أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نها سليمان - اللافتة














المزيد.....

اللافتة


نها سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


اللافتة (( قصة قصيرة ))
اجتمع حشد من الناس يشكلون دائرة غير مكتملة ،يزدادون بمرور الوقت.كنت أركن سيارتى وأنوى الذهاب لاقرب مقهى كى استريح واتناول مشروب بارد لكن لم يحدث؛ جذبنى الجمع البعيد فاقتربت ببطء وبقيت خارج الدائرة البشرية انظر واستمع ما يقوله المتحلقين من الناس.


صدمتنى دراجة يقودها صبى صغير لكن صدمة خفيفةرمقته بنظرة غاضبة وهممت ان اوبخه لكنه بادرنى

بابتسامة معتذرة عقدت معى صلحا فى صمت ،فبادلته ابتسامة محبة ومضى .


هنالك على درج مرصع بالعشب لمحت فتاة حاولت ان أراها من مكانى جيدا،وقفت على اطراف اصابعى لم استطع مطالعتها بوضوح وفى نفس الوقت شئ ما ينفرنى من التقدم اوحتى الولوج داخل الحشد المختلط. ؛




وكأن الفتاة العشرينية احاطت برغبتى فصعدت درجا اعلى ؛ . إنها عارية تماما الا من ملابسها الداخلية

شعرها منسدل يكاد يلامس كتفيها ، جميلة فيماتبدو ، ورشيقة ايضا . مسحت زجاج نظارتى وضبطها على أنفى

جيدا ، انتبانى احساس وكأنى ارى مشهدا ينتمى لزمن أخر . الفتاة ترفع لافتة تصرخ ، تبكى احيانا ، واحيانا اخرى تضحك.


فجأة جاء من شارع جانبى يصب المشاة على الميدان المتسع بعض الرجال المتعطرين ما ان وقفوا مع الحشد الا وانضم اليهم ولكن من الجهة المقابلة بعض الرجال متسربلين فى ملابس قاتمة .




نظرت مرة اخرى للفتاة لمحت على جسدها اثار عنف وكدمات وكأنها قادمة لتوها من تحقيق أجرى فى

مكتب أمنى ، داهمنى صوت يرتفع عاهرة ،ساقطة ،لابد من ايقافها والباسها ثم حاول بعضهم انيقترب منها

فاذا بها تشير بأنها ستتخلص من باقى ملابسها فوقفوا متسمرين مكتفين بالتجول فى انحاء جسدها بأعينهم

ياله من سلوك غريب لو فعلت ستكون عارية تماما وسيزداد الموقف سوءا وكذلك المتفرجون. أود ان اعرف نهاية ما يحدث حتى اعود الى منزلى اغتسل بماء بارد واحتمى من شمس النهار .




خلفى_وأنا اقف خلف الحشد كثيرون لم يهتموا حتى بالسؤال عما يحدث، وكثيرون شاركوا فى مشاهدةالحدث_ وقفت امرأة تتحدث بصوت واثق ومرتفع الى بعض النساء قائلة انها فتاة مجنونة فقدت عقلها لو كانت ابنتى لقتلتها ،انا اعرفها لقد أحبت شابا وهربت معه وجلبت لأهلها العار وكلام الناس ؛ ذهبت اليها وسألتها هل هى عارية هكذا دائما


فأجابت لا فقط منذ أن عرفت هذا الشاب الذى هربت معه قلت لها اذا كيف عرفتى انه هو السبب ؟

قالت كنا نسمع شجارها مع أخيها يهددها ان لم تترك هذا الشاب انه سوف يضربها او يضربه حتى الموت



قاطعنا صوت شاب قادم من جهة الرجال ذا الأردية القاتمه يصيح قائلا "اصبحتم وكلاء النقاء منذ متى ؟جميعكم جناة و...." لم يكمل خطابه الحماسى حتى اجتمع عليه بعض الرجال الذين حاولوا الباسها وفشلوا وضربوه حتى فقد الوعى .

وتمتم البعض ((يستاهل )) والبعض الأخر(( ياعينى مسكين )) والبعض اكتفى بالمشاهدة فقط دون تعليق

وعادت المرأة تكمل حديثها الم اقل لكم انهاهربت مع احدهم يبدو انه الشاب الذى فقد الوعى هو حبيبها

قلت لها مستنكرا فلو كان هو لماذا يتركها تقف هكذا ؟ قالت مستهزئة ((اسأله هو يا استاذ او اسأل

اللى كان واقف وسطهم يلا ربنا أمر بالستر ))



تركتهم لأعود الى مكانى واشاهد ما يحدث من بعيد والمرأة مستمرة بروايتهاعلى اثر تشجيع وتصديق المتحلقين حولها .رجع الى الخلف ووقف جوارى رجل اربعينى يتصل بالنجدة ويكرر الاتصال فلا يجيبه احد فأخذ يسب ويلعن.


الفتاة لا زلت محتجبة بصمتها ، واذا برجل آخر يلتفت يسارا ويمينا ثم ينظر لى مبتسما نصف ابتسامة يمهد للحديث والله يا ابنى انا اعرفها دى زوجها زميل عمل

وفى يوم ضربها فاتجننت وتركت له البيت والاولاد قلت له متعجبا ضربها ! قالى نعم (( من حق الزوج يأدب زوجته

لو عصيته )) لم أود اكمال الحديث معه ولا التأكد ان كان يكذب او لا مشيت بعيدا ولكن بقيت فى الخلف اراقب ما يحدث




مجموعة شباب وقفوا يصفون مفاتن الفتاة لاصدقائهم فى الهواتف حتى يجيئوا الى الميدان ويشاركوهم المشاهدة

وقع شئ من يد الفتاة وانحت لتلتقطه انهااللافتة اننى لم اقرا ما كُتب عليها؛ فى هذه اللحظة اخذت قرار بأن ادخل خضم

الاحداث واقترب من الفتاة لأقرا اللافتة التى ترفعها ، جائت عربة تابعة لمستشفى الامراض العقلية كى تأخذ الفتاة

ذهبت معهم دون ادنى مقاومة ولازالت صامتة فقط تبكى وقعت من يدها اللافتة لم يهتم احد ربما لم يلاحظ احد اللافتة،

الجميع تقريبا انشغلوا بمشاهدة جسدها اخذتاللافتة وذهبت الى الشاب _الذى كان قد فقد

الوعى على اثر الاعتداء عليه وبعض انحاء من جسده تكتب على الرصيف توثيق لما حدث بخيوط من دماء_ عرضت عليه ان اوصله الى منزله بسيارتى شكرنى وقال لى انه بخير الأن سيدخل المسجد القريب يغسل وجهه ويعود الى منزله انه قريب من المسجد كما قال . فساعدته على النهوض وراقبته بعينى حتى وصل الى المسجد



اخذت اللافتة وجلست على الدرج كانت مكتوب عليها باللغة الانجليزية من اعلى ونصفها السفلى باللغةالعربية وانا اقرأ وجدت ان المعنى واحد لم اعرف لماذا كتبتها هكذا ..لكن سالت دموعى بعدما قرأت

" هل من رجل يسمح لى ان استبيح وانتهك جسده لانه يملك عينين رائعتين وقوام حسن ما رأيك لو فعلت ذلك رغما عنك ايضا ثم بصقت فى وجهك لانك وسيم وفتنتنى ؟ !.

ما أن عدت الى البيت وادرت التلفاز حتى شاهدتكل ما حدث يبث على احدى الفضائيات



#نها_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبيض وأسود (((قصة قصيرة )))
- عُذرية المشاعر والقلوب أهم
- زفاف مُطلقة
- الصفعة المنسية (1)
- وبالأبناء إحساناً
- صاحب الرسائل
- لم تعد حقوق بل وجود ايها القاطنون مكتب الارشاد


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نها سليمان - اللافتة