أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - لا أظنك فخورا بجنسيتك اليوم















المزيد.....

لا أظنك فخورا بجنسيتك اليوم


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 15:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد غزو الكويت كنت أسير بسيارتي مجتازا إحدى النقاط الحدودية بين دول أوربا، واذا بموظف الجمارك ينظر بعينيه من خلف نظارته بعد أن عرف بعراقيتي وقال " لا أظنك فخورا بعراقيتك اليوم".
لم أتوقع من موظف حكومي أوربي يتفلسف بالسياسية وبعبارة تختصر الكثير من الجمل، فلم انسى ولن انسى تلك الجملة وأتذكر صورة ذلك الرجل ببدلته الخضراء، فلم استطع أن ارد عليه بسبب مواجهتي بما لم اكن أتوقعه، ففي مثل هذه حالات قد تشل الحواس من رد فعل كلامي او جسدي لإن المراجع الذهنية عندي تلقت مفاجئة اكبر واغرب من اية توقعات أعددت نفسي لها. وبعدها بأيام استقبلت صديقا عزيزا من الكويت، كان قاضيا بالمهنة ومازال، هاربا من الكويت فعرضت عليه أن نتقاسم سكني وزادي، شكرني وقال اني بخير وسأسافر الى لندن وهناك اجتمع مع الجالية الكويتية وسنتدبر أمورنا من القيادة الكويتية. فلم ينسى صديقي الكويتي مبادرتي وبعد تحرير الكويت مباشرة اتصل بي من داخل الكويت يسأل عن أفراد عائلتي في العراق أن كانوا بخير او اي منهم أن كان مفقودا في الكويت ليبحث عنه، فهنا تجلت القيم الإنسانية العالية عند الشعوب حيث يحاول الضحية إنقاذ قاتله.

أن تعليقي أعلاه بمناسبة غزو الكويت والوضع الحالي في العراق. تمر الامم في المحن وتخرج منها بدروس تنير لها الطريق للأمان والازدهار وحرية الإنسان، فأوربا بعد الحرب العالمية الثانية تعاونت وتوحدت واصبح للأوربي حقوق يستطيع أن يحاسب الحكومة على أخطائها ويفرض عليها حقوقه ونشاهد الوزراء ينزلون من أبراجهم العاجية للسير في الشوارع كعامة الناس والتنقل بالدراجات الهوائية دون حمايات وسيارات مصفحة ولا يمكن للوزير استغلال وظيفته او إهدار المال ولو بسنت (فلس) واحد وألا وكانت الصحافة والرأي العام له بالمرصاد، اما عندنا الآن في العراق نكاد نبحث عن الأمان والعدل وحق المواطنة كبحثنا عن أبرة في كومة قش الفساد وسوء الإدارة والإجحاف في الحقوق المواطنة رغم الحروب التي مررنا بها دون أن نستخلص دروسا منها.

ففي العراق نخرج من محنة لندخل في أسوء منها، كنا نتصدر الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وأمنيا في عهد الملكي فدخلنا بعد سقوط الملكية في الصراع حزبي بين القوميين والشيوعيين وتوقفت عجلة التقدم في العراق وانتهى الصراع الى هيمنة الحزب البعث القومي العنصري على مقدرات العراق لأكثر من أربعة عقود ودخلنا حروبا داخلية وخارجية وساق نظام البعث اكثر من مليون عراقي الى مذابحه في الحروب الداخلية والخارجية وذاق العراقيون المجاعة في عهد صدام حسين كالتي كانوا يتحدثون عنها في الحرب العالمية الأولى وما قبلها. وهللنا للفتح المبين على يد الأمريكان، فازدادت عدد الأرامل واليتامى بعد الفتح المبين على العهود السابقة ولا يعرف العراقي هل يموت تحت التعذيب في السجون السرية بويشاية مخبر سري او بالكواتم والمفخخات الإرهاب الداخلي والخارجي. فأذا بنا نستذكر الأيام الجميلة للسبعينيات البعث حيث بدأت الهدنة مع الثوار في كوردستان وتأسست الجبهة الوطنية مع الشيوعيين وبدأت العجلة التطوير تدور الى حين وفقا لقواعد حزب البعث.

في الدول المتقدمة عندما تٌكشف عن اختراق امني او فساد سياسي تسقط الحكومات، اما عندنا في العراق، الكل يعلم السبب والمسببات والكل يخفي الحقيقة من اجل بقاء الامتيازات والمخصصات والوجاهة الزائفة فلا تسقط حكومة ولا يستقيل وزير بل يُمررون القوانين في البرلمان ليجددوا مأساة العراقيين عاما بعد عام. فلا يرتقي برلماننا مستوى البرلمان الافغاني الذي عزل وزير الداخلية بسبب التدهور الأمني وهل هناك بلاد تدهور الأمن فيها لو استثنيا سوريا الثورة اكثر من العراق. أن هروب مئات السجناء دون إلقاء القبض عليهم، فان ضخامة عدد الفارين يعني توفر إدارة لوجستية على مستوى دول كبرى وعدم رضا الشعب عن الحكومة وأدائها فتغمض العيون وتصم الأذان عما يراه او يسمعه من مخالفات للعرف وللقانون، فأن الولايات المتحدة الأمريكية عجزت عن تحرير 52 رهينة من أبناءها في إيران في وقت كانت القوات المسلحة الإيرانية في اضعف حالاتها، فيحتاج هروب مئات السجناء الى قافلة من الحافلات او عشرات سيارات صغيرة تتجاوز المائة فكيف يمكن لعصابات إرهابية تهريب اكثر من 500 سجين من السجن وتوفير مسارات آمنة للوصول الى مراكز قياداتها والقوات المسلحة والاستخبارات العراقية تواجه أعمال إرهابية يومية اي أنها في حالة إنذار واستنفار دائم، اين الخلل؟

حضرت محاضرة في نهاية الثمانينيات حول التعيش السلمي Coexistence في إحدى جامعات الأوربية حيث كان المحاضر يشرح التعايش السلمي بين الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي خلال الحرب الباردة ومما ذكره المحاضر ما يلي:
"ان معظم السكان في الاتحاد السوفياتي هم مراقبون او مخبرون طوعا او كرها لذلك أن قبضة الحكم حديدية في إدارة دول الاتحاد السوفياتي ليست من سهل اختراقها ونحن هنا في الغرب أيضا لدينا مخبرون طوعا، فأن ابني يعمل في دائرة الضرائب ويستلم عدد كبيرا من الوشايات مكتوبة من قبل الأفراد ضد من يعرفونهم"

إما خبرتي كمراقب في الغرب أن معظم السكان في الدول الغربية مراقبون ومخبرون ولكن طوعا ويبلغون عن كل ما يشاهدونه او يَشكُّون به او يشكون منه وازدادت المعدلات بعد انتشار الهواتف الجوالة خاصة إبلاغ عن الحوادث والجرائم لذلك نرى سرعة الإسعافات في حالة الحوادث وكشف الجرائم بسرعة قياسية عما كانت قبل انتشار الهواتف السيارة.

اما عندنا في العراق فبسبب الهوة الكبيرة بين الأحزاب والقيادات السياسية والحكومة والبرلمان من جهة وعامة الشعب من جهة أخرى والتفاوت في الرواتب والمخصصات والامتيازات حتى بين أفراد القوات المسلحة خلقت لا أُبالية سلبية، نكاية في الطبقة السياسية العليا والأحزاب القيادية الذين جعلوا من أنفسهم طبقة عليا كوارثين للعراق بحكمه وبثرواته وشعبه ولعدم وجود عدالة اجتماعية بين طبقات الشعب العراقي، لذلك لا حل سحري للقضاء على الإرهاب او منع الاختراقات الأمنية إلا بتوفر عدالة اجتماعية تساوي بين أبناء الشعب العراقي في الحقوق والواجبات وتوزيع الثروة تتناسب مع الدخل القومي للعراق الذي يصنفه كدولة غنية بمصادرها الطبيعية وعندها سيتحول كل عراقي الى حارس للوطن بدون تكليف لأن حراسة الوطن سيكون حراسة وحماية لثرواته التي هي ثروته وحماية لحقوقه.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا لإسرائيل، قضى الربيع العربي على الجيوش العربية وسيتولى ...
- المساعدات الدولية للدول العربية
- برواز حسين ومحمد عساف وعرب آيدول
- الكهرباء والنمو الاقتصادي والسياسة
- الفساد السياسي والفساد المالي والعنف الاجتماعي
- السياسة والسياسيون
- إفلاس المالكي
- مهزلة الحكم والمعارضة في العراق
- الفوضى السياسية في المنطقة
- عقد مضى على التيه فهل لنا أمل في العقد القادم
- اسبوع عربي ساخن جدا وتاريخي
- أخوان مصر قبروا الإسلام السياسي المعتدل
- مجلس الأمن، مجلس استعماري لابد من إلغائه
- الفساد الإداري وكيفية محاربتها
- كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-
- تركيا الاردوغانية والتناقض الفكري والسياسي
- يا ثوار سوريا اختاروا فدرالية المحافظات كي لا تعيشوا مأساة ا ...
- النقد الذاتي
- الشعب السوري يباد والعالم يتفرج
- أوجه التشابه والاختلاف بين السلطان اردوغان والسفاح بشار الأس ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - لا أظنك فخورا بجنسيتك اليوم