أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان محمد السعيد - -الفيس- وسنينه














المزيد.....

-الفيس- وسنينه


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 19:50
المحور: كتابات ساخرة
    


في غضون سنوات قليلة احتلت المملكة الزرقاء مساحات شاسعة من حياة الناس وأوقاتهم وصارت نافذته متنفس لكل المشاعر والأراء والإنفعالات والخيالات والتي ليس لها في أغلب الأحيان أن تتمثل جسداً حياً على أرض الواقع وليس أدل على ذلك من تضاعف اعداد شعبها المخلص المطيع والذي بلغ بسرعة فائقة ما قيمته سدس سكان المعمورة ويزيدون في كل لحظة ألافاً مؤلفة .. وليس أدل على ذلك من ظهور أدب خاص به وأدباء وشعراء ومشاهير "صناعة فيسبوكية" .. وليس أدل على ذلك من ظهور روايات ولأدباء بارزين محورها الأساسي "الحياة على الفيسبوك".

يضج الفيسبوك بصرخات الثوار وهمسات العشاق وآهات المتألمين .. في هذه المملكة لا حدود ولا قيود الجميع يعبر عن نفسه ويجد من يستمع إليه ويتفاعل معه ويؤيد صورته الخاصة عن نفسه .. وإذا ما كان هناك من يزعجك يمكنك أن تمحوه بضغطة صغيرة فلا يعود له وجود في عالمك ..

في عالم الفيسبوك تصبح أقوى أدوات التعبير بالتأييد أو الرفض "تغيير صورة البروفايل" وإذا ما أردت أن توجه رسالة ما .. أو تعبر عن حالتك النفسية وتنال بعض التعاطف .. فيمكنك أن تضع في صورة الغلاف اقتباس ما أو بيت شعر أو آية من كتابك المقدس تتولى عنك قول ما تريد قوله "واللبيب بالإشارة يفهم"

ومن المسلّي ان تقرأ ما يضعه المشاركين في صورة الغلاف الخاصة بهم .. يذكرني ذلك أحياناً بما يكتبه سائقي الشاحنات على مركباتهم من الخلف .. فهذه واحدة كتبت "أنا امرأة ليست ككل النساء .. أنا امرأة نصف وزني كبرياء" .. جيد جداً .. الآن عرفنا من أين جاء الوزن الزائد! .. وهذا أخر يقول: "كل النساء اللآتي عرفتهن أردن مني شيئاً إلا أمي أعطتني الحب بلا مقابل" .. رائع جداً عرفنا أنك "طفل ماما المدلل" إحذر أن يتطور الأمر أكثر من ذلك! .. وهذه آخرى تضع لك آية قرآنية تحذيرية شديدة بينما هي تغازل الجميع علناً بلا حياء .. ولكن احذر ان تذكرها بسوء وإلا سيصيبك عذاب من الله .. وهذا معجب بنفسه يقوم بتغيير صورة البروفايل ثلاث مرات يوميا ولا تتوانى إحدى الفتيات عن الدعاء له بحماس شديد أن يحفظه الله من عيون الأخريات .. هل أنتِ متأكدة أن "الأخريات" هن من يضعن عيونهن على شهريار زمانه! .. راجعي نفسك مرة أخرى!

وآه .. آه عندما تضع إحدى الفتيات صورتها فتنهال كلمات المديح والإطراء "من الجنسين" وتكاد تستشعر برودة الضحكة الصفراء وراء تعليقات الفتيات! .. ومن المدهش فعلاً أن تجد إحداهن تستعين بصورة عمرها عقد من الزمان لتستدر كلمات المديح استدراراً!

حكايات لا أول لها ولا آخر .. ودراما بركانية من حب وهجر وجفاء وخيانات .. ولكنها في النهاية براكين باردة لا تحرق ولا تسفر عن شئ!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموتى لا يكذبون
- ألوان من البشر
- نواقيس الفشل
- أحلام الصمت
- مشعلوا الحرائق
- عصر الفرسان
- السقوط في الفخ
- أنا لم ألوث مياه النيل
- افتح للضوء نافذة
- وكأن شيئاً لم يكون
- الصدع
- فنون الإحتيال
- تحرش
- في نعي الثورة
- صرخات على الجدران
- انتخابات الرئاسة
- عفوا لقد نفد رصيدكم
- مسرحيات هابطة
- خواطر
- في سبيل الكرسي


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حنان محمد السعيد - -الفيس- وسنينه