أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم














المزيد.....

التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكر الكاتب المصري الراحل أنيس منصور في احدى مذكراته، ان الرئيس المصري السابق انور السادات دعاه ذات مرة الى محل سكناه .وبينما كانا يتجذبان أطراف الحديث في حديقة فيلا السيد الرئيس،قال له هذا الاخيرممازحا :اتعرف ياأنيس، رغم انك الان جالس الى جانبي وانا امازحك بإمكاني ادخالك الى السجن لو شئت ذلك؟.فأجابه انيس منصوربسرعة: أعرف ذلك، سيدي الرئيس، فالامر في غاية اليسر والسهولة، فيكفي ان تنادي على ذلك الجندي الحارس الواقف امام ڨ-;-لتك وتأمره بسجني ليفعل ذلك بدون جدال .فأجابه الرئيس انور السادات: ليس بتلك الطريقة يا أنيس، فهذه الطريقة طريقة قديمة جدا ، فالطريقة هي ان أضع لك وانت الى جانبي في جيبك خلسة قطعة حشيش ثم انادي على الجندي الواقف امام الباب وأمره بتفتيش هذا الشخص الذي جاء لزيارة السيد الرئيس، وعندما يعثر الجندي على قطعة حشيش يقودك مباشرة الى سجن القسم دون اطلب منه ذلك.
إن هذه الحكاية في الواقع تلخص لنا علاقة المواطن بالسلطة في العالم العربي برمته..هذه الاخيرة التي لا تنفك تفبرك الملفات للمواطنين الذين لهم راي آخر مخالف في برامجها اوخططها وسياساتها.فهي لاتقدمهم الى المحاكمة بدعوى الخصوم السياسيين ، فلا بد لها كما قال انور السادة لأنيس منصور البحث عن فرصة لدس قطعة حشيش خلسة في جيب او حقيبة سفر الخصم لإيجاد التهمة الجاهزة التي تكفي لأدانته بها. وهذا ما تم فعله في العديد من المناسبات مع نقابيين وسياسيين لايسايرون رياح الحكومات الفاشلة وسياساتها .اليوم لم يعد الامر يرتبط بالحشيش، بل هناك تهم كثيرة وضيعة لا تقل خطورة من تهمة وضع الحشيش خلسة في الجيوب، وهي تهمة الارهاب اوالترويج له..فيكفي ان تقوم بنشراو إعادة نشر فكرة او منشور اوشريط فيديو متاح للجميع في الشبكة العنكبونية يتحدث عن الارهاب ولو كنت ترفضه وتدينه، لتجد السلطة قد اعدت عدتها لأدانتك واعتقالك بمبررات وتهم جاهزة ومفبركة..
لقد تطورت حرية التعبير في التجربة الإنسانية والتجربة الغربية بالخصوص في ظل السماح للقوى الضعيفة في المجتمع (الأفراد، المرأة، المهمشين، الفقراء، المستثنيين، الفئات غير الممثلة..) بتوجيه نقدها السلمي للقوى الأكثر قوة من دون أن يؤدي ذلك الى عقوبات وإتهامات وفتك. هذا أساس تطور التجارب وأمر رئيسي في قياس الديموقراطية. الهدف الأهم لحرية التعبير في كل دول المعمورةهو جعل القوى المهمشة في المجتمع وما أكثرها اليوم في بلداننا المتأزمة قادرة على إسماع صوتها.
حرية التعبير هي تلك الحرية التي نمتلكها أولاً في نقد السلطات أكانت هذه السلطات حكومة قوية ومتنفذة أو برلماناً لديه سلطات تنفيذية واسعة أو قرارات سلطة قضائية أخطأت في صنع قرارها. والجوهر الثاني في حرية التعبير هي تلك التي يمتلكها صحفي او مسرحي او سينمائي او مثقفون او فئات او جماعات في قول رأيها بحرية وبلا موانع وبدون خوف من التهم المطبوخة التي تطيح بالرؤوس. التحدي الأكبر الذي يواجه الحريات في بلاد العرب اليوم مرتبط أولاً بالموقف من نقد السلطات السالفة الذكر لما لهذه المواقع من تأثير على حياة المواطن من مهده إلى لحده ومن حاضره إلى مستقبله. إن خطأ الفرد يؤثر بحدود الفرد، لكن خطأ السلطة وقراراتها بحق السياسي والاديب والفنان والباحث الأكاديمي والصحفي يمس الملايين من ابناء الشعب. من دون المقدرة على نقد هذه السلطات بحرية ومن دون الحد من قدرة السلطات على معاقبة المواطن، فإن مستقبل بلدان العالم العربي لن يكون سوى تكرار لماضيه المليء بالتردي والقمع الذي قد يفجر ثورات اخرى نجهل زمان ومكان حدوثها..



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها
- الخطأ والعيب فينا!
- كرة القدم والإثارة الجنسية عند الرجال
- منطقة النيف: الهجرة العائدة من الخارج وازمة التكيف الإجتماعي ...
- تموت الأشجار وتبقى الذكريات ﴿كلام يشبه الشعر﴾
- احذروا مصابيح -فلوريسانت- اللولبية القاتلة
- مساعدات إنسانية مشبوهة!!؟؟؟


المزيد.....




- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم