أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نها سليمان - أبى يكذب














المزيد.....

أبى يكذب


نها سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


فى غرفة نوم يملؤها ضوء خافت تقدمت تحمل مظروفاً . يبدو أنها قد فتحته
وقرأت الخطاب المرفق ، وتقدمت عابثة خطوة تلو الأخرى
تسبقها يدها الممتدة مقدمة الخطاب اليه . بينما هو مستلق على جانبه الأيمن
قرابة حافة السرير ، سائلها ما بك ، لم تُجب . أخذ من يدها الخطاب وبدأ فى قرائته


كانت لا تزال واقفة تذرف الدمع صامتة وتلملم يداها شعرها المبعثر على كتفيها ،
وتجمعه عاليا عاقدة اياه جيدا بشريط حريري .
انتفض واقفا قبالتُها مشدوها ً يردد كيف ؟ كيف؟ !
لم يهتم ببكائها بل جلس على حافة السرير واضعا رأسه بين يديه .
جلست هى على مقربة منه قائلة لا اعرف ما السبب .
منذ أن جاء الخطاب وسألتها لما فعلت فعلتها هذه وهى لم تُجب وتشيح بوجهها عنى ،
علينا الحضور للمدرسة غدا ، قال لها _بصوت ينم عن عدم ادراكه بعد بمدى المأساة التى داهمته
_سنذهب .
لم ينم هو بينما ذهبت هى لتنام مع ابنتها تلك الليلة . صباحا حاولت الأم ان تقنع
الفتاة ان تتناول الفطور لكن الفتاة رفضت فأخذ الاب فى تلاوة المواعظ والنصائح
فصاحت الام غير عابئة بوجود ابنتهما ولا بردة فعل زوجها ؛
حسبك مواعظ ونصائح الم تقرأ الخطاب بالأمس الم ترها مُحتمية بالصمت
لا تأمن الحديث معنا.
لم يجب . سبقهما الى خارج المنزل يتلوه غبار كثيف من تأنيب النفس جراء
انتفاضة زوجته .
عندما وصلوا الى المدرسة ثلاثتهما ذهبت الفتاة الى صفها الدراسى
وذهبا هما الى الاخصائية النفسية بعد عدة نقاشات خاضوها مع بعض
المعلمين .

سأل الأب الاخصائية لما يتوجب علينا مراجعة طبيب نفسى ؟
قالت لان ابنتكما تحتاج الى ذلك بشدة .
قال ان ابنتنا ذكية وبصحة نفسية جيدة .
قالت كانت
فبادرتها الأم اما الان ؟
اجابت الاخصائية ؛ اما الان لم تعد كما كانت ، بل ان حالتها شديدة التعقيد .
احزنهما ما سمعا . طلبت الام من الاخصائية ان تروى لها ما حدث تفصيلا
فاجابت لا ادرى من يتوجب عليه معرفة ماحدث لكن سأتلو عليكما ما حدث
فى المدرسة كما قالت زميلاتها وكما سمعت منها ؛
نزلت ابنتكما لتمضى الفسحة واذا بها تخرج من حقيبتها ملابس شتوية
وترتديها _يبدو انها وضعتها فى حقيبتها على غفلة منكما _ قاطعتها الأم
لكن الجو شديد الحرارة ! ، اكملت الاخصائية ، وجلست تحت اشعة الشمس ،
الاطفال اخذوا يسخرون منها ويضحكون ويقولون لها الجو شديد الحرارة
هل انت مجنونة ؟ وهى تجيب عليهم ستمطر السماء الأن وساحتاج الى ملابس ثقيلة
لتحمينى برودة الجو وسيمتلأ الفناء بالاسماك الملونة وكل من يضحك ويسخر منى
لن ير الاسماك الملونة وستغرقه الامطار .
احضرتها وسألتها ما الذى تفعلينه وتقولينه هذا ؟
فأجابت أجرب ما قاله لى أبى بالأمس .
ما الذى قاله ؟
لم تُجب وشرعت فى البكاء
سألتها لماذا تبكين الأن قولى ماذا قال ؟
قالت لا لن اقل
سألتها الم تفعلى ما قاله ؟
قالت نعم فعلت
اذا لماذا البكاء فأجابت لان أبى يكذب وان ما قاله لم يحدث قط
قلت لها ربما ما قاله مرتبط بالكبار وليس بمن فى سنك
قالت انا فعلت ما قاله ولكن كما يستيطع من بسنى ان يفعلوه
اعطيتها كوب ماء بارد لتشرب وجففت دموعها ثم رفضت تناول اى شئ أخر
سألتنى ابنتكما الست طيبة وساصبح فراشة فى السماء ؟
قلت لها نعم قالت اذا لماذا لم يحدث معى كما قال أبى فى القصة ؟
الأب : ثم ؟

ثم لم يتبق الا القصة التى قلتها أنت للفتاة
غاب الاب فى صمت مرير
وتمتم قائلا " ربما أبى يكذب وان ذلك لم يحدث قط "
ومزقت عقله افكار هاجمته كالطوفان وتذكر القصة التى رواها بالامس .



#نها_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللافتة
- أبيض وأسود (((قصة قصيرة )))
- عُذرية المشاعر والقلوب أهم
- زفاف مُطلقة
- الصفعة المنسية (1)
- وبالأبناء إحساناً
- صاحب الرسائل
- لم تعد حقوق بل وجود ايها القاطنون مكتب الارشاد


المزيد.....




- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نها سليمان - أبى يكذب