أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - نحن ومصر















المزيد.....

نحن ومصر


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 16:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الخمسينيات من القرن الماضي كانت مصر وجمال عبد الناصر شمعتان تنيران طريق الشعوب في المنطقة للنهوض ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي وضد الخضوع للقوى الخارجية ولكن لم يكن عهد جمال عبد الناصر خاليا من الأخطاء والكبوات والانتكاسات، فلم تتعظ القيادة المصرية او على الأقل لم تستطيع تصحيح أخطائها بسبب تمسك بعض القيادات الفاشلة المشاركة في الحكم بالشرعية الثورية، ويمكن بسهولة تعميم نفس التحليل على معظم الدول الثورية في الشرق الأوسط وفي أفريقيا، ولم تكن القوى الدولية والإقليمية خارج دائرة التآمر في إجهاض الحركات الثورية والتصحيحية وما زالت تقوم بنفس الدور، فنرى الآن بوضوح كبير تأجيج امريكا والدول الغربية ووريثة الاستعمار العثماني للساحة المصرية بشعارات ديمقراطية لإشعال حرب أهلية بدل استنكار دور الأخوان المسلمين المصري والعالمي في تحريف ثورة الشباب عن طريقها والتسبب في الفوضى الحالية من خلال نهمهم للتسلط والسلطة وإقصاء الشباب ومطالبهم وهم كانوا من أتى بالإخوان الى السلطة في تونس ومصر.

أن قناعة القيادات الثورية والعسكرية والتصحيحية بالشرعية الثورية او بشرعية الانقلابات العسكرية كانت من العوامل التي حرفت الثورات والحركات التصحيحية عن خططها المرسومة نحو أهدافها, فتغلبت النزعات وغرائز التسلط والسلطة على أهداف الثورات والحركات التصحيحية، وما زالت المنطقة تعاني منها وتمنعها من السير نحو الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والحقوق المتساوية لكل الطوائف والقوميات والمذاهب الدينية والمعتقدات السياسية.

لينظر كل منا حوله بنظرة موضوعية ونترك عواطفنا الإيجابية والسلبية جانبا نحو الأحزاب والتيارات والقيادات السياسية والعسكرية التي تتحكم بالسلطات والموارد في دولنا مركزيا او في الحكومات المحلية، فماذا نرى:
o طبقة قيادية متميزة مدعومة من قبل الأحزاب او الجيوش او المليشيات تتمتع بالامتيازات والمخصصات وتتصرف بأموال والممتلكات العامة وكأنها ورث عائلي وان لم تكن مؤهلة حتى في إدارة مدرسة ابتدائية .
o تمسك الطبقة القيادية بالحكم بعد التخلي عن أهدافها الثورية والتصحيحية تجعلها تشكك بكل من يحاول تذكيرها بإنحرافها عن أهدافها وتدرج تلك الأصوات المعترضة كقوى تحاول سلبها القيادة بإمتيازاتها السلطوية الخيالية.
o تتكون طبقة من المنافقين والانتهازين حول الطبقة القيادية لتقاسم الغنائم والمغانم من فتات مائدة الطبقة القيادية الأولى وان هذه الطبقة اخطر على المجتمع من الطبقة الأولى لمحاولة تزيين أخطاء الطبقة الأولى وتعظيمهم للقيادات الطبقة الأولى واستدراجهم نحو الدكتاتورية للمحافظة على مصالحهم من استمرار الطبقة الأولى في الحكم.
o ليتحكم طلاب الحكم على مقدرات الدولة فأنهم يضعون مصالح الوطن والمواطن وحقوقه في المرتبة الثانوية ويضعون الوسائل لإثبات قواعد حكمهم في أولوياتهم ، فسمعنا في حروب صدام الشعار " لا صوت فوق صوت المعركة لتخرس أصوات الشعب المطالبة بحقوقه" ونفس الشعارات رٌفعت في مصر وفي سوريا للمتاجرة في معاناة الشعب الفلسطيني.

أن ما جرى في القاهرة لا يسر احد وليس نصرا لطرف على الآخر فالخاسر الأكبر هو الشعب المصري وشعوب المنطقة التي كانت تتطلع الى الربيع العربي كبوابة النجاة الى الديمقراطية التي تأخرت في قدومها الى المنطقة لقرون عديدة، لست هنا احمل المسئولية على القوات المسلحة فقط ولكن الجزء الأكبر من المسئولية تقع على حركة الأخوان المسلمين الذين كانوا يجترون الأخطاء وكأنها قوانين مقدسة لا تقبل النقاش، فلم يصحوا الأخوان من غفوتهم من وهم الحكم والتسلط رغم النداءات والصرخات الصديقة والمنتقدة لهم لخطأ مساراتهم، فكان المرشد هو الحاكم الفعلي والرئيس مرسي هو عسكري لدي المرشد " تمام سيدي" يقبل يديه. وان تأخر سقوط بشار الأسد كان بسبب تسلط وتفرد الأخوان المسلمين على تمثيل قيادة ثورة السورية في الخارج في بداية الأمر وان عدم استقرار مهد ثورات الربيع العربي في تونس من نتاج تسلط الأخوان المسلمين على مفاصل الحكم في تونس. وهذا الدكتور يوسف القرضاوي المرجع الروحي للأخوان المسلمين بدل أن يدعو الى كلمة طيبة تجمع الشعب المصري على التآلف والوحدة ليسعف جراحه يدعوا الى التظاهر والشغب كفرض عين ليعمق من فرقة الشعب المصري ولم نسمعه يطلب من الأخوان المسلمين أن يجنحوا للسلم لإيجاد حل سياسي بدل تعطيلهم كل مفاصل الحياة في مصر، فقد كشف الأخوان خلال اعتصاماتهم ومقاومتهم لفض الاعتصام والتصريحات الغير المسئولة من قيادات الأخوان الوجه القبيح للأخوان وما زالو يتاجرون بدماء ضحايا الأحداث الأخيرة التي كانت من صنعهم للوصول الى أهدافهم.

فهل الشعب المصري كفرة وملحدون لتأتي شلل تدعي حكرها لفهم الدين الإسلامي تدعوهم الى الإيمان وفي مصر اكبر مؤسسة الإسلامية للدعوة "جامعة الأزهر" نالت الثقة والتقدير كل المسلمين وغير المسلمين في العالم، أن الإسلام ليس باللحى الطويلة والمتاجرة بالدين وإنما الإسلام دين التسامح والمثل الإنسانية العليا واحترام العقائد والمذاهب وليس في الإسلام إسقاط وتكفير أهل الكتاب وحرق كنائسهم ودور عباداتهم، اين انتم من السلف الصالح فكم ورث الرسل والأنبياء من أموال الدنيا، من منكم اقتدى بأصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومن منكم يبيت وأهله جوعانا ليتصدق بزاده لجيرانه او معوز يطرق بابه، وهل كشفتم عن أموالكم وأطيانكم في مصر وخارجها للشعب المصري.

كان لي زميل من الأخوان المسلمين في السنوات الاولى من دراستي الجامعية فكنت أجالسه وأصحابه من الاخوان المسلمين بعض الأحيان، في تلك الأيام كنا ننتظر سهرة أم كلثوم الشهرية بشوق ويغطي الحديث عن أغانيها في صباح اليوم التالي معظم أحاديثنا، فكان صاحبي ينتقدنا بأن أم كلثوم هي أفيون الشعوب العربية خدرت مشاعرنا وتنسينا ذكر الله. كنت استهجن حديثه عن أم كلثوم ، فلم تدعو أم كلثوم مستمعيها الى الشرك والإلحاد بل الى الحب والوئام وغنت أغاني دينه قربتنا الى الله اكثر من افتراءات ذو اللحى الطويلة وغنت للمجهود الحربي لاستعادة سيناء وكانت بإسعادها عباد الله ولو لساعة واحدة في الشهر ان ندعو الله لها أن يحفظها من كل سوء وان ينعم الله عليها بواسع رحمته. بينما تلعن كل أم فقدت ابنها بعملية انتحارية الذي سمم أفكار ابنها بأوهام الحوريات وتدعي الله أن ينتقم لها ولأبنها منه.

آن قيادات المتاجرة بالدين الإسلامي حالهم حال الذين تاجروا بالدين المسيحي في العصور الوسطى يدفعون الشباب الى الانتحار وقتل أبرياء فهم يشركون بالله بحكمهم على العباد ولا فرق بين الوعود بالجنة والحوريات وصكوك الغفران التي كانت تمنحها الكنسية الكاثوليكية في العصور الوسطى، ففي كلتا الحالتين هي الأشراك بوحدانية الله وسلب القضاء والحكم من الله الى عبده الذي يتاجر بحكم الله، واستغرب من الشباب المثقف الذين يصدقون الشرك الذي يوقعهم فيه تجار الدين. اما القيادات ألإسلامية فهم مرفهون في رياش ويعيشون في أبراج عاجية ينعمون وأُسرهم في بحبوحة الحياة ومباهجها، حالهم حال القيادات الثورية والعسكرية التي تنحرف عن مسارات الثورات والحركات التصحيحية.

خلال الحرب العراقية الإيرانية أُشيعت بين الناس في طرفي الحدود بأن الخميني كان يمنح المقاتلين الإيرانيين مفاتيح الجنة وان من يستشهد منهم فلديه مفتاح باب الجنة فتداولت في حينها بين الناس النكتة التالية:
" ذهبت مجموعة من الشهداء الإيرانيين ليدخلوا الجنة فحاولوا فتح باب الجنة بالمفاتيح التي لديهم فلم يتمكن احد منهم من فتح باب الجنة، فذهبوا الى حارس باب الجنة يستفسرون عن السبب، فأخبرهم الحارس بأن صدام حسين جاء وغير قفل باب الجنة"

اننا نولد وكل يورث معتقد ومذهب والديه وتبدأ عملية غسل الدماغ منذ رضعة الأولى وعندما نبلغ الإدراك والوعي نتحرر من معظم ما ورثناه الا ما ورثناه من أبائنا من المعتقدات والمذاهب وفي هذه حالة لا نختلف عن الجاهلية التي تبعت مذاهب إباءها في عبادة الأصنام فالدكتور محمد البرادعي رغم ثقافته ونيله لجائزة نوبل للسلام فبدل أن يقول اني مسلم قال اني شيعي ولا اعلم قصده من وراء ذكره لمذهبه، فلم نكن نعير اية أهمية لمذهب الفرد، فكنت احضر المآتم الحسينية وليلة العاشوراء في الكاظمية والقرايات المنزلية في بيوت الأصدقاء ولم يسألني احد عن مذهبي، فلم تظهر المذهبية بشكلها الحالي الا بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران.

المتاجرون في الدين يبحرون في الكتب القديمة وان كانت مشكوكة في صحتها لإيجاد ذرائع وأسباب للاجتهاد وللتسلط والحكم بما يخالف الشرائع السماوية والمنطق السليم وذلك بتأليف روايات تستثني حالات خاصة من عموميات الشرائع السماوية ويجتهدون بأحكامهم ضد الإنسانية مخالفة للشرع، ويتجاوزون حدود الرحمة التي يعدنا الله بها "وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" ويخاطب الله الرسول محمد صلى عليه وسلم في أصحابه "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَأنفَضُّو مِنْ حَوْلِكَ فَأعْفُ عَنْهُمْ وَأسْتَغْفِرْ لَهُم وَشَاوِرْهُمْ فِى ألْأَمْرِ " ولكننا نواجه متاجرين في الإسلام جماعات وأحزاب وكل حزب بما لديهم فرحون ويكفرون الأحزاب الإسلامية الأخرى ويكفرون المسلمين ولا يستشيرونهم في أمور الدنيا والدين، وهكذا مر عام على حكم الأخوان فانفردوا في الحكم والسلطة وتخلوا عن الشورى مع أطياف ومكونات الشعب المصري وكان ديدنهم أخونة الحكم والدولة ومسرحية سلق الدستور بسرعة خارقة حيث واصلوا العمل الليل والنهار ليفرضوا منهجهم على الشعب المصري فكانوا يسيرون نحو الهاوية دون أن يكون بينهم شخص رشيد يرشدهم الى الحقوق والواجبات تجاه من تسلقوا على أكتافهم منصة الحكم.

أن الشعب المصري الذي ثار ضد مبارك وضد الإخوان قادر على أن يجتاز محنته رغم تكالب قوى الاستعمار القديم والحديث وقوى الظلام ضده، أن نجاح الشعب المصري سيكون الشعلة التي تنير الطريق لتصحيح مسارات ثورات الربيع العربي.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أظنك فخورا بجنسيتك اليوم
- هنيئا لإسرائيل، قضى الربيع العربي على الجيوش العربية وسيتولى ...
- المساعدات الدولية للدول العربية
- برواز حسين ومحمد عساف وعرب آيدول
- الكهرباء والنمو الاقتصادي والسياسة
- الفساد السياسي والفساد المالي والعنف الاجتماعي
- السياسة والسياسيون
- إفلاس المالكي
- مهزلة الحكم والمعارضة في العراق
- الفوضى السياسية في المنطقة
- عقد مضى على التيه فهل لنا أمل في العقد القادم
- اسبوع عربي ساخن جدا وتاريخي
- أخوان مصر قبروا الإسلام السياسي المعتدل
- مجلس الأمن، مجلس استعماري لابد من إلغائه
- الفساد الإداري وكيفية محاربتها
- كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-
- تركيا الاردوغانية والتناقض الفكري والسياسي
- يا ثوار سوريا اختاروا فدرالية المحافظات كي لا تعيشوا مأساة ا ...
- النقد الذاتي
- الشعب السوري يباد والعالم يتفرج


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - نحن ومصر