أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - برواز حسين ومحمد عساف وعرب آيدول















المزيد.....

برواز حسين ومحمد عساف وعرب آيدول


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 19:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في السنة الأخيرة في الجامعة طلبت من زميلي الفلسطيني أن يكتب لي خاطرة في كراستي كانت امامي على الرحلة للاحتفاظ بها كذكرى لأنه سيعود الى فلسطين وربما لن أراه بعد عودته فأذا به يكتب عن معاناة المشتركة للكورد والفلسطينيين بدل أن يكتب خاطرة عن صداقتنا, كنت قريبا الى طلبة الفلسطينيين حيث كانوا 6 طلاب في قسمي وكانوا قريبين مني، أتألم لفقدان كثير من أوراقي ومذكراتي وصور وسلايدات ملونة وحتى فلمين 8 ملم مسجلا فترات جميلة من حياتي بسبب ما مر به العراق وكأني فقدت جزءا من حياتي، ولست الوحيد الذي فقد ذكرياته فأن المئات الآلاف من العراقيين والعراقيات فقدوا أرواحهم منذ سقوط الحكم الملكي في 1958وكأن جريمة قتل الملك الشاب فيصل الثاني وعائلته كانت لعنة لن تعتقنا الا باعتراف العراقيين بتلك الجريمة وطلب الغفران.

كتبت المقدمة أعلاه لتأكيد الروابط بين الشعبين الفلسطيني والكوردي وهي ليست بجديدة فقد حرر صلاح الدين الأيوبي بالسيف القدس من الصليبيين. وان اشتراك برواز حسين من كوردستان ومحمد عساف من فلسطين أضافا الكثير الى عرب ايدول واخرج البرنامج من محيطه العربي الفني الى مساحة أوسع في خارطة الوطن العربي جامعا السياسة والفن معا.

أهنئ في هذه المناسبة محمد عساف الذي وحد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والمخيمات اللاجئين, حيث خرج من مخيمات اللاجئين، المخيمات التي توثق معاناة الشعب الفلسطيني لأكثر من ستة عقود، فاسمعَ اسم فلسطين لكل من به صمم كما وحدت برواز حسين فصائل السياسية الكوردية حولها.

أن سماع البراعم الأصيلة للغناء في عصرنا الذي احمر من دماء الأبرياء وأكحل بسواد المعاناة ينير ولو لفترة زمنية قصيرة واقعنا المظلم ظلمة أخبارنا المرئية والسمعية التي تسبق أخبار الموت على الحياة وأخبار الفساد على أخبار البناء.

ملاحظات على البرنامج:
o أن آخر عشرة مشاركين كانوا احسن من كثير من المطربين في الساحة الغناء العربية.
o أن البرنامج لم يكن خاضعا لرغبات الأحزاب السياسية والطوائف والمذاهب وان شكك البعض بنتائج التصويت.
o أن آخر الثلاثة فرح واحمد ومحمد كانوا اجمل أقوى الأصوات العربية ولم تكن برواز اقل منهم عندما كانت تغني باللغة الكوردية حيث كانت تتفاعل مع كلمات الأغنية الكوردية اكثر من تفاعلها مع كلمات الأغنيات العربية بسبب عدم إلمامها باللغة العربية، أن برواز حسين موهبة ليست من السهل تكرارها وتَعلمت الكثير من تجربتها في عرب آيدول فهي ومحمد عساف من الأصوات التي جمعتا بين الفن والسياسية من خلال أصولهما، فكان صوت برواز حسين ناقوسا مزعجا على آذان أصوات القوميين الاستعلائيين من العرب والترك والفرس كما كان صوت محمد عساف ناقوسا مزعجا على آذان المتطرفين من اليهود.
o أن المجموعة التي جمعت الدول العربية وجملتها بجوهرة كوردستان برواز حسين أدخلت البرنامج الى كل بيت من كوردستان الى المغرب.
o أن الموسم الثاني لعرب ايدول تفوق على معظم البرامج المسابقات الفنية السابقة لأسباب قد نعجز في سرد تفاصيلها كاملة، ولكن نستطيع أن نحكم على الأسباب الظاهرة من خلال متابعة البرنامج من قبل قطاع كبير من المجتمع العربي والكوردي للبرنامج ودحره للتشدد الظلامي لحبس الإنسان عن التعبير عن نفسه بفنه وغنائه لإظهار بدائع خلق الله عند البشر.
o أن إدارة البرنامج من الإداريين والفنيين والموسيقيين والملحنين أضافوا الكثير الى فن الغناء العربي وحولوا البرنامج الى مختبر حي لتقييم وتهذيب الغناء العربي.
o آن إخراج البرنامج كان اكثر من ممتاز وشعرت وكأننا ننافس الغرب في إخراج البرامج وتنفيذه وان استوردوا فكرة عرب ايدول والديكور من الغرب ولكن المحصلة النهائية كان التنفيذ اكثر من ممتاز، فأظهر العاملين في مجال الفن اكثر كفاءة في نقل التقنية الفنية الغربية من السياسيين في نقلهم للديمقراطية الغربية وتنفيذها بطريقة مشوه.
o شكك البعض في نتائج التصويت، لأن إدارة البرنامج احتفظت بعدد الأصوات لنفسها ولم يكن هناك اي طرف محايد كقاض مستقل او كاتب عدل يشرف على القراءات الإلكترونية للتصويت، أن ذكر هذه النقطة لا تخلق شكوك بجودة وتفوق أصوات محمد عساف وفرح يوسف واحمد جمال.

أن الفن هو مقياس الحضارة والتقدم عند الشعوب، فلو لم ينحت الفنانون في الصخور تاريخ الحضارات لما استطعنا تأكيد ما وردت إلينا من مخطوطات كتبت في أزمان متأخرة، فمسلة حمورابي ومعابد الفراعنة ومنحوتات الإغريقية والرومانية تمثل كتب مفتوحة وصادقة وموثقة للتاريخ وان الموشحات الأندلسية التي ما زالت تغنى في الغرب الجزائري تدل على ما وصلت إليها الحضارة الإسلامية في الأندلس، أن السينما الهندية لم تتطور الى مكانتها الحالية دون دعم القيادات السياسية الهندية التي ساهمت في تحرير الهند من الاستعمار البريطاني، فكان تطوير السينما الهندية من القرارات المهمة لجواهر لال نهرو للوقوف بوجه الدعاية الغربية المتمثلة بهوليود، وقد ذكر ذلك لجمال عبد الناصر أهمية تطوير السينما الوطنية.

والآن اعطف على برواز حسين جوهرة كوردستان التي عَرَّفتْ كوردستان الى المجتمع العربي بطريقة لم يسبقها أحد إليها، فقد عَرَّفتْ كوردستان بصوتها الجميل العذب عذب الفرات قبل التلوث، حيث طلبت الفنانة الجميلة والرقيقة نانسي عجرم أن تعلمها أغنية باللغة الكوردية وتردد عدد من الأصوات العربية أغنياتها بالكوردية.

انصح الهيئات الثقافية في كوردستان أن تستثمر صوت برواز حسين لتعريف كوردستان الى المجتمع العربي فإنها تعادل وزارة الإعلام والثقافة في الإقليم فمهما كلف الاستثمار في صوتها فأن هذا الاستثمار لا تكلف اكثر من قيمة دبابة واحدة تقتل الأبرياء في سوريا، انصح بما يلي:
o توظيف فريق من الملحنين والشعراء لتلحين أغاني لها تكون قريبة الى اللحن العربي باللغة الكوردية وتنشرها مع ترجمة عربية للكلمات.
o استقدام ملحنين عرب كبار لتلحين أغاني باللغة العربية تناسب صوتها لاستثمار شهرتها التي اكتسبتها خلال عرب ايدول لطرق أبواب المجتمع العربي وتعريفه بالثقافة الكوردية.
o أن برواز أيقونة كوردستان الجميلة يجب المحافظة عليها بكل ما يمكن لإبقائها مشعة لصوت كوردستان.

أن الكورد جيران العرب من الغرب والجنوب وتعايشا في وفاق تام الى أن بدأ العهد الاستعماري الذي انتج حركات قومية متطرفة كنتيجة حتمية للحفاظ على الهوية والثقافة القومية، أن الكثير من أخوة العرب ليسوا ملمين بالكورد وثقافته اكثر من معرفتهم بصلاح الدين الايوبي، لقد جمعتني مائدة عشاء في عام 1983 مع المرحوم الشيخ الفاضل عبدالله بن حسين الاحمر شيخ مشايخ حاشد اليمنية وثائر ضد الإمامة المتوكلية التي حكمت اليمن بظلم وظلامية وكأنها كانت في القرون الغابرة الى 1962، وآخر أدواره السياسية كان رئيس مجلس النواب اليمني لدورات عديدة ومؤسس ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح ، فدار بيننا الحديث التالي:
الشيخ الأحمر: لقد زرت شمال العراق.
اجبت: قصدكم كوردستان.
اعاد الشيخ الأحمر كلمة شمال العراق مرتين وكنت أجيب قصدكم كوردستان الى تدخل صديقنا العزيز رحمة الله عليه عبد الوهاب الشهاري فقال لا تستطيع إقناع احمد فهو عنيد، فضحك الشيخ عبدالله رحمته الله عليه وقال، حدثني احمد عن كوردستان، فقلت اننا قوم بلا وجود على الخارطة السياسية وأهديت الشيخ عبدالله الاحمر كتاب تاريخ كوردستان باللغة العربية ووقعت على الكتاب بالجملة التالية:
الى شيخنا الفاضل عبدالله الاحمر
هذا الكتاب من أحد أبناء هذا الوطن الذين فقدوا وجودهم على الخارطة السياسية.
وبعد فترة التقيت بصديقي العزيز أطال الله بعمره الأستاذ محمد الرباعي وهو كان صديقا مقربا الى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وذكر لي بأن الشيخ اخبره بالحديث الذي دار بيننا وقال أن الشيخ قال له أن احمد عنيد جدا، وأظن الكتاب " تاريخ كوردستان" مازال في مكتبة الأستاذ محمد الرباعي.

قبل أن إحياء كلمة كوردستان كإقليم بغالبية كوردية كنا نشعر كشعب بدون هوية قومية ومثلنا الاشورين والكلدان، كنا نعاني من الصهر القومي في وطننا في كوردستان في العراق وسوريا وتركيا وإيران لذلك كنا نشعر بحساسية وغبن لفقدان هويتنا فكنا نسبق اسم قوميتنا الكوردية قبل اسم الدولة التي نحمل هويتها كإصرار على وجودنا كأمة حية.

فهل تتبنى القيادات السياسية والثقافية في إقليم كوردستان برواز حسين كسفيرة فوق العادة لكوردستان للنوايا الحسنة لتعريف الكورد وكوردستان الى الأمة العربية.





#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهرباء والنمو الاقتصادي والسياسة
- الفساد السياسي والفساد المالي والعنف الاجتماعي
- السياسة والسياسيون
- إفلاس المالكي
- مهزلة الحكم والمعارضة في العراق
- الفوضى السياسية في المنطقة
- عقد مضى على التيه فهل لنا أمل في العقد القادم
- اسبوع عربي ساخن جدا وتاريخي
- أخوان مصر قبروا الإسلام السياسي المعتدل
- مجلس الأمن، مجلس استعماري لابد من إلغائه
- الفساد الإداري وكيفية محاربتها
- كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-
- تركيا الاردوغانية والتناقض الفكري والسياسي
- يا ثوار سوريا اختاروا فدرالية المحافظات كي لا تعيشوا مأساة ا ...
- النقد الذاتي
- الشعب السوري يباد والعالم يتفرج
- أوجه التشابه والاختلاف بين السلطان اردوغان والسفاح بشار الأس ...
- كذبة السلطان اردوغان بدعم الشعب السوري
- لابد من دمشق لانتصار الثورة السورية
- هلوسة بشار الأسد


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - برواز حسين ومحمد عساف وعرب آيدول