أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمعة الحلفي - السياسي والبهلوان !














المزيد.....

السياسي والبهلوان !


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 970 - 2004 / 9 / 28 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو البعض من السياسيين وكأنه جاء من السيرك الى السياسة مباشرة، فأستبدل وظيفة البهلوان في إضحاك الناس بمهمة السياسي في الضحك على ذقونهم. والسياسيون كالسحرة، كما يصفهم الكاتب الفرنسي المعروف ريجيس دوبريه، في كتابه(نحو نقد العقل السياسي) ولهذا لا يُعرف لهم جد من هزل. فالساحر، بقدرته العجيبة على إمتلاك ناصية الكلام وخفة الحركة، يسيطر على الأشياء ويوجهها الوجهة التي يريد، وهكذا بالضبط يفعل السياسي، فمن خلال إمتلاكه لناصية الكلام- الخطاب (الديماغوجيا بعبارة أكثر دقة) يريد تحديد سلوك الآخرين والتحكم به.
وإذا كانت عبارة دوبريه، البليغة تلك، تنطبق على سياسيي حقبة الحرب الباردة، يميناً ويساراً، أو غرباً وشرقاً، فهي تنطبق اليوم جملة وتفصيلا، على سياسيي الحقبة الراهنة، حقبة الحرب الحامية، التي نصطلي في إتونها كل يوم. ولأن سحرية الخطاب السياسي تدعو الى تحليل سحري للأمر السياسي، كما يذهب دوبريه الى مثل هذا المعنى، لهذا نحن أمام الكثير مما يستوجب منا، أو يدعونا الى التفكير بسحرية المجريات والتطورات و"التصريحات" التي يراد لنا الإنصياع لها بإعتبارها حقائق مطلقة لا يطالها الشك من قبل أو من بعد. وكما أذكر، في هذا الصدد، رداً للناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية، على سؤال لصحفيين:" لماذا تفرضون تطبيق قرارات مجلس الأمن بالقوة المسلحة على بعض الدول، ولا تفعلون شيئاً عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟" فقال لهم حرفياً: " قرارات مجلس الأمن تختلف بين مكان وآخر في العالم"! هذا الكلام (الخطاب السياسي الأميركي) هو من نوع الكلام السحري، الذي يحتاج الى طريقة تفكير سحرية لفك ألغازه وإدراك معانيه، لأنه، إن لم ننظر إليه بوصفه جزءاً من ألعاب بهلوانية وسحرية، سيبدو كلاماً ساخراً أو من قبيل الهذر الخالي من المنطق والمعنى، إذ كيف يمكن أن تختلف القرارات الصادرة عن مجلس الأمن "من مكان الى آخر" وبأي معنى؟ هل يتم ذلك بفعل المناخ مثلاً، أم بفعل تغيرات الطقس؟ هل معنى ذلك أن هذه القرارات من نوع الوجبات السريعة كي تتأثر بحرارة الجو السائد، أم أنها من نوع صرخات الموضة حتى تتغير بإختلاف الفصول وتقادم الزمن؟!
ليس هناك، في الواقع، لا في شرائع ومواثيق الأمم المتحدة ولا في تقاليد مجلس الأمن، قرارات يمكن أن تطبق هنا ولا تطبق هناك (وإن كان هذا قائم بفعل السياسة السحرية!) أو أن تصلح لهذ البلد ولا تصلح لسواه، فهي قرارات مُلزمة لمن تصدر بحقه، بصرف النظرعن جنسيته وطبيعة دينه أو لونه أو عنصره أو مصادر قوته، فالبشرية لم تبلغ الألفية الثالثة لكي تكتشف أنها لا تزال تقبع في غياهب العنصرية وأزمنة الوصاية وعبودية القرون الوسطى. ومن الأفضل للسياسي، الذي يريد التحول الى ساحر، أو بهلوان، وبيننا العديد من هؤلاء، أن يرتدي لباس السيرك ويخطط وجهه بالأصباغ، كي يكون صادقاً ويتعرف عليه الناس.



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية العراقي -6-
- شخصية العراقي -4-
- شخصية العراقي - 3 -
- شخصية العراقي - 2 -
- - 1 - شخصية العراقي
- الساحر الدمشقي !
- ناجي شيزوفرينيا !
- قل لي ماذا تقرأ ؟
- يكولون غني بفرح!
- الهويات القاتلة !
- لسعة تموز
- من حكمة غاندي الى شجاعة صونيا ... معجزة الديمقراطية الهندية
- عند حافة الشاهدة
- الإساءة لسمعة الكلاب !
- عندما تكذب كن صادقاً !
- الديك الأصولي!
- عندما رحل الخميني ... دوّي العودة، دوّي الرحيل !
- نظرية الفائض البشري !
- زيارة متأخرة للأندلس !
- الى سعدي يوسف ... تصبحون على وطن !


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمعة الحلفي - السياسي والبهلوان !