الشعليانيزم

حبيب العربنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 18:41
المحور: كتابات ساخرة
    

كل عراقي يا إما عضو عامل أو نصير متقدم او أمين سر فرقة في حزب شعليانيزم، وهو حزب لا طائفي ولا عنصري، لا ديني ولا قومي، بس حزب له قابلية تدميرية والقدرة على نشر فيروس الإحباط واليأس بكفاءة عالية ولو كنتم في بروج مشيدة من الأوهام البنفسجية والخضرائية.
وتاريخياً، مؤسس هذا الحزب مجهول الهوية والنسب، يعني تگدر تگول حزب نغل وإحنا وي النغولة عدنا تاريخ في النضال السلبي والعلني، هاي مو مشكلة، وتنظيمياً، العراقي يجي مؤمن بهذا الحزب بالفطرة، ويتربى على مبادىء العقيدة الشعليانيزمية في البيت والمدرسة والسوگ وعلى كافة المستويات والموجات العاملة.
وشعار هذا الحزب هو : آني شعليّ...اما هدف هذا الحزب فهو اللا مبالاة، وللحزب مهمة Mission هي العمل على ترسيخ التنبلة، ورؤية الحزب Vision هي أن يكون العراقي قمة الإتكالية على غيره، أما سياسة Policy الحزب فهي أستخدام كافة الإمكانيات المتوفرة لنشر وتدريب العراقيين على تطبيق أفضل ممارسات الشعليانيزم في الحياة العامة والخاصة.
وعقيدة الشعليانيزم هي الهوية العراقية في زمن ضياع الهويات بس العراقي الاصيل متمسك بهذه الهوية المتفردة وتگدر تطلع العراقي من بين مليار صيني مو بس لأن شكله يختلف عن مليار صيني المتشابهين، لا مو هذا السبب وحتى لو يسوي عملية تحويل من چيخيور خنيفص شتيوي إلى تشان وانغ تشياو، بس لأن راح تشوف مليار صيني دا يشتغلون وبس واحد گاعد بيناتهم ويگول آني شعليّ خلي هذولة المليار واحد يشتلغون، قابل آني شاد ماطور مال واوية لو آني من طرف سيد خابصها حتى أنخبص واخبص روحي والآخرين بالحل !
ورغم أن كل شي يفشل في العراق، من الديمقراطية والإنتخابات والشعارات والوعود، بس يظل الشعليانيزم حالة متفردة وهو والگول ماكو أحد وياه، حالة أنفراد دائمية لأن متعود يلعب في الساحة العراقية بكل الظروف الجوية والسياسية ويفوز رغم إختلاف المدربين والحكام ، يعني لو منتخب كرة الطوبة العراقي يشارك في بطولة شعليانيزمية راح يجيب كأس البطولة لأن كل لاعب عراقي هو شعليانيزم ميسي وشعليانيزم رونالدو وشعليانيزم زيدان، بس المشكلة أن هذا المنتخب العراقي دا يلعب بفكر وأسلوب شعليانيزم وي منتخبات ما تعرف هذا الأسلوب وفي بطولات متخلفة لا تعرف الأسلوب الشعليانيزمية في إدارة الطوبة، وخاصة من تصير الطوبة عد المقابل فيحسبه الجاهل منتخب خريط وهو في الحقيقة منتخب في قمة تطبيق أسلوب الكرة الشعليانيزمية الشاملة بأستخدام طاقة الشعليانيزمية الكامنة !
وماكو بالعراق مدينة أفضل من مدينة في الولاء الشعليانيزمي، ولا يتأثر هذا الولاء بالعمر وهو على مستوى واحد عد الرجل العراقي والمرأة العراقية، يعني نگدر نسمي العراق أرض الشعليانيزم I DON’T CARE LAND بس لأن هذا الأسم كلش مودرن ومتقدم وحتى لا أحد يگول العراقي شايل خشمه عالناس وعلى باقي الدول، ما نريد نستخدم هاي التسمية الكشخة بس نحتفظ بحقنا في تطبيقه في الوقت المناسب الذي يراه القيادة القطرية لحزب الشعليانيزم، والموتمر القطرى لهذا الحزب في حالة إنعقاد دائمية وهو يصدر بياناته بطريقة حيل متقدمة، مو شعارات مكتوبة او يطلع مذيع من وزن غازي فيصل الهيمص أو رشدي عبدالصاحب وياخذ المشاهدين في مغامرة روحية تستمر لست ساعات في قراءة مغامرات الرفيق القائد، لا، المدرسة الشعليانيزمية والحزب الشعليانيزمي ينشر قرارات المؤتمر القطري الدائم بممارسات وتطبيقات عملية:
مزبلة يم البيت، آني شعليّ
لا تنزل الگلابة والسمنت بنص الشارع مو راح تصير كتلة كونكريت بنص الشارع وشلون السيارات راح تعبر ؟؟ آني شعليّ!!
من تفرغ الگلابة من الجص أرجوك خلي نايلون وغطي الجص حتى لا يتطاير على البيوت والناس والمطعم إللي بصف تل الجص...آني شعليّ قابل آني دا أتزقنب بهذا المطعم !
يمعود لا تنطي رشوة للمدرس حتى ينجّح أبنك مو هذا تدمير للعملية التعليمية...آني شعليّ من العملية التدميرية خلي الولد ينجح وقير وجهنم بالتعليم!
أبوس راسك وإيدك يعود من تروح لأي دائرة أحترم السرة وبلا محسوبيات وواسطات ومن طرف هذا لو ذاك...ولك صدگ تحچي!!! خليني اخلص شغلتي وشعليّ من الناس !!!
الشعليانيزم يجمع كل العراقيين، وأقترح نسمي الدستور العراقي دستور شعليانيزم، وشوفوا شلون الكل يتفقون، ماكو واحد راح يعترض على تطبيق أي مادة او فقرة في دستور شعليانيزم، لأن مثل ما گلت الشعليانيزم لا يعترف بالطائفة ولا الدين ولا القومية ولا المحاصصة.
ومن أبدع ما أنتجه الشعليانيزم في العراق نظرية (خليها على عالم واطلع منها سالم) وهي نظرية توپ إتكالية تلخص كل مفهوم الشعليانيزمية إللي أرسى أسسها عباقرة التنبلة العراقية أولئك الذين أفنوا حياتهم في التنبلة وعاهدوا الوطن على أن لا يقوموا بأي خطوة تزعج سكون اللامبالاة التي تستمر في العراق العقيم وتتحدى أصوات المفخخات ...
خلونا ساكتين وشعلينا ما دام دا نتنفس...حتى لو هوا مليان ريحة دم وتراب الشعارات !

#حبيب_العربنجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات