أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - دور الإسلام السياسي في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد














المزيد.....

دور الإسلام السياسي في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتكز مشروع الشرق الأوسط الجديد على مبدأ أساسي هو ضرب وتفتيت الوحدة الاجتماعية لدول المنطقة، وذلك بهدف تسّهيل عملية السيطرة المباشرة على موارد المنطقة وثرواتها الباطنية، لأن تمزيق المنطقة سيؤدي إلى خلق كيانات صغيرة وضعيفة متصارعة لا يمكنها مقاومة القوى الإمبريالية الطامعة في خيرات المنطقة. حيث يعتقد مخططي المشروع أن التعامل مع مجموعة قليلة من السكان حيث تتواجد الثروات الباطنية يرفع من أرباح التي ستصب في خزائن تلك القوى الطامعة في خيرات هذه المنطقة، ويحرم في الوقت نفسه الكتلة الكبرى من سكان تلك المنطقة بعد تفتيت مجتمعاتها من التمتّع بخيرات بلادها والتنعّم بمواردها ويحولها إلى كم من اليد العاملة الرخيصة التي ستكون وقود الآلة التي ستعيد بناء وتشكيل المنطقة بعد تدميرها بسبب الصراعات الداخلية والحروب العبثية التي ستنشب بين أبناء الوطن الواحد، كما ستوفر تلك الكيانات الناشئة المكان المناسب لبناء القواعد العسكرية لتكون رأس الحربة الموجّهة نحو آسيا بهدف محاصرة إيران واحتواء الهند وخنق الصين حتى تتمكن من تفتيت روسيا الاتحادية بعد استخدام الدول الإسلامية التي خرجت من تحت عباءة الاتحاد السوفياتي السابق كنقطة وثوب نهائي نحو العاصمة الروسية موسكو.
مشروع الشرق الأوسط ناسب التوجّه السياسي والاقتصادي والثقافي للإسلام السياسي، فمن الناحية الاقتصادية يُصنف أتباعه في خانة "النيو ليبرالية" من خلال تبنيهم لمبدأ حرية السوق المطلقة التي لا تقيم أي اعتبار للوطنية أو لدور الدولة من المجال الاجتماعي والتنموي، وهم من أنصار الملكية الخاصة واحتكار الثروة ومرّكزة رأس المال، الأمر الذي يؤدي إلى دعمهم لدولة تنحصر وظيفتها باحتكار السلطة بأيدي قلة من الأفراد تسهم في عرقلة النمو وتشجيع الفساد وتوجيّه موارد الدولة بما يخدم توسيع نشاط البرجوازية الكمبرادورية في الدولة بهدف الوصول إلى خصخصة موارد الدولة بهدف دمجها الكامل في السوق الرأسمالية العالمية.
والإسلام السياسي هو ضد الحرية الفكرية والثقافية وهو في هذه الجزئية يتقاطع مع المشروع الشيطاني الذي تحاول الدول الاستعمارية الترويج له في المنطقة، فالإسلام السياسي في نسخته الوهابية هو ضد حرية الفكر والفن والمعتقد وهو يحارب الحريات الفردية والاجتماعية، واضعاً في دائرة استهدافه النهائي الدولة كمؤسسة قانونية والمجتمع كوعاء جامع لكل أطياف المجتمع على مختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية والقومية، وهو يشجع فساد النظام لأن الفساد يشكل المكون الجوهري للمنظومة الاقتصادية الليبرالية الدائرة في فلك الامبريالية العالمية.
وفي المقابل تدرك الولايات المتحدة والدول الغربية جيداً أنه لا يوجد مستقبل مشرق للتيارات الإسلامية فهي أصبحت خارج التاريخ ومن المحال أن تتواجد ويكون لها دور بنّاء في رسم مستقبل المنطقة وشعوبها، فهي قد وُجدت للقيام بدور محدد كمعرقل لقوى اليسار والتقدم ولضرب التيارات القومية بهدف جر مجتمعات المنطقة لمزيد من التخبط والصراع البيني حتى تتقوض مسيرتها نحو المستقبل ... إذ أن سبب وجودها هو لوضع العصي داخل عجلة التقدم حتى تبقى هذه المنطقة تعيش في أحلام الماضي ولهذا فهذه التيارات لا تستطيع القيام بأكثر من هذا الدور بحكم إفلاسها في التعامل مع أدوات ومحددات هذا العصر.
ومن هنا يزول استغرابنا من احتضان الغرب لكافة رموز هذا التيار على أرضه ومنح رموزه حق اللجوء الإنساني وتوفير كل الإمكانيات والدعم اللازم لهم لنشر أفكارهم. ويجب أن لا نندهش عندما نرى الغرب المؤمن بالحرية والديمقراطية يمنح المأوى ويقدم الدعم المالي والحماية القانونية لجماعات لا تؤمن بالحرية ولا بالديمقراطية، لا بل هي متهمة بانتهاك حقوق الإنسان في بلادها ومتورطة في تخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية في الدول الغربية.. فهذه التيارات هي المنفّذ الرائع لمخططات الغرب الاستعماري والخادم الوفي لمصالحه الاستراتيجية في المنطقة، فالقوى الامبريالية الغربية تعمل دائماً على هز استقرار الأنظمة التي تخرج أو تحاول التمرد على السياسات المرسومة لهذه المنطقة، ولا يوجد أفضل من الفزاعة الإسلامية لإظهارها كلما حاولت شعوب هذه المنطقة شق طريقها نحو المستقبل.
إن الولايات المتحدة كممثل عن القوى الامبريالية العالمية والوكيل الحصري للرأسمالية الدولية، تضع في خزائن وكالات مخابراتها المختلفة أوراق ووثائق تيارات الإسلام السياسي لتستخدمهم كطابور خامس عند الضرورة. وهي تعمل على دعمهم وتجهيزهم كبدائل عن الأنظمة القائمة عند مجيء اللحظة المناسبة، فحضور هذه التيارات في المشهد السياسي في الشرق الأوسط سيكون أفضل بكثير من وجود أنظمة وطنية ذات قرار مستقل في سُدّة حكم بلدان هذه المنطقة.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه العاري للإخوان المسلمين
- دور اليسار التونسي في تصحيح مسار ثورة الياسمين
- الفخ الأميركي
- الديمقراطية من وجهة نظر الإخوان
- الزلزال المصري وتداعياته
- الحكمة الصينية والذئاب الرمادية والعقلية العثمانية.
- خواطر في السياسة من وحي الربيع العربي -3-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي 2-
- خواطر في السياسة -من وحي الربيع العربي-
- الدبلوماسية الخليجية ... والطريق إلى معركة صفين الثانية
- ملامح من الصراع على منطقة الشرق الأوسط -الأرث الهاشمي
- دور القنوات التلفزيونية في -الربيع العربي
- قراءة و معايشة للأسباب التي أدت للأزمة في سورية
- الإخوان ولحظة الحقيقة
- الوضع السياسي والاجتماعي في سورية في النصف الأول من القرن ال ...
- عصر الحارات العربية
- في الأزمة السورية


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - دور الإسلام السياسي في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد