أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - شهر مصرى صُغنتوت من خمسة أيام















المزيد.....

شهر مصرى صُغنتوت من خمسة أيام


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شهر مصرى صـُغنتوت من خمسة أيام
طلعت رضوان
انفرد التقويم الشمسى المصرى بشهر(صـُغنتوت) مكوّن من خمسة أيام هو شهر (النسيىء) واسمه فى اللغة المصرية القديمة (أبد كوجى) ويُنطق (أبض أوزى) ومازلنا نحن المصريين نستخدم كلمة (أوزى) للتعبير عن الأشياء الصغيرة (أ. سامى حرك وأ. إبراهيم حنيطر- نتيجة السنة المصرية6254- عن العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة) وهذا الشهر يأتى كل أربع سنوات لضبط فرق الرُبع يوم الزيادة فى عدد أيام السنة (365يومًا) ويعتبر علماء الفلك أنّ التقويم المصرى أدق من التقويم الميلادى ، لأنّ الأول مُنضبط على أساس عدد أيام الشهر30 يومًا ، بينما الثانى يختلف عدد الأيام كل شهر، فبعض الشهور30يومًا وبعضها 31ويكون فبراير 28 أو29يومًا. وذكر المؤرخ الإغريقى هيرودوت ((كان قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة. وقسّموها إلى إثنى عشر قسمًا بحسب ما كان لهم من معلومات عن النجوم. ويظهر لى أنهم كانوا أحذق من الإغريق الذين يحسبون شهرًا كبيسًا كل ثلاث سنوات تكملة للفصول. أما المصريون فكانوا يحسبون الشهر ثلاثين يومًا ثم أضافوا خمسة أيام إلى السنة كى يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية)) وذكر د. بسام حاتم عضو الجمعية الكونية السورية ((ظهرتْ التقاويم الشمسية التى تعتمد على رصد حركة الشمس حصرًا. وكان الفراعنة هم أول من أخذوا بهذا الإجراء بسبب تطور بنيتهم الزراعية)) (مجلة آفاق علمية الكويتية- عام 86- ص 45)
وعن بداية التقويم الشمسى المصرى ذكر عالم المصريات برستد (( دلتنا الأبحاث الفلكية أنّ هذا الحادث حصل عام 4241ق.م ويُعتبر هذا الاكتشاف الميقاتى واستعماله فى الشئون الدنيوية خطوة كبيرة نحو الرقى وشرفـًا عظيمًا للوطن الذى اكتشفه. ولم تكتشف دولة من دول العالم منذ أقدم الأزمنة حتى بداية العصر الأوروبى المتوسط توقيتـًا سنويًا مثله. لقد قسّم سكان الدلتا سنتهم إلى إثنى عشر شهرًا، وكل شهر ثلاثين يومًا حفظـًا للنظام وتسهيلا للمداولات. وبعد أنْ قسّموا السنة إلى شهور وأيام أضافوا إلى آخر ذلك خمسة أيام قدّسوها وأقاموا لها الأعياد ، مع العلم بأنّ تاريخ استعمال السنة المصرية القديمة، ابتدأ بظهور نجم الشعرى اليمانية مع شروق الشمس. وقد بُحث عنه فلكيًا فوُجد أنه حصل سنة 4241ق.م ولما كانت السنة المصرية فى البداية أقل من السنة الشمسية الحقيقية برُبع يوم ، فقد تلاحظ أنّ الفرق يبلغ يومًا كاملا كل أربع سنوات. ويبلغ عامًا كل 1460سنة وأنه بعد مرور هذه المدة يتفق ظهور الشعرى اليمانية مع شروق الشمس. وأنّ يوليوس قيصر الرومان هو أول من أدخل التوقيت المصرى امبراطوريته. ثم عمّ استعماله العالم . ومن ذلك يتضح أنّ التوقيت المصرى عمره ستة آلاف سنة. وأنّ هذا الفضل يرجع للمصريين القدماء الذين عاشوا فى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد. مع ملاحظة أنّ تقسيم التوقيت المصرى أفضل كثيرًا من التوقيت الرومانى، لأنّ التوقيت المصرى أسهل استعمالا، فهو قسّم السنة إلى إثنى عشر شهرا والشهر إلى ثلاثين يوما. أما التوقيت الرومانى فقسّم السنة إلى إثنى عشر شهرا غير متساوية الأيام)) (تاريخ مصر منذ أقدم العصور- ص 34، 35)
وذكر الراحل الجليل المفكر بيومى قنديل المتخصص فى علمىْ اللغويات والمصريات أنّ ((التوقيت الرومانى كان قمريًا ثم تحول إلى شمسى على يد كاهن مصرى اسمه (سوسيجيتس) سنة 46ق.م وهو التوقيت الذى دخلتْ عليه تعديلات طفيفة فى أوقات لاحقة حتى استقر على التوقيت الجريجورى المعروف عندنا بالتوقيت الأفرنجى الذى تبناه المصريون المعاصرون منذ سنة 1865خلال عهد الخديو إسماعيل)) (حاضر الثقافة فى مصر- ص 133)
ورغم أنّ بعض الشعوب مازالتْ تحتفظ بتقاويمها الخاصة (الهجرى، السوريانى، الفارسى/ الإيرانى، الصينى إلخ) فإنّ تلك الشعوب ومعها كافة شعوب العالم تستخدم التقويم المصرى الذى يحمل اسم التقويم الميلادى المأخوذ من التقويم الجريجورى المأخوذ من التقويم الرومانى المأخوذ من التقويم المصرى/ الشمسى. وذلك بمراعاة أنّ التعاملات الدولية فى الهيئات العالمية (منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة المنظمات العالمية) كلها تتعامل وفق التقويم الميلادى . ورغم هذه الحقيقة الساطعة سطوع شمس بؤونة فإنّ كثيرين من (المثقفين) المصريين لا يستخدمون تقويمنا القومى، فيكتبون أيلول بجانب سبتمبر، ولا يفكرون فى كتابة (توت) وهو الشهر المُقابل لشهر سبتمبر. ويكتبون حزيران بجانب شهر يونيو، ولا يُفكرون فى كتابة (بؤونه) وهكذا. وإذا كان المثقفون العرب يستخدمون تقويمهم القومى، فهذا أكبر دليل على اعتزازهم بثقافتهم القومية. وذاك الاعتزاز يجعلنى ازداد احترامًا وتقديرًا لهم . وأتساءل لماذا لا يكون هذا الاعتزاز عند كتابنا المصريين؟ ويتضاعف حزنى عندما أرى بعض الصحف (المصرية) تستخدم التقويم الميلادى والتقويم الهجرى متجاهلة التقويم المصرى مثل صحيفة الشروق (المصرية) وصحيفة الوطن (المصرية) على سبيل المثال فقط .
ومن الشهور المصرية أبدع شعبنا مثلا شعبيا لكل شهر، فيقولون عن شهر توت ((فى توت ىَ تروى الزرع ىَ إما الزرع يموت)) وعن شهر بابه قالوا ((بابه أدخل ورُدْ البوابه)) وعن شهر هاتور((هاتور أبو الدهب المنتور)) وعن شهر كيهك/ كياك ((كياك صبحك مساك.. حضر غداك مع عشاك)) وعن شهر طوبه ((طوبه يخلى الصبيه كركوبه)) وعن شهر أمشير ((أمشير أبو العواصف والزعابير)) وعن شهر برمهات ((برمهات روح الغيط وهات)) وعن شهر برموده ((برموده دق العموده)) وعن شهر بشنس ((بشنس يكنس الغيط كنس)) وعن شهر بؤونه ((بؤونه فلاق الحجر. ينشف الميه فى الشجر)) نظرًا لشدة الحر. وعن شهر أبيب ((أبيب أبو اللهاليب يخلى العنب زبيب)) وعن شهر مسرا ((مسرا يجَرّى الميه فى الترعه العسره))
وعن أهمية الشهورالمصرية للفلاحين الأميين فإنهم يحفظونها ويستعملونها فى الزراعة (بذر البذور والحصاد) وذكر د. عبدالحميد يونس أستاذ الأدب الشعبى أنّ والدته كانت تحفظ الشهور المصرية جيدًا مع أنها كانت تعيش معه فى القاهرة. وأنّ هذه الشهور دقيقة لارتباطها بالزراعة. وقبل اكتشاف التقويم الشمسى ، لاحظ جدودنا المصريون القدماء أنّ مواعيد بذر البذور غير منتظمة ، فمرة تكون فى الصيف ومرة فى الشتاء ، فكان لابد من ضبط مواعيد الزراعة. وقد عثر علماء الآثار على بردية محفوظة فى المتحف البريطانى ، يُخاطب فيها الفلاح المصرى الإله آمون قائلا ((ماذا يحدث يا إلهى ؟ إنّ الشهور تتراجع إلى الخلف. والفصول تختلط ببعضها وما نحسبه صيفـًا يكون شتاءً. وما نحسبه ربيعًا يكون صيفـًا)) وفى بردية أخرى عنوانها (صلاة إلى آمون) قال فيها كاتبها ((تعال إلىّ يا آمون وخلصنى من سنة البؤس هذه. فقد حدث أنّ الشمس لا تطلع . وقد أتى الشتاء كأنه الصيف . وانعكستْ الشهور واختلتْ الساعات)) ولكن بعد استقرار التقويم الشمسى واعتماده كأساس لمواكبة الدورة الزراعية ، تم العثور على بردية عبارة عن قصيدة قصيرة ألقاها كاتبها عند تولية الملك مرنبتاح الحكم قال فيها ((الماء ثابت ولا ينقص. والنيل يحمل فيضانـًا عظيمًا والشهورتأتى فى مواقيتها والحياة تمر فى ضحك)) (سليم حسن- الأدب المصرى القديم- مؤسسة أخبار اليوم- عدد 15ديسمبر90ص152، 223) إنّ جملة الشهور تأتى فى مواقيتها الواردة فى هذا النص تؤكد الحقيقة التى أمّن عليها علماء الفلك (بعد آلاف السنين) وهى أنّ التقويم الشمسى المصرى أدق تقويم فى العالم ونهض على أسس علمية خاصة علم الفلك. وكان الفضل لاكتشاف التقويم الشمسى هو الزراعة. وتم تقسيم السنة إلى ثلاثة فصول، كل فصل أربعة شهور. الفصل الأول (آخت) ويبدأ بشهر توت أو (آخت الأول) (بداية السنة المصرية) وهو المُواكب لشهر سبتمبر بصفة دائمة (يوم 11) ويستمر حتى 10 أكتوبر واسمه مُستمد من إله الحكمة تحوت أو جحوتى .
هل يأتى يوم تـُعيد فيه الثقافة المصرية السائدة ومعها التعليم والإعلام ، الاعتبار لتقويمنا القومى ؟ ويتم استخدامه فى المطبوعات والأحاديث التليفزيونية ، وهذا الاعتبار يتأكد عندما نعلم أنّ يوم 11سبتمبر2013سيوافق 1 توت 6255(4242بداية السنة المصرية + 2013ميلادى = 6255) وذكر برستد أنّ هذا التاريخ (4241سنة ق.م) أقدم تاريخ معروف حتى الآن على وجه البسيطة (برستد- مصدر سابق- ص 18) يرى علماء آخرون أنّ بداية التقويم 4242سنة ق.م .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرح أنطون ومحمد عبده
- أحمد لطفى السيد
- قناة الجزيرة والوعى المتأخر
- متى تتحقق الحرية والعدالة ؟
- هل تلتقى المذهبية مع التحضر ؟
- العلاقة بين الخرافة والأسطورة والدين
- إيزيس / مريم / زينب
- موسى بين التراث العبرى ولغة العلم
- التعريف العلمى لثورات الشعوب
- يوسف بين التراث العبرى ولغة العلم والفلوكلور
- الإبداع والأيديولوجيا : أولاد حارتنا نموذجًا
- إبراهيم بين التراث العبرى ولغة العلم
- امبراطورية الشر الأمريكية
- قصة الخلق فى تراث بعض الشعوب
- القرآن بين النص الإلهى والبصمة البشرية
- المثالية تعترض على بتر العضو الفاسد
- التشابه والاختلافات بين ثقافات الشعوب
- معبد إدفو : بناؤه وأساطيره
- لبننة مصر مشروع أمريكى / صهيونى / إسلامى
- سهير القلماوى وألف ليلة وليلة


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - شهر مصرى صُغنتوت من خمسة أيام