أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - هذا من فضل ربي !














المزيد.....

هذا من فضل ربي !


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 05:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لو أن التنافس بين الأمم والشعوب يجري في ميادين الأدب والشعر، لكنا احتلننا موقع الصدارة، منذ مئات السنين وما غادرناه حتى هذا اليوم. إذ يكفي أن نطلق أبي الطيب المتنبي، في سوح السباق، ليصرخ بالجموع: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم، حتى يترك الجميع المضمار ويعودون الى بيوتهم خائبين. لكن المصيبة أن العالم لم يعد يستخدم لا الخيل ولا السيف ولا الرمح ولا حتى القرطاس، بعدما غادر، مبكراً، كل ما يمتُ بصلة لبلاغات اللغة واللسان، أولرشاقة الحرف وجمال الخط، كميادين للتنافس على مواقع وصدارات التقدم والنمو والتطور، وتركها لنا وحدنا. فبدلاً من الغوص في بحور الفراهيدي، راح العالم يمخر في بحور التكنولوجيا وعلوم الاتصالات. وبدلاً من الاكتفاء بالتغزل بقمر مشغرة، صنعت الشعوب والدول أقمارها الصناعية الخاصة، لا لكي تتغزل بها، في ليالي الصحراء الباردة، كما كنا، ولا نزال، نفعل، إنما لترصد بها الكرة الأرضية وتسبر أغوار الظاهر والباطن فيها وفينا.
وإذا كانت هذه، لوحدها، مصيبة فإن الأكبر منها هو أننا لا نريد أن نعترف بتقدمنا الحثيث الى الوراء، مثلما لا نريد أن نقتنع بأن الشاعر لا يملك شيطاناً تحت ثيابه، يخرجه لحظة يشاء، ليكتب القصيدة نيابة عنه. بل أننا لا نريد أن نصدق بأن العبقرية ليست ذلك الوادي المزعوم، المسمى عبقر، والذي يتخرج منه المتكلمة العرب بدرجة ماجستير، بل هي إعادة إنتاج المعرفة واكتشاف خارطة الجينات وربط القارات بالأشعة فوق البنفسجية. نحن لا نريد، بل لا نريد بإصرار، أن نكف عن وهمنا بأننا خير أمة، مع أننا نؤمن، أيضا، بأن خير الناس من نفع الناس، ونحن لم ننفع حتى أنفسنا.
لقد مضى العالم، بعيداً عنا، مسافات طويلة لم تعد تقاس بالكيلومترات أو بالسرعات العادية، إنما بسرعة الضوء، فيما لا يزال أولادنا يراجعون دروسهم على ضوء لمبة الشارع. فنحن لا نعرف من الكهربة سوى الكهرباء، ولا من البُنية التحتية سوى تزفيت الشوارع، ولا من التنمية سوى تنمية الكروش، ولا من فن الإدارة سوى فنون الفساد والإفساد، ولا من الزمن سوى الوقت الضائع، ولا من الاقتصاد سوى البخل أو التبذير، ولا من العقل سوى خرافاته.
ومن يشك، أو يريد أن يتأكد من كل هذا، ما عليه سوى مراجعة تقارير الأمم المتحدة للتنمية البشرية، وبرامج تحديد النسل، ونسب محو الأمية، ومناهج التربية القومية، وأعداد المشتغلين بالشعوذة والخرافة وقراءة الطالع، وخطب الزعماء المؤبدين، ونماذج الصناعات المحلية، وشبكات المياه، وعصابات المافيا في نسختها العربية، ومستوى دخل المواطن، وطرق توزيع الدخل القومي، ومتوسط الأعمار، وأمراض الزهري، ونوبات الكآبة، وانتشار الشيزوفرينيا، ونقص المناعة الأخلاقية، وإعلانات الفضائيات التي تحث على أداء الصلاة في أوقاتها، وبيانات المثقفين العروبيين، وثقافة الملثمين من ذوي البلطات والسيوف، ومعارض تفخيخ السيارات، وفتاوى تزنير البشر بالمتفجرات، وبرامج العشائر للتنوير والتنمية، واستخدام المكواة لعلاج آلام المفاصل، وحملات تنظيف السجون، والمقابر الجماعية، و المدافعين عن الجلاد الطيب، وصفقات الأدوية الفاسدة، وعصابات خطف الأطفال والنساء، وميليشيات الجنجويد، ومنجزات الحزب والثورة، و ... هذا من فضل ربي!



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرمم نهاري بشيء من شمسك
- السياسي والبهلوان !
- شخصية العراقي -6-
- شخصية العراقي -4-
- شخصية العراقي - 3 -
- شخصية العراقي - 2 -
- - 1 - شخصية العراقي
- الساحر الدمشقي !
- ناجي شيزوفرينيا !
- قل لي ماذا تقرأ ؟
- يكولون غني بفرح!
- الهويات القاتلة !
- لسعة تموز
- من حكمة غاندي الى شجاعة صونيا ... معجزة الديمقراطية الهندية
- عند حافة الشاهدة
- الإساءة لسمعة الكلاب !
- عندما تكذب كن صادقاً !
- الديك الأصولي!
- عندما رحل الخميني ... دوّي العودة، دوّي الرحيل !
- نظرية الفائض البشري !


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جمعة الحلفي - هذا من فضل ربي !