أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - المحرقة السورية...قراءة تحليلية للموقف الأميركي - الروسي














المزيد.....

المحرقة السورية...قراءة تحليلية للموقف الأميركي - الروسي


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن نظام الأسد قد مات سياسياً ، منذ ان سقط أول شهيد سوري برصاص القوات النظامية ، ومن السذاجة القول أن روسيا تراهن على عكس ذلك ، لإستمرار الأسد بالسلطة! ، فهي تعرف جيداً أن حليفها السوري قد انتحر سياسياً ، ولن يعود مجدداً إلى الحياة ، وان بقاءه ميتا في غرفة إنعاش روسية أميركية ما هو إلا لتحقيق أهداف دولية لم تكتمل بعد!.
فمنذ بداية الأحداث تطرقت إلى ان الأزمة السورية تحولت إلى بوابة جحيم في المنطقة ، وأن تداعياتها ستكون مدخلا في بلوغ مرحلة الصدام الطائفي الكبير .
الإرادة الدولية تجاه سوريا لا تقضي بإبعاد الأسد من واجهة الصراع بالوقت الراهن ، وقلت ذلك قبل عام من الآن : بأن المشهد سيستمر على ماهو عليه مدة ثلاثة سنوات ، ربما أقل أو أكثر من ذلك ، لحين ان تتحقق الأهداف الدولية بشكل كامل.
ولقراءة الموقف الأميركي الروسي الآخير حيال أزمة الكيماوي السوري ، لا بد ان نتطرق إلى أسباب تأجيل إتخاذ قرار أميركي أوربي بالقضاء على الأسد خلال العامين الماضيين ، وكذلك الأصرار على التوصل إلى إتفاق مع روسيا بشأن الأزمة السورية عموماً وأزمة الكيماوي خصوصاً!.


فاستمرار الحرب وإتساعها يصبُ لمصلحة واشنطن وموسكو الإستراتيجية بهدف التخلص من اعدائهما ، في حرب تُدار بالوكالة!.حيث تحولت سوريا منذ بداية الأزمة قبل أكثر من عامين إلى ميدان حرب وساحة لتصفية حسابات دولية واقليمية مُتبقية من حرب العراق! .
عندما قررت الإدارة الأميركية سحب قواتها من العراق بالرغم من إدراكها لحجم الكارثة التي خلفتها بتسليم مفاتيح البلاد لإيران ، فهي قد حققت هدفين رئيسيين لها، نفضت عن كاهلها عبئ الحرب العراقية ، وكذلك تخلصت من المطرقة الإيرانية التي سلطتها طهران طوال سنوات عبر أذرعها الميليشياوية على القوات الأميركية!. ما يعني ان إيران كانت من أكثر الأطراف التي تضررت إزاء قرار الإنسحاب ذاك!.
رأت الإستراتيجية الأميركية إن إضعاف الدور الإيراني في المنطقة يأتي من خلال فرض عقوبات إقتصادية مشددة على طهران من جهة ، وجر حلفائها بالمنطقة إلى حرب طويلة الامد من جهة آخرى ، وكان لسوريا نصيب من معادلة الصراع تلك، كونها تشكلُ ثقلا بالمنطقة ، وتعتبر من أبرز قلاع المشروع الإيراني واليد الضاربة فيه ، لا سيما ان نظام الأسد يُعتبر الرئة التي يتنفس من خلالها حزب الله في لبنان .
فكان بالامكان لإدارة أوباما ان تتخذ قرارا بازاحة الأسد منذ الأشهر الاولى لبداية الازمة ، لكنها أرجأت ذلك كيما تتفاقم الأزمة وتتحول الثورة السلمية إلى حرب طاحنة ثم تتهيأ الجغرافية السورية لإستقطاب المقاتلين الاجانب من شتى دول العالم ، بما فيها الحرس الثوري والأطراف التابعة إلى النظام الإيراني ( حزب الله ، الميليشيات الشيعية الأخرى) للقتال إلى جانب النظام السوري من جهة ، وتنظيم القاعدة والجهاديين السُنة من شتى اصقاع الارض للقتال إلى جانب المعارضة من جهة ثانية ، بالتالي تتحول سوريا وفق هذا السيناريو إلى محرقة لكل الأطراف المتقاتلة فيها دون استثناء .
وفيما يتعلق بأهمية الدور الروسي لدى واشنطن والغرب بموضوع الكيماوي السوري، حيث تقع جميع مخازن الأسلحة الكيماوية في سوريا تحت إدارة واشراف روسي حصراً ، ولا يمكن على الاطلاق ان يتم إخراج أي قطعة من السلاح الكيماوي من تلك المخازن إلا بموافقة موسكو!!!.
من جهتها كشفت هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي في تقرير لها عن توافد أعداد كبيرة من المقاتلين الشيشان إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر هناك ! ، أما التساؤل الذي يُطرح في هذا الخصوص هو : ماذا يعني ذلك الخبر لموسكو ، وهل تزايد أعداد المقاتلين الذاهبين إلى سوريا كان بعيداً عن أنظار المخابرات الروسية مثلاَ؟! ، أم انها سهلت إجراءات ذهابهم إلى المحرقة التي لا يعودون منها ، إلا وهم جثث هامدة؟!.
بالمحصلة النهائية ..تستفيد كلا من واشنطن وموسكو بإستمرار الحرب الطاحنة في سوريا لمواصلة تدفق المقاتلين الأجانب إلى الميدان الحربي هناك ، فتتخلص روسيا "الطامحة" إلى لعب دور إقليمي أكبر من عبئ المقاتلين الشيشان بذهابهم إلى سوريا ، وكذلك الولايات المتحدة تضرب الميليشيات الشيعية وجماعات القاعدة بحجر واحد في المحرقة السورية!.



#محمد_الياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف السري وإنقاذ الاسد..إيران والقاعدة نموذجا! ج2
- التحالف السري..إيران والقاعدة انموذجا! ج1
- إرهاب السلطة...العراق أنموذجا!
- اعتراف كيسي بتورط إيران ..تأريخ موثق!
- روحاني..مرحلة المماطلة والإيهام السياسي!
- العراق..نعوش وأزمات وقضايا اخرى!
- حُسن النوايا..لا يعني إنهاء الاعتصام والتنازل عن الحقوق
- مبادرة حُسنِ النوايا.. الكرة في ملعب المالكي!
- الحالة الطائفية.. صناعة فارسية!
- انعدام الثقة بالمالكي!
- ازدواجية الخطاب الحكومي!
- إيران تعترف رسمياً بقتل العراقيين!
- الدم العراقي واحد!
- إغتيال الإعلام..بداية تصعيد عسكري آخر!
- قتل الجنود الخمسة ..عملية مدبرة لاجتياح المدن!
- حرق المطالب..إسقاط النظام!
- بعد مجزرة الحويجة..المالكي يهدد - سليمان بيك - عشية إعلان نت ...
- الحويجة تحت الحصار..
- الذكرى العاشرة للغزو.. -طوئفة- العراق مصلحة أميركية - إيراني ...
- باللهجة العراقية ..سيف يحب نور ونور متحب سيف!


المزيد.....




- بيان للنيابة العامة في مصر بشأن حريق سنترال رمسيس وسط القاهر ...
- غزة.. غارات إسرائيلية وعشرات القتلى وسط أوامر إخلاء لمعظم سك ...
- جهود قطرية وزيارة مرتقبة لويتكوف.. استئناف المفاوضات بين حما ...
- رشيد حموني، يعرض أعطاب الصحة ويستشرف البدائل. أثناء تعقيبه ع ...
- ثلاثة قتلى و2 مصابين في هجوم جديد على سفينة شحن في البحر الأ ...
- مقتل 29 فلسطينيا على الأقل و5 جنود إسرائيليين في غزة
- زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى بريطانيا.. استقبال ملكي وقمة ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام بلغاريا إلى اليورو بداية 2 ...
- سلطات شرق ليبيا تأمر بمغادرة وزراء أوروبيين فور وصولهم لبنغا ...
- انعكاسات كمين بيت حانون على مفاوضات وقف إطلاق النار


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الياسين - المحرقة السورية...قراءة تحليلية للموقف الأميركي - الروسي