أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مدينة أون والادعاء العبرى















المزيد.....

مدينة أون والادعاء العبرى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



دأبتْ الحركة الصهيونية على الإدعاء بأنّ بنى إسرائيل هم بناة الأهرام، ومجمل الحضارة المصرية. وهو إدعاء قديم ومُتجدّد، لترسيخ استبعاد أى دورلجدودنا، ومن بين الكتاب الذين روّجوا لهذا الإدعاء، الكاتب البريطانى (جون تايلر) الذى قال إنّ ((بناة الأهرام كانوا من أبناء شعب الله المختار، ومن نفس السلالة التى انحدرمنها إبراهام)) (أ. شفيق مقار- قراءة سياسية للتوراة- رياض الريس- ص91) وأيضًا (العارف بالله عن طريق التجلى الصوفى) بازيل ستيوارد صاحب كتاب (سرالهرم الأكبر) الذى كتب ((ليس هناك ما يُبرّرالقول إطلاقـًا بأنّ المصريين هم الذين بنوا الهرم، لمجرد أنه موجود فى مصر)) وأنّ (( بذورعظمة مصربذرتها حفنة من المستوطنين دخلتْ مصربسلام ونظمتْ القيام بعمليات الإنشاءات العظيمة)) وهؤلاء المستوطنون من وجهة نظره هم ((جماعة من الآسيويين القادمين من أرض الفرات. وكانوا على مستوى رفيع من المعارف الرياضية والعلمية. وعندما دخلوا مصرنظموا عملية بناء الهرم الأكبر. وبعد أنْ تم بناؤه خرجوا من مصرآخذين معهم معارفهم)) وكان تعليق أ. مقار((النتيجة التى تتسرّب فى عقل القارىء الأوروبى هى أنّ المصريين كانوا متخلفين وليس أولئك الرعاة الرحل الجياع الذين تسللوا عبرحدود مصرليأكلوا وينهبوا)) (المصدرالسابق- ص 92)
وفى مارس 1979 أثناء مفاوضات الكامب سأل أحد الصحفيين رئيس الوزاء الإسرائيلى (آنذاك) مناحم بيجين عن سيرالمباحثات فقال ((لقد عانيتُ فى المفاوضات مثلما عانى جدودى فى بناء الأهرامات)) وعندما زارالأهرام مع الرئيس السادات قال ((إننى أشعربالزهو والفخر وأنا وسط الأهرامات التى بناها جدودى)) وابتلع الرئيس ومن حوله من كبارالمتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة الإهانة، فلم يُعلق واحد (واحد فقط) على هذا الإدعاء الكاذب لامن الرئيس ولامن بطانته، وكأنّ الأمريخص وطنـًا آخرغيرمصر.
فإذا كان هذا شأن الحركة الصهيونية (والأمثلة عديدة فى أرشيفى) فإنّ الكارثة الحقيقية تتمثل فى الثقافة السائدة (خاصة التعليم والإعلام) حيث الإهتمام الضعيف بالآثارالمصرية وبمجمل التراث الحضارى لمصر القديمة. وبدل الإهتمام بتعميق الوعى لدى الأجيال الجديدة بحضارة جدودنا، وجدتُ عددًا كبيرًا من الباحثين مشغولين بموضوع (من هوفرعون الخروج) وكانت قمة المأساة عندما وافق الرئيس السادات على خروج مومياء رمسيس الثانى. وذكرأ. سعيد أبوالعنين فى كتابه (الفرعون الذى يُطارده اليهود بين التوراة والقرآن- كتاب الأخبار- عدد مايو97) أنّ جريمة خروج المومياء من القاهرة كانت بإلحاح من طبيب مغربى يهودى كان يُعالج محمود أبو وافيه عديل السادات. وللأمانة فإنّ د. جمال مختار رئيس هيئة الآثارفى ذاك الوقت (ديسمبر75) رفض عرض الرئيس الفرنسى وقال له ((هذا شىء صعب. فهذا الملك من ملوك مصرالعظام ومن غيرالمقبول أنْ تسافرالجثة لتـُعرض فى فرنسا وهل توافقون على نأخذ منكم التابوت أوحتى غطاء تابوت نابليون لنعرضه هنا فى مصر؟ وللأمانة أيضًا فإنّ أستاذة فرنسية فى كلية العلوم عارضتْ الرئيس ديستان. وقالت إنّ هذا عبث. وأنّ هذه المومياء التى يُريدون إخراجها من مصرلعرضها فى فرنسا هى لواحد من أعظم ملوك مصر. وأنها سوف تقود مظاهرة تـُندّد بهذا العبث إذا لم يتراجع الرئيس ديستان. وبالفعل تراجع الرئيس الفرنسى. ونشرت الصحف الفرنسية رسالة ديستان إلى السادات. تدخل أبو وافية فتغيرالموقف. وبينما الثقافة المصرية السائدة لم تهتم بخروج مومياء رمسيس الثانى فإنّ صحيفة الهيرالد تريبيون كتبتْ أنّ الضجة المثارة فى الإعلام الفرنسى حول مرض الفرعون وضرورة علاج المومياء، لم تكن سوى حيلة لإخراج رمسيس من مصر، لوضعه تحت الفحص والدراسة. وقد تعمّد موشى ديان أنْ يرى المومياء فذهب إلى المستشفى وأخذ ينقرعلى أصابع المومياء بعصا المارشالية وقال بكل أحقاد اليهود ((أخرجتنا من مصرأحياءً وأخرجناك منها ميتـًا)) وبعد أنْ أثبتتْ الفحوص الطبية والمعملية أنّ مومياء رمسيس الثانى ليس بها أية آثارتدل على الغرق، فإذا بالطبيب الفرنسى (بوكاى) يركب رأسه العبرى فى اتجاه مومياء الملك العظيم مرنبتاح على أنه هوفرعون الخروج. وكتبتْ العالمة نوبلكورفى كتابها عن رمسيس الثانى أنّ ((التوراة ظلمتْ رمسيس وكل ما قالته عنه غيرصحيح. وظلمتْ مصر والمصريين. إننى أرفض الافتراء على التاريخ. إنّ الادعاءات اليهودية على الملك رمسيس هى محض افتراء وليس لها أى أساس من الصحة. وعندما أرى أفلامًا مثل (الوصايا العشر) تـُصوّر المصريين وهم يدوسون فوق رقاب العبيد الساميين، أشعربالغضب. فهذا كذب وافتراء))
وإذا كان بعض اليهود يُنفذون المخطط الصهيونى لسرقة الحضارة المصرية ونسبتها إلى بنى إسرائيل، فلماذا يشارك معهم (بحُسن نية) بعض (المصريين) وكان آخرخبرقرأته فى هذا المجال أنّ مدينة أون (هليوبوليس) اسمها مدينة (سيدنا موسى) ((وبها (تابوت السكينة) أوالعهد الذى يحوى اسم حاكم مصرالذى قيل أنه سيُقيم العدل بها)) هذا ما أكدّه تقريرللأثرى د. صلاح الخولى الذى ذكرأنّ ((الجسم المُفرّغ الذى جاء فى تابوت السكينة ورد فى الآية 248من سورة البقرة)) وأنّ التابوت موجود أسفل العقار21بشارع مؤسسة النوربحدائق الزيتون. وهوما أكده مالك العقارالمحامى كمال أحمد خلاف الذى قال إنّ التابوت حمله الملك طالوت. وأنه قام بمحاولات عديدة لاستخراج التابوت وباءتْ بالفشل مما دفعه لإقامة دعوى قضائية. ومع ذلك قام بإجراء مسح رادارى أسفل العقارفى وجود الأثرى د. صلاح الخولى والمسح قام به د. شرف الدين محمود رئيس قسم الجيوفيزياء بكلية العلوم- جامعة القاهرة (صحيفة فيتو27/8/2013)
وهكذا يختلط الدين بعلم الآثار. بل ويدخل أحد المحامين فى تخصص الأثريين ويستخدم اللغة الدينية لمجرد أنه صاحب العقار، بزعم وجود تابوت (السكينة) وعندما رجعتُ إلى كتب تفاسير القرآن وجدتُ المسألة مختلفة تمامًا عما يدورفى رأسه ورأس من معه. ومن بين كتب التفاسير، تفسيرالجلاليْن (العلامة جلال الدين محمد المحلى، والعلامة جلال الدين السيوطى) فكتبا فى شرحهما للآية المذكورة فى التقريرعن التابوت أنه ((الصندوق الذى به صورالأنبياء وأنزله الله على آدم واستمرإليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم ويُقدّمونه فى القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى (فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) أى تركاه، هما وهى نعلا (حذاء) موسى وعصاه وعمامة هارون)) أى أنّ الآية الكريمة وشرحها ليس بها أى ذكرعن ((اسم حاكم مصرالذى قيل أنه سيُقيم العدل)) فمن أين جاء (الأثرى) بهذا الاجتهاد؟ أما أخطرما فى (اجتهاده) فهوعندما نسب مدينة (أون) إلى ((سيدنا موسى)) وفق نص كلامه. وعند الانتقال من اللغة الدينية إلى لغة العلم فإنّ أون (هليوبوليس) واسمها المصرى القديم (يونو) وهى المطرية وعين شمس حاليا. وكان بها معبد مكرس للإله (آتوم) على مقربة من مسلة سنوسرت الأول وظلتْ لعدة آلاف من السنين موجودة فى حى المطرية. ورأيتها مع أبناء جيلى. و(أون) مدينة موغلة فى القدم وواحدة من أهم المدارس اللاهوتية فى مصر. فانتشرت النظريات الهليوبوليتانية فى طول البلاد وعرضها. وجاء الرحالة الإغريق إلى هليوبوليس عندما أرادوا أنْ يتعرّفوا على مصر، مثل أفلاطون وأوكسيدوس. فهل وجود بعض اليونانيين فى مصرالقديمة يمنحهم أى مبرّرليزعموا أنّ أون مدينة أفلاطون أوأى حاكم يونانى؟ وكيف تكون (أون) مدينة (سيدنا موسى) كما قال الباحث فى حين أنها شهدتْ عبادة الإله (رع) منذ أقدم العصور. وكان رع بمثابة إله عبده كل المصريين وأقاموا له معبدًا ذا طابع خاص لأنه احتوى على قطعة من الحجرتـُسمى (بن بن) توضع فى فناء مكشوف واعتقدوا أنّ الشمس يجب أنْ تـُرسل أشعتها الأولى على هذا الحجر.
وإذا كان (رع) لم يكن وحده وإنما كان ضمن مئات الآلهة المعبودة (قبل أخناتون) فكيف تـُنسب مدينة (أون) (لسيدنا موسى) كما زعم الباحث؟ ولماذا يتطوّع بهذا الزعم؟ ولم يُفكرفى رد فعل بنى إسرائبل الجُدد وهم يقرأون زعمه؟ ألايُعطيهم هذا الزعم سلاحًا يتحجّجون به لإحتلال منطقة عين شمس والمطرية والزيتون؟ وأين هيئة الآثارمن كل ذلك؟ إننى أضع ما ورد فى صحيفة قيتوأمام الوزير، وأمام كل مخلص لمصرللتصدى لكل محاولات إهداء تراثنا وآثارنا لبنى إسرائيل الجُدد، وهوالفعل الذى يتولاه (بحسن نية) (مصريون) يُفكرون بالعبرى.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسم مصر
- قاسم أمين : أحد رموز التنوير
- شهر مصرى صُغنتوت من خمسة أيام
- فرح أنطون ومحمد عبده
- أحمد لطفى السيد
- قناة الجزيرة والوعى المتأخر
- متى تتحقق الحرية والعدالة ؟
- هل تلتقى المذهبية مع التحضر ؟
- العلاقة بين الخرافة والأسطورة والدين
- إيزيس / مريم / زينب
- موسى بين التراث العبرى ولغة العلم
- التعريف العلمى لثورات الشعوب
- يوسف بين التراث العبرى ولغة العلم والفلوكلور
- الإبداع والأيديولوجيا : أولاد حارتنا نموذجًا
- إبراهيم بين التراث العبرى ولغة العلم
- امبراطورية الشر الأمريكية
- قصة الخلق فى تراث بعض الشعوب
- القرآن بين النص الإلهى والبصمة البشرية
- المثالية تعترض على بتر العضو الفاسد
- التشابه والاختلافات بين ثقافات الشعوب


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مدينة أون والادعاء العبرى