أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - قاسم حسين صالح - زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!














المزيد.....

زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 20:04
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


تفيد التقارير الصادرة من وزارة التخطيط ان العراق يحتل المرتبة الاولى بين الدول العربية من حيث نسبة زواج القاصرات.ولهذه الظاهرة الاجتماعية اسباب يشترك فيها المجتمع العراقي مع المجتمعات العربية واخرى ينفرد بها.فالعراق عاش 33سنة حروبا كارثية مع (ايران،الكويت، امريكا،التحالف الدولي) تبعتها حرب طائفية لسنتين، وتفجيرات ارهابية، وميليشيات..راح ضحيتها الملايين من العراقيين بين قتيل ومفقود ومعوق ومهاجر..تركوا وراءهم بنات قاصرات بلا معيل..فضلا عن حصار اقتصادي استمر ثلاثة عشر عاما اكل فيها العراقيون خبز النخالة.ولهذين السببين(الحروب وعسر الحال)اضطر عديد من الاسر العراقية الى حرمان بناتهن من الدراسة وتوجيههن الى سوق العمل او الخدمة في البيوت ،او تزويجهن من رجل ميسور الحال وأخذ (المقسوم) من مهورهن.
وكان للنظام السابق دور في ذلك بتشجيعه الزواج المبكر واقامة حفلات الزواج الجمعي للشباب ومنحهم مكافآت واشاعة الشعور بالترحيب به عبر تلفزيون (الشباب) بوصفه فضلا او مكرمة من الحكومة مع انه كان يضم قاصرات لا تسمح القوانين بزواجهن،لكن النظام السابق شجعها واصدر قرارا في حزيران 2001 جرى الترويج له في ظل انعدام وجود منظمات معنية بحقوق الانسان.
اما الاسباب التي يشترك فيها العراقيون مع اشقائهم،فأن المزاج العربي يميل الى الزواج من الفتيات الصغيرات في السن لاسيما في ارياف البلدان العربية، وان التقاليد العربية تشجع عليه،وتروج له في اغانينا واشعارنا،بل حتى في تعابيرنا،فنحن نصف بنت الـ (14سنة)بالقمر في ليلة اكتماله..كيف يكون مدّورا وجميلا في ليلته الرابعة عشرة..وهذا ناجم من المنظور العربي للمرأة الذي يختزل وجودها الى وعاء للجنس،وانه كلما كان الجسد غضّا كان امتع حتى لو كان خامد المشاعر او مستسلما لحاجة مادية او دفعا لأذى.
وكان يفترض ان تقل نسبة زواج القاصرات في الزمن الديمقراطي لظهور منظمات نسوية واخرى مدنية تدافع عن حقوق المرأة،لكن واقع الحال يشير الى انها زادت بعد التغيير،وان كثيرا من الميسورين تفننوا في ابتكار وسائل (شرعية) للزواج من قاصرات..وأن بعضهم يتزوجون ويطلّقون مرات في السنة الواحدة!
ان الدراسات الطبية والسيكولوجية تؤكد ان لزواج القاصر اضرارا فادحة،ليس فقط لعدم اكتمال نضجها البيولوجي والفكري،بل ولأنه غالبا ما ينتهي بالطلاق لعدم ادراك القاصر لمسؤولية الزواج.واللافت ان كثيرا من جرائم الشرف التي اشارت التقارير الى تزايد حاد بلغ 700 حالة في السنة!..كانت بين قاصرات ارغمن على الزواج او هربن من بيوت اهليهن.فضلا عن أن زواج القاصرات يعد جريمة في نظر القانون الدولي الخاص بحماية الأطفال ومعاهدة حقوق الاطفال التي تعدّ زواج القاصر حرمانا لها من حق التمتع بمرحلة الطفولة وحق التعليم..والعراق من الدول الموقعة عليها.
ان معالجة هذه الحالة تتطلب احداث تغييرات في قانون الاحوال الشخصية لا تبيح للقاضي تزويج القاصر،وان يكون الزواج في المحاكم الرسمية،ولا يسمح بالزواج الشرعي خارج المحاكم الا للمكاتب المجازة والتي تتمتع بسمعة طيبة.غير ان هذا لن يحصل ما لم يمهد له بنشر الوعي الذي يصحح منظور الرجل للمرأة،وان يكون للأعلام دور فاعل..وها نحن في (حذار من اليأس)بملحق الاسرة والمجتمع نطرح المبادرة لتكون مشروعا انسانيا يمنح المسرّة لجيل من القاصرات نريد لهن ان يعشن طفولتهن وحياتهن كالآخريات ويكنّ امهات عراقيات يتربى في احضانهن قادة المستقبل.


أ.د.قاسم حسين صالح



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا
- ايها المصريون..العالم يحيكم!
- بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟
- لماذا حقق المصريون ما عجز عنه العراقيون؟
- علي الوردي..الساخر الفكه
- لماذا نجح المصريون في تحقيق ما عجز عنه العراقيون-تحليل سيكوب ...
- ثقافة نفسية(82):المرأة..والضغوط النفسية
- سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
- ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!
- نتائج انتخابات مجال المحافظات ..من سيكولوجيا السطوة الى سيكو ...
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (3-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (2-3)
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (1-3)
- في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟
- عشرة اعوام على حرب (تحرير)العراق-تحليل سيكوبولتك( 4- 4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير) العراق-تحليل سيكوبولتك (3-4)


المزيد.....




- خلال 24 ساعة .. 8 شهداء وأكثر من 12 جريحًا في اعتداءات صهيو ...
- ما هو مرض السيلان وكيف تختلف أعراضه بين النساء والرجال؟
- مسؤولون أمميون: النشاط الإرهابي يتصاعد بمنطقة الساحل الأفريق ...
- تظاهرت بأنها ممرضة مؤهلة.. اعتقال امرأة من فلوريدا بتهمة علا ...
- ذبح واغتصاب وخطف.. تحقيق يكشف فظاعات بمخيم للنازحين في دارفو ...
- -قيم الأسرة المصرية- تلاحق تطبيق تيك توك ومؤثريه
- مستقبل العراق وما يجب على السياسيين فعله وحقوق المرأة والطفل ...
- لضمان -صورة صحية- للمرأة.. هيئة بريطانية تلزم -زارا- بإزالة ...
- تأملات ومعاني في دليل البلوجر المثالي تساؤلات عن الجرائم الإ ...
- مستقبل واعد للرياضات النسائية حول العالم.. ماذا عن ألمانيا؟ ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - قاسم حسين صالح - زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!