أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - شهادتي على مظاهرات 31 آب














المزيد.....

شهادتي على مظاهرات 31 آب


عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهادتي على مظاهرات 31 آب

لم تحظ هذه المظاهرات بتغطية حقيقية لامن القنوات الاعلامية ولامن المتظاهرين أنفسهم ولم تظهر صورها المأساوية الى يومنا هذا , تلك الصور لايمكن أن نتناساها ولايمكن ان تدرج في رفوف النسيان , علينا كمواطنين وطنيين أن نستمر في إدانة تلك المشاهد وعلينا أن لاندع ألسننا تتوقف عن رواية ماحصل لنا , المحزن في هذه التظاهرات هو إن أغلب المتظاهرين هم من صناع الرأي وأغلبهم يعملون في مؤسسات أعلامية متنوعة وذات متابعة لابأس بها
لايمكن أن أنكر تواجد الكثير من الإعلاميين الذين تم الإعتداء عليهم ومنعهم من التغطية ومنع الكاميرات من الدخول الى أماكن التظاهرات , لكن هذا لايعني أن لاتكون لديهم مواقف ثابتة وواضحة في إدانة ماحصل لهم وفق القانون والدستور العراقي الذي تتبجح به الحكومة ودعاة العملية السياسية
كمتظاهر ليس لدي أجندات خاصة ولم أنتم الى أية جهة ولالأي حزب من الأحزاب , لقد عزمت على الذهاب الى بغداد الحبيبة لأتشرف بالوقوف في ساحة التحرير رغم علمي المسبق بعدم السماح للمتظاهرين فذهبت قبل عدة أيام من الموعد المزمع عقده وذلك لكي أتمكن من السكن في القرب من أماكن التظاهر
قرع باب غرفتي في صباح يوم 31 آب في تمام الساعة الخامسة صباحا أي فجر يوم التظاهرات فتحت الباب فوجدت القوات الأمنية مدججة في السلاح أمروني بفتح الضوء فتحت الضوء بكل أدب وإحترام فدار بيني وبين الجندي هذا الحوار
الجندي : من أنت ؟ أنا عبدالناصر الناصري صحافي عراقي
الجندي : أين هويتك الصحفية ؟ أنا لم أحصل على هوية
الجندي : أين جنسيتك ؟ أعطيته جنسيتي العراقية
الجندي يقرأ بجنسيتي وأنا بين الحلم والواقع حتى جاء صاحب الفندق لينقذني من الإعتقال , لقد قال لهم هذا الشخص أنا أعرفه وأنا كفيل به لايوجد عنده أي شيء , إنه صحافي يتردد علينا كثيرا وهو إبن مدينتي وأعرفه جيدا وفي شق الأنفس تم إفراجي من قبضة الإعتقال بفضل صاحب الفندق ! عدت الى سريري لأكمل " نومة الصبحية " التي منعوني منها بلاأي أمر قضائي سوى بأوامر الإعتقالات العشوائية بهدف إلقاء القبض على المتظاهرين الساكنين في الفنادق القريبة من ساحات التظاهر, وأغلبهم من المحافظات العراقية الذين دفعتهم غيرتهم الى مشاركة إخوانهم في بغداد
نهضت مبكرا لأشكر صاحب الفندق شكرته وسألته هل تم إعتقال أشخاص من الفندق ؟ أجاب لقد تم إعتقال الكثير من أبناء " المحافظات الغربية " أي إعتقال على الهوية ! تساءلت في نفسي ما الفرق بين قواتنا الأمنية والمجوعات الإرهابية فكلاهما يعتقلان على الهوية !
بعدها نزلت الى الشارع لكي أذهب الى ساحة التحرير فلم أجد سوى الأسلاك الشائكة والجنود الذين يصدون كل محاولة للوصول الى الساحة ولم أسمع من الجنود سوى كلمة " ممنوع " وكلمة " إرجع " ! بعدها عدت الى ساحة الفردوس لعلي أجد التظاهرات في تلك الساحة لكني وجدت نفس المنع ونفس الأسلاك ونفس الكلمات ! مايفرق جنود التحرير عن جنود الفردوس هو وجود جندي ينتحل شخصية عادل إمام بحيث كلما يريد متظاهر أن يدخل الى الفردوس يقول له " مش من هنا " "من هنا " ومعناها بالعراقي لاتقترق من الساحة
سمحوا للمتظاهرين أن يتجمعوا بالقرب من مستشفى " إبن رشد للأمراض النفسية " مع وجود تطويق كامل للطرق التي تؤدي الى ساحتي التحرير والفردوس وطوقوا التظاهرة بالكامل بحيث يسهل عليهم سحقها بالكامل إذا جاء لهم الأمر بالسحق , رافق ذلك الكثير من الإنتهاكات وشاهدت بعيني ماتعرض له المتظاهرمحمد وشاهدت آثار السياط على ظهره ! لاذنب إقترفه محمد سوى التعبير عن حقه في التظاهر !
رغم كل هذه المشاهد الإذلالية للمتظاهرين , زجت الحكومة بالكثير من المندسين الذين كانت مهمتهم الترويج لثقافة اليأس في نفوس المتظاهرين وثنيهم عن الإستمرار في التظاهر وكذلك منعهم من التصريح ونقل ماتعرضوا له , إنتحل المندسون صفة قادة التظاهرة وتفاوضوا مع الجيش في غرف مظلمة وعادوا الى الترويج لإنهاء التظاهرة في الساعة 11 صباحا ً وفعلا تم إنها ء التظاهرة في هذه الساعة !
بعد العودة وجدنا كاميرا لأحدى القنوات الفضائية التي لاتحمل إسمها خوفا من الملاحقة على ما أعتقد , حينها سارع متظاهر من المتظاهرين وهو شخص كبير في السن ليروي ماحصل له وماشاهده من إنتهاكات وهنا جاء المندسون ليمنعوه وفندوا كل ماصرح به وأمروا المراسل بأن لاينقل ماقاله هذا المتظاهر بحجة أن كلامه كذب وإفتراء على الحكومة !
بعدها بحثت عن سيارة لكي أعود بها فلم أجد , كافة شوارع العاصمة مغلقة ولم تفتح ولاوجود لأي مشاهد حياة داخل بغداد , كل المواطنين يسيرون على الأقدام , وحتى السير على الأقدام ممنوع في الشوارع الرئيسية ومفتوح فقط في الأفرع يرافق ذلك منع لسير السيارات المدنية !
لايوجد وصف لبغداد في ذلك اليوم سوى " السجن الكبير"
وانا أسير على الأقدام رافقني شخص مصري سألني السؤال التالي " في حاجة صايرة في البلد ؟ " أجبته " إن العراقيين مش عايزين المالكي " وعايزين يعبروا عن ذلك وها أنت تشاهد ماذا فعل بهم اليوم
فأجابني إجابة مذهلة تنم على وعي الشعب المصري قال لي بص " إن كل رئيس وزراء ينوي الى الديكتاتوية والتمسك بالسلطة يسعى الى الحصول على أحدى الوزارات الأمنية أما الداخلية أو الدفاع ! والمالكي تمكن من الحصول على الإثنين معا ! فكيف تتخلصون منه ؟ أنها الإجابة التي جعلنتي أتمعن بها كثيرا ولازالت محفوظة في ذاكرتي .
[email protected]



#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1500000 بوظيفة درع بشري
- محل مبادرة المالكي من الإعراب
- تفجيرات إستباقية
- من عجائب المسلمين الأخيرة
- ما خلوا شي أظلمة بالكامل
- خذ الوطنية من أفواه كتاب المدى
- الدعوة يضعنا بين كماشتين
- منع وقتل وإعتقال وإهانة مشاهد حكومة العراق
- من دخل مداخل السوء أتهم - حامدالمالكي نموذجا -
- عن بديل المالكي
- نتائج إنسداد الآفاق في العراق
- مظاهرات ننسى
- يوميات مواطن في دولة القانون
- أكو فد شعب يريد إلغاء تقاعد النواب
- وجهة نظر معد العبيدي
- أظلمة الكرادة بداية موفقة
- إبراهيم الجعفري و عثمان العبيدي
- إصلاحيو إيران يارب إنصرهم
- إغمض عينك أمامك عربي مسلم
- عدنان الأسدي وقصة سقوط مسدسه


المزيد.....




- -تسنيم-: قرارات جديدة لتسريع البحث عن مروحية رئيسي بعد بيانا ...
- مصدر مطلع: المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لم يعقد اجتما ...
- الإعلام الرسمي التركي: مسيرة -أكينجي- رصدت مصدر حرارة يعتقد ...
- مسافرة تتقدم بشكوى ضد شركة -مصر للطيران- بسبب -دودة في وجبة ...
- الطوارئ الروسية تنشر مشاهد تحميل مروحية من نوع خاص لإرسالها ...
- مصر.. فتاة تمنع تشييع جنازة قبل حصولها على مستحقاتها من أحد ...
- تنظيم -داعش- يتبنى هجوما استهدف سياحا وسط أفغانستان
- مسيرة تركية ترصد مصدر حرارة يعتقد أنه حطام طائرة رئيسي
- السعودية: الملك سلمان يخضع لبرنامج في جدة لعلاج التهاب في ال ...
- بماذا ينص الدستور الإيراني في حالة غياب الرئيس؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - شهادتي على مظاهرات 31 آب