أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جمعة الحلفي - مظفر النواب ... العراق بانتظارك















المزيد.....

مظفر النواب ... العراق بانتظارك


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1204 - 2005 / 5 / 21 - 10:07
المحور: مقابلات و حوارات
    


مظفر النواب والشعر.. لكأنهما توأمان، أو هما هكذا، حين يأتي مظفر فإن هفيفاً رقيقاً من هواء القصيدة يلفح قلوبنا، أما حين تأتي القصيدة ذاتها فإن طعماً ولوناً وعبقاً نوابياً يلفها مثلما يلف التويج قرنفلة يانعة.
شاعر قدّْ من ذهب وهيل ودموع وليل طويل.. شاعر قدّْ من طين العراق، من نخيله وشناشيله، من دموعه وأحزانه وعذاباته. هذا هو مظفر النواب بمختصر المحبة، وهكذا هو أسمه، لوحده غير مسبوق بشيء، يكفي أن يدلك على مواجع العراق، على مواويله، وعلى مصادر حزنه وفتنته. هكذا حين يأتي مظفر يأتي نخيل البصرة والزبير وأبي الخصيب في كرنفال من الفيء والجمار. يأتي الفرات صافياً وتأتي دجلة رقراقة. تأتي أهوار الغموكة مخضبة بالدم. تأتي بغداد مثقلة بالتاريخ والنوائب. تأتي الرصافة والكرخ وتاتي العيون التي بين الرصافة والجسر. هكذا حين يأتي مظفر النواب يأتي الزمرد والجلنار والحنّاء. تأتي صواني القاسم وشاي العصر وليلة الدخلة ومحمل بنت المعيدي وأهلّة الشريعة. يأتي تموز والأهوار ومواكب كربلاء. يأتي الحزن غيمة من بكاء، يأتي سعود وصويحب وحسن الشموس وخالد أحمد زكي، تأتي غنيده وآل أزيرج، ثم يأتي الشعر. هكذا حين يأتي مظفر النواب يأتي الشعر، لا محالة، لكأنهما توأمان، تأتي سبائك من ذهب الكلام، شفافة تارة ومثل عاصفة مريرة، تارة أخرى.
العراق.. أجمل البلاد
سألت مظفر عن العراق، مرة، فتأملني بجزع ثم ترقرقت دمعة في مقلتيه، كل العالم جميل، قال، بعدما غالب الدمعة أو غافلها، لكن الأجمل هو العراق، وكل المدن جميلة، لكن الأجمل هي بغداد. ثم أضاف قائلاً: بعد مغادرتي العراق، وانا بالطائرة فوق بغداد، كان عندي إحساس داخلي بأني لن أعود إليها لزمن طويل، فكتبت، في تلك اللحظات، مقاطع قصيرة، بهذا المعنى، وانا أشاهد، لآخر مرة، أبنية بغداد وجوامعها وجسورها من الطائرة. هذا الإحساس الداخلي كان بمثابة تمهيد بالنسبة لي. تمهيد لتحمل الزمن والغربة التي عشتها بعد ذلك. وقد يكون ذلك الشعور متأتيا من فهمي لطبيعة الأوضاع في العراق ولطبيعة السلطة الدموية، التي جاءت آنذاك، بسبب، أو نتيجة لأخطاء القوى السياسية. كذلك، كان ذلك الشعور متأتياً من طبيعة حياتي السياسية التي عشتها في العراق، أي حياة السجن والتخفي والهرب بعد ذلك الى إيران، ومن ثم الحكم عليّ بالسجن المؤبد. طبعاً من الناحية الروحية، كانت الأشهر الأولى للغربة هي الأصعب، خاصة وأنني كنت أحب بغداد وأحن إليها، حتى عندما كنت داخل العراق. لذلك كان حنيني يستيقظ بقوة ودائماً في تلك الشهور، ولكن الآن يمكن أن أقول أنني أدمنت الغربة الى درجة أعتقد معها أنني لو عدت الى العراق فسأحن الى الغربة مرة ثانية.
الغربة سببت لي حزناً هائلاً
هل أضعفتك الغربة، سألت مظفر، فقال لم تضعفني الغربة في شيء لكنها سببت لي حزناً هائلاً، قد لا أفصح عنه، لكنه يظهر في قصائدي وفي أثناء إلقائي للشعر. وفي المقابل تعلمت من الغربة كثيراً، فقد تنقلت في بلدان عديدة، سافرت الى أميركا اللاتينية مراراً، والى جنوب شرق آسيا، وعشت سنوات مع الحركات الثورية في ظفار وفي أرتيريا ومع الثورة الفلسطينية، وفي العديد من الساحات التي كان فيها الصراع محتدماً والطبيعة بكراً. ففي أرتيريا مثلاً، كان كل شيء مثيراً للدهشة بالنسبة لي، الطبيعة والحياة والناس، ولاسيما قدرة الإنسان على المقاومة، مقاومة كل شيء. وفي ظفار كذلك عايشت الناس وسط الجوع والعطش والأمراض وشتى الأشكال المؤلمة والقاسية من الحياة، هذا التنقل والترحال وسّع كثيراً من أفقي وكوّن الكثير من الأسس لقصائدي اللاحقة. بل أنه رسخ قناعاتي في حب الناس وفي مواجهة التحديات وعدم الضعف أمامها.
تقطير الشعر!
كانت جلسة حميمة في بيته الصغير وسط دمشق، فكانت الأسئلة، هي الأخرى، حميمة كما الأجوبة. ماذا عن الشعر يا مظفر، ماذا عن الكتابة، كيف تكتب؟ ربما سيبدو هذا السؤال ساذجاً للوهلة الأولى، لكنني حريص على معرفة هذا العالم السحري.. كيف تكتب الشعر.. هل تحزن أم تفرح، هل تصمت أم تغني، أثناء الكتابة؟ هل يمكن وصف لحظة الكتابة الشعرية وظروفها المحيطة وطبيعتها النفسية والحسية؟
يقول مظفر: في الواقع ليس هناك شكل محدد للكتابة الشعرية ولا مكان أو وقت معين، لكن ربما كان آخر الليل هو من أفضل الأوقات، بسبب الهدوء وأنتهاء المرء من مشاغل اليوم. وأنا شخصياً، كتبت معظم قصائدي أو بداياتها، في أوقات الليل. أما لحظة الكتابة الشعرية فهي تشبه، كما أرى، الطريقة القديمة لعمل الخمرة. فقد كانوا، حين يريدون تقطير الخمرة، يجرحون النخلة من عند الرأس ويضعون حول الجراح وعاءً أو كيساً، ثم تبدأ النخلة تقطّر شيئاً فشيئاً وبعد ان تتجمع هذه المادة أو هذا السائل، يتركونه فترة من الزمن حتى يتخمر.
الشاعر كذلك حين يستفزه مشهد ما، أو حدث ما، إجتماعياً كان أم جمالياً، فإن ذلك يؤدي الى أحداث ذلك الجرح في أعماقه، وكما يحدث للنخلة، تبدأ مادة الشعر بالتقطر والتسرب ثم تصبح شكلاً جمالياً محدداً. وبالنسبة لي، حين يحدث ذلك الجرح، أحتاج الى الصمت في البداية بل أنني أنفر من القلم والورقة، في تلك اللحظات، لأنها، بإعتقادي، تعيق أو تفسد اللحظة الشعرية، ولكن بعد ذلك، بعد أن أقطع مسافة، في ما يمكن تسميته بالكتابة الداخلية، أبدأ بوضع المادة على الورق.
الشاعر مغني القافلة البشرية
لا أعتقد أن هناك شاعراً عربياً أقترب من الناس، أو أقتربت منه الناس مثلما هو الحال مع مظفر النواب. وقد يكون سبب ذلك أن مظفر أستطاع ان يلامس الهموم المباشرة للناس أكثر من أي مشاعر آخر، وهذه ميزة في صالح الشاعر، لكن هناك من يرى أن هذه الملامسة قد تهبط بالمبدع الى المباشرة والخطابية، أو تضطره للتبسيط وبالتالي فإنها، حسب هذا الرأي، تقلل، أو تضعف من القيمة الفنية لإبداعه. مذا يقول مظفر في ذلك؟
منذ بدء التاريخ والبشرية سائرة في قافلة نحو حلمها، أي نحو الحياة الأفضل والأجمل، أو نحو الواحة الكبيرة، التي هي الجنة بالتعبير الديني. والشاعر، كما أرى (والكلام لمظفر) هو مغني هذه القافلة البشرية في مسيرتها التاريخية، فهو من يشد هذه القافلة الى جماليات الوجود، لكي تستمر بالمسير نحو هدفها، وهو من يغري القافلة بالأستمرار في مسيرتها عبر إثارة كل ما هو جميل، وعبر إثارة مشاعر التعاطف والحب. وهذا الشاعر قد يعاني من وطأة الصحراء، لكن طبيعة الخلق عنده تجعل لأشد الهموم جماليات، ومن هذه الجماليات علاقته بالناس أو الجمهور. وبهذا المفهوم أرى علاقة الشاعر بالناس وبمشكلاتهم وهمومهم، واعتقد أن القصيدة التي تنطوي على جانب جمالي ولها علاقة مع الناس هي القصيدة الأعلى، هي أعلى من اية قصيدة تنطوي على جمالية تجريدية صرفة، مهما كانت، ولكن في الوقت ذاته، بدون الوقوع في العادي واليومي، فغالباً ما تجر الأحداث الشاعر الى نوع من العادية، التي هي ردة فعل، ومن ردة الفعل يمكن أن تنتج قصائد تنطوي على جمالية معينة، ولكن بشكل عام هناك بناء وطرح جمالي أولاً ومن ثم العلاقة بالناس.
ليس هناك قصيدة سياسية
وماذا عن السياسة؟ مظفر النواب شاعر سياسة بامتياز، أو أن السياسة هي ميدانه الشعري، فما المفيد وما الضار في هذا الميدان؟
السياسة بالنسبة لي، يقول مظفر، ليست شيئا تجريدياً، أو أيديولوجياً، إنها الحياة ذاتها، الإخلاص للإنسان في هذا العصر، والصدق معه، هذه هي السياسة بالنسبة لي، ولذلك هناك، على الدوام، نفور أو جفوة بيني وبين محترفي السياسة أو حفظة الإيديولوجيات، أما الناس الذين تعني لهم السياسة قيماً حياتية وإنسانية، وبحثاً حقيقياً غير أناني، لخلق عالم جميل، فهؤلاء أجد نفسي متفاهماً معهم بدون مقدمات. أما على صعيد الكتابة، فأنا لا أعتقد أن هناك قصيدة أسمها قصيدة سياسية فالقصيدة هي شيء، أو فعل حياتي، شيء يتعلق بالطبيعة والجمال، مثلما يتعلق بالمرأة وبالسياسة وبالأضراب والتظاهرة، كل هذه الأشياء مجتمعة تشكل القصيدة، وكل هذ ا التشابك بين القضايا الحياتية هو القصيدة.
قصيدة العقل، قصيدة القلب
مظفر النواب بالنسبة للعراقيين شاعراً شعبياً من طراز رفيع، لكنه بالنسبة للعرب شاعر الفصحى المتمرد، والهجّاء. وربما كان مظفر الوحيد الذي ظل يجمع بين الكتابة بالفصحى والكتابة بالعامية، ثم أن هناك، كما أعتقد فارقاً روحياً ونفسياً بين القصيدتين لدى مظفر، فهو يكتب الفصحى بمداد العقل ويكتب العامية بمداد القلب، وهو فارق كبير لا يعرفه سوى العشاق الكبار. قلت لمظفر: هناك من يفضل شعرك المكتوب بالعامية على شعرك الفصيح، أو بالعكس أحياناً، كيف تنظر لهذه المفارقة، وهل ترى أن هناك فوارق في الكتابة، وأين تجد أنت، متعتك في الكتابة؟
قال مظفر: كل معنى من المعاني وكل حس من الأحاسيس يكوّن لغته الخاصة، أي أن هذا المعنى أو هذا الحس، هو الذي يأتي بمفرداته، سواء من الفصحى أو من العامية، ولذلك تختلف قصيدة عن قصيدة أخرى بمفرداتها. ونحن، بسبب طبيعة التطور الحضاري العربي، حصلت لدينا هذه الأزدواجية بين الفصحى والعامية. فعلى صعيد الكتابة الشعرية، قد تجد أحياناً، أن الفصحى لا تفي بغرض الكتابة أو بغرض ما تريد كتابته أو قوله، واحياناً يحدث العكس. أي أن تجد العامية لا تفي بهذا الغرض، ولهذا فلكي تعبر عما تريد فإنك ستستخدم الأداة التي تفي بغرضك وبحاجتك وبشحنتك العاطفية، سواء كانت هذه الأداة اللغة أو اللهجة. وبرأيي (وما زال الحديث لمظفر) ما دام هذا هو واقع الحال فإن أستخدام الاداتين أمر طبيعي، على الرغم من الفارق بين القصيدة المكتوبة باللغة الفصحى وتلك المكتوبة بالعامية، فالأولى يمكن أن تسمع من المغرب العربي الى الخليج، أما الثانية فحدودها القطر نفسه، أو بعض الأقطار التي تنتشر فيها هذه العامية.
العراق بأنتظارك
هل نعود للعراق؟ قلت هذا مع نفسي بعدما شعرت أننا رحنا نتوغل في مجاهل خارج نطاق الجلسة وحميميتها.. فقلت لمظفر.. هل تذكر القصيدة التي قرأتها لنا قبل ثلاثة عشر عاماً، وكان عنوانها (يجي يوم نرد لهلنه) لقد جاء هذا اليوم الذي تنبأت به، وها نحن سبقناك (وردينا لهلنه) ها نحن بانتظارك (نفرك الغربة على العالم ملبس، والحزن طاسات حنه) ها نحن (نعكد خيوط الشمس بدرابين كل الناس) فتعال يا أبا عادل، العراق بانتظارك.



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا من فضل ربي !
- أرمم نهاري بشيء من شمسك
- السياسي والبهلوان !
- شخصية العراقي -6-
- شخصية العراقي -4-
- شخصية العراقي - 3 -
- شخصية العراقي - 2 -
- - 1 - شخصية العراقي
- الساحر الدمشقي !
- ناجي شيزوفرينيا !
- قل لي ماذا تقرأ ؟
- يكولون غني بفرح!
- الهويات القاتلة !
- لسعة تموز
- من حكمة غاندي الى شجاعة صونيا ... معجزة الديمقراطية الهندية
- عند حافة الشاهدة
- الإساءة لسمعة الكلاب !
- عندما تكذب كن صادقاً !
- الديك الأصولي!
- عندما رحل الخميني ... دوّي العودة، دوّي الرحيل !


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جمعة الحلفي - مظفر النواب ... العراق بانتظارك