أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس ساجت الغزي - أيقنت بأني حيٌّ














المزيد.....

أيقنت بأني حيٌّ


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 23:44
المحور: المجتمع المدني
    


ايقنت بأني حيّ ..
كان موعداً مقرون بالموت لزيارة عوائل الموتى ولان اعيادنا موت ولحظاتنا بطعم العذاب عشقنا زيارات المواساة وفضلناها على اوقات الفرح لشعورنا بانتمائنا الازلي لها , في بلد كتب الله عليه ان يخرج ابنائه للعمل دون التفكير بالعودة على اقل تقدير بوجه باسم دون غبار انفجار او ملامح حزن رُسمت نتيجة منظر دامي .
النخبة كانت مقر لقائنا للانطلاق بتلك الزيارة فقررت ان احضر مبكرا لغرض متابعة احداث وتفاصيل الانفجار الاول الذي حدث في مدينتي التي لم تعد هادئة , وكان ذلك الانفجار في الصوب الثاني من المدينة قرب صيانة كهرباء صوب الشامية والذي خَلفَ وراءه شهيدا وسبعة جرحى حسب ما تناقلته وكالات الاخبار ومنها وكالة الجنوب الاخبارية مقر تجمعنا .
كنت قادماً سيرا على الاقدام لعدم امكانية ايصال السيارة الى ذلك المكان بسبب القطوعات في الشوارع والزحام الشديد نتيجة تلك الخطط الامنية التي لم تحقق ادنى مستويات الامن والامان للمواطنين الابرياء , كنت قريبا من مقر النخبة بأمتار ورأيت رجل المرور يتشاجر مع احد السواق الذي كان يحاول ان يركن سيارته في الشارع , وكانت الغلبة للسان السائق الذي يحاول ان يبرر وقوفه بالزحام وعدم امكانية التقدم بسيارته اكثر ويطالب رجل المرور بمعاملته اسوة بالسيارات المتوقفة قبله .
رأيت وسمعت تلك المحادثة وانا اسير بخطوات ثقيلة لأني وصلت المكان الذي انشده ولم تجلب انتباهي سيارة ذلك الشخص لان المنطقة تعج بالسيارات المتوقفة على جانبي الشارع , دخلت مقر النخبة وماهي الا دقائق شربت فيها كوب شاي وانا اتحدث مع الزميل على الملا وبعض من المراسلين عن سبب تأخرهم من تنزيل تقرير مصور عن الانفجار الاول فاخبروني ان المراسل في الطريق ومعه الصور.
وما هي الا لحظات ليدوي صوت الانفجار في المكان اسرعت ومن معي في الغرفة نحوا الباب لتتوالى اصوات تكسر زجاج السيارات تباعاً نتيجة العصف وتساقطت قطع الحديد المتطايرة امامنا ورأيت بعض الزملاء يسقطون ارضا لشدة العصف منهم علي الملا وسيف الحجيمي واحمد العبادي , ورأيت رجل يجلس على الارض والنار تلتهم ملابسة التي مزقها الانفجار, وقد اسرع الشباب لإطفاء النار من حوله وصرخنا بالشرطة الواقفين الذين يحاولون منع الناس من الوصول الى مكان الانفجار , بان يطلبوا سيارة اسعاف .
حضرت سيارة الاسعاف ورفض السائق ان يتقدم الى مكان الجريح !! وصرخ من بعيد احملوه الى هنا !! قررت حينها ان اخرج الموبايل من جيبي واصور الموقف والمكان والنار تلتهم كل شيء كانت لحظات حق ما قيل عنها انها تورث جميع امراض العصر وتستفز الذاكرة كلما ارخى الدماغ سدوله بلحظة تأمل او فرح , كان الموت يحلق بنا بجناحين من نار يلتقط من قد اصفرت اوراقه ويترك من كانت اوراقه خضرٌ ندية , ورأيت الملائكة تبكي لمنظر الدم واستخفاف بني ادم بحرمة دم اخيه فقلت الحمد لله والشكر لله أني ارى بعيني , واقف على رجليَّ بثبات فأيقنت باني لازلت حياً .



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دنيا المسؤول وآخرة المواطن
- ثائر انا ..
- المالكي .. الدكتاتورية الخجولة
- رمضان وحُسن الخُلق
- نقابة الصحفيين سفينة النجاة في مرافئ العراق
- - يراويك حنطة ويبيعك شعير -
- رجالات قافلة الصحافة
- ضياع الحلم .. خسارة بطعم المرارة
- عاشق بغداد
- وطأطأت الرؤوس
- الامن مسؤولية الجميع
- النفاق آفة الانسانية
- الامام علي نهج العدالة والرحمة الانسانية
- يوم العلم والمسيرة التعليمية في العراق الجديد
- الحلم في وطني
- نهاية العالم والاحداث الاخيرة
- ارواح العراقيون بقيمة كرة الغولف البريطانية
- ليلة نزول الملائكة
- قرابين الوطن على مذبح الحرية
- القومية العربية والجهادية والعدوان على سوريا


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس ساجت الغزي - أيقنت بأني حيٌّ