أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - مصر : تصدعات في بيت الإخوان المسلمين















المزيد.....

مصر : تصدعات في بيت الإخوان المسلمين


حزب الكادحين في تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ أن تمّت الإطاحة بالرّئيس الإخواني محمد مرسي وعزله من منصبه من طرف قيادات الجيش المصري في 30-06-2013 والإخوان يعتصمون بميدان رابعة العدويّة ونهضـة مصر تحــت شعــار " التمسّك بالشرعيّة " و " رفض الانقلاب العسكري " .
لقد استغلّ الإخوان بؤس وفقر الجماهير الكادحة لحشرها في هذا الإعتصام المتواصل لا من أجل الدفاع عن مصالحا وحلّ مشاكلها المزمنة والتي ازدادت تأزّما مع حكم الجماعة بل لاستغلالها في حسم خلافات مع السلطة العسكريّة إذ تمّ استقدام العديد منها من الأرياف والقرى المهمّشة ، كما نشطت الجمعيّات الخيريّة التّابعة للإخوان في تجميع المنتسبين لها والزجّ بهم في أتون هذه المعركة خاصّة الأطفال الأيتام الذين يضعونهم في المقدّمة حاملين أكفانهم بين أيديهم ويستعملونهم بمثابة الدّروع البشريّة في احتجاجاتهم المتواصلة. كما استغلّوا أيضا لعمليّات الحشد هذه الحسّ الديني من خلال ما أكّد عليه المرشد العام للإخوان يوم 25-07-2013 في رسالته الأسبوعيّة أنّ قيام وزير الدفاع المصري الفريق أوّل عبد الفتّاح السيسي بعزل الرئيس يفوق هدم الكعبة " أقسم بالله غير حانث أنّ ما فعله السيسي يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة حجرا حجرا ..."
إنّ استمرار هذا الإعتصام لمدّة طويلة دون تحقيق الهدف المنشود وهو إرجاع الرئيس المعزول إلى منصبه ، دفع بالإخوان إلى ارتكاب العديد من الأخطاء القاتلة خاصّة إبّان الهجوم على كليّة الشرطة والمواجهة الدمويّة التي جدّت بينهم وبين قوّات الأمن والجيش فتمّ اتّهامهم في تلك الفترة بقتل العديد من المتظاهرين في صفوفهم حتّى يزداد عدد الضحايا لإحراج القيادة العسكريّة أمام الرأي العام الوطني والعالمي وإبراز دمويّتها خاصّة وأنّ الآلة الإعلاميّة اتهمت قوّات الجيش والشرطة باستهداف المتظاهرين وهم يؤدّون الصّلاة .
وفي هذا الإطار تقدّم رئيس المركز المصري للحق في الدواء ببلاغ لأجهزة الأمن يتّهم فيه جماعة الإخوان المسلمين بالتورّط في أحداث " النصب التذكاري ّ التي وقعت في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 27-07-2013 بجوار قاعة المؤتمرات ذاكرا أنّ سيّارات الإسعاف لم تتمكّن من التّدخّل لعلاج المصابين ممّا أدّى إلى زيادة حالات الوفاة إضافة لمنع المسعفين من تقديم خدمة الطوارئ إذ قام بعض المتظاهرين من مؤيّدي الرئيس المعزول بتعنيف سائقي سيّارات الإسعاف ومنعهم من حمل المصابين . كما اتّهم قيادات الإخوان وعلى رأسهم صفوت حجازي الذي يقود الإعتصام بطريق النصر باستخدام المعتصمين كدروع بشريّة في محاولة لزيادة إراقة دماء الأبرياء لإظهار وجود مجزرة ضدّ المعتصمين ، مضيفا أنّ أغلب الضحايا كانوا في الصفوف الخلفيّة وكانت تتمّ مطاردة كلّ من حاول الهروب وإرجاعه قصرا إلى مكان الإعتصام إلى جانب رفض مسؤولي المستشفى الميداني للإخوان تسلّم مستلزمات الإسعافات الأولية من موادّ طبيّة .
لقد كشفت هذه الممارسات الموجّهة بالأساس ضدّ من استقدموهم للمشاركة في الاعتصام فقراء وفاقدي السند الوجه البشع الذي كانوا يخفونهم بمسحة دينيّة للعديد من أنصارهم ممّا أفرز ظهور بعض التناقضات داخل صفوفهم فبدأت المراجعات في ظلّ تمسّك القيادة بالتّصعيد واستعدادها للمواجهة المسلّحة التي استعملتها في البداية بصفة محدودة خاصّة مع تواتر الأخبار التي تفيد بوجود عناصر مسلحة تابعة لحماس وأخرى من سوريا ، إضافة إلى ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي وبصفة مكثّفة من فيديوات تصوّر قيام بعض أنصار الإخوان بقتل بعض الأطفال ورميهم من الأسطح وكذلك تبرير عمليّات الاختلاط بين النساء والرّجال في رابعة العدويّة وميدان النهضة والحال وأنّ هذا الاختلاط محرّم شرعا حسب إيديولوجيتهم .
إنّ الواقع الجديد الذي عاشه أنصار الإخوان في هذا الاعتصام كشف لهم العديد من الحقائق المخفية عن طبيعة الحركة وقياداتها المستعدّة للتضحية بهم في سبيل طموحاتها السياسيّة ممّا جعل التصدّعات والانشقاقات تضرب صفوفهم بكلّ قوّة ، وكانت البداية بتداول إقرار يتمّ الإمضاء عليه يتضمّن ما يلي ( إقرار ... العضو بجماعة الإخوان منذ ...عن شعبة ... أن كلاّ من أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة لا يمثّلني وأنّ القيادات السالفة الذّكر خارجة عن تعاليم الدين والشريعة ) . ونتيجة لهذه الاختلافات ظهرت على السّطح عديد المجموعات التي انشقت عن الجماعة منها خاصّة جبهة " أحرار الإخوان " وحركة " إخوان بلا عنف " وحركة ثالثة مازالت بصدد التشكّل .
وتتّفق الحركات الثّلاثة على نبذ العنف وتسعى لتغيير القيادات الإخوانيّة الحاليّة على خلفيّة اتّهامها بأنّها " قطبيّة " ( نسبة إلى السيد قطب ) ومن دعاة عنف الذين يتسبّبون بأسلوبهم هذا في نزيف الدم لشباب الجماعة المتحمّسين ، كما يتاجرون بالدين والدّم والنّساء والأطفال ويقودون الجماعة إلى الخروج من التاريخ . فأحمد يحي مؤسّس " جبهة إخوان بلا عنف " يذكر ما يلي : " قمنا بتأسيس هذه الحركة بعد أن رأينا تعنّتا من بعض قيادات الجماعة ، فقرّرنا سحب الثّقة من المرشد العام للإخوان والذي يدير الآن الأمور بمفرده دون مشاورة مجلس شورى الجماعة " كما أضاف " بأنّ عدد المنتسبين للحركة والموقّعين على البيان والاستمارة بلغ عدّة آلاف منهم 670 محتجزا لدى الجماعة في رابعة العدويّة بعد تسرّب معلومات عن توقيعهم على الاستمارة ". كما أشار إلى أنّ حركته حاليّا لا تولي اهتماما إلاّ لوقف العنف ونزيف الدّم خاصّة بعد أن تبيّن أنّ الجماعة انحرفت في مسارها عن تعاليم الإمام حسن البنا لتنهج مبادئ سيد قطب المتبنّية للعنف ، وقد قاومنا في المدّة الأخيرة العديد من قياداتنا وأكّدنا لهم أنّه من الصعب عودة الرئيس السابق محمد مرسي وأنّ عليهم أن يحقنوا دماء الشباب والفقراء من أبناء الجماعة وأكّدنا لهم أنّ المجتمع لن يغفر لهم ما حدث منهم من عنف .
أمّا حركة " أحرار الإخوان " فهي حركة إخوانيّة منشقّة تضمّ مجموعة من شباب الإخوان الرّافضين لأسلوب القيادة الحاليّة في الدفع بالشباب إلى الموت واستغلال حماستهم وإسالة دمائهم وقد أمهلت مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة بضعة أيّام لتنفيذ كافّة مطالبها قبل إعـلان انشقاقها والمتمثّلة في
- الإفراج عن شباب الجماعة المحتجزين برابعة العدويّة على خلفيّة العثور على استمارات لسحب الثقة بحوزتهم .
- الانسحاب فورا من كلّ الميادين الاعتصام .
- عدم التواصل دوليّا بالإخوان حول العالم ( المقصود هنا التنظيم العالمي للإخوان ) حتّى انتهاء الأزمة في مصر .
أمّا الحركة الثالثة التي هي بصدد التشكّل فتتكوّن من مجموعة من شباب الإخوان وقياداتها الشّابّة التي أعلنت عن انشقاقها لا عن جماعة الإخوان وإنّما عن قياداتها الحاليّة التي تدعو حسب رأيهم إلى ما يخالف تعاليم الدّين ومصلحة الوطن واعتبرت أنّ :
- الدّم كلّه حرام
- الزجّ بالنساء والأطفال عار على قيادات زالت منها النخوة
- قطع الطرقات مخالف للشريعة .
أمّا عبد الجليل الشرنوبي الكاتب والصحفي والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين والمنشق عنها ورئيس جريدة موقع " إخوان أون لاين " فقد أكّد على أنّ جماعة الإخوان حوّلت المساجد من دور للعبادة إلى ساحات للتدريب والإعداد للقتال كما حدث في مسجد القائد إبراهيم يوم 27-07-2013 وما حدث في مساجد المقطم . كما أضاف أنّ الجماعة تستخدم الدمّ كوقود لمعركتها بعد فشل خططها السابقة واعتبر العضو في جماعة الإخوان أمام المسؤول عنه كالجثّة أمام مغسّلها .
إنّ ما يمكن ملاحظه هو أنّ هذه الانشقاقات تمّت بارتباط بالأزمة التي مرتّ بها مصر عامة التي دفعت بحركة الإخوان إلى التكشير عن أنيابها وكشف وجهها البشع مستغلّة الظروف البائسة التي يعيشها الكادحون لتحوّلهم إلى حطب تلهب به النيران في كلّ مكان من أجل استعادة سلطتها التي قاومتها الجماهير الشعبيّة بالرفض ، كما استغلّت أيضا واقع الأميّة المستشري في مصر لإذكاء المشاعر الدينيّة لدى البسطاء من هذا الشعب عبر محاولة إقناعهم أنّ عزل مرسي يساوي تعرّض الإسلام للخطر وأنّ الدفاع عنه هو دفاع عن الإسلام . كما أنّ البحث في هذه الخلافات داخل الجماعة يبيّن لنا أيضا أنّها ليست سوى خلافات في التصوّرات حول كيفيّة إدارة الأزمة والخروج منها ولم تكن قطّ مرتبطة بمشاكل الجماهير الشعبيّة اليوميّة التي لا تعني الجماعة لأنّها بطبيعتها عدوّة للمصالح الطبقيّة للعمال والفلاحين وكلّ الكادحين وهو ما يطرح على الثوريين المصريين تنظيم صفوفهم في استقلال تامّ عن طرفي النزاع سواء الإخوان أو العسكر لأنّ هذا الصراع الدائر بينهما هو صراع ثانوي يتمحور حول كيفيّة إحكام قبضة هذا الطرف أو ذاك على الوطن و الحكم و الثروة .




صدر في جريدة طريق الثورة لسان حال حزب الكادحين في تونس



#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعية السلطة و شرعية الشعب
- الوضع في تونس الآن و بعض متطلباته .
- بيان حول الوضع في تونس
- بيان حول اغتيال محمد البراهمى
- دروس متبادلة بين تونس و مصر / افتتاحية العدد الجديد من جريدة ...
- تونس : أحداث و دلالات
- هل يعود حزب ابن على الى السلطة في تونس ؟
- انتفاضة في تركيا
- دروس أول ماي / جريدة طريق الثورة
- تونس : ماذا يحدث في جبال الشعانبي ؟ افتتاحية جريدة طريق الثو ...
- بيان حول الاعتداء الصهيونى على سوريا
- بيان : حول الحملة الموجهة ضد المناضل منجى الرحوى
- المكناسي تقاوم و تنتصر.
- حول طبيعة المجتمع و الثورة في الوطن العربي .
- جهاد النكاح أو الدّعارة المقنّعة
- افتتاحية عدد شهر افريل من جريدة طريق الثورة .
- اليمين الدّيني و المرأة .
- المرأة الكادحة في تونس
- افتتاحية جريدة طريق الثورة / مارس 2013
- حرب رجعية على الشّعب العربي في سوريا


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - مصر : تصدعات في بيت الإخوان المسلمين