أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - الكويت والعراق















المزيد.....

الكويت والعراق


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 14:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الكويت دولة صغيرة محاطة بثلاثة دول عملاقة نسبة الى حجمها، وشعبها من اقرب الشعوب الى الشعب العراقي وتعاني من صراع مستديم بين مجلس الأمة (البرلمان) والحكومة تنعكس سلبيا على أداء حكوماتها وعلى عملية التطور في الكويت.
عدد سكان الكويت حوالي 3 ملايين نسمة والأجانب (الوافدين) يقتربون من نصف عدد السكان، عدد نواب مجلس الأمة الكويتي 50 نائبا فقط.
بدأت علاقتي مع الكويت في اول زيارة لها عام 1985 واستمرت زياراتي لها سنويا على الأقل مرة واحدة في السنة الى 1990 حيث توقفت عن زيارتها بعد غزو قوات صدام للكويت لشعوري بالحرج تجاه جريمة غزو الصدامي للكويت الى أن عدت إليها في حزيران 2003 فأصبحت أتردد على الكويت بشكل منتظم اكثر من قبل.

ارتاح الى الشعب الكويتي واشعر وكأنني في العراق لعوامل عديدة منها سرعة التآلف مع الكويتي واللهجة والعادات، فبالرغم من الآلام التي أحدثتها غزوة صدام للكويت فأن صداقاتي مع الكويتيين استمرت خلال فترة الاحتلال وبعد التحرير واذكر هنا حادثتين تركت في نفسي أثراً كبيراً جعلتني أتقرب الى الكويتيين وأقدرهم واحترمهم اكثر من السابق:
o صديقي القاضي (ص) أخاه كان مستشارا للأمير، اتصل بي من الكويت بعد التحرير مباشرة يسأل عن سلامة عائلتي وان كان فيهم مفقودا في الحرب ليبحث عنه في الكويت، اي أن الضحية يحاول مساعدة الجلاد، لأن العراقيين كانوا المحتلين للكويت.
o صديقي الشيخ (م.ص) وكان من ضحايا الاحتلال العراقي بشكل مباشر، لقد تعرفت عليه في 2005 عن طريق صديق سعودي رحمة الله عليه وعند زيارتي الأولى إليه في الكويت دعاني الى العشاء في بيته وغمرني بكرم ضيافته ناسيا معاناته خلال فترة الاحتلال لعفة نفسه وروحه المتسامحة ولإدراكه بحجم معاناتنا كعراقيين تحت حكم صدام لأكثر من ثلاث عقود من خلال تجربته القصيرة مع جلاوزة النظام الصدامي وأول كلمة قالها لي أنسى كلمة الشيخ ولكنه فرضها علي بتواضعه.
عندما ينسى الشخص آلامه المباشرة ومن تشرده ومن ضياع مؤقت لهويته ويستقبلك بصدر رحب في بيته ويتجاوز الثارات التقليدية المعروفة في منطقتنا بعضها تعود الى 14 قرنا، فأنه يكشف عن روح التسامح النقية لشعب جار لابد من تقييمه بشكل صحيح لنعيد أليها حرارة الجيرة والأخوة والصداقة الحقيقية.

تَحمست الكويت بعد سقوط صدام مباشرة لبناء علاقات مميزة مع العراق وبدأت بالتخطيط لبناء منطقة حرة كبيرة على المنطقة الحدودية الشمالية وحاولت شركة كويتية خاصة ان تؤسس منطقتين لوجستيتين (نقل وخزن) في جنوب وشمال العراق لربط الخليج بأوربا مرورا بالعراق ولكن المبادرتين فشلتا او تأجلتا لأسباب مختلفة. ونتيجة لذلك تحولت دبي كمركز تجاري متقدم للعراق وللعراقيين بدل الكويت.

ميناء مبارك الكبير: أن ميناء مبارك الكبير سيكون قناة مهمة للموارد العراقية عن طريق البحر عندما تحين ساعة العمل لإعادة بناء العراق بعد تجاوز الصراعات الطائفية والمحاصصة على حكم وذلك لقلة وصغر المواني العراقية وعدم توقع تنفيذ ميناء الفاو قريبا وفقا للمعطيات السياسية الحالية، وليس ميناء مبارك اول ميناء على مدخل قناة بحرية تؤدي الى ميناء في دولة أخرى، فأن ميناء انتويرب البلجيكي يعتبر ثاني اكبر ميناء في أوربا يتصل ببحر الشمال عن طريق نهر "شيلدت" يبعد 80 كيلو متر عن مصبه في بحر الشمال مرورا داخل الأراضي الهولندية وعلى مصبه في بحر الشمال يوجد ميناءين هولنديين على ضفتي النهر ميناء فليشنغ (فليسين) وميناء بريسكنس ويوجد تحت مياه النهر نفق يربط ضفتي النهر اي الميناءين.
أن معارضة بناء ميناء مبارك الكبير لم تخل من عوامل سياسية واقتصادية إقليمية، فإيران لا ترغب بتقوية أواصر الصداقة والأخوة والتجارة بين الشعبين الكويتي والعراقي وكذلك ميناء المبارك الكبير سيؤثر على الموانئ في الخليج التي تستقبل الواردات الي العراق وتعيد شحنها الى المواني العراقية الصغيرة او تشحنها برا عن طريق الأراضي الإيرانية.

أن الكويت بلد صغير وسوق صغيرة جدا والمنافسة على الأعمال التجارية شديدة ولا تستوعب طاقات الكويتيين الذين يعتبرون اكثر انفتاحا وتواضعا من معظم سكان دول الخليج، أن السياسة هي المتنفس الوحيد لتنفيس الطاقات البشرية في الكويت لذلك فان الصراع بين مجلس الأمة والحكومة على اشده واكبر من حجم دولة الكويت وشعبها.

أقترح على قيادة الكويت إحياء مشروع المنطقة الحرة على الحدود الكويتية العراقية وجعلها منطقة حرة بكل معنى للكلمة اي تدار كشركة تجارية مستقلة لا تخضع لمبارزات سياسية لنواب مجلس الأمة وان يكون دخول العراقيين إليها سهل بدون تأشيرة دخول مسبقة وبحيث تشمل المنطقة الحرة على فنادق وبنوك ومكاتب لتسجيل الشركات وكل النشاطات الخدمية لإنجاحها كشركة تجارية، والاستفادة من أسباب فشل المنطقة الحرة في ميناء الشويخ لتجاوزها في إدارة المنطقة الحرة على الحدود العراقية.

فوائد إقامة منطقة تجارية حرة على الحدود العراقية:
1. نمو اقتصادي متكامل للدولتين بمسارات ثابتة وبمعدلات تفوق المعدلات الحالية.
2. إنشاء قناة برية تربط الخليج بأوربا مرورا بالعراق وتركيا.
3. إنشاء مصالح عراقية في المنطقة الحرة تخلق نفوذا سياسيا داخل العراق تواجه النفوذ السياسي والطائفي لإيران في العراق، واحدث مثال على ذلك تجربة إقليم كوردستان مع تركيا، كانت كلمة كوردستان محظورة في تركيا حتى بعد 2003، اما الآن فتعترف الحكومة التركية بحكومة إقليم كوردستان وتتبادل الوفود الرسمية معها وفقا للبروتوكولات الدولية، أن هذا التحول في سياسة الحكومة التركية لم يحدث من اجل سواد عيون القيادة الكوردستانية ولكن لحماية مصالحها التجارية الكبيرة في كوردستان.
4. امتصاص الطاقات الكويتية التي لا تجد متنفسا لها سوى الصراع السياسي وتحويلها الى صراع تجاري إيجابي لمصلحة الشعبين الكويتي والعراقي.
5. تحويل الكويت الى الرئة التجارية للعراق بتحولها الى مركز اوفشور مالي وتجاري (بنوك وشركات خارج حدود الدولة) للعراق مما يؤدي الى نمو اقتصادي للبلدين.
6. تصبح المنطقة الحرة المخزون الاستراتيجي للكويت والعراق في آن واحد.

كلمة أخيرة: أن الاقتصاد القوي يرفع من شأن الأمم، أن الصين أصبحت قوة مؤثرة عالميا بقوتها الاقتصادية وتجارتها وليست بسلاحها بينما أصبحت إيران منبوذة إقليميا وعالميا لأنها تحاول فرض نفوذها بقوة السلاح والحرس الثوري.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينقذ الإسلام من الظلام والإرهابيين
- من سيفتقد نوري المالكي
- رسالة الى ثوار سوريا
- رؤيا مستقبلية للوضع الراهن في العراق
- أين نحن من العالم المتحضر
- لماذا تأخر سقوط بشار الأسد
- ماذا يريد نوري المالكي
- الا يخجلوا الحكام
- اسقطوا المالكي قبل أن تسقط بغداد
- محنة نوري المالكي
- محنة العراق
- نهاية نظام الأسد
- الثورة السورية والروسي القبيح وسخافة دبلوماسية أمريكا
- بشار الأسد الى اين ؟
- كيف تمنع المجموعة العربية فيتو الروسي والصيني
- أمريكا تستطيع كسب الحروب ولكنها لا تستطيع صنع السلام
- ما هو الحل للعراق
- العراق في خطر
- إيران تنبح ولا تعض
- اعزائي في الحوار المتمدن


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - الكويت والعراق