أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب بن عبد المطلب - وقفة في وجه الله














المزيد.....

وقفة في وجه الله


طالب بن عبد المطلب

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 12:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أه ، إنّ حلّ مشكلتي الإعاقة الحركية والذهنية أسهل بكثير من حل مشكلتي الإعاقة الفكرية والنفسية.


بعدما أموت سألتقى بالله يومها ينتظرني لينتقم منّي فيدخلني ناره ليهينني ويذلني على عصياني له وتكبري عليه... ولكن قبل أن يدخلني ناره سوف يحاسبني فيحصل بيننا حوار شيّق وممتع... حوار بين عبد ذكيّ عاقل حكيم ، وبين إلاه تافه غبيّ معقد سادي ، أو إمّا بين عبد عاجز غافل ضعيف ، محدود التفكير ، وبين إلاه قادر عليم.

الله : أنظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أمْ نقصها؟

أنا : لا تضيعوا وقتكم يأيّتها الملائكة ، فأنا لا أتممتها ولا أدّيتها.

الله : وعُمُرِك فيما أَفْنيته ، وشَبَابِك فِيمَا أَبْليته ، ومالِك مِنْ أَيْنَ اكْتَسبته وفيما أَنْفقته ، وماذا عَمِلت فيما عَلِمَت؟

أنا : أفنيت عمري أسعى وراء لقمة العيش ، وأبليت شبابي أفكر غالب الوقت فيك ، هل حقّا أنت موجود أم لا ، لأنّك لم تعطينا أدلّة كافية على وجودك وأنا لم أتمكن من إيجاد ولا واحد من هذه الأدلّة. أمّا من أين إكتسبت مالي فمن عرقي وتعبي ولم أجدك سند لي ولا بقربي فقد دعوتك ليال طوال ولم تستجب لي ولم تشجعني بكلمة حتى. ولم تكتفي بذلك لا وبل أهنتني على لسان نبيك وأتباعه. فقلت عني : (فاسق ، ظالم ، كافر ، فاجر ، منافق ، أتبع الشهوات ، نجس... إلخ ). وأنفقت مالي في ما أحتاج حسب فهمي للحاجيات وليس حسب فهمك ، لأني كنت أفكر بعقلي ولم أكن أستعمل عقلك أو عقل من إصطفيت من عبادك. أمّا ما عملت فيما علمت فهذا موضوع يطول يالله ولكن سأشرحه لك في بضعة أسطر.
حقيقة أنّي ولدت مسلم ولكن لمّا علمت أنّ العلم لا يخطئ ، وأنّا هناك أكثر من ألف ديانة على هذه المعمورة حينها رحت أفكر وأتدبر وأحلّل وأناقش. فإندهشت من الأغبياء والسفهاء الذين يموتون من أجلك وفي سبيلك وكلّهم يظن أنّه محقّ رغم أنّ لا دليل لهم على ذلك... بل جميعهم يتبعون الظنّ وما تهوى الأنفس.

الله : كيف لم تتمكن من إدراك عظمتي ورحمتي ؟ ألم أسئلكم أن تنظروا إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت ؟

أنا : هنا أخطئنا نحن ، فلو عملنا بقولك هذا لبقينا جهّال مؤمنين ، ولكننا بحثنا كثيرا وتعمقنا أكثر ، فلم تعد تدهشنا الإبل والجبال ولا الأرض ولا السماء ، بل أدهشتنا طريقة تفكيرك الغبيّة في صنع كون بكلّ هذا الشرّ والفساد. ولما كلّ هذا الضياع في الطاقة من أجل خلق حياة على كوكب الأرض فقط ، ولما كلّ هذه السنين من التطور والتحول لتصبح الأرض أرض ، أليس أنت من قال: إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. أم هل كن فيكون تستغرق سنوات من الزمن ؟
إعذرني يا ربي ولكنّي مازلت أرى أنّ مشروعك تافه جدّا وفاشل ولا قيمة له أو معنى... تخلق بشر لتعذبهم وتغضب منهم فمثلك ومثل من يلد أطفال ثم يندم على ذلك وكأنّك لا تعلم الغيب.

الله : ألم نجعل لك عينين ولسان وشفتين وهديناك النجدين ؟ أفلم تسر في الأرض فيكون لك قلب تعقل به ؟ أَو آذانٌ تسْمَعُ بِهَا... ؟ فَإِنَّها لَا تعمى الأَبصار ولَكن تعمى الْقُلُوب الَّتي فِي الصُّدور.

أنا : هل حقيقة مازلت يا ربي تخلط بين القلب والعقل ؟ وهل نعقل بالقلوب الَّتي فِي الصُّدور ؟ يالله فكر مرتين قبل أن تتكلّم فنحن بالعلم أثبتنا العكس تماما.
وإن كنت تظنّ حقّا أنّك كرّمتني ورزقتني وأنّي مدين لك بذلك فأنت لا تعرف المنطق إطلاقا.... فهل سألتني ماذا أريد ؟ أو هل راعيت شعوري... ؟ إنّي أظنّ أنّك خلقت الوجود على مقاسك وليس على مقاسنا نحن البشر ، فلهذا ليس من حقك أن تشتكي أو تتدمّر.
ألم تسألني أن أحكّم العقل ؟ لقد فعلت وهذه هي النتيجة... كفرت بكلّ الديانات. ولم يؤمن بك إلاّ أقلّنا علما وذكاء... فهل ستملئ الجنّة بالأغبياء؟

الله : أمرتكم أن تؤمنوا بالغيب وليس أن تصدّقوا البراهين والأدّلة... أليس كذلك؟

أنا : عن أيّ غيب تتحدث ؟ ومن نصدق ؟ فكلّهم مرضى نفسانيين فكيف نعرف الخطأ من الصواب إذا لم نحكم العقل والمنطق.... كيف؟ وعزتك وجلالك إن حاسبتني لأحاسبنك ، فأنا فعلت كلّ ما بإستطاعتي لأصل إليك رغم صمتك القاتل وإختباءك الدائم ، ولكن ضعف قوتى وقلة حيلتى ونقص علمي ، وعدم توفيقك لي مع علمك أنّ عقولنا محدودة لا تستطيع إدراكك ، فبأيّ عضو أردتني أن أدركك ؟

الله : أدهشتني يا عبدي ، وعلى ماذا ستحاسبني ؟

أنا : إن تحاسبني على ذنبي أحاسبك على مغفرتك ، وإن حاسبتني على معصيتي حاسبتك على عفوك ، وإن حاسبتني على بخلي حاسبتك على كرمك ، وإن حاسبتني على جهلي حاسبتك على حلمك ، وإن حاسبتني على كفري بك حاسبتك على توفيقك لي على إدراكك.

الله : لا تحاسبني ولا أحاسبك... إنّ الجنّة هدية مجانية للجميع.


ورغم كلّ هذا ، ففي عصر التكنولوجيا والتغيرات السريعة حيث بين ليلة وضحها تُكذَب أقوال وتُصَحَح نظريات وتُكْشَف أوراق كان قد خبأها الزمن ويخجل من ذكرها التاريخ... تجد أناس سفهاء يظنون أنفسهم يملكون الحقّ المطلق ويجادلون بغير هدى ولا كتاب مبين ، ويشتمون كل من لا ينتمي لحزبهم ، أو لا يقول بأقوالهم وتفاهاتهم... ثباً لأمة صدقت بالمعجزات كشقّ موسى البحر وإحياء عيسى الأموات وتعسَّر عليها أن تؤمن بالعلم والواقع كصعود أمريكا إلى القمر مثلا... أمّة من السهل عليها الإيمان ويصعب عليها التفكير والإدرك... أين عقولكم..؟ لا نحتاج إلى أقوال غير مبرهنة ولا شريعة غير مطبقة بل نحن بأمس الحاجة إلى أفعال وأخلاق...فالحمد لله يوم قال : كنتم خير أمّة ولم يقل كنتم وستكونون... رحم الله أمّة عرفت قدرها ، فمن لم يغيّر من نفسه ، وأهله ، فلاداعي لينتقل إلى غيره... فكفّوا ألسنتكم وأيديكم ، واهتموا بشؤنكم ، وانظروا لعيوبكم ، وراقبوا أقوالكم ، عسى أن تبعثوا مقاماً محمودا...



#طالب_بن_عبد_المطلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة فكرية من أجل أن نضعهم وأفكارهم في مزبلة التاريخ!
- ثورة فكرية... إنّها ضرورة لا بدّ منها... ولكن...
- الوصايا المائة (100/100)
- الوصايا المائة (75/100)
- الوصايا المائة (50/100)
- الوصايا المائة (25/100)
- تهافت التفاهات أم تفاهة المتهافتات
- الماكينة (2)
- الماكينة (1)
- للمرأة قداستها
- وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ...
- الله لم يمت بعد ولكنّه يحتضر
- وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ...
- إسم جلال أو كنية لذجال
- الله غائب عن العمل
- الباحث عن الله
- خطوة نحو الحقيقة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب بن عبد المطلب - وقفة في وجه الله