أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - شعوب...وشعوب !! 1/2















المزيد.....

شعوب...وشعوب !! 1/2


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل ما يزيد على مائة عام زار الشيخ محمد عبدو فرنسا وعاد
فقال :
" عندما ذهبت الى فرنسا وزرت باريس ومونليه ونيس ومارسيليا وجدت الناس هم نفس الأشخاص والعادات ، لا يكذبون ..لا يسرقون ..لا ينافقون ..لا يضللون ..لا يخدعون ..يقولون الصدق لا يخشون في الحق لومة لائم ...وجدت المساواة في كل شيئ ..بين الرجل والمرأة لا احد يجور على حق أخيه ...القوي لا يستبد بالضعيف ...والبصير يساعد الأعمى ويأخذ بيده ...إذا مرض شخص يسال الآخرون عليه وأحضروا له الدواء والطبيب حتى يشفى ...كل من رأيتهم اكدوا انهم ليسوا بمسلمين"

وأضاف :
" وعلى النقيض تماما عندما عدت الى بلدي مصر الى امتي العربية وجدت مسلمين ..فنحن بلاد أسلامية ..ولكن أسوأ ما رأيت هو أنني لم أجدت اسلاما بل وجدت الكذب ..والضلال ..والبهتان والنصب والاحتيال ..والخداع والسرقة والسلب والنهب والجشع وحب المال والكراهية ...... "

[ نقلا من مجلة الوطن العربي في 9/8/ 2002 بقلم : محمود معروف ].
................................

بالرغم مما ورد في كلام الشيخ الجليل من كثير من الوقائع والحقائق والتي لا زلنا نلمسها ونعايشها حتى يومنا هذا ،إلا أننا لا نتفق معه على مبدأ التعميم ، فهناك مسلمون طيبون إنسانيون يتصفون بأخلاق راقية طيبة أكثر من أي فئة اخرى ، وبالعكس هناك كثير من غير المسلمين ذوي أخلاق سيئة .

ومن جهة ثانية أقول : كم كان بودنا لو تمكنا من إخبار شيخنا بان جماعات من أمته الإسلامية لم تكتف بتلك التصرفات المشينة بل زادتها سوءا أحيانا وإجراما أحيانا اخرى و "طورتها " الى أخطر الجرائم واحط سلوك حيواني بربري كالذبح والإغتصاب وحرق الكنائس وتفجير المساجد والحسينيات والأسواق وتدمير كل ينتمي الى الحضارة والتطور والتقدم !!
كما تفعله عصابات القاعدة المكونة من أفراد من أمته الإسلامية وليس من غيرها التي تدعي أنها تعمل ذلك في خدمة الدين والدفاع عنه !! والتي تسمى اليوم بالارهابية ومنها تىعمل لصالح غيرها كمرتزقة ، كما هناك ما يسمى بالأحزاب الإسلامية المتاجرة بالدين والطائفية تلك التي نقلت الدين من المساجد والحسينيات الى اسواق السياسة ، والصلوات الى الشوارع ورفع مؤخراتهم امام المارة ! وحولت النصائح والإرشادات الى الكذب والدجل معتمدة على جهل وسذاجة وفقر أكثرية شعوبهم ، متخذة النفاق المبالغ فيه حد الضحك والابتذال وسيلة لخدع المؤمنين معتمدة على الإنتهازيين والمنتفعين كل ذلك بأسم الإسلام ! والحقيقة أنهم طلاب سلطة و مال وإغتصاب الحلال ونسوا أو تناسوا ان نبي الاسلام قال " النفاق أشد من الكفر"
. فماذا كان يقول شيخنا الجليل لو قدر له أن يعيش في هذا الزمان وخاصة في السودان والعراق وأفغانستان ؟

حاول بعض القادة " المصلحون " من الأمة الإسلامية أن يحسنوا صورتهم لدى الغير وذلك بتقليد الغرب ليحصلوا على سلوك ذلك الغرب
" الكافر " ولكن على طريتقتهم الخاصة ، فسنوا دسا تيرا مثل الغرب ولكن وضعوا الثوابت الإسلامية في مقدمتها لأنهم مؤمنون وأؤلئك ، أي الغربيون ، كفار ! واستثنوا من أحكامها الملوك والأمراء لأنهم من علية القوم وذوي حسب ونسب ! وأستثنوا ألشيوخ ورجال الدين وفتاويهم وجعلوهم فوق الدستور لأنهم سادة وجدهم رسول الله فلا يشملهم الدستور ولا القوانين فهم يتكلمون باسم الله و حماة دين الله وان كانوا من الفاسدين ! وان عاش أكثرهم على الدجل والنفاق مقابل الرنان او الأوراق أوعلى فتات الكفار من الأرزاق !! ، وإستثنوا المرأة من الحقوق لأنها ناقصة العقل والإيمان ! لأن نبي الأمة ، كما تعرف أيها الشيخ الجليل ، وصف النساء يوما وقال : " أنهن عسكر الشيطان " و قال أيضا :
" وأن الجهنم مليئة بالنساء اللا تي لا ترضين أزواجهن " ! إذا حسب الشريعة والسنة النبوية الشريفة ، ليس لهن حقوق بل حقوقهن هي ترضية ازواجهن ليس إلا ! بالرغم من أنهن يمثلن نصف المجتمع أو أكثر قليلا ، دون أن يأخذوا بالإعتبار أن " الام أول مدرسة إذا علمتها ، علمت أمة طيبة الأخلاق " كما قال أحد الشعراء .

وبعد كل هذه المقدمات الضرورية لحفظ الدين الإسلامي وثوابته والكرامة القومية والحسب والنسب ! بدأوا بتقليد الغرب مرة اخرة بإجراء الإنتخابات بعد أن شكلوا ما يسمى بالأحزاب الدينية ليحصلوا على ما يتصف به الشعب الفرنسي من الصفات التي وصفها شيخنا ،فإذا أحزابهم عبارة عن تجمعات تكفيرية ولكن أصبغوا عليها اسماءا دنيوية مدنية و تنويرية ! وارهابية سموها الأحرار ، وأحزابا فاشية أسلامية سموها العدالة والقانون وذلك عملا بمبدأ النصب والإحتيال الذي وصفت بها أمتك الإسلامية !!
ثم جاءوا بدساتير الغرب واستنسخوا منها كل يتعلق بالحريات والحقوق على الا تتعارض مع الثوابت الدينية والقومية والطائفية ...كما أشرنا أعلاه ، فإعتقدوا خطأ أنهم سيحصلوا على حكومة وطنية عادلة وعلى سلوك شعب كالذي وصفه شيخنا الجليل ، من تلك الأحزاب التي تخفّت خلف أسماء خادعة كاذبة ،فكانت النتيجة حكومة وسلطات فاسدة ناهبة ساقطة كاذبة منافقة ، لها وجهان ، مسالمون طيبون ظاهريا ومليشيات تقتل وتنهب في حقيقتها . في الجوانع تصلي وتركع وفي الشارع تكذب وتخدع وتقتل ، وأكثر من هذا تحارب المعارضين والمعترضين بأتهامهم ضد الشرعية والشريعة والديمقراطية ، في حين في الغرب يستعينون بالمعارضة لتكون مرأة لأعمالهم وسلوكهم لأن الأصدقاء والموالين لا يركن الى آرائهم خوفا من المجاملة بل والنفاق !!
ومع هذا ظل البعض يستغرب لماذا ديمقراطيتنا تختلف عن ديمقراطية الغرب بالرغم من انهم خير امة اخرجت الى الناس . .

ودون أن يبحث ويستقصي شيخنا جذور المشكلة والإختلاف بيننا وبين الغرب " الكافر " كما لم يبحث ويسأل كيف وصل الغرب الى ما وجدهم فيه من اخلاق راقية وسلوك أنساني ، وهل هو بسبب الجينات أم الآيات !!ا كما لم يتحر الشيخ السبب ليزيل عنده العجب بل يمكن أنه تحرى وعرف السبب ولكنه لم يتمكن من الإفصاح به بسبب السيف البتار او خوفا أن يكون نصيبه في الآخرة النار !

ولم يعرف لماذا أنعم الله على أولئك الشعوب المحبة والسلام بالرغم أنهم كفار ، وحرم أمته منها بالرغم أنهم من المؤمنين والأنصار ويبشرون بالجنة والنار .! وانهم خير أمة اخرجت الى الناس فلا تمسهم النار !!

ولم يعرف أن هناك وصفة سحرية إهتدى اليها أولئك " الكفار " ولم تهتد اليها أمته بالرغم من البحث والتنقيب في الفتاوى والآيات ! او ربما عرفوها ولكن حرّفوها للتوفيق بين الدين والدولة ، أو إخضاع الدولة للدين !.

ولكن ماهي تلك الخبطة السحرية التي اهتدى اليها الغربيون ، ببساطة أنها الديمقراطية النظيفة الخالية من شوائب التعصب الديني والقومي الشوفيني والعقيدة الجامدة المتخشبة .

ببساطة إنها الديمقراطية العلمانية النظيفة التي تحترم بل تقدس حقوق الإنسان الفرد دون التممييز بين الذكر والأنثى وأهم ما فيها حرية الرأي والعقيدة وعلى مبدأ الوطن والمواطنة والإنسانية .
بقدر ما تحترم الدين وتعيده الى معابده ، صيانة لقدسيته كل على حد أيمانه وقناعته .

فهل سيؤمن ويقتنع حكام أمتك الإسلامية يوما بهذه الوصفة ليتخلق شعوب الأمة الإسلامية بأخلاق أهالي باريس ومونليه ونيس ومارسيليا لأن الامة تصلح بصلاح الحاكم كما يقول شهيد " الحقيقة الغائبة " فرج فودا .



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق عند الخط الأحمر ...(1)
- عندما يركبون رؤوسهم ..!!
- حيرة مؤمن ..!!
- الغرب الديمقراطي ...والإسلام السياسي ،
- أنظمة ، إصلاحها يعني تغييرها. ..العراق نموذجا
- العراق ..الى أين ؟؟؟ 2/2
- العراق ..الى أين.... ؟؟ 1/2..
- في العراق ..الديمقراطية في خدمة أعدائها !
- متظاهرون حضاريون ..وسلطات فاشية فاسدة
- ندعو الى تأسيس : المجلس الدائم للرقابة الشعبية
- الإنتفاضة العراقية المنتظرة ، الأهداف والرهانات !!
- ثورة أم إنتفاضة ؟؟
- السلطات العراقية هي المدانة بقتل وإضطهاد المسيحيين
- المحاصصة الحزبية ..بعد المحاصصة الطائفية !!
- مشكلة تشكيل الحكومة : نتيجة الخلل في النظام السياسي
- حكومة مشاركة ..أم حكومة مساومة ضد الشعب
- تأكدوا من سلوكهم....لا من برامجهم الإنتخابية
- البعث والبعثون ....وأمريكا
- مطلوب حدوث معجزات في الإنتخابات وما بعدها !
- العراق .. ضحية الفوضى في حضيرة العروبة والإسلام


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - شعوب...وشعوب !! 1/2