ماذا جرى لعالم الإنسان وماذا يحدث في مصر اليوم

سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 02:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أشعر أني أعيش في عالم فقد منطقه فكل يتكلم بلغة غريبة لا يفهمها الآخر وكأننا أمام برج بابل حيث تبلبلت كل الألسن وانعدم المعنى للكلمات... يبدو أن البلبلة قد حدثت للمنطق البشري الذي أصبح يتفهم الأمور بشكل معكوس تماما. لقد فقد الإنسان البصيرة حتى أنه أصبح لا يستطيع أن يرى المبادئ الأولية للحقيقة البسيطة !!!

مجموعة من المجرمين احتلوا ميادين في قلب القاهرة في مصر أشاعوا فيها قتل وتعذيب الناس وأقاموا مشنقة لقتل الأبرياء خارج القانون ونشروا القذارة والفساد والفوضى لمدة بلغت 45 يوما روعوا فيها الشارع المصري كله واستأجروا البلطجية من البؤساء وفقراء الشعب كما قاموا بتجنيد المرتزقة من الأجانب لترويع الشعب المصري. وأحضروا كل أشكال الأسلحة الخطرة من كل جهات الأرض الذين أمدوهم بالسلاح بكرم حاتمي للقيام بمهامهم الإجرامية الجليلة ضد المصريين!!! وجمعوا جثث قتلاهم تحت المنصة وعملوا ثلاجات للجثث التي ازدحمت وعرضت أبشع صور التعذيب وتقطيع الأطراف والأصابع والحرق والقطع في أجزاء الجسم المختلفة بلا أي رحمة... صورة إنسانية بالغة الترويع والإجرام .

وهنا نجد المنطق المعكوس أذ يقف كل رؤساء العالم... كل الرؤساء بالإجماع !!! وكل المؤسسات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان بما في ذلك هيئة الأمم ومجلس الأمن ليهبوا للدفاع عن المجرمين وحقهم المشروع في استمرار وجودهم في الشارع بتلك الحالة المذرية لممارسة أعمالهم الإرهابية المريعة وإشاعة الفوضى والجريمة ضد الإنسان... والعالم يعلن حمايته لهم بلا خجل وكأنهم يقومون بعمل إنساني جليل !!! إنها صورة هزلية كاريكاتيرية لعالم مجنون !!! هكذا ترى أمريكا والعالم كله يتبعها أن تلك الأعمال الهمجية التخريبية التى يقوم بها الإخوان المجرمين بهدف حرق مصر وتدمير مؤسساتها كهدف معلن فترى فيه هدفا نبيلا من صميم العمل الديمقراطى، فتفرضه علي مصر بكل وقاحة وتطالب إشراك هذه العصابة القذرة فى السلطة، وتعتبرهم فصيل وطنى لا ينبغى محاربته ولا التصدى لمخططاته الإجرامية التى تباركها الولايات المتحدة ووراءها العالم كله يقول آمين.

وتقوم تلك القوة الإجرامية الخطرة في خلال 24 ساعة فقط بحرق ما يزيد عن 60 كنيسة ضخمة وقتل وترويع وتشريد وتعذيب أعدد كبيرة جدا من العائلات القبطية المحترمة بدون سبب أو منطق بطول مصر وعرضها !!! ومع كل ذلك لا تظهر أي بادرة إنسانية واحدة من العالم كله لشجب الجريمة بل وتستمر كل الكيانات الدولية بكل وقاحة في الدفاع عن المجرم وتحفيز كل العالم لحمايته فيما يرتكبه من جرائم شنعاء ضد الإنسانية بلا سبب واحد !!! كل ذلك والحكومة المصرية متهمة بالتعدي على حقوق تلك الجماعة المجرمة حيث تقوم بحرمان المجرم من حق ارتكاب جرائمه بلا مانع!!! الحكومة المصرية أصبحت متعدية لأنها تمارس حقها المشروع في السيادة على أرض مصر الذي يخوله لها القانون الدولي لحماية المواطن المصري من أبشع صور الإرهاب والإجرام والترويع ... الحكومة تحاول ان تقوم بدرء الظلم والجريمة التي تمارسها عصابة إرهابية فتجد مقاومة عالمية شنيعة من كل الأرض ... قوى العالم المجنون تمنع الحكومة المصرية من حقها المشروع في محاربة الجريمة ومن حقها المشروع في استخدام كل صور القوة لفرض القانون !!! أي منطق معكوس هذا يا رؤساء العالم المجنون الذي نعيشه اليوم !!! إنه عار تاريخي يغطي وجوه رؤساء العالم كل من اختار أن يوقف في تحدي حقير للتاريخ يناصر الإرهاب ضد التحضر ومطلب الحرية للشعب العظيم !!!

الغريب أن عصابة مارقة مشهورة عالميا بالإرهاب وتقوم الآن بأعمال بربرية ضد الشعب المصري فتوصفهم أمريكا في وضعهم الإجرامي بأنهم فصيل وطني. بالرغم من أن أربعين مليون من الشعب خرج للشوارع يحتج ضد جرائم هذه العصابة المارقة التي تدعمها أمريكا ماليا وعسكريا... وتقوم السفيرة الأمريكية بنفسها بتوجيه كل تحركاتهم الإجرامية لشن حرب غير متكافئة ضد الشعب المصري الأعزل. العصابة تستأجر مرتزقة لقتل الشعب المصري. ورغم كل ذلك ما زالت أمريكا ووراءها كل العالم يصر على اعتبارهم فصيل وطني!!! ويعتبر كل جرائمهم المروعة ضد الشعب المصري من قتل وتخريب وحرائق ضخمة للمنشآت العامة والكنائس والمتاحف وأقسام البوليس وتشويه الآثار المصرية، وكل ذلك معروض بالفديو لكن أمريكا تصر على تسميته تظاهر سلمي !!! أما مقاومة هذه الجرائم يصفونها بالحرب الأهلية !!! فعلا لقد فرضت أمريكا على مصر الحرب ولكنها وليست حرب أهلية بل حرب كاملة ضد الشعب المصري من داخل مصر... الحرب الأهلية تكون صراع بين فصيلين من نفس الوطن علي مبادئ أو أرض أو أي شيء له قيمة... لكننا في حالة حرب معلنة علينا من الصهيونية الأمريكية بدون سبب سوى الرغبة في فرض عصابة من الإرهابيين المعروفين دوليا بجرائمهم للسيطرة على الشعب المصري بالقوة. وذلك بهدف سرقة مصر من شعبها لتقديم أراضيها لتتوسع الإسرائيلي. يقوم بالحرب مجموعة من الخونة معظمهم من الأجانب المرتزقة ومن أعداء مصر الذين عاشوا فيها ويعرفون كل خفاياها يتحركون لحتفهم الأكيد تحت إرشاد وقيادة السفير الأمريكية الفاشلة. نعم نحن في حالة حرب شوارع داخل الوطن مصر لأول مرة في التاريخ حيث كانت كل حروبنا السابقة مع إسرائيل هي حرب صحراء أما في هذه المعركة تستخدم أمريكا الخونة من العصابة الإرهابية في عمل إجرامي لحرق مصر تكرار لما قامت به إنجلترا في 26 يناير 1952. لقد نست أمريكا أن تلطك الجريمة الشنعاء كانت بداية النهاية للاستعمار البريطاني ليس في مصر وحدها بل في العالم كله. أمريكا ليوم تستخدم عصابة معروفة دوليا بالإرهاب الدولي في محاولة لسحق مصر والتي ذاقت أمريكا مرارة جرائمها الإرهابية في عمل إرهابي مشهور هو ضرب برجي التجارة العالمي في قلب نيويورك. لكن العجيب جدا أن أمريكا لا تخجل من أن تستخدمهم بشكل صار معلن لتخريب مصر بل وأيضا تدافع عنهم وتصفهم بالفصيل الوطني وتفرض عل مصر أن تتقبل جرائمهم دن أن تقاوم!!! يا أمريكا أي عار تاريخي يلوث سمعتك كأكبر قوة في العالم. أقول وبكل تأجسد أن مهابتك أمام العال قد سقطت اليوم إلى الحضيض بل إن احترام شعبك لحكومته قد تدنى إلى الحد الأدنى فتصاغرتي جدا أمام كل شعوب الأرض ومعك كل من شاركك العار من رؤساء دول العالم... إنه يوم حريق مصر وترويع المصريين وهو يوم تاريخي يبدأ فيه السقوط الأمريكي التاريخي حيث بدأ العد التنازلي.

كيف ومتى حدث ذلك حتى وصل العالم لهذه الحالة البشعة من التردي للعمل ضد الإنسانية.

المصيبة أننا في عصر العلم والتكنولوجيا وثورة المعلومات المتوفرة تحت يد الجميع، فبالضغط على أزرار الكمبيوتر تجد أمامك كل الإحصائيات والمعلومات بل والصور والفديوهات التي تظهر كل الحقائق والإحداث كما حدثت تماما فلا مجال للغش والكذب الذي احترفته أبواق الدعاية الفاسد والذي سار سلاحا بذبح الدول الكبرى ورؤسائها الفاشلين .

والمصيبة الثانية أن ذلك العار التاريخي يقومون به في قلب القاهرة أي في قلب التاريخ الحضاري للإنسان شرقا وغربا... فيا ترى ماذا يحدث في رواندة والصومال والمجاهل الأفريقية ؟؟؟

هل نحن ما زلنا على الأرض التي نعرفها وتعرفنا ؟؟؟ هل نحن في القرن الواحد والعشرين وقد اكتسب الإنسان خبرات طويلة من المعرفة والغني الحضاري والعلمي مع إدراك لمعاني الإنسانية على هذا المدى الطويل جدا مما يؤهل العالم للعيش في رغد الحياة وفي أزهى وأبهى صور التألق الإنساني ومعايشة الجمال والحب والخير. فإذ بالمنطق المعكوس يحيل الحياة الإنسانية للأغلبية الساحقة من البشر الذين يعيشون فوق هذا الكوكب إلى جحيم وإرهاب وترويع لم تعرفه البشرية من قبل دون سبب وبلا منطق...

السؤال يتردد حائرا هل اتفق كل رؤساء العالم على الشر؟؟؟ متى حدث ذلك ولماذا وكيف ؟؟؟ هل هناك إشعاع كوني ضرب الأرض فأحدث لوثة عقلية أصابت رؤساء العالم في لحظة؟؟؟ أم أنه فيروسا خطيرا قد تفشى فجأة ليحدث ذلك التخبط غير المفهوم. فعلا إنه فيروسا خطيرا اسمه الصهيونية والإصابة به تعطي لحاملة جوازا ليبلغ إلى الدرجات العليا في الدولة لكل دول العالم. لقد انتشروا وتفشوا حاملي الفيروس الجديد ليكونوا طبقة الصفوة التي تقود الإنسانية في العالم كله، وكل منهم علي يده وجبهته خاتم الصهيونية الذي يغلق العقل ويمنع الرؤية إلا من خلال المصالح الصهيونية لحكم الأرض كلها طبقا لقانون المسيح الجديد الآتي للعالم ليحكم الأرض بالحديد والنار !!!

ولعلي أتسمع اليوم لمقولة النبى إشعياء قديما وهو يصرخ من بيت يهوذا ذو الرغبة الجامحة في التوسع والسيطرة على العالم فيقول:

«وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي. 4 مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً ؟ 5 فَالآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي. أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ. 6 وَأَجْعَلُهُ خَرَاباً لاَ يُقْضَبُ وَلاَ يُنْقَبُ فَيَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ. وَأُوصِي الْغَيْمَ أَنْ لاَ يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَراً. 7 إِنَّ كَرْمَ رَبِّ الْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَغَرْسَ لَذَّتِهِ رِجَالُ يَهُوذَا. فَانْتَظَرَ حَقّاً فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ وَعَدْلاً فَإِذَا صُرَاخٌ. 8 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَصِلُونَ بَيْتاً بِبَيْتٍ وَيَقْرِنُونَ حَقْلاً بِحَقْلٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ. فَصِرْتُمْ تَسْكُنُونَ وَحْدَكُمْ فِي وَسَطِ الأَرْضِ.» (أش 3:5-8)

#سامي_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات