفيس بوك" استدرك قائلا ماذا اذن ؟ _ لا شئ ....
كان معطفه أسود يفتح منه زرارين فقط ويدثر يداه فى جيوبه يُخرج احداهما
ليطفئ سيجارته ثم يطلب فنجانا من القهوة يشتم الفنجان بقهوته ويضعها حتى
تبرد،،


_ مُدمن وصادق فى حبها لكنك تخدش قدسيتها ايضا
_لا شئ مُقدس سوى ما نُريده هكذا
_نظرة ثاقبة تعترف بصحة اقواله لكن ترفض ان تتلو عليها "أمين"
_قولى انى قُلت شيئا صحيحا فى هذا اللقاء
_لا شئ خطأ ولا شئ صحيح هنالك شئ مناسب وشئ غير مناسب
_ أنتِ صح
_صح؟
_بالنسبه لى
_أنت افضل
_لما؟
_لم تكابر
_انه النُضج يا صديقة.او ربما الانوثة حينما تستدعى دفاعاتها فى غير مكان
_تنظير
_"ضاحكا" حقيقة
_كلام مناسب
لا كلام صحيح "ضاحكا مرة اخرى "_


كان النقاش بينهما دافئ كأنهم اطفال يتحلقون حول حلقة نار يحتمون بها
من برودة الشتاء

تمر سحابة تُعتم المقهى ثم تنجلى فيزداد اضاءة وبريق
يأتى اناس ويذهب اخرون والعدد فى هبوط وصعود وهما فى وحدة تحملهم بعيدا
عما يحيط بهم .

يمر أحدهم بدراجة بخارية تصدع بصوت مرتفع بأحدى الاغانى الجديدة
"مش هاتيجى مش هروح"

لم يعلقا سوى بنظرة حزينة ومشمئزة ثم يعلو صوت عبد الحليم فى المقهى
"على طول الحياة نقابل ناس ونعرف ناس .. ونرتاح ويا ناس عن ناس"

وكأن الكون يقدم اعتذارا للمشهد بمن وما فيه ولهما وللجميع عما بدر مصادفة مما يحدث
من هفوات القدر او عبثه فى الوقت غير المناسب ،،

تقبلا الاعتذار عن هذا الجُرم الذى له جمهوره رغم مرارة ما يحملون من جرائم قدرية
لم يحصلا لها على اعتذار بعد .

تمر طفلة صغيرة مع أمها فى آن واحد يوجهان عليها انظارهم "بريئة " تُمسك
دُميتها وتطير الصغيرة ماشية فوق الارض ويسرح الصديقان .

يهمان بالرحيل فتسأله_ اتعرف معنى كلمة قهوة؟
_ هى هذا المكان الذى يلم اقدامنا وقلوبنا ويوفر نقودنا
_ هى التى تُقهينا عن الطعام والنوم لكن حينما يحتسيها صديقان معا تقهى عنهما الاحزان
_ما الجديد انا اعرف لكن كنت اخشى الا تعرفين خطورة سؤالك او اجابته "ضاحكا"
_ شكرا ،، أرأيت الطفلة
_نعم
_أنا ايضا رأيتها
_سلام
_سلام



#نها_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا هذا المكان الفسيح
- تأملات اوجاع مصرية
- يا صديقى انا مثلك لا شئ يعجبنى
- أيها المجهول لست راضية عنك ولكنى احتاجك
- الغياب وحكمته
- فهولة الكسالى واشباه المُنظرين والالحاد
- أبى يكذب
- اللافتة
- أبيض وأسود (((قصة قصيرة )))
- عُذرية المشاعر والقلوب أهم
- زفاف مُطلقة
- الصفعة المنسية (1)
- وبالأبناء إحساناً
- صاحب الرسائل
- لم تعد حقوق بل وجود ايها القاطنون مكتب الارشاد


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نها سليمان - -صديقان فى مقهى-،،،((قصة قصيرة ))