أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - نوبل والسيستاني















المزيد.....

نوبل والسيستاني


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مسامير جاسم المطير 845
نوبل والسيستاني
عمني الفرح الكبير حين سمعتُ أن " ملتقى القاهرة للإبداع الروائي " قد منح جائزته لهذا العام إلى الروائي السوداني الطيب صالح الذي تأخر تكريمه العربي زمنا طويلا كان فيه تغييبه لا يخلو من تعمد مقصود .. ربما ..!
في نفس اليوم وصلتني بالبريد الالكتروني رسالة وقـّعها عدد من الأكاديميين العراقيين يقترحون فيها ترشيح آية الله العظمى السيد علي السيستاني زعيم المرجعية الشيعية في العالم لنيل جائزة نوبل للسلام للعام 2005 ثم وجدت الرسالة يوم أمس موقعة من 4125 عراقيا وربما يزداد عدد الموقعين وقد يبلغ تعدادهم ذات يوم مليونا بالتمام والكمال ..!
بالطبع ما كان بإمكاني من أول لحظة معرفة الدوافع الرئيسية لهذه الرسالة أو " النداء " ولم أكن بقادر على التصور ذات يوم أن مرجعيا شيعيا بمنزلة السيد السيستاني يطمح أن يرتبط اسمه بأي شكل من الأشكال بجائزة نوبل ، لكن أسبوعا مضى دون أن يصدر السيد السيستاني ولا مكتبه الرئيسي ولا مكاتبه الفرعية ولا مكتب ما يسمى بخبير المرجعية الشيعية أي بيان بالنفي أو التأييد فاعتقدت – أتمنى أن أكون مخطئا – أن السيد السيستاني والمحيطين به لم يمانعوا هذه الواقعة المنشورة التي أيدها بسرعة عراقيون مقموعون ومطاردون من نظام صدام حسين وهم الآن منفيون في دول الشتات .
من أصعب الأشياء التي يواجهها الإنسان هو التفكير على المستوى " الفردي " بقضية "جماعية " خاصة في مثل هذه القضية التي تصدم الحساسية الجماعية .
فكرت كثيرا قبل أن اكتب هذه الكلمة باحثا عن القاعدة المادية التي تسند العريضة المشار أليها أو تترجمها إلى عمل مؤسسي تعتمد عليه لجنة الجائزة السويدية.
سالت نفسي السؤال الأول : هل أن الطلب المذكور في العريضة ومسوغاته يمكن أن تتبناه اللجنة التحكيمية كشكل جدلي قابل للدراسة من قبلها أم أن الطلب سيظل معلقا في هواء المواقع الانترنيتية ثم يذوي ويموت فيها ..؟
السؤال الثاني : هل أن تعامل الموقعين على العريضة هدفه تكتيكي مجرد بقصد إعلاء شان الاندفاعية الشيعية في العراق بعد فوز القائمة 169 بالأغلبية أم أن الموقعين أرادوا أن يمشوا مع هذا الفوز بإيقاع دعائي واحد ..؟
السؤال الثالث : هل من تقاليد الحصول على جائزة نوبل هو التفاعل بين الموقعين على العرائض وأعضاء لجنة الجائزة أم أن قرار الجوائز مادة تتحرك من تلقاء ذاتها لا تحتاج لمن يحركها ، أم أن لها آليات محددة ..؟
في الواقع وجدت نفسي أمام هذه الأسئلة لا احتاج إلى فرضيات اخترعها أو اكتشفها بنفسي عن خلق الظروف التي شاء أصحاب المذكرة وحقهم في تقديمها لكي تمنح الجائزة للسيد السيستاني . فانا اعرف كما كل الناس يعرفون أن لجائزة نوبل قوانينها وأسرارها ومن الصعب جدا على أنصار العريضة التي وقعها أكاديميون عراقيون من دون أن يعرفوا أو يكتشفوا القوانين والأسس التي تتحكم بتوزيع الجوائز.
أول شيء وجدته أن العريضة التي أعلنت في بداية شهر آذار قد لا تنال قبولا أو تفهما لدى الفريق المسئول عن التقييم والتوزيع في الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل لأن هذه العريضة منقطعة عن التواصل مع تاريخ تقديم الترشيح الذي يكون الخامس والعشرين من شهر شباط من كل عام هو يومه الأخير ، وقد أعلنت هيئة الجائزة في السادس والعشرين من شباط الماضي أن قائمة الترشيح كاملة وجاهزة وقد بلغ عدد المرشحين لنيل الجائزة هذا العام 193 مرشحا بزيادة قدرها خمسة مرشحين عن العام الماضي ، فهل كان مقترحو العريضة عليها بيقظة عفوية عن هذا الصدد أم أنهم تصوروا افتراضات معينة غير خاضعة للضوابط فابتدعوا صيغة العريضة التي يستمر التوقيع على صفحاتها في مواقع الانترنت..؟
هذه أول نقطة في التساؤل والشك أضعها أمام السادة الموقعين .
ثاني شيء أقوله : ماذا يمكن أن تزيد جائزة نوبل للسيد السيستاني ..؟ رغم أنني اعرف أن مجرد طرح الموضوع وليس نيل الجائزة يثير الكثير من الملابسات الآنية والمستقبلية ويثير صداما بين رؤيتين متضادتين للجائزة وأصولها وأهدافها بشأن زج أسم آية الله السيد علي السيستاني بأسم جائزة نوبل ، للأسباب التالية :
(1) بالرغم من مرور أكثر من مائة عام على تنظيم أمور منح جائزة نوبل إلا أن الكثير من الكتاب العالميين وكثير من المؤسسات الثقافية والسياسية العالمية تعتبر جائزة نوبل ليست شرعية ولا إنسانية لأن صاحبها كان قد ارتكب أكبر جريمة بحق الإنسانية في القرن العشرين باكتشافه أسرع مادة " الداينميت " لقتل الإنسان جماعيا ، وأن الهدف الرئيسي من هذه الجائزة هو " غسل عار الجريمة " من خلال توزيع بضعة ملايين من الدولارات . ولذلك فأن العديد من الذين فازوا بها رفضوا استلامها . كما أن بعض الذين استلموها ندموا على ذلك . ولا شك أن قول الروائي – السياسي الكولومبي غابر يل جارثيا ماركيز الذي نال الجائزة عام 1982 ( سامحوني إذا قلت أيضاً أنني أخجل من ارتباط أسمى بجائزة نوبل ..) يرن بقوة في أسماع الحالمين .
(2) ليس من شك أن الكثير من الآراء قيلت من قبل شخصيات عالمية عديدة لإدانة الاعتبارات " السياسية والعنصرية " التي تعتمد عليها لجنة المحكمين لمنح الجائزة ( فمثلا حدث ذلك مع وصول الأديب الأمريكي سنيكلر لويس لمرتبة الترشيح ، فقد تغلبت جنسيته الأمريكية على مقدرته الأدبية لأنه لو كان العكس لظفر بالجائزة أدباء معاصرون له أفضل منه، ولم يخجل سكرتير الأكاديمية السويدية وقتئذ ( ايزل كارل فلتر) من أن يعلن على العالم أن سنكلير يمثل في وضوح وجلاء الاتجاهات الأمريكية فيما يختص بوجهات نظره وآرائه وان لديه قدرة على ابتداع شخصيات مثالية وهذا التبرير العجيب عارضه الناقد الأمريكي لويسرن فوصف اختيار سنكلير بأنه يعد سقطة فاضحة من اللجنة . .)
(3) ولعل خير مؤشر على عنصرية بعض قرارات المحكمين هو اعتراف لجنة جائزة نوبل للسلام بشعورها بالندم لمنحها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شمعون بيريز مرتكب مجزرة قانا جائزتها، بسبب انتهاكاته لحقوق الفلسطينيين بعد حصوله على الجائزة .
(4) وهناك آراء عديدة تشير إلى دور بعض المؤسسات الصهيونية في بعض قرارات المحكمين ولا شك أن حرمان الكاتب العبقري العالمي تولستوي من جائزة نوبل خير مثال على ذلك بسبب أفكاره الروائية والسياسية المناوئة للعنصرية الصهيونية .. كما أن جائزة نوبل للسلام عام 1986 منحت للكاتب الصهيوني إيلي فيزل مراسل جريدة " يديعوت احرونوت " الإسرائيلية الذي يعتبر نفسه ( عميد ضحايا الهولوكوست من اليهود، والقيّم على شؤونهم الدنيوية والروحية، ومالك القول الفصل في كل ما يتصل بالشطر الهولوكوستي من التاريخ ) ..! وهناك مثال منح جائزة نوبل للسفاح الصهيوني مناحيم بيغن وهو صاحب القول الشهير ( اقتلوا .. اقتلوا .. أقتلوا ..!).

ربما يحتاج المرء إلى مجموعة أخرى من الأمثلة لكي يعرف التفسيرات والتأويلات التي دفعت موقعي العريضة – البيان لترشيح السيد علي السيستاني لهذه الجائزة .
ما هو المعنى الظاهر والباطن لهذه المبادرة ..؟ هل تساعد جائزة نوبل في اثراء الموقع التاريخي للمرجع الشيعي الأعلى ..؟ هل هي دفعة جديدة لتقوية الدور السياسي للشيعة في العراق بعد أن تحرر الشعب العراقي كله من طاغوت نظام صدام حسين ..؟
هذه الأسئلة تبحث عن أجوبتها ، خاصة وان جميع الموقعين على البيان يعرفون أفضل مما اعرف أن فكرة ترشيح السيد السيستاني قد لا تجد لها صدى إيجابي لدى هيئة جائزة نوبل وبالتالي لا يمكن تأصيلها في برامج وأفكار لجنة المحكمين حتى في المستقبل .
الشيء الوحيد الذي انهي به مقالي هو تقديم رجاءي للسيد السيستاني بان يرفض جملة وتفصيلا مثل هذا الطلب الذي أخشى أن لا يدل إلا على وجود أزمة في الوعي الثقافي لمحرري البيان مع احترامي لدوافعهم المسيسة ، المتسرعة ، التي تحاول أن تضع ، من دون قصد ، رجل الفكر الديني الإنساني آية الله العظمى السيد علي السيستاني ضمن الآليات العلنية والمستترة في السياسة العراقية الضيقة عن طريق تغليب الماديات على العقليات ، وضمن السياسة العالمية عن طريق تقييد السيد السيستاني بهوامش جائزة نوبل التي لا تزيد المرجعية الشيعية أي سلطة مستنيرة .
والله من وراء القصد ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 7 – 3 - 2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا على جسر التغيير ..!
- الكومبيوتر ديناصور متعدد الرؤوس ..!!
- يولد الغضب من سوء الفهم ..!!
- إعادة أعمار العراق .. ماء في غربال ..!!
- عوافي أيها الوزراء الراحلون ..!!
- مسامير جاسم المطير 839
- حكة كرسي الوزارة ..!!
- ديمقراطية للكَشر ..!!
- أيها العاشقون تعلموا فن التقبيل ..!
- دراكولا من موسكو إلى بغداد ..!
- قادة وملوك ليسوا من صنع الخيال ..!
- وداعا أيها الوزراء - المؤقتين - ..!
- عجائب الدنيا في برج الأسد ..!
- من فاته قطار الحكومة السابق يريد أن يستوزر في اللاحق ..!!
- إنه الحب في عيد الحب أيها العاشقون ..!
- مرينه بيكم حمد واحنه بسفارة ليل ..!
- بين سًهيلة الانكَليزية وسُهيلة العراقية ..!
- عتاب ديمقراطي إلى بعض المرجعية الشيعية ..!!
- قناة الجزيرة معروضة للبيع في سوق مريدي ..!!
- مسامير جاسم المطير 824


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - نوبل والسيستاني