السياسة والسياسيون

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 17:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ما اكثر التعاريف للسياسة والسياسيين وكل يُعرف الكلمة منطلقا من معتقداته، التعريف الأخير الذي انضم الى القواميس والمعاجم هو "الإسلام السياسي" اي الحكم بالشريعة الإسلامية وفق لمفهوم الطامحين الى الخلافة الإسلامية.

الأذكياء والعلماء يستنكفون العمل في السياسية، لقد رفض العالم الكبير صاحب النظرية النسبية البرت انشتاين أن يكون اول رئيس لدولة إسرائيل، ولم يحاول بيل غيت صاحب الشركة المعلوماتية مايكروسوفت، ثاني أغنى رجل في العالم بثروة 64 مليار دولار، الانخراط في السياسية مع إمكانية فوزه في اية انتخابات في الولايات الأمريكية، بل نجده منشغلا في صرف أمواله على الأعمال الإنسانية لأنه لا يحتاج الى سرقة مال العام للإثراء الغير المشروع او الى شهرة او جاه يفتقدها السياسيون.

من هم الذين يمتهنون السياسة:
o سياسي أكاديمي: وهو مؤهل دراسيا وأكاديميا وقد لا يكون له رأي مستقل ولكن يحاول إدارة الأمور داخليا او خارجيا وفق الأعراف المتفق عليها من قبل الجهة التي يمثلها، ومن الأمثلة القريبة الينا هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات الامريكية في عهد الرئيس نيكسون وكونداليزا رايز وزيرة الخارجية في الولاية الثانية للرئيس جورج بوش الابن والدكتور عدنان الباججي السياسي العراقي المخضرم.
o سياسي بالوراثة: وهو يتولى أمور السياسية في بلده لأنه من العائلة الحاكمة.
o سياسي الحزبي: وهو طامح للسلطة والوجاهة يتدرج في السلم الحزبي الى ان يفوز حزبه بالسلطة في مجالس الحكم المحلية او المركزية.
o سياسي بالقوة: وهو السياسي الذي يتحول من قائد عسكري او ثوري او حركة مسلحة الى سياسي بعد استيلائه على الحكم او جزء من الحكم.
o مرتزق سياسي: هو إنسان فاشل لا مهنة له لم يستطع أن ينتج او يقدم شئ لمجتمعه فيمتهن السياسة كوسيلة للعيش وخاصة في البلدان المتخلفة، لذلك يحاول سرقة جهد وأموال المجتمع بخداعهم على قدرته على خدمتهم واهم أهدافه هو محاربة المعارضين من خلال الأحاديث والتصاريح الإعلامية والمهاترات لمنع خصومه الطامحين للحصول على منصبه.
o سياسي بفلوسي: وهو السياسي الذين يستثمر أمواله للحصول على منصب السياسي، منهم سليفو برلسكوني وسفراء الولايات المتحدة الأمريكية.
o سياسي ديني منها الإسلامي : عندما يعجز طالب العلم في الدين والشريعة والفقه اللحاق بأقرانه من العلماء الدين والشريعة والفقه يبتدع فقه الخاص بتشريع السياسة في الدين، من الأمثلة الحديثة على ذلك الخميني ففي حياته كان هناك من اعظم منه علما وفقها في العراق وإيران فأبتدع الإسلام السياسي ليبقي على مكاسبه كمعارض لسياسة شاه إيران دون تحد من يفوق عليه علما في إيران من الآيات الله العظام في إيران, اما عن الأخوان المسلمين فأن علماء جامعة الأزهر يفوقون علماء الأخوان المسلمين علما وفهما حتى نابليون بونابرت كان يتودد الى شيوخها ويحترمهم اما الأخوان المسلمين فهم سبب الفوضى الحالية في مصر وتونس وعدم توحيد فصائل الثوار في سوريا.
o سياسيو العراق بعد 2003: يحتاج الباحث الى مجلدات لتتبع العدد الهائل من السياسيين الذين سييستهم الدبابات الأمريكية والتدخل الإيراني والصدفة فمنهم الجاهل والعميل والإرهابي والمزور للشهادات الدراسية والحرامي والشقي والطامح والطامع الى السلطة ومنهم بالطبع المناضل الشريف الذي اصبح صوتا ضد الفساد او انحسر نشاطه سريعا لعدم تمكنه من أداء عمله بنزاهة وبحرفية، اترك هذا الى الأكاديميين وعلماء النفس لتحليل وتعريف السياسي العراقي بعد 2003. ولكن يمكننا أن نرى تخبط بعض الذين امتهنوا السياسية بالصدفة وفي الزمن الضائع من تاريخ العراق وفشلوا.

o الشيخ غازي الياور: لم ولا يعرف من السياسية حتى مبادئها الأولية تولى الحكم وذهب وكأنه شبح ظهر في ليلة الظلماء لم يترك أثرا يحسب على عهده.
o الدكتور اياد العلاوي: حزبي قديم في حزب البعث ونجح في أعماله التجارية ولكنه سياسي فاشل لم يستطع استغلال قوته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
o الدكتور إبراهيم الجعفري: ثاني رئيس وزراء عراقي بعد 2003 أرسى قواعد الطائفية والمحسوبية في الحكم في العراق، كان بإمكانه أن يصبح سياسيا ناجحا وقائدا لكل العراقيين ولكن خلافاته العنصرية والطائفية مع المكونات العراقية ضيع على نفسه فرصة تاريخية.
o الدكتور احمد الجلبي: أذكى من حملتهم الدبابات الأمريكية الى العراق في عام 2003 ولكن حلم القيادة افقده توازنه، شَطَحَ فأضاع الخيط والعصفور وخطأ الذكي بآلف.
o الدكتور حسين الشهرستاني: عالم نووي مغلق التفكير (أُحادي التفكير والتوجه) يصر على آرائه وان كان مخطئ لا يقبل النصح او النقد, ترك علمه الذي تخلف عنه ليمتهن السياسة.
o صالح المطلق: أكاديمي مختص في الزراعة تحول الى سياسي فاشل متقلب مكروه من قبل عشيرته وضعيف بين حلفاءه في الحكم والتجائه أخيرا الى الفكر العنصري قومي لجذب القوميين الاستعلائيين الى جانبه دلالة على إفلاسه.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات