أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - مصر والتحديات الإرهابية والتآمرية الدولية















المزيد.....

مصر والتحديات الإرهابية والتآمرية الدولية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 14:18
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد كان واضحاً منذ بدايات معركة إسقاط " محمد مرسي " وحكم الأخوان في مصر ، أن القوى الشعبية التي نشطت ، باشكال شتى ، ثم نزلت بالملايين إلى الشارع ، تضم أحزاباً ، ونقابات مهنية ، وفنية ، وعمالية ، منخرطة في تيارات سياسية متعددة ، أبرزها ، التيار القومي الناصري ، والتيار اليساري ، والتيار الليبرالي ، والتيار الديني " الأزهري " . ولما أعلن الجيش انحيازه الكامل إلى التحرك الشعبي المتنامي المعارض ، أصبح الجيش ومعه قوى الداخلية التيار الخامس الأقوى في مجمع القوى المناهضة " لمرسي " ولأخوانه ، الحامل لمشروع استعادة مصر من قبضة التحالف الأخواني الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الدولية التابعة لها ، الذي كان يرمي جر مصر إلى الانغماس الأسوأ ، في مشروع تحويل بلدان الشرق الأوسط إلى دول مسلوبة الاستقرار والسيادة ، من خلال إشعال الحروب والفتن " الجهادية " ، لتجزئتها ، وتقسيمها ، وسلب ثرواتها .

وكان السؤال : ماذا بعد إسقاط " مرسي " هل يستمر هذا التحالف الواسع ، عند معالجة مقومات استعادة مصر ، سيادياً ، واقتصادياً ، وعربياً ، وذلك فيما يتعلق بمعاهدة " كمب ديفيد " مع إسرائيل ، والمعونات الأمريكية المدنية والعسكرية المشروطة بالتزام مصر بهذه المعاهدة ، أو فيما يتعلق بالشروط الدولية حول الإنفاق على دعم المواد الغذائية الرئيسية ، وإحياء القطاع العام وتوسيعه ، كمجال حيوي لاستيعاب البطالة ، وكشريك رئيس في بناء الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة ، أو في بناء موقف عربي مقاوم للإرهاب المنتشر في بلدان عربية عدة وخاصة في العراق وسوريا ولبنان ، وإعادة الروح التضامنية للعلاقات العربية .

بيد أن الثقل الأهم شعبياً في التيارات المناهضة " لمرسي " ولأخونة مصر ، هي حركة " تمرد " التي جمعت نحو ( 15 ) مليون توقيع تطالب " مرسي " بالتنحي " . لكن إلى جانب " تمرد " هناك رموز سياسية كان حضورها بمثابة ثقوب سوداء ، في المشهد الشعبي الكاسح ، مثل " عمرو موسى " الأمين العام السابق للجامعة العربية ، الذي أيد ودعم حلف الناتو بتدمير ليبيا ، " ومحمد البرادعي " الذي لعب دوراً سيئاً في لعبة توفير الذرائع للإمبريالية الأمريكية للعدوان على العراق .

ولما حقق الشعب المصري بالتحالف مع الجيش انتصاره على الاستبداد الأخواني ، وقبل أن يقدم قادة مصر الجدد خارطة الطريق للعهد الجديد ، قامت المملكة السعودية ، بما يشبه المفاجأة ، للشعب المصري ولبقية الشعوب العربية ، بإعلانها موقفاً مخالفاً لسياستها التقليدية الداعمة للتيارات الدينية ، ولسياستها الراهنة الحاضنة للإرهاب كوسيلة لإجراء متغيرات شرق أوسطية ( أمريكية ـ غربية ـ إسرائيلية ) التي تمارسها الآن خاصة في سوريا ، ومتناقضاً مع موقف حليفها " أردوغان " في لعبة التغيير بالإرهاب ، قامت بإعلان موقفها الداعم للعهد الجديد في مصر ، ووقوفها إلى جانبه ، وبادرت خلال أيام معدودات ، بدعم الخزينة المصرية المفقرة بخمس مليارات دولار ، ثم تبعتها دولة الإمارات بدفع ثلاث مليارات دولار ، وثالثة من دول الخليج الكويت دفعت أربع مليارات دولار .
ولإدراك المملكة مدى الإثارة ، حول مصداقيتها ، التي سيحدثها موقفها " المفاجيء من الحدث المصري ، وسعت من مسوغات هذا الموقف ، بالتركيز على حرص المملكة على وحدة ومصالح الشعب المصري ، والوقوف إلى جانبه في مقاومة الإرهاب " الأخواني " وكل أشكال الهجوم السياسي والعزل الدولي . مضيفة بذلك ثقباً أسوداً كبيراً في المشهد المصري الجديد .

اللافت في قراءة موقف المملكة " المفاجيء " المحرج ، هو القسم الذي أكد به " الفريق السيسي " أمام قيادات المنطقة الوسطى العسكرية ، على أن الجيش المصري ، لم يشاور أحداً أونسق مع أي دولة ، حول إجراءاته لعزل " مرسي " . إلاّ أنه شكر المملكة وملكها على موقفهما الداعم لمصر في صراعها مع " الإرهاب " . وإذا كان لا أحد يشك بقسم الرجل .. إذن .. لماذا تحركت المملكة .. ومنحت غطاءها المالي والسياسي والدولي للعهد الجديد الثائر المنقلب على جماعة " الأخوان المسلمين " ؟ .. هل هو الصراع ، بين التيارالوهابي السلفي الذي تقوده المملكة ، وبين التنظيم الدولي للأخوان المسلمين الذي يحتمي بقطر ويسخر مواردها لتحقيق هيمنته على العالم الاسلامي ؟ .. هل هو توزيع أدوار بين البيت الأبيض والمملكة ، للمسارعة في احتواء العهد الجديد ، بملاقاة ردة فعل جماعة الأخوان الإرهابية ، وحماية مصر بالعباءة السعودية ذات الخلفية الأمريكية ، قبل أن تخرج الأمور كلية عن السيطرة .. ويشق احتمال ظهور مجلس قيادة ثورة ، أو تحالف قومي يساري ليبرالي حضاري ، ديمقراطي ، شعبي ، عروبي ، يشق طريقه مدعوماً بعشرات الملايين الثائرة التي أسقط هديرها مرسي وأخوانه ، ويقلب الطاولة بوجه المتآمرين على مصر، ويمزق خرائط الشرق الأوسط الاستعمارية المعادية للشعوب ، ويدق باب التاريخ من جديد ؟ هل الخوف من قدرات الجماعة وتحالفاتهم الإرهابية الدولية من تدمير مصر وتحويلها إلى دولة فاشلة ..وتشجيع التيارات الدينية الخليجية المتطرفة على استنساخ ما سيحدث في مصر وتعميمه على دول الخليج .. ما سيؤدي إلى ضعف هذه الدول أمام تحدي ما يعتبرونه " الغريم " الإيراني ؟
ربما يكون أحد هذه الأسئلة هو مفتاح الالتباس في الموقف السعودي .. وربما تكون هذه الأسئلة مجتمعة هي المفتاح ..

على أي حال ، أصبحت المملكة السعودية ، دون أي تغيير في العلاقات مع أمريكا والغرب ، أو أي تغيير في عدائها الدموي لسوريا ودعمها المعلن للإرهاب فيها ، وفي بلدان أخرى ، أصبحت الطرف الإقليمي الأول المشارك في صنع المصير المصري الجديد ، داخلياً من خلال الدعم المالي والسياسي ، وخارجياً من خلال التحرك السياسي والدبلوماسي في الأوساط الدولية . وقد قدمت نتائج زيارة وزير الخارجية السعودي إلى فرنسا أنموذجاً لمساهمتها في هذا المجال ، حيث تراجعت فرنسا عن وصفها ما حدث في مصر بالانقلاب ومنحت العهد الجديد فرصة لتطبيق خارطة الطريق التي أعلنها .
ومهما كان الرأي حول موازين القوى في مصر ، لاسيما وزن حركة " تمرد " ، والقوى القومية والناصرية ، وقوى اليسار ، المتمسكة بالسيادة المصرية وبالديمقراطية ، وتصفية موروثات مبارك ومرسي الداخلية والدولية ، فإن حضور المملكة بهذا الثقل المالي والسياسي ، في التفاعلات المصرية ، يشكل خطورة بالغة ، على مصير مسار التغييرالذي قاتل الشعب المصري طويلاً من أجله ، وعلى مستقبل مصر .

وحسب منطق الأمور ، ومعطيات الواقع ، والشبق الرجعي العربي والغربي الامبريالي للهيمنة على مصر وعلى الشعوب العربية ، فإن القوى السياسية المصرية الناهضة ، في معركتها ضد الاستبداد ، وضد الإرهاب الإرهابي الأخواني والتكفيري ، سوف تتعرض لتحديات كبيرة وعسيرة ، سوف ’تمتحن برامجها وشعاراتها ، و’تمتحن أشكال تحالفاتها ، وسوف تواجه معوقات ، رجعية ، ومفوتة ، وليبرالية موالية لمخططات الغرب الاستعماري ، لم تكن محسوب لها في مسار الشارع الغاضب حساب ، وخاصة في مسائل ، مثل إلغاء معاهدة " كمب ديفيد " مع إسرائيل ، والاستغناء عن المعونات الأمريكية والغربية المشروطة بالأمن الإسرائيلي وتحجيم السيادة المصرية ، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية العادلة ، والدور المصري العربي والإقليمي والدولي ، لاسيما فيما يتعلق بدعم البلدان العربية ضحية إرهاب الربيع التكفيري ، وإعادة بناء علاقات عربية قومية تعتمد على علاقات مؤسساتية سياسية واقتصادية وثقافية ، تتجاوز نمط الجامعة العربية المفلس .

وفي نفس الوقت لابد من الحذر من الدور السعودي المريب . فالمملكة تتقدم إلى مصر حاملة سلالها المليئة ، بالممارسات الداخلية المعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان والناهبة لثروات شعب الجزيرة العربية التي سميت تعسفاً باسم السعودية ، ومليئة بالعلاقات السياسية والاقتصادية الدولية الضارة لمصالح الشعوب ، والمعادية لأي تحرك شعبي ضد الأنظمة الرجعية لاسيما الملكية منها ، وهي الآن تقود المجموعات التكفيرية المستوردة من كل أنحاء العالم ، لتدمير العراق وسوريا ولبنان واليمن ، ولعل الكامن الأهم في هذه السلال ، هو " اتفاقية كمب ديفيد " وسياسة لفلفلة القضية الفلسطينية لحساب الكيان الصهيوني .

الأمر الذي لايضع مصداقية المبادرة السعودية المصرية ، المفاجئة ، موضع شك حول دوافها وأهدافها وحسب ، ولايضع ممارسات المملكة إزاء مصر ، في حالة تعارض مع خياراتها الداخلية والعربية والدولية التاريخية الدائمة ، التي لايمكن أن تحسم حسب البنية الملكية الراهنة لصالح القطع مع الماضي العفن والاتجاه نحو الأفضل وحسب ، وإنما يزج القوى السياسية المصرية في حالة انقسام ، ليس مستبعداً ، في المستقبل القريب . فالنمط السعودي الحاكم .. السياسي .. والاجتماعي .. والثقافي ، نمط متخلف بقرون عن مستوى مصر الراهن . وتغلغل النفوذ السعودي في مصر سيعوق إلى حد مزعج تحقيق التحولات الديمقراطية التي ينشدها الشعب المصري .

فقط أحد أمران سيغيران النظرة إلى المبادرة السعودية المصرية ، الأول بروز تيار حضاري مؤثر في القبيلة السعودية الحاكمة قادر على وضع حد للفوات الحضاري القائم وبناء الدولة على أسس جديد معاصرة ، والثاني إحداث تغيير جذري في سياسة المملكة الداعمة للتيارات والأنظمة الرجعية والإرهاب وخاصة في سوريا والعراق ولبنان ..
ولأن الأمر الأول مرتهن للموروث القبلي التاريخي الذي دونه قطع الرقاب .. ولأن الأمر الثاني ليس بيد المملكة لوحدها ، وإنما مرتهن لأمر الأسياد في واشنطن وعواصم الغرب الاستعماري ، فإن تفكيك حصان المملكة المفخخ هو المخرج الوحيد لتجنب لحظات غادرة قد لايتم السيطرة عليها لاحتواء مصر بعد مرسي .

ورغم كل ذلك .. فإن القلب يخفق للشباب المصري ، الذي يجتاز دروب الشوك والألغام ، ويبذل الدم من أجل استعادة مصر .. والتمسك بسيادتها وكرامتها .. ويخفق حاملاً الأمنيات .. أن يتمكن شعب مصر العظيم .. من تقرير مصيره بنفسه غير آبه بكل التحديات .. وكل الأفخاخ الملكية والإمبريالية ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة .. أم انقلاب .. أم ماذا ؟ ..
- أكبر من مؤامرة .. وأكثر من تدخل عسكري خارجي
- سوريا بين موازين القوى .. وموازين الدم
- دفاعاً عن ربيع الشعوب العربية
- الحظر الجوي .. والسيادة الوطنية .. والديمقراطية
- سوريا بين الانتداب والحرية
- الوطن أولاً
- أول أيار والبطالة .. والأفق الاشتراكي
- لو لم تقسم سوريا ..
- - هنانو مر من هنا - إلى عشاق الوطن -
- ماذا بعد - المعارضة والثورة - .. ؟ ..
- بقعة الدم
- صانعو السياسة .. والحرية .. والتاريخ الجدد
- القصف الكيميائي جريمة بحق الحرية والإنسانية
- المرأة السورية في يوم المرأة العالمي
- السلطة كسلعة في سوق السياسة
- الإعلام الاحتكاري والديمقراطية
- المهم في هذا الزمان
- الديمقراطية والحرب
- المنشار والشجرة


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - مصر والتحديات الإرهابية والتآمرية الدولية