أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - أدمغة الشعوب لا تغسل ولا تباع ولا تشترى ..!!














المزيد.....

أدمغة الشعوب لا تغسل ولا تباع ولا تشترى ..!!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مسامير جاسم المطير 875
في العراق البائد كان المواطن العراقي محاصراً . الكل يعلم بنوع المحاصرة الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي فرضها المجتمع الدولي على نظام صدام حسين الدكتاتوري المحب للقمع والحروب والتوسع . لكن العالم ، يدري أو لا يدري ، أن المواطن العراقي كان " محاصراً " سيكولوجيا ً أيضاً ببدعة قادة النظام البعثي في ميادين الثقافة والإعلام .. فأينما يذهب المواطن في الشوارع والنوادي والمقاهي والمؤسسات وفي جميع الساحات العامة في كل مدينة أو قرية عراقية فأنه يجد نفسه أمام صور عملاقة وأمام أنصبة وتماثيل مختلفة الأشكال والأنواع والحجوم تمثل " عملاق الرافدين " المدعو صدام حسين . وكانت ملايين البوسترات والصور توزع كل شهر في كل حدب وصوب بالمناسبات الاحتفالية البعثية كـ" ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي .. وذكرى عيد ميلاد صدام حسين .. وذكرى إعلان الحرب على إيران .. وذكرى غزو الكويت .. وذكرى تحرير الفاو وذكرى تأسيس فدائيو صدام .. وذكرى انقلاب 17 تموز وغيرها من مئات الذكريات " ..!! و قد لعب في هذه الحملات الكثير من مثقفي حزب البعث وغيرهم من مثقفين عرب أغرتهم كوبونات النفط لتحقيق الهدف الأساسي من كل ذلك و هو تزييف الحقائق والوقائع كما أشار إلى ذلك ، من قبل ، الروائي البريطاني جورج أورويل حين قال : أن تعدي الديماجوجيين الإنكليز ، المثقفين والسياسيين ، على عقول الناس انما ينطلق من وظيفتهم لجعل الأكاذيب تبدو صادقة ولكي يظهر قائد ما جديرا بالاحترام وإضفاء مظهر الحصافة على زعيم لا يتقن غير الهراء ..!
في يوم التاسع من نيسان شاهد مئات الملايين من الناس في العالم أجمع كيف أنهال نعال أبو تحسين على صورة صدام حسين من الحجم الكبير ،
كما شاهدوا سقوط صنم صدام حسين في ساحة الفردوس وشاهدوا أيضا كيف سحل العراقيون هذا الصنم في الشوارع البغدادية وكيف كان يضرب بالأحذية والنعل ..! وكان هذا " الفعل الجماهيري " تعبيرا واضحا أكيدا من الجماهير العراقية لإدانة نظم القمع والإرهاب و السيطرة التوليتارية وكان صدام حسين رمزها المشاع في الحيز المرئي أمام أعين الجماهير .
في الحقيقة أن النصب والصور والتماثيل هي من الفنون الراقية التي تزيّن معالم المدن العصرية والقديمة وهي تحظى بحب واحترام الملايين من الناس في كل مكان من العالم . فما زال برج أيفل في باريس معلما حضاريا وفنيا جبارا يرتاد لرؤيته ملايين الناس سنوياً . تمثال الحرية الذي قدمته فرنسا للولايات المتحدة الأمريكية ما زالت صوره الفوتوغرافية في متناول الناس في كل مكان مثلما يتطلع الناس إلى تماثيل عظماء العالم في العواصم والمدن العالمية الكبرى وهي تحمل حب واحترام مشاهديها .
لا شك أن للتماثيل ونشر صور الزعماء لتخليدهم ثقافة خاصة وفلسفة خاصة وأهداف خاصة وأساليب خاصة وهي بكل تأكيد تختلف جذريا عن ثقافة وفلسفة وأهداف وأساليب صدام حسين ونظامه التي كانت مهتمة بـ" محاصرة " عين المواطن العراقي و " تسويرها " بهوامات رمز التوليتاريا المعاصرة الرئيس صدام حسين ولا يمكن نسيان تقييد بعض معاصم الشعراء العراقيين والعرب في مهرجانات المربد ومهرجانات بابل الموسيقية سيئة الصيت بالساعات السويسرية التي تحمل صورة هذا الرئيس ..!
ويبدو أن هذا النوع من الثقافة التوليتارية ما زال سائدا ً في العراق الجديد وبنطاق أوسع مما كان سابقا فبدلاً من صور القائد الأوحد صدام حسين صارت هناك صور ألف قائد يطبعها ويوزعها ديماجوجيون من بقايا ثقافة الماضي فعندما جلتُ " يوم أمس "‏ في شوارع بغداد سددتُ أذني كي لا أصدق " ما رأيت " وأطبقت عيني كي لا أصدق " ما سمعت " عن ملايين صور النبي محمد والأمام علي والشهيد الحسين وأخيه أبي الفضل العباس ومقتدى الصدر والسيد علي السيستاني والرئيس جلال الطالباني وغيرهم إلى جانب مرشد المسلمين في إيران علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي ..!! . رأيت الشوارع العراقية والساحات العامة والمدارس والجوامع والمقاهي مملوءة بصور قادة العراق الجدد الذين يحبون الظهور يوميا على قناة الجزيرة وغيرها من القنوات المتخصصة بنشر البغضاء والكراهية والتفرقة بين الناس ، كما وجدت صور القادة الذين لا يحبون الظهور في تلك القنوات ..! وصارت صور هؤلاء وتوزيعها وتعليقها الشغل الشاغل للناس الحزبيين بدلا من نشر صور الإرهابيين المطلوبين للعدالة وفق طريقة " wanted " الأمريكية ..!
السؤال هنا : متى تتغير هذه القيم ومتى تتحول فنون الأنصبة والتماثيل والبوسترات إلى بدائل فنية تمثل رموز النضالات الشعبية ورموز الإبداع العراقي ورموز الحضارة العراقية .. متى يصدر آية الله السيد علي السيستاني فتواه بمنع استغلال صوره وتحويلها إلى جوازات سفر ومرور إلى المراكز والمناصب في أجهزة الدولة ومؤسساتها .. ؟ متى يصدر سيادة الرئيس جلال الطالباني قراره بمنع طباعة صوره وتوزيعها .. ؟ متى يصدر السيد عبد العزيز الحكيم قراره أيضا .. متى يصدر السيد مقتدى الصدر قراره .. متى ..!! متى يدافع قادة العراق عن قضايا صحة عقل الشعب العراقي ويمنعون ممارسة أساليب " غسيل الأدمغة " بالصور والبوسترات والشعارات إيماناً بأنه لا مستقبل لشعب لا يمتلك مزايا " صحة عقلية " تساعده على ممارسة الديمقراطية !!
سيداتي .. سادتي .. أذكركم بقول قاله غيري من قبل : كثير من النحل يغرق في عسله .. ويموت ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 19 – 4 - 2005



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمّا الدكتورة رجاء بن سلامة فجميلة حقا ً..!!
- مظفر النواب .. قضيته ليست بيتزا ..!
- عراقيون بالثقافة .. عراقيون بالفيدرالية ..!!
- عتاب إلى الرئيس جلال الطالباني ..!!
- مسامير 864
- مسامير 862
- مسامير 860
- مسامير جاسم المطير 859
- الطائفية السياسية عار الديمقراطية ..!
- اضحك مع الديمقراطية ..!!
- الاستبداد الجديد وفق نظام - موافج - القديم ..!!
- اتفقنا على أن لا نتفق ..!
- التنمية الثقافية أهم شروط بناء المجتمع المدني في كردستان الع ...
- الزرقاويون الشيعة في محافظة البصرة ..!
- حامض الكبريتيك يعيق تشكيل الحكومة العراقية ..!
- يا رب العالمين أغلق أبواب الجنة بوجه الانتحاريين ..!
- تعدّدَ أصل الناس والموت واحد
- لا تحصل المرأة على حقوقها إلا إذا صارت رجلا ..!
- نوبل والسيستاني
- سوريا على جسر التغيير ..!


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - أدمغة الشعوب لا تغسل ولا تباع ولا تشترى ..!!