أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - ديةُ جَرادةِ...!!














المزيد.....

ديةُ جَرادةِ...!!


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 17:57
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة
ديةُ جَرادةِ...!!

بقلم/أحمد الحمد المندلاوي

** سألني ذات يوم بحزن و أسف شديدين عن دية جرادة .. نظرتُ اليه بإمعان بعدما رفعتُ رأسي كي أرى ما جديّة هذا السؤال،فقرأتُ ما بين رموش عينيه قصة غريبة؛و تقاطيع وجهه توحي الى أمر ما..بإنه جادٌّ في طرح سؤاله الغريب ما بعد هذا السؤال،أي حين سألني:
- ما دية الجرادة ؟؟...
أتاني سيل من الأحداث و الصور الأليمة التي مرّت بحياتنا الحاضرة ،و ما في بطون الكتب أكثر إيلاماً، تتدافع الخواطر و النفثات و كانَّها في مضمار سباق الخيل،و نحن في مدار هذا السؤال و ما تحيطه من أمور في حيرة أنا منه، ما ديّة الجرادة ؟؟ و ما زال الشريط يمرُّ أمام ناظريَّ .. سرح بي الخيال الى أواوين التاريخ البشري لا سيما الوجه الدموي له ..ما قيمة الجرادة في هذا الزمان المتلاطم و المتنوع بشتى أشكال من تجاوزات على حقوق هذا الكائن المسمى بــــ (الإنسان)!! بل امتدت أيادي البطش الى الحيوان و الجماد..بل الحضارة الإنسانية بأكملها ..في كل مكان و زمان؛ بل أصبح منطوق المقولة (كل يوم عاشوراء...كل أرض كربلاء) حقيقة واقعة مريرة سيما في عراقنا الحبيب ،ضمن آيدولوجيات النظام البائد من قمع و قتل الإنسان الى آيدولوجيات الارهاب الحاقد التي لا تبقي و لا تذر..بأفكار بائسة مغلوطة تماماً..(ما أنزل الله بها من سلطان) حتى البيئة رفعت عقيرتها الى بارئها من جنون و عنف هؤلاء الجهلة البغاة،دخلت في نفسي موجة من الشبكة العنكبوتية لهؤلاء المتخلفين السائرين في ركب الأبالسة ..لا ينتهي هذا الشريط بسرعة ففي أعماق القلب هموم كثار ،و شجون كبار..ليس في هذا مدار الحديث ..و هذا يسألني عن دية الجرادة ..هل هذا السائل مخلوق قبل قابيل الذي قتله شقيقه هابيل بلا ذنب و لا جرم سوى نفثات الشيطان،ثمَّ لمْ يسأل أباه (آدم "ع") عن دية شقيقه الوديع و المغدور به ؟؟ هل السائل من (حيمن) غير آدمي؟؟ فالملائكة ليس لهم تزاوج حتى نقول أنه من نسل الملائكة !!أم أنّه آتٍ من غير كوكبنا..و لم يَكتشف العلم لحد الآن وجود بشر غيرنا ،ليخبرنا عن وجود (آدم آخر) في المجرّات الأخرى ..
دعنا من هذا ..و كم أسرد من مثل هذه التساؤلات،إذاً ما قصة هذا السائل ..دية الجرادة ؟ و الإنسان المتحضر و المكرم ليست له ديّة الآن في عصر التقنية العالية و المحيرة؟؟ فكيف بالجرادة و الذباب و القمل ..هذه التصورات تمرّ في مخيلتي بسرعة أشد من سرعة الحاسوب الحديث ..هل سمع صاحبنا قصة عبد الملك بن مروان (حمامة المسجد- قبل الخلافة) بأن يرفع ثوبه الفضفاض كي لا يقتل حشرة حين يمر للتنزه ما بين الحقول الخضراء سهواً و يتورط بدفع الديّة،ثم يأتي الزمان ليكون أميراً و يشرب دماء المسلمين دون أي تأنيب من الضمير - على لسانه -..
أم أنه يريد أن يقول :كم إنسان ديّة جرادة واحدة سحقتها،و أنا في صحراء السماوة - نقرة السلمان- حين كنت في مهمة خاصة ، بل في واجب وطني في دفن الأحياء من دون أن أعلم السبب؟ إنها حكاية عجيبة و من ورائها ألف لغز مبهم من مبهمات هذا العصر!!.

أحمد الحمد المندلاوي
20/5/2010م- بغداد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَيرةُ الكلماتِ
- مرثية أبي شيرين..
- ما أنتَ قاضٍ..
- لعنةُ التاريخِ و الحجارة..
- من طرائف الشعراء /.2
- من طرائف الشعراء ..1
- يا درّةَ الفداء..
- ماوراء البصقة !!..
- إبراهيم عبدكه:الثائرالشعبي ونصير المستضعفين..
- البصقة..
- بدرايا.. البوابة الذهبية نحو الشرق
- بقايا ظمأ..عن مركز مندلي/5
- تباريح ملوّنة..عن مركز مندلي/4
- بدلَ القمحِ..
- صهوةُ الحجر..
- درسٌ من الحجارة
- مفقس أسامة
- السيد ظاهر البندنيجي .. سيرة و ذكريات
- سألتُ يوماً ..
- ستونَ منْ مهجِ الشّبابْ


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - ديةُ جَرادةِ...!!