أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - الاستبداد الجديد وفق نظام - موافج - القديم ..!!














المزيد.....

الاستبداد الجديد وفق نظام - موافج - القديم ..!!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مسامير جاسم المطير 857
السؤال الأول هنا هو : هل تخلص الشعب العراقي من الاستبداد بمجرد سقوط صنمه الأكبر يوم التاسع من نيسان عام 2003 ..؟
الإجابة ليست صعبة من دون شك .
لأن القابلية الاجتماعية على ظهور الاستبداد موجودة وربما مزروعة في أعماق الكثير من القادة السياسيين العراقيين ، القدامى والجدد ، بل يمكن القول أنها محصلة موضوعية للتفاعل بين مجموع الثقافات التي رسخها نظام صدام حسين وما قبله وبين طبيعة تكوين الحياة السياسية المعارضة التي كان أغلبها يعمل تحت الأرض أو في المنفى بطريقة لا تخلو من الاستبداد ، بعضها مع بعض ، وأحيانا يمارس قادة الأحزاب الوطنية المعارضة الاستبداد مع قواعدهم ومع جماهيرهم وأنصارهم . وخلال 35 عاما الأخيرة أصبح الاستبداد جزءا مهما في مكونات الحياة الاجتماعية العراقية كلها وفي مقدمتها الحياة السياسية العراقية الراهنة نتيجة الضغوط الهائلة والقمع المسلح والمنظم الذي مورس ضدها إبان وجود صدام حسين على رأس السلطة وبعد سقوطه أيضا وحتى اليوم .
لم تسلم الحركات الإسلامية العراقية المعاصرة أيضا من الاستبداد رغم أنها تجاهر كل يوم بمفهوم الشورى القرآني أحيانا وبالديمقراطية أحيانا أخرى وما زالت بعض قيادات هذه الحركات تعمل بقواعدها وأفرادها كما لو كانت أحزابا سرية .. فهي تعمل بروحية الثقافة الإسلامية الأحادية معتمدة تكفير الآخر وإقصائه رغم موجة الادعاءات بالديمقراطية على لسان بعض القادة .. وما الفعل الإرهابي الذي تمارسه بعض القوى الإسلامية في البصرة وتعسفها المسلح ضد طلبة جامعة البصرة وضد العمال المتجمعين أمام مبنى المحافظة إلاّ برهانا ساطعا ، مما شكل ظاهرة من ظواهر الغلو السياسي والتطرف الديني ، وقد امتدت حالات الصمت إزاء هذا النوع من الاستبداد لتشمل ليس فقط الأحزاب الإسلامية المتطرفة بل إلى حزب الدعوة الإسلامي والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهما الحركتين الإسلاميتين الأكبر من دعاة الديمقراطية الإسلامية في المرحلة الراهنة .
مضى الآن شهران كاملان على انتخابات الجمعية الوطنية العراقية وهي أول انتخابات برلمانية في تاريخ العراق تميزت بقدر نسبي من النزاهة . وكما يبدو واضحا في المنظور السياسي اليومي أن هذه الجمعية لم تنج حتى الآن من القابلية للاستبداد . فقد جرى تهميش الجمعية المتكونة من 275 عضوا فلم تعقد غير اجتماع روتيني واحد بينما تجري خارج مبناها وتجمعها الاعتماد على مبادئ المحاصة التي أعلت من شأن " الطائفية السياسية " وجعلتها أمراً واقعا أمام الشعب العراقي وأمام ممثليه المنتخبين ..!
المفاوضات والمباحثات تجري بين القوى والأحزاب السياسية ضمن أزمة عميقة في العقل الديمقراطي العراقي وضمن سرية سياسية خانقة لا تعتمد على المصلحة العراقية العليا بل اعتمادا على نظريات الزعامات الكاريزمية المتشددة في الأحزاب والكتل الفائزة في الانتخابات التي تحركها ذهنية تدور في صورة المصالح الحزبية كفاعل سياسي من الدرجة الأولى بحيث تحدد الصراع بينها داخل أفعال وردود أفعال حول ما سمي بـ" المناصب السيادية " و"غير السيادية " فالمستبد الأقوى ينال " الوزارات السيادية " والمستبد الأضعف ينال غيرها ، وكأنهم جميعا حصلوا على مغانم من سقوط نظام صدام حسين يريدون التقاسم " العادل " حولها محاولين خلال شهرين مضيا رسم خريطة القسمة والتقاسم..!
الخيار الوحيد أمام الجمعية الوطنية المنتخبة ديمقراطيا والتي يراد منها صياغة دستور ديمقراطي ، هو أن تكون نموذجا متجددا لبرلمان نظام نوري السعيد ، أي نظام رفع الأيدي بالموافقة فقط ..! هذا النوع الذي أطلق عليه الشعب العراقي لقب " برلمان موافج " منذ عشرينات القرن الماضي ثم تكرر هذا البرلمان أبان نظام صدام حسين ..! ولا أشك الآن في أن المرجح أن لا تستطيع الجمعية الوطنية العراقية أن تستنبط لها نظام عمل جماعي حر وجديد لإدارة شئون البلاد من الناحية التشريعية إلا وفق طريقة " موافق " فهي لا " تنتخب " رئيس الدولة ورئيس الحكومة كما نص الدستور المؤقت على ذلك ، بل المطلوب منها أن " توافق " في اجتماعها الثاني يوم 2 نيسان 2005 على ما سوف يطرح عليها من قرارات " محاصة الطائفية السياسية " برفع أيدي أعضائها مع صوت مهموس وذليل " موافج " .. !! بل أن الطائفية السياسية قررت أن تحرم أعضاء الجمعية أنفسهم حتى من حق انتخاب رئيسها مع نائبيه ..! كان صدام حسين مرشحا رئاسيا وحيدا وسيكون جلال الطالباني مرشحا رئاسيا وحيدا َ ..!
أليس هذا كله من أشكال " الاستبداد التجديدي " في حقبة تاريخية يراد لها أن تشهد بناء عراق ديمقراطي ..! أليس هذا النوع يحمل في ظاهره وباطنه عقلية الخضوع وذهنية التفكك والمصالح الطرفية ..؟
وا أسفاه .. لم يولد العقل الجمعي الديمقراطي في العراق الجديد حتى هذه الساعة من القرن الحادي والعشرين ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 29 – 3 - 2005



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفقنا على أن لا نتفق ..!
- التنمية الثقافية أهم شروط بناء المجتمع المدني في كردستان الع ...
- الزرقاويون الشيعة في محافظة البصرة ..!
- حامض الكبريتيك يعيق تشكيل الحكومة العراقية ..!
- يا رب العالمين أغلق أبواب الجنة بوجه الانتحاريين ..!
- تعدّدَ أصل الناس والموت واحد
- لا تحصل المرأة على حقوقها إلا إذا صارت رجلا ..!
- نوبل والسيستاني
- سوريا على جسر التغيير ..!
- الكومبيوتر ديناصور متعدد الرؤوس ..!!
- يولد الغضب من سوء الفهم ..!!
- إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!
- عوافي أيها الوزراء الراحلون ..!!
- مسامير جاسم المطير 839
- حكة كرسي الوزارة ..!!
- ديمقراطية للكَشر ..!!
- أيها العاشقون تعلموا فن التقبيل ..!
- دراكولا من موسكو إلى بغداد ..!
- قادة وملوك ليسوا من صنع الخيال ..!
- وداعا أيها الوزراء - المؤقتين - ..!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - الاستبداد الجديد وفق نظام - موافج - القديم ..!!