أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - جولة في تاريخ و جذور العرب















المزيد.....

جولة في تاريخ و جذور العرب


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 19:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هل العرب امة واحدة؟ .. هل العرب هم ، قومية واحدة و عرقية واحدة؟ .. هل اللغة العربية لغة العرب؟
لأسف لا يوجد أي إجابات علمية على الأسئلة السابقة ، باستثناء منطقة اليمن فليس هناك أي شواهد أثرية أو تاريخية وثائقية لتواجد شبه حضارة ما في منطقة الجزيرة العربية على مدى تاريخها قبل و بعد الإسلام ، كما انه لا يوجد أي كتابات منقولة عن حضارات آخري في تلك المنطقة عما يسمى اليوم بـ"العرب" و يعتمد المؤرخون المسلمون على إثبات نظرية محددة النتيجة مسبقا و فرضها على الواقع الحالي بأسلوب القهر و الإجبار الفكري اللا منطقي على شعوب المنطقة متبعين نفس الثقافة .. كذبة يتم تكرارها و يجب تصديقها كما هي تحت التهديد و الوعيد .. فكر ثقافي إقصائي متوارث

لا تخلو بلد في أوربا من روسيا شرقا إلى اسبانيا غربا من تواجد أقوام "الغجر" (روما / سندى / جيتان / جلواز / جيبسى / سيجونا / ..... ) يعيشون على أرضها .. هؤلاء "الغجر" لا يشكلون قومية أو امة واحدة من نفس الأصل و الجذر .. منهم الأشقر الذي يعيش في الشمال و الغامق اللون في الجنوب .و يختلفون أيضا في الشكل العام لكنهم فى جميع الأحوال يمتلكون نفس الثقافة و أسلوب المعيشة
يعيش "الغجر" في كانتونات شبه عشائرية منغلقين على أنفسهم و يتحدثون بلغة أصحاب البلد الأصليين و هم لا يعملون فى الغالب و لا ينتجون و يعيشون على هامش المجتمعات الحاضنة لهم معتمدين على الاستجداء و غيره و لهم أيضا بعض الأفعال السلبية وسط تلك المجتمعات و لا يتأثروا كثيرا بالثقافات المحيطة بهم على الرغم من انتمائهم إلى المسيحية عقائديا و كما أن المال أو الثروة لا يؤثر كثير على ثقافتهم و طريقة حياتهم
أختلف العلماء في الغرب في تحديد هوية و أصول "الغجر" و أرجعوا ذلك نظريا إلى الهجرات التاريخية القادمة من منطقة الهند إلى أوربا من مئات السنوات و يعود هذا الاختلاف إلى عدم وجود شواهد و أدله مادية تاريخية يمكن الرجوع إليها

أنا أعتقد .. وجود تشابه كبير بين حالتي "الغجر" في أوربا و "البدو" العرب في بلاد الجنوب و المشرق" و يتجلى هذا التشابه في كلتا الحالتين فى عدم الرغبة في الزراعة و العمل و الإنتاج لديهما و لا توجد عندهما الرغبة في الاندماج أو الذوبان في المجتمعات الحاضنة لهما .. لا تختلف ثقافة و طريقة حياة العشائر البدوية في السعودية و في الشرق و العراق و الشام عنها في مصر و دول شمال إفريقيا و دول جنوب الصحراء
يعتبر هؤلاء جميعا كون "الثقافة البدوية" جزء لا يتجزأ عن الدين .. فيتم "بدونة" الدين الإسلامي و تطويعه ليتماشى مع ثقافتهم المتوارثة
أنا أعتقد أيضا بأن الخلاف الوحيد بينهما .. كون الغجر" هاجروا إلى بلاد أوربا مسالمين بحثا عن الخبز و الحياة الأيسر ، أم "البدو العرب" فهاجروا إلى بلاد المشرق غازيين لها بحثين عن السبايا و النساء و المال و الثروات و لازالت أيدي أبنائهم ملطخة بدماء أصحاب الأوطان الحقيقيين

كلتاا (الغجر/ العرب البدو) يستغلان المال و الثروة المتوافر لديهما في تقوية و المحافظة و ترسيخ الثقافة الخاصة بهما رافضين أي تطوير و تحديث .. كلتاهما يتشاركان في عدم الولاء لأراض و لأوطان التي يعيشون عليها و في عدم الولاء و الانتماء إلى المجتمعات الحاضنة لهما ولاءهم الأول دائما إلى الأهل و العشيرة!

كانت اللغة الآرامية (السريانية) السامية ، لغة جميع دول الشرق لعدة قرون قبل الميلاد و يقول المتحدثون بها حتى الآن (الأشوريون و السريان) ، أن لغتهم تمثل على الأقل (80%) من اللغة العربية المحاكة حاليا و أن الحرف الآرامي الغير منقط قد استخدم في كتابة أقدم النصوص القرآنية المتواجدة حاليا في عدة دول (اسطنبول /القاهرة / بخارى) التي لا يستطيع قرأتها و فهمها على صححيها غيرهم و يعتبرون اللغة العربية الحالية عبارة عن أحدى اللهجات الآرامية لتلك اللغة السامية

لم يتم ذكر كلمة "العرب" في التراث الإنساني القديم غير مرة واحدة في الإنجيل ، عندما تم ذكر أسماء الأقوام الأجناس اللذين تجمعوا في "يوم الخمسين الشهير" بعد "الصلب" لأخذ بركة حاول الروح القدس و كان من ضمن تلك الأجناس "عرب" و لا يُعرف من هم هؤلاء .. هل هم البدو الرحل في منطقة شرق و جنوب الأردن و شمال الجزيرة العربية الحالية

كلمة "أربا" الآرامية تعنى "الغنم" و منها تم اشتقاق كلمة "عربيا" أو "عربايا" و التي تعنى "راعى الغنم" و هي تعتبر الكلمة الأقرب إلى الكلمة المتداولة الآن "العرب" .. قد قسم المؤرخون المسلمين أصول العرب الحاليين في الجزيرة العربية و الدول المحيطة إلى ثلاث أقوام أو أنواع
العرب البائدة
العرب العاربة
العرب المستعربة

« العرب البائدة
هم أقوام "ثمود" (تمود) و "عاد" و قد تم ذكرهما في القرآن و على لسان بعض شعراء الجاهلية مثل "أمية ابن أبى الصلد" و غيره .. هل سكنوا الجزيرة العربية .. لا يعرف عنهما شيء .. أين و متى سكنوا؟ .. قوم "مالق" أو (العماليق) التي تم ذكرها في "العهد القديم" وقد سكنوا منطقة صحراء النقب .. وجدت بعض الكتابات الأشورية القديمة التى تتحدث عن قبائل "بدوية" متنقلة في منطقة شمال الجزيرة العربية الحالية من غرب الفرات إلى البحر الأحمر و نزولا جنوبا إلى اليمن و قد أطلق عليهم "تمودو"

يعتبر المؤرخون المسلمون هؤلاء العرب "البائدة" قد اندثروا و لا علاقة أو امتداد لهم مع العرب الحالين لعدم معرفة أي شيء عن تاريخهم و أصولهم و أماكن تواجدهم ، كما يتم تفادى القليل الذي قيل عنهم و هم بالتالي قد أغلقوا الباب على محاولات البحث و التنقيب عن أصول تلك الأقوام المدعوة "بائدة" .. أنا أرى أن هناك اعوجاج كبير في المنطق و الأمانة العلمية عند البحث التاريخي!

« العرب العاربة
سفر التكوين(10) .. وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ، وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.(24) وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ.(25) يَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ (26)

يستغل المؤرخون المسلمون "آيات التوراة" لإثبات نظرية تواجد "عرب العاربة" و كونها آتت من "عابر" و قبيلة "قحطان" تعتبر هى "يقطان" و من ثما "حضرموت " الشهيرة حاليا
أعتبر المؤرخون "اليمن" هي الموطن الأصلي "لعرب العاربة" اللذين يميلون إلى الاستقرار و العمل في الزراعة و أقامة الممالك قبل هجرة البعض فيما بعد إلى الشمال .. يَدَعُون بكون "القحطانية" تنقسم إلى قبائل "ربيعة" و "حمير" و منهما خرجت أشهر قبائلهم .. /مالك / قضاعة/ كلب /جهينه / كندة / الأوس / الخزرج / حاشد / قيس / تميم / طائي / ......(*)

لم يجد المؤرخون المسلمون شيء يستدلوا بيه غير تلك الآيات القليلة في التوراة لإثبات فكرة تواجد "عرب العاربة" في التاريخ و انأ أتساءل .. لماذا لم يتم ذكر كلمة "العرب" غير مرة واحدة بشكل عابر في الكتاب المقدس مقارنة بباقية الأجناس التي كانت متواجدة في المنطقة.

« العرب المستعربة
كما يقال هم العرب "العدنانية" اللذين يميلون إلى الترحال و عدم الاستقرار و البداوة و يرجع المؤرخون منشئهم إلى "فالج" الابن الثاني "لعابر" كما تقول التوراة في سفر الخروج فى أصحاح (10) و إلى "مدين" في أصحاح (25) و أشهر قبائلهم .. كنانة/ هوزان / اسد / ربيعة / سليم / خزاعة / تميم / شيبان / قريش / تغلب / بكر / وائل / ..... (*)

« الخلاصة:
الأصول المؤرخة لعرب عموما تعتمد على افتراضات نظرية بلا أدله مادية و وثائقية و جميعها لا تعدوا عن كونها افتراضات "عاطفية" و "سياسية" و "دينية" قد رأى البعض أنها تساعد في تجميل ما يسمى "العروبة" و "الإسلام" و بالتالي اختلاق "قومية" ليس وجود حقيقي في التاريخ القديم المكتوب مثل باقية الأقوام و الأجناس في المنطقة

محاولات البعض على مدى التاريخ الإسلامي إلصاق كلمات "الشرف و الأصالة و السيادة" لتلك القبائل و العشائر المدعوة عربية واضحة لأي باحث و دارس و أرى أن أصول تلك القبائل تختلف عرقيا و تتعدد
باختلاف القبائل ذاتها

لم يستطع كاتب القرآن أن يذكر لنا شيء مفصل عن أصول العرب و قبائلهم و عن سبب اختلاف لهجاتهم و ألسنتهم التي هي في حقيقة الأمر عبارة عن لهجات آرامية مختلفة قد أطلق عليها فيما بعد "لغة عربية"

لماذا أضطر رسول العرب و الإسلام " محمد" في أحاديثه (البخاري) أن يوبخ و أمراً أتباعه في حالة التباهي و التفاخر والتعصب إلى الأهل و العشيرة بأن يتم سب و تشم الفاعل و توصيفه "بعضاض بذر أمه و ماص هن أبيه" و هذا لكونه يعلم جيدا أن القبائل و العشائر يشابهون مثل "الأعداء الأخوة"

ليس هناك ما قد يسمى "امة عربية" أو "قومية عربية" في التاريخ القديم ، فقد أراد "محمد" أن يوحد تلك الأقوام المختلفة عرقيا و لهجة تحت راية واحدة "الإسلام" و أراد بذلك التشبه باليهود كقومية عرقية و دينية واحدة في نفس الوقت (حقد نفسي قبلي شهير)

أراد المؤرخون المسلمون أن يؤرخوا لمقولة واهية كون " العرب ساميين من أبناء إسماعيل ابن إبراهيم" فلم يجدوا أي شيء مادي محترم في التاريخ يتشبثوا بيه غير كلمات التوراة التي يعتبرونها في نفس الوقت محرفة

أنها العملة البائدة و المنهارة دائما ذات الوجهين القبيحين التي يتم فرضها على الشعوب بالقهر و بالقوة لتعامل بها و إحدى أوجها البداوة و القومية العربية و الوجه الأخر الإسلام و شريعته الإسلامية!

مع شكري و محبتي

« ملحوظة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) خرائط توزيع القبائل في الجزيرة العربية شجرة / العرب العاربة / العرب المستعربة/
http://algenena.blogspot.de/p/blog-page_15.html



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسة الأزهر حاضنة الإرهاب في الشرق
- تفاصيل المخطط الأمريكي لشرق
- بداية ثورة الفراعنة على الهكسوس الجدد
- إلهنا – (ترنيمة)
- الثالوث المقدس و المسيحية من وجهه نظر فلسفية
- الخلود و العدم (الجزء الثالث)‏
- الخلود و العدم (الجزء الثاني)‏
- الخلود و العدم (الجزء الأول)
- تصرخ إليك
- الإمبراطورية الأمريكية في الطريق إلى التفكك
- صراع ثقافي حضاري و تطهير عرقي ديني في مصر
- شعارات ثورية مصرية
- مُرسِيات (1)
- مصر من عهد رمسيس الثاني و نفرتاي إلى عهد مرسى و أم أحمد
- الموعظة على الجبل .. دستور الحياة
- الترجمة القرآنية الكاذبة
- لست مسلما لا أحمده
- الفرق بين صلاة المسلمين عن صلاة المسيحيين
- أين مصر؟
- القرآن المبسط (الطبعة الأولى)


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - جولة في تاريخ و جذور العرب