أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل أطل علينا أخيرا ربيع عربي حقيقي، أم علينا أن ننتظر؟















المزيد.....

هل أطل علينا أخيرا ربيع عربي حقيقي، أم علينا أن ننتظر؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي- السؤال الثالث والثلاثون:
هل أطل علينا أخيرا ربيع عربي حقيقي، أم علينا أن ننتظر؟

في عامه الثالث والثلاثين، صلب يسوع المسيح ، عيسى بن مريم، فمات ، لكنه قام في اليوم الثالث، كما يعتقد المسيحيون، أو شبه لهم كما يرى إخوتنا المسلمون. وفي السؤال الثالث والثلاثين، والثالث والثلاثون هو عمر عيسى بن مريم كما لاحظنا، لا بد أن نتساءل متفائلين إن كنا قد بدأنا نرى انبعاثا (أو قيامة ) للآمال العربية بالوصول إلى ربيع عربي حقيقي، لا ربيع أهوج، كما كان يحصل على مدى العامين ونصف السابقين، حيث خيب الآمال ما سمي بالربيع العربي التونسي، إذ انقلب الآن إلى مشاحنات وعدم استقرار ورفض لحكومة الوحدة الوطنية، وتشبث غير ذكي من راضي الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي، بمقاليد الحكم في تونس دون أن يستفيد من أخطاء الإخوان المسلمين في مصر، ومن تطورات لاحقة وما أفرزته تلك التطورات من دروس، خصوصا أن معظم الدول العربية ومنها معظم الدول الخليجية قد رحبت بها، مما يدل على أن تلك الدول، قد شجبت أو سئمت على الأقل من مساعي الإخوان للسيطرة على مقاليد الأمور في العالم العربي .

فقد جاء بعد تونس، بأيام معدودة على الأصابع، ما سمي بربيع عربي آخر هو الربيع العربي في مصر . وسرعان ما قفز الإخوان المسلمون لكرسي الرئاسة في دولة الربيع العربي الثاني ، في مصر. ولكن الدكتور محمد مرسي الذي انتخب بقوة الصندوق المقدس رئيسا للجمهورية، حاول رغم علمه بأن أمامه أربع سنوات على كرسي الرئاسة ، أن يبتلع مصر ويسيطر عليها عبر أخونة أجهزة الدولة، خلال السنة الأولى من حكمه. فهو لم يشأ الانتظار أربع سنوات ، بل سعى لابتلاع مصر الواسعة المساحة وذات التسعين مليون مواطن ، بلقمة واحدة وفي سنة واحدة ، فغص بها حلقه وخسر كل شيء . فالوصول المبكر للسلطة في مصر كان خطأ ، ومحاولة ابتلاعها بلقمة كبيرة ، كان خطأ أكبر. ولي صديق قد يكون من الإخوان، أو متعاطف جدا معهم ، كتب في الفيسبوك قبل بضعة أسابيع، بأنه أثناء تواجده في مؤتمر لبعض الإسلاميين عقد في باريس، قد أبلغ بعض القيادات في الإخوان، أنه يتمنى عليهم ألا يسرعوا في محاولة تولي السلطة، لأن الوقت ليس ملائما بعد . لكن أحدا لم يستمع إليه . وهكذا أفرز الربيع العربي الذي جاء لمصر، في عام 2011 ، فشلا كبيرا سبب الكثير من الإحباط للمصريين .

وفي سوريا أطلق الإخوان المسلمون السوريون، في شهر آذار 2011 ، أي بعد أسابيع قليلة من إطلالة ما سمي بالربيع العربي في مصر، شرارة ما سموه بالتحرك الشعبي السلمي ،لاعتقادهم بأنه لكونهم يشكلون نسبة عالية من سكان البلاد، فقد بات لهم الحق في إدارتها خلافا لما سموه بإدارة العلويين للبلاد ، نسبة للطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس الدولة بشار الأسد. ولكن حساباتهم كانت خاطئة، لأنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار، أن نسبة أكبر من السكان تضم المسيحيين، والموحدين، والأكراد، إضافة إلى العلويين، كانت راضية عن النظام الحالي . فإذا أضفت إليهم نسبة لا بأس بها من السنة الذين يوصفون بالسنة العقائديين، أي المنتمين على مدى سنين طويلة إلى أحزاب ليبرالية وقومية ويسارية من بعثية وشيوعية وقومية عربية ولم يعودوا بالتلي يرجحون الانتماء الطائفي على الانتماء الحزبي، يكشف لنا مدى الخطأ في حساباتهم بتقييم نسبة المؤيدين والمعارضين، خصوصا وأنهم لم يأخذوا أيضا بعين الاعتبار المصالح الإستراتيجية للدول المتحالفة مع سوريا، مثل روسيا وإيران، إضافة إلى تحالف حزب الله اللبناني مع النظام السوري . فهؤلاء كلهم قد ناصروا سوريا وانتصروا لها . مما أدى إلى فشل الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة عبر مجرد تحرك شعبي . وهذا اضطرهم لإشعال حرب أهلية ما زالت نيرانها مشتعلة حتى الآن، رغم مضي قرابة العامين وأربعة أشهر على إشعالها . وهكذا بات ما أريد له أن يكون ربيعا عربيا سوريا مزهرا، قد تحول إلى بركان دام حصد آلاف الأرواح البريئة .

ولم يختلف الأمر بالنسبة لليبيا أو لليمن. فالربيع العربي في ليبيا، قد أنهى فعلا حكم العقيد معمر القذافي، إلا أنه لم يأت بالاستقرار لليبيا ، فالصراع ما زال محتدما بين التيارات السياسية المختلفة ، حيث يحاول أصحاب تيار الإسلام السياسي السيطرة على الوضع. وفي اليمن، صحيح أن الاتفاقية التي رعتها السعودية ، قد استطاعت إجبار الرئيس علي عبد الله صالح على التخلي عن كرسي الرئاسة لنائبه الذي انتخب فيما بعد كمرشح وحيد للرئاسة، إلا أن علي عبد الله صالح قد أبقى رجاله في تنظيمه الحزبي الناشط ، كما أن الأمر مرشح إلى الانتهاء بتفكك الوحدة القائمة بين شطري اليمن، وهي الوحدة العربية الوحيدة التي ما زالت قائمة من سلسلة مشاريع الوحدة التي بدأت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وانتهت بوفاته . إضافة إلى ذلك، نشط جماعة "القاعدة" في بعض محافظات اليمن، وتنامت قوتهم إلى درجة باتت الولايات المتحدة تعتبرهم التنظيم الأقوى من تنظيم القاعدة الأم المتواجد في أفغانستان .

وهكذا كان يبدو الأمر أنه مع كل ربيع عربي آت، يتولى الإخوان المسلمون زمام الأمر في البلاد التي مسها الربيع العربي . فلم يحدث أن اليساريين، أو العلمانيين، أو القوميين قد تولوا الحكم في أي من تلك البلاد. فالإخوان كانوا هم دائما الجاهزون لتولي شؤون البلاد ، هل حدث ذلك لأنهم الأقدم في التنظيم، وبالتالي الأكثر تنظيما ؟ ولكن إذا كانت الأقدمية تتناسب مع الإخوان في مصر، لكونهم قد شكلوا جماعتهم منذ أكثر من خمسة وثمانين عاما، فإن ذلك لا ينطبق بالضرورة على حركة النهضة التونسية، أو حركة الإخوان المسلمين في سوريا. ومع ذلك تمكن حزب النهضة الاخواني من السيطرة على الأمور في تونس رغم دخوله، من باب التمويه ، في تحالف الترويكا . أما في سوريا ، فإن الإخوان لم يستلموا الحكم فعلا ، لكنهم تمكنوا من خلق مشاكل متعددة ودموية للسلطة السورية .

وإزاء هذه الهيمنة الاخوانية المكروهة على مقادير الأمور في عدة بلاد عربية ، بات من الواضح أسباب ظهور تلك الفرحة التي أحس بها الشعب المصري، لرحيل غيمة الإخوان عن مصر، إثر ثورة الثالث من تموز (يوليو )، والتي جاءت تلبية لنداء الشعب المصري في 30 حزيران (يونيو) 2013 .

والغريب في الأمر أن فرحة أخرى مماثلة ، قد ظهرت في دول عربية أخرى ، وأهمها معظم دول الخليج . إذ جاءت مرحبة بهذا التطور، في وقت ظن فيه البعض أنها ستكون رافضة له، وربما قامعة له أيضا. لكن المفاجأة لم تتوقف لدى تقديم التأييد والترحيب المعنوي، إذ امتدت لتشمل تقديم الدعم المادي الذي بلغت قيمته إلى الآن اثنا عشر مليار دولار قدمتها السعودية والإمارات والكويت. وقد فسر هذا الشعور بأنه كأن غمامة قد انزاحت عن صدور تلك الدول المؤيدة والمرحبة بهذا التبدل المفاجىء. وكان الأردن وكذلك ليبيا من الدول المرحبة بالتغيير. أما الدول المعارضة، فقد كانت تلك الدول التي تدور في فلك الإخوان المسلمين كتونس وحركة حماس، إضافة إلى تركيا التي باتت في عهد اردوغان، تدور في فلك الإسلام السياسي، فلك الإخوان المسلمين .

وهذا الترحيب العربي الواسع بالتغيير، قد أوحى بأن العرب قد وضعوا أقدامهم أخيرا على عتبة ربيع عربي حقيقي، خلافا لكل حركات الربيع السابقة والمزيفة، والتي حملت الويل للعرب، وبالذات للشعب المصري .

وكان العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، هو الذي قاد عملية الترحيب بالتغيير الذي حصل في مصر، فتبعته دول الخليج الأخرى ما عدا قطر، كما تبعته دول عربية أخرى. وهذا الموقف من العاهل السعودي، ذكرنا بموقف سابق للملك فيصل بن عبد العزيز في عام 1973، عندما وقعت حرب أكتوبر وأجتاح المصريون تحصينات بارليف المقامة على امتداد قناة السويس . إذ دعت السعودية يومئذ إلى اجتماع للأوبيك عقد كما أذكر في الكويت ، وشاركت فيه دولة إيران الشاهنشاهية. وكنت أعمل يومئذ مع قناة سي بي أس نيوز الأميركية التي أوفدتني لتغطية ذاك المؤتمر. وكان يومئذ برفقتي مراسل صحفي إسمه بيل ماكلوكلين أصبح فيما بعد مراسلا للقناة في البيت الأبيض. وأثناء انعقاد هذا الاجتماع، كنت أتناقش أنا و "بيل" عن القرارات المحتملة التي يمكن صدورها عنه. وفوجئنا يومئذ عند صدور القرار غير المتوقع ، بمقاطعة تصدير النفط للولايات المتحدة والدول الغربية، إذ توقعنا أن تحول إيران، المشاركة في اجتماع أوبيك، دون صدور قرار كهذا. لكنها لم تفعل، بل باركته ووعدت بالالتزام به . ولم يدر أحد السبب في هذا الموقف الإيراني الغامض، مع أنني بت أرجح فيما بعد أن الشاه الذي بدأت تظهر عليه أعراض المرض والشيخوخة، قد بدأ يشعر أن الغرب شرع يبحث عن بديل له، فقرر أن يرسل لهم إشارة تحذيرية من مخاطر ما يفعلونه بالنسبة لمصيره المستقبلي .

لكن صاحب التأثير الحقيقي في اتخاذ ذاك القرار، كان الملك فيصل، ملك السعودية، الذي كان مصمما كما يبدو، على اتخاذه سواء وافقت إيران أو لم توافق . فهذا الموقف للملك فيصل، والموقف الأخير للملك عبد الله، إنما يكشفان بأن ملوك السعودية ، رغم التحالف السعودي الوثيق مع الولايات المتحدة ، لا يترددون في اتخاذ مواقف حاسمة لمصلحة العرب، عندما تتعارض المصالح العربية العليا مع المصلحة الأميركية ، تعارضا جوهريا ، خصوصا في ظروف مفترق الطرق القومية الحاسمة .

وخلافا لموقف العديد من الدول العربية ، المتعاطف مع الخطوة المصرية بخلع الدكتور محمد مرسي عن كرسي الرئاسة، فقد اتخذت أميركا والدول الأوروبية، موقفا متحفظا في مواجهة تلك الخطوة ، ومحذرة الدولة المصرية من استخدام مزيد من العنف ، كما أسمته ،في مواجهة الإخوان المسلمين الرافضين لعزل مرسي . وتناسى الأصدقاء في الغرب ،أن سلوك الإخوان المسلمين بتلك الاعتصامات التي أقاموها في ميداني النهضة ورابعة العدوية ، وبعدها في جامع الفتح، هي التي اضطرت الحكومة المصرية لاستخدام الحد الأدنى الممكن من العنف، والذي رد عليه الإسلاميون بعنف أشد ، وهو عنف ممنهج ومخطط له سابقا، إذ امتد ليشمل الكنائس والمدارس والمكتبات القبطية. والغريب في الأمر، أن دول الغرب قد ركزت على استخدام العنف من القوات المصرية ، واكتفت بإشارة بسيطة إلى قيام الإخوان بحرق أربعين كنيسة، وتدمير أجزاء من كنائس أخرى ، إضافة إلى تعرض الإسلاميين للمدارس القبطية ، وإلى حرق ونهب المقتنيات الأثرية من متحف ملاوي ، وقيامهم بقتل آمر وجميع أفراد الشرطة في مخفر كرداسة ، وهو القتل الذي نفذ بطريقة بشعة تبعها التمثيل بجثثهم . وقد جرى ذلك، كما سبق وذكرت، ضمن مخطط مدروس ومرسوم منذ فترة من الزمان، أي قبل عزل مرسي .

لكن الإساءة الكبرى لمصر، والتي قد تبلغ مستوى الخيانة العظمى، هي قيام حكومة محمد مرسي بغض الطرف، خلال عام من حكمها، عن عملية تكوين خلايا جهادية في سيناء . وعملية غض الطرف عن تدفق الأسلحة لتلك الخلايا ،لاستخدامها، كما يبدو، كورقة ضاغطة على أي حكومة تخلف حكومة محمد مرسي العتيدة . لكن دول الغرب العتيدة ، قد غضت الطرف عن ذلك كله، ولم تشاهد إلا ما أسمته بالإفراط في استخدام العنف من قبل رجال الأمن المصريين. وهذا التعاطف الغريب مع الإخوان المسلمين من قبل الدول الغربية، وهي الدول التي تخلت منذ ثمانية قرون، عن أسلوب الحكومات الدينية في أوروبا، وتبنت مبدأ الحكومات العلمانية منذ ذلك الوقت، وما زالت تعارض انضمام تركيا لمنظمة الوحدة التركية لكون الحكومة فيها حكومة دينية وليست حكومة علمانية، هذه الدول باتت الآن تدافع عن حق الرئيس المعزول مرسي، والذي حاول أخونة الدولة ، في مسعى منه للوصول إلى نظام ديني طالما تبنته حركة الإخوان المسلمين كنظام للحكم، رغم أن تلك الجماعة قد أسسها حسن البنا على أنها حركة دعوية لا شأن لها بالسياسة .

والواقع أن هذا الموقف الغريب من الدول الغربية، وخصوصا من الولايات المتحدة التي ألغت مناورات النجم الساطع مع الجيش المصري، إنما يكشف بأنها كانت مرتاحة لوجود الإخوان المسلمين في الحكم في مصر، وربما في تونس أيضا، إضافة إلى ارتياحهم لمشاغلة الإخوان والجهاديين والتكفيريين للحكومة السورية ، وذلك في حرب استنزاف قد تكون طويلة . وهذا ما قد يفسر عدم قيام طائرات الدرون الأميركية الذكية، بقصف الجهاديين من رجالات القاعدة في سوريا، أسوة بما تفعله مع كل جهاديي القاعدة في اليمن وباكستان وأفغانستان. وكما قال عماد الدين أديب، أثناء محاورته لوزير خارجية الأردن على قناة " سي بي سي " المصرية يوم السبت السابع عشر من آب 2013 ، ما معناه (لا أذكر كلماته بدقة ) أن كل ربيع عربي قد جاء بحركة إسلامية ، فكأنه كان لدى الإخوان تفويضا مطلقا بتولي زمام الأمور في كل تلك البلاد التي مسها الربيع العربي، وأسقط ذاك الربيع الحكام عن كراسيهم . والواقع أن نظرية ملء الفراغ لدى الأميركان، كانت موجودة منذ عقود، ربما منذ عهد أيزنهاور، كما أنهت قد نفذت بشكل آخر في إيران عام 1980 ، عندما سعى "بريجنسكي"، صاحب نظرية "إذا كان لا بد من التغيير ، فالنوجه ذلك التغيير"، إلى استبدال حكم الشاه بحكم آيات الله والملالي ( الإسلاميين طبعا ) ليحلوا محل الشاه في حكم إيران . وها هو التاريخ يعيد نفسه في البلاد العربية .

وهنا لا بد من التساؤل : هل كان كل ما جرى من تغييرات في العالم العربي منذ أوائل شهر كانون الثاني (يناير ) 2011 وإلى الثالث من تموز (يوليو ) من عام 2013 ، تنفيذا لخطة أميركية ما ؟ هل شكل ذلك كله بما استنزف من دماء بريئة هنا وهناك، مجرد خطوات مدروسة نحو تشكيل الشرق الأوسط الجديد، باعتبار أن حكومات إسلامية متدينة تقام وتحيط بإسرائيل التي تضم أيضا أحزابا متدينة ، وتقوم هذه الحكومات الإسلامية المتدينة، بعقد اتفاقيات صلح مع اليهود، بمباركة اليهود المتدينين، لا مع إسرائيل كدولة فحسب، بإعتبار أن ذلك هو الطريق إلى السلام الفعلي والحقيقي في المنطقة، إذ سينهي ما اعتقده الغرب حالة عداء بين الديانتين الإسلامية واليهودية، مما سيحقق في النهاية سلاما ثابتا ودائما في المنطقة، علما أن المخططين لهذا المشروع الغامض، ( إذا وجد) قد تناسوا تماما أن إسرائيل قد احتلت أرض الغير، وشردت سكانها إلى المنافي ، ورفضت الاعتراف لهم بحق العودة ، كما رفضت كل قرارات الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية، فلم تنفذ أيا منها حتى الآن، ولا يبدو أنها ستنفذ أيا منها في المستقبل .

ومن هنا ، قد يحق للولايات المتحدة ودول الغرب، أن تتخوف من التغيير الذي حصل في مصر قبل بضعة أسابيع . إذ من المحتمل ألا يكتفي العهد الجديد بإفشال المخطط الشرق أوسطي الجديد ، بل قد يفرز ربيعا عربيا حقيقيا ونقيا ، إضافة إلى حكومة وطنية تؤمن بمبادىء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي قال بملء فمه " ما أخذ بالقوة ، لا يسترد إلا بالقوة "، وهو على حق تام في هذه العبارة الشهيرة التي يأمل العرب المخلصون لعروبتهم ، أن تتحول قريبا من أقوال إلى أفعال .
Michel Haj





#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تقصف طائرات -درونز- الأميركية مواقع -القاعدة- في اليمن ...
- من ينقذ الأردن من بركان ربيعي مدمر ؟
- متى يزهر الربيع العربي في السودان، أم أنه قد تحقق قبل كل فصو ...
- متى يدرك القادة العرب أن -المغول- قادمون؟
- ألا يدرك الإخوان المسلمون في مصر، أن محاولتهم لاستدراج الحكو ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال ...
- Arab Spring Question 25 أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حل الواقع العربي والربيع العربي – الس ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابةحول الواقع العربي والربيع العربي- السؤا ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي ‏ ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤ ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابة حول الواقع العربي والربيع ‏العربي- الس ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل أطل علينا أخيرا ربيع عربي حقيقي، أم علينا أن ننتظر؟