أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - متى يزهر الربيع العربي في السودان، أم أنه قد تحقق قبل كل فصول الربيع في البلاد العربية الأخرى؟















المزيد.....

متى يزهر الربيع العربي في السودان، أم أنه قد تحقق قبل كل فصول الربيع في البلاد العربية الأخرى؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي- السؤال الثلاثون:
متى يزهر الربيع العربي في السودان، أم أنه قد تحقق قبل كل فصول الربيع في البلاد العربية الأخرى؟

يعجب الكثير من المواطنين العرب، لعدم تحقق الربيع العربي في السودان حتى الآن، أسوة بكل ربيع آخر تحقق في هذا القطر العربي وذاك. فما الذي يجعل تونس ثم مصر وليبيا واليمن وسوريا، تتلقى موجة الربيع تلك، ثم تغفل تلك الموجة، رغم كونها موجة بحرية عارمة ولم تكن موجة ربيعية هادئة، عن تغطية السودان أيضا أسوة بالدول العربية الأخرى سابقة الذكر .

والواقع أن ذلك قد يبدو أمرا غريبا لكون السودان التي تعاني الكثير من الويلات، كان يفترض بها أن تكون أكثر الدول العربية توقعا وانتظارا لذاك الربيع الجارف. فالسودان قد عانى من حرب طويلة مع جنوب السودان انتهت باستقلال الجنوب، والسودان ما زال يعاني من حرب أخرى في دارفور وفي عدة مناطق أخرى، إضافة إلى نزاع حدودي مع مصر حول منطقة حلايب الواقعة على الحدود بين الدولتين. والسودان قد عانى من سلسلة من الانقلابات العسكرية كان أولها انقلاب الجنرال إبراهيم عبود في الخمسينات.

وبعد تقلبات عديدة على السلطة في السودان، أدت إلى تولي عددا من العسكريين
للسلطة، قام الشعب السوداني الواعي سياسيا، بل الأكثر وعيا من الكثير من الدول العربية التي شهدت فصول الربيع تلك، بإسقاط تلك الأنظمة العسكرية عبر تضامن كافة الأحزاب السياسية على اختلاف مشاربها، بالإضافة إلى تضامن النقابات والمنظمات الطلابية معها . فهذا التحرك الجماهيري الواسع والمتضامن بلحمة كبرى ونادرة، هو ما أسقط نظام الجنرال إبراهيم عبود وما تبعه من قادة عسكريين تولوا الحكم عبر الانقلابات ،إلى أن تولى الحكم اللواء جعفر النميري في أوائل السبعينات، حيث بقي في الحكم لعدة سنوات، إلى أن أسقطه تحرك شعبي آخر حمل إلى القيادة حكومة منتخبة رئسها صادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني. ولكن الحكومة المنتخبة تلك، لم تبق طويلا في الحكم ، إذ أسقطها في عام 1989 الكولونيل عمر البشير، الذي تولى الحكم باسم جبهة الإنقاذ الوطني التي شارك في الدعوة لها وفي تأسيسها، الشيخ حسن الترابي الذي كان يرأس آنئذ الجبهة الوطنية الإسلامية .

وكان جعفر النميري هو أكثر الانقلابيين بقاء في السلطة، إذ عجزت، ولو إلى حين ، كل حركات التضامن الشعبية التي كانت فاعلة في السابق،عن إسقاطه، بل وعجز أيضا عن ذلك انقلاب عسكري قاده الضابط هاشم عطا، الشيوعي الانتماء، بالتعاون مع عدد من الضباط الوطنيين وأعضاء من الحزب الشيوعي اللذين سيطروا فعلا على الإذاعة وقيادة الجيش، مع توقع تحرك شعبي يقوده الحزب ويسعى لتعزيز الانقلاب الذي أريد له أن يتحول لثورة شعبية. ذلك أن تدخلا غير متوقع من الرئيس الليبي معمر القذافي، الذي أرسل سرا وخلسة عددا من جنوده إلى الخرطوم، فحرروا جعفر النميري من اعتقال الضباط الأحرار، واستطاعوا استعادة قيادة الجيش والإذاعة، بل واعتقال الضباط الأحرار اللذين قادوا الانقلاب، فنفذ جعفر النميري فورا وبدون أية محاكمة، حكم الإعدام بالضابط هاشم عطا ورفاقه الضباط، إضافة إلى عدد من المؤازرين في الحزب .

وأنا أذكر لقاء عابرا لي مع جعفر النميري في أوائل السبعينات، وأرجح أن ذلك قد جرى في عام 1973، عندما زرت السودان للمرة الأولى. وكانت زيارتي برفقة مراسل أميركي من قناة سي بي أس نيوز، وهدفها التأكد من استقرار الأوضاع في السودان بعد حرب طويلة بين شمال السودان وجنوبه المطالب، بقيادة جون جارانج، باستقلال الجنوب ذو النسبة العالية من السكان المسيحيين، عن الشمال ذو الأكثرية من المسلمين .

وبما أن السودان بقيادة جعفر النميري، كان قد استطاع دحر الجنوبيين وإبعادهم إلى ما وراء الحدود ، فقد فتح السودان أبوابه لزيارة الإعلاميين كي يتأكدوا بأنفسهم من سيطرة الدولة على كافة الأراضي السودانية. وللتأكد من ذلك بأنفسنا، فقد ركبنا الطائرة متوجهين إلى "جوبا" عاصمة جنوب السودان. وأثناء نزولنا من الطائرة، لاحظت هبوط طائرة هليكوبتر في الجانب الآخر من مدرج المطار. وهبط منها جعفر النميري الذي همس بأذنه أحد أعوانه شيئا ما يبدو بأنها كانت تشعره بأن الهابطين من الطائرة الأخرى هم إعلاميون، فلوح لنا النميري بيده وكأنه يرحب بنا وربما يدعونا للالتقاء به. لكن أيا منا لم يرغب بذلك. فبالنسبة لزميلي الصحفي الأميركي، لم يكن معنيا بلقائه، لأن مهمته الأساسية كانت التأكد من توقف الحرب بين الشمال والجنوب.
وأنا أيضا لم أكن راغبا في ذلك، لشعوري بأن هذا الرجل قد تلطخت يداه بدماء عدد من المواطنين السودانيين اللذين كانوا يسعون لإنقاذ السودان من حكم ديكتاتوري. ولهذه الأسباب، فقد تجاهلنا الأمر وركبنا السيارة التي كانت تنتظرنا، وانطلقنا نحو المدينة، مدينة جوبا عاصمة الإقليم، والتي أصبحت فيما بعد عاصمة لدولة الجنوب المستقل .

ولكن جعفر النميري رحل أخيرا، مع وصول البشير إلى السلطة، يؤازره الشيخ حسن الترابي، إذ استقر الوضع السياسي في السودان عندئذ، كما تحسن الوضع الاقتصادي نتيجة لاكتشاف البترول في جنوب السودان الذي ما لبث حتى عاد إلى حربه ضد
الشمال، نتيجة قيام البشير، يؤازره الشيخ حسن الترابي، بتكريس قوانين تؤسس لحكم إسلامي لم يرض عنه الجنوب ذو الأكثرية المسيحية. وشجع على العودة لإشعال الحرب، دعم غربي لجنوب البلاد، بسبب قيام الترابي بدعوة أحمد بن لادن، زعيم القاعدة، لزيارة السودان والإقامة فيها. وذهبت الولايات المتحدة إلى حد قصف مصنع الشفاء للدواء، قيل أن السي أي إيه امتلكت أدلة بأنه كان يصنع أسلحة كيماوية لحساب القاعدة، وهو أمر جرى التشكيك في صحته فيما بعد .

واستمر التحالف بين البشير وحسن الترابي عدة سنوات، وكان تحالفا قويا لدرجة ان رجال القصر الجمهوري والمسؤولين عن البروتوكول، ( كما أبلغنا بعض الدبلوماسيين المتواجدين في الخرطوم، وذلك خلال زيارتي الثانية للخرطوم في عام 1995 ) كانوا يحثون الدبلوماسيين ممن يأتون لتهنئة البشير بالعيد أو بالمناسبات الوطنية،أن يذهبوا لتهنئة الشيخ حسن الترابي أيضا، الذي أصبح الآن رئيسا للبرلمان فبات بالتالي ، الرجل الثاني في الدولة، مع أن البعض قد رجح أنه كان الرجل الأول فيها، بالنسبة لاتخاذ القرار. فهو من جاء بالبشير إلى سدة الحكم، كما رجح البعض، وهو الذي قدم له، عبر تنظيم تكتله الشعبي، التأييد والدعم السياسي الذي أبقاه في كرسي الحكم .

وجاءت زيارتي الثانية للخرطوم، ضمن وفد من الصحفيين الأردنيين دعي لزيارة السودان للتأكد من استقرار الأوضاع فيها في عهد البشير. وخلال زيارتنا، التقيت بالرئيس البشير الذي أكد أن كل شيء على ما يرام في السودان. كما التقيت بالسيد "نقد" ، أمين الحزب الشيوعي السوداني، الذي التقيت به في منزله ، لكونه قد وضع بقرار من البشير تحت الإقامة الجبرية في ذاك المنزل. وبطبيعة الحال، كانت أقوال الأمين العام للحزب عن الوضع في السودان، لا تتفق مع الصورة الوردية التي رسمها لي وللصحفيين الآخرين الرئيس عمر البشير. لكن اللقاء الأهم أثناء تلك الزيارة للسودان، كان اللقاء مع الشيخ حسن الترابي، ذاك الرجل المثقف ثقافة عالية جدا أهلته للحصول على درجة الدكتوراه من كبريات الجامعات الغربية، ومنها كمبردج والسوربون وهارفارد. ولهذا أصابتنا الدهشة عندما شاهدناه في الليلة الماضية، قادما لمشاهدة مهرجان صوفي أقامه السودانيون، شارك فيه حوالي عشرون فريقا صوفيا كل فريق له طريقة صوفية خاصة، وله أعلامه الخاصة، حيث ورد كل فريق منها، على وقع الطبول، هاتفا وحاملا تلك الأعلام الخاصة به والتي تمثله وتميزه .

وعندما اتيحت الفرصة لي ولزميلة وزميل لي بالإنفراد بالشيخ حسن الترابي أثناء زيارتنا له في منزله مع مجموعة الوفد الصحفي الأردني، بادرته زميلتنا وفاء عمر التي أصبحت فيما بعد مديرة لمكتب رويتر في رام الله ، بالسؤال المحرج " كيف يشارك رجل في مثل علمك وثقافتك بمهرجان صوفي كهذا يمثل الجهل والرجعية. هذا أمر لم يكن متوقعا منك "، هكذا قالت الزميلة، وأيدها الزميل الآخر أيمن الصفدي الذي أصبح فيما بعد رئيسا لتحرير صحيفة الغد الأردنية ، ثم مديرا عاما للإذاعة والتليفزيون، وبعدها مستشارا إعلاميا للملك عبد الله الثاني، ومن ثم نائبا لرئيس وزراء الأردن . وهنا جاءنا الرد غير المتوقع أبدا والذي فاجأ ثلاثتنا. إذ قال الشيخ حسن الترابي بأنه هو أيضا معارض لهذه الأساليب الدينية المتخلفة، وهو يريدها أن تتبدل أو تلغى، بل هو يريد، كما أضاف مثيرا الدهشة لدينا ، بأن يجري تبدلات جذرية على بعض الأمور ومنها مناهج الفقهاء الأربعة (مشيرا كما يبدو للحنفية، والشافعية، والحنبلية والمالكية ) بات من الضروري أن يعاد النظر فيها وأن يجري تعديلها. ولكن، استدرك الشيخ الترابي قائلا وهو يبتسم تلك الابتسامة الكبيرة التي تميز بها وبتلك الكاريزما التي تنطق بها سمات وجهه، وهي كاريزما لم أشهد مثلها من قبل لإلا على وجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر:" لو بدأت بذلك الآن ، لقتلني أولئك وربما .."
ومرر يده حول رقبته موحيا باحتمال قطع رأسه . وأضاف بأن أمورا كهذه لا بد من تحقيقها ببطء وتدريجيا .

كلماته تلك رسخت في رأسي، ولا أدري إذا كان زميلي وزميلتي ما زالا يذكرانها أيضا . أما أنا فقد حفرت حفرا في رأسي، فهل يعقل أن هذا الرجل الذي كان يرأس الجبهة الوطنية الإسلامية، والذي سعى مع البشير لإقرار قوانين تعزز تأثير الدين الإسلامي في مجريات الأمور وقواعد الدولة، كما قيل بأنه دعا بن لادن لزيارة الخرطوم ، يريد حقا إجراء تغييرات جوهرية على بعض الأمور الدينية الإسلامية، بل بل يريد أيضا إحداث تطوير لفكر كبار الفقهاء، وإيصال الدين إلى مرحلة تتجانس مع العصر الحديث في العالم؟ وقدرت أن ذلك لو حدث فعلا، ولو بعد حين، لشكل طفرة كبرى، بل ثورة في العالمين العربي والإسلامي . ولم يكن هناك تسمية أخرى لتطورات كبرى كهذه ، فلم يكن أحد يحلم عندئذ بطفرات كبرى تسمى بالربيع العربي والتي بات الآن فحسب أمرها مألوفا للجميع .

ولكن الأمور تطورت في الاتجاه الآخر، إذ أن الخلاف قد دب تدريجيا بين البشير والترابي . ففي الثاني عشر من شهر كانون أول عام 1999، هرولت المدرعات السودانية نحو مجلس الشعب السوداني ( البرلمان )، واعتقلت الشيخ حسن الترابي ووضعته في السجن ، حيث بقي فيه حتى عام 2003 عندما أطلق سراحه ليعود إلى السجن أكثر من مرة. إذ اعتقل مرة أخرى في عام 2004 ليفرج عنه في عام 2005 كما اعتقل مرة تلو الأخرى، كلما قام بنشاط معارض لمخطط وسياسة الفريق البشير الذي ظل في الحكم إلى يومنا هذا، رغم كونه قد اتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فصدرت بحقه مذكرة من المحكمة الدولية تطالب بإلقاء القبض عليه، وتحث الدول التي يزورها بأن تفعل ذلك . ولكنه ظل يتجول بحرية بين الدول، ولم يحاول أي منها توقيفه تنفيذا لتلك المذكرة . كما أن الولايات المتحدة التي تستخدم باستمرار طائرات الأندرويدز، التي هي طائرات بدون طيار، لقصف اليمن الواقع قبالة السودان عبر البحر الأحمر مباشرة، لم تستخدم أبدا تلك الطائرات لاصطياد طائرة البشير .

ومع اعتقال الترابي وتحجيمه، خبا الأمل الموعود بإجراء تطوير جوهري على أسلوب الحياة العادية والدينية، وهو ما ألمح إليه الترابي حتى لا نقول وعد به. فهل يمكننا القول أن ما يشبه الربيع العربي الحالي، كاد يقع في السودان قبل كل ربيع في الدول العربية الأخرى ؟ لكنه لم يقع بسبب تحجيم دور الترابي في الحياة السياسية السودانية، ونتيجة لذلك ظلت السودان متخلفة عن ركب الربيع العربي ، رغم كونها الدولة العربية الأكثر تهيئا لانبعاث الربيع فيها، نتيجة ما شهدته من سلسلة الانقلابات العسكرية ، والحروب الأهلية التي بعضها ما زال قائما، وبعضها الآخر كرس انفصال الجنوب السوداني ليصبح دولة مستقلة، آخذة معها ذاك الدخل من موارد النفط الذي خص الجنوب السوداني الآن، فلم يبق للشمال إلا رسوما ضئيلة مقابل السماح بمرور النفط عبر أراضي الشمال لغايات التصدير .

أما السبب لعدم بلوغ أمواج الربيع العربي شاطىء السودان، فإنه يظل مجهولا. وقد يظن البعض أن السبب في ذلك، هو ابتعاد السودان عن الحدود الإسرائيلية وكونه بالتلي لا يشكل تهديدا لإسرائيل. ولكن تونس كانت بعيدة أيضا عن الحدود الإسرائيلية ، ومع ذلك تلقت موجة الربيع العربي. وقد يمكن تفسير ذلك أن التفجر الربيعي في تونس قد حصل تلقائيا وبالصدفة، بسبب قيام محمد بوعزيزي نتيجة ظروف اقتصادية قاهرة وسلوك طائش من قبل أجهزة الدولة بحقه، دفعته إلى اليأس وإلى القيام بإحراق نفسه في ساحة عامة أمام الجمهورالتونسي في مدينة سيدي بو زيد. إذ أن سلوكه اليلئس ذاك ، قد فجر احتجاجات غير مسبوقة وغير متوقعة من تونسيي سيدي بو زيد، والتي سرعان من انتشر لهبها للعاصمة ولمدن أخرى، فحصل بعدها ما حصل من رحيل "بن علي" ، ونجاح الثورة التي لم تكن متوقعة أو مخطط لها .

أما الربيع العربي في ليبيا، فقد كان مدروسا على الأرجح . فرغم وجود ليبيا بعيدة عن الحدود الإسرائيلية، إلا أن عامل النفط الوفير فيها، كان سببا كافيا للعمل على إسقاط معمر القذافي بالتدخل الجوي المباشر في ليبيا. والمعروف أن الدول التي شاركت عسكريا في معركة ليبيا، قد حصدت على الغنائم الكبرى من استثمارات في النفط الليبي، مقابل وثمرة لتدخلها ذاك .

يظل الأمر غامضا بالنسبة لليمن التي لا تملك أيضا حدودا مع إسرائيل، لكن انتشرت فيها قواعد "للقاعدة " التي أفزعت الولايات المتحدة ، وقد يكون ذلك سببا كافيا منها لتشجيع وصول موجة من الربيع العربي التي لم تكتمل حتى الآن، إلى اليمن السعيد الذي لم يعد سعيدا كما يبدو .

فالحدود مع إسرائيل لم تكن هي العامل الحاسم في إشعال أي من حركات الربيع التي جرت هنا وهناك. وكون الحدود مع إسرائيل شكلت عاملا في تفجر الربيع العربي ،فهو أمر لم يتوفر إلا في الجانب السوري فقط. ولأهمية هذا العامل، نلاحظ أن الحرب فيها قد طالت خلافا لما وقع في تونس وليبيا .

ويبدو أن السودان لا تتواجد فيها عوامل تشجع أو تستفز تحركا ربيعيا . فهي بعيدة عن الحدود الإسرائيلية ، وليس فيها نفط أو قواعد "للقاعدة". ولهذا كله ظل السودان ساكنا خلافا لكل الدول الأخرى، مع أن العديد من العوامل فيه، كسلسلة الانقلابات العسكرية سابقة الذكر، والحروب التي خاضها، وخسارة نصف البلاد إلى الجنوبيين، والتدهور الاقتصادي الذي بات متوقعا نتيجة خسارة مصادر النفط في السودان، هذه كلها عوامل أكثر من كافية، لا لاستدراج موجة ربيع عربي ، بل لاستدراج زلزال مدمر، أو بركان متفجر ، قد لا يستبعد أن يقع قريبا. ربما ليس قريبا جدا ، لكنه آت لا محالة في يوم من الأيام التي قد لا تكون بعيدة جدا .

Michel Haj



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يدرك القادة العرب أن -المغول- قادمون؟
- ألا يدرك الإخوان المسلمون في مصر، أن محاولتهم لاستدراج الحكو ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال ...
- Arab Spring Question 25 أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حل الواقع العربي والربيع العربي – الس ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابةحول الواقع العربي والربيع العربي- السؤا ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي ‏ ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤ ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابة حول الواقع العربي والربيع ‏العربي- الس ...
- أسئلة تحتاج إلى جواب حول الواقع العربي والربيع العربي – السؤ ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي السؤ ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - متى يزهر الربيع العربي في السودان، أم أنه قد تحقق قبل كل فصول الربيع في البلاد العربية الأخرى؟