|
عاش إرهابيا من عاش بلا إعدام ..!!
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1208 - 2005 / 5 / 25 - 09:15
المحور:
كتابات ساخرة
مسامير 909 قرأت في صحيفة بغدادية هذا اليوم أن محكمة في الديوانية أصدرت حكما بالإعدام على ثلاثة من مهربي الآثار العراقية ، وفي مدينة الكوت أصدرت محكمتها حكما بالإعدام على ثلاثة إرهابيين من مرتكبي أعمال القتل والخطف والاغتصاب . تصدر أحكام الإعدام هذه لأول مرة بعد سقوط صدام حسين . إن دلّ هذا على شيء فانه يدل أولا وقبل كل شيء إن القضاء العراقي بدأ يغير وجهه اللامبالي إلى وجه ٍ متجهم ٍ ضد الجريمة المنظمة .. يل استطيع القول أن ماكينة القضاء العراقي بدأت تشتغل بالطاقة الحديثة الكهربائية والبترولية بدل أشكال الطاقة التي سادت خلال العامين الماضيين باستخدام " طاقة الفحم الحجري " رغم أن هذه الماكينة يجب أن تشتغل بطاقة الليزر لتقضي على جراثيم الآرهاب قضاء مبرما . أصبح المجتمع العراقي كمائه وهوائه ملوثا بسموم الإرهابيين والمهربين والمرتشين وكان مجلس الحكم و أعضاء الحكومة المؤقتة الأولى "لا يهتمون " بما يقال عن تقصيرهم وكانت حكومة أياد علاوي " تهتم " بما يقال عنها ولكنها " لم تفعل " شيئا ونحن بانتظار حكومة الأخ إبراهيم الجعفري هل هي " قول وفعل " أم ستكون حكومة أمل بلا أمل ..؟ من أوليات العمل الذي تقوم به الدولة هو الإصرار على حقيقة انه لا توجد " سياسة " لضبط المجتمع وتطويره من دون " قوة " مستندة إلى مؤسسات وأنظمة تتمتع بسلطة شرعية وتمارس عملها بنزاهة تامة قادرة على أن تمنح القوانين قيمتها التطبيقية ، وإلا فأن بنود القوانين لا تصبح غير مجرد قواعد ومعايير محبرة على ورق ..! إن من حق المحاكم ومراكز الشرطة أن لا تتساهل أو تماري في شرعية سلطتها وحقها بممارسة وسائل " الإكراه " من دون التجاوز على حقوق الإنسان للحد من استمرار تصاعد مستوى الجريمة في العراق الجديد لان من شان التساهل مع الجريمة المنظمة يعني المساهمة في تقويض الأسس التي تقوم عليها الدولة وتدمير أدواتها ومؤسساتها وهو ما حصل في السنتين الماضيتين مع الأسف .. إذ تصور بعضهم أن " حقوق الإنسان " تعني التغاضي عن المجرم والجريمة ..!! كان الحديث خلال العامين الماضيين يجري في الدوائر السياسية والقانونية بالعراق بضرورة إلغاء حكم الإعدام استجابة لما هو واقع في بعض الدول الديمقراطية المتقدمة ومنها دول الاتحاد الأوربي الذي تعلـّم المواطن في بلاده منذ سنوات طويلة متى تهب الرياح من القطب الشمالي، وتعلـّم أيضا أضرار تجاوز الإشارات الضوئية ، وتعلـّم أضرار قطع وردة أو زهرة من حديقة أو شارع ، وتعلم أيضا طرق الزراعة في الشمس الجليدية وفي البيوت الزجاجية وتطوير إنتاجيتها ، مثلما تعلم أضرار رمي " العلكة "على الأرض فهي لا تقل خطرا عن البصاق الممنوع في شوارع بغداد بأمر وزير الصحة ولا احد يلتزم بأمره الكريم ..!! ينما تعلـّم بعض العراقيين خلال نفس الفترة الماضية كيف يتجاهلون القوانين والأنظمة حتى غدت الدولة العراقية الجديدة " دولة بلا قوة " إلى درجة أمسى فيها الحكام والوزراء وقيادات الشرطة والمحافظون وغيرهم من المسئولين ضعفاء إلى درجة أصبحوا فيها هم أنفسهم ليسوا من " حماة " الناس وأمنهم ، بل صاروا هم أنفسهم مجموعة مختبئة في المنطقة الخضراء يحتاجون إلى " حماية الناس " من أبنائهم وأقاربهم و إلى حماية الدبابات الأمريكية وسيارات الحرس الوطني في تجوالهم ومع ذلك فهي غير كافية إلى الحد الذي صرنا نسمع ، كل يوم ، عن مقتل قائد حزب سياسي مع ابنه أو مقتل عضو مجلس حكم مع أفراد من عائلته أو مقتل طواقم الشرطة بالجملة والمفرد . صار الآن من العبث أن يظل قادة الحكومة العراقية يواصلون الحديث عن الموقف ( الأخلاقي – الإنساني ) من حكم الإعدام في بلد متخلف مريض مثل العراق كمحاولة للتفاخر والإشادة بحسنات ونعيم المجتمع الغربي الذي تحكمه مبادئ الحق والقانون . لذلك فنحن نجد أسبقية السيطرة في الشارع العراقي لعصابات الإرهاب والقتلة وقياديي السيارات المفخخة من العفلقيين ومن عناصر تنظيمات أسامة بن لادن في حين يواصل قادتنا الميامين في الحكومة والأحزاب الوطنية نقاشاتهم غير " الدايلكتيكية " عن قضية البيضة والدجاجة وأيهما جاء من الآخر ..! ومن دون إدراك تجارب الأمم والشعوب الغربية المتقدمة بأن " القوة " هي أيضا وسيلة من وسائل خلق النوعية السياسية الديمقراطية خلال فترة من فترات بنائها .. حتى الفيلسوف المعروف " أبو الحيلة " مكيافيللي " يعترف بأهمية " القوة "التي يفقد الشعب بفقدها حريته كلها . احيي بحرارة شجاعة القضاة في مدينتي الكوت والديوانية لأنهم لم يتجاوزوا مدلول القوانين ومداها بل هم يتطلعون من خلال إعدام المجرمين والعابثين بأرواح الناس إلى تحقيق نظام اجتماعي سياسي قائم على اكبر قدر ممكن من الاستقامة والعدل والوفاق وعلى أساس العدالة والإنصاف والمساواة .. سمعتُ حكمة هولندية يرددها بسطاء الناس : هناك نوعان من القادة واحد يتمنى أن يبقى خادما لشعبه وواحد ينسى انه مسئول أمام الشعب ..! ــ بصرة لاهاي في 23 – 5 - 2005
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسامير جاسم المطير 907
-
أنا أدعو المرأة للتحرر من الحجاب ..!
-
لا اكتب عنك .. اكتب عن الوطن ومعاناته ..!
-
مسامير جاسم المطير 903
-
مسامير جاسم المطير 901 - البرلمان العراقي معرض للملابس الفول
...
-
وطن الدراويش .... ورموز الإنقاذ البعثي
-
وزراؤنا لا يقربون الكومبيوتر ..!
-
الشهيد العراقي لا يعادل ثمن قطة ..!
-
أسوأ عقيدة سياسية هي الطائفية ..!
-
عيش وشوف يا معيوف ..!
-
هاشم الشبلي ديمقراطي بالرضاعة ..!
-
الثقافة العراقية بين فضاء البراري والقضبان الطائفية ..!
-
ديمقراطية للكَشر ..!
-
إلى الوزراء الديمقراطيين الجدد
-
الإرهابيون المراهقون .. والمراهقات ..!!
-
عيش وشوف يا معيوف ..!!
-
حكايات عن بعض الشعائر الدينية ..!
-
أدمغة الشعوب لا تغسل ولا تباع ولا تشترى ..!!
-
أمّا الدكتورة رجاء بن سلامة فجميلة حقا ً..!!
-
مظفر النواب .. قضيته ليست بيتزا ..!
المزيد.....
-
توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف
...
-
كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟
...
-
شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي
...
-
رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس
...
-
أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما
...
-
فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن
...
-
بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل
...
-
“حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال
...
-
جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
-
التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|