أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم السعيدي - العلمانية .. الملاذ الأخير للعراق














المزيد.....

العلمانية .. الملاذ الأخير للعراق


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيراً ما أقف على تحليلات للوضع العراقي المزري والإنهيار الأمني المصاحب لحالة التذمر والقلق من الإنزلاق الى الفوضى، لكني بصراحة أجد هذه التحليلات تتناول النتائج بمختلف درجات الأهمية لكنها لاتتناول الأسباب. لأن الأسباب بصراحة قد تنسف الكثير من المسميات التي لايجد المواطن البسيط بدّاً من وجودها في المشهد ولايمكن له تصور الوضع العراقي من دونها، لأنها - بتصوره – من الثوابت التي من اجلها - قبل – بكل التضحيات التي أعقبت الغزو 2003 وإن التفريط بها في تصوره تفريطاً بحقِّ أساسي له.
البعض يقترح إستقالة رئيس الوزراء وهم خصومه السياسيون، والبعض يقترح تعديل المؤسسة الأمنية بأكملها وإعادة بنائها على أسس وطنية مغايرة للولاء للأحزاب أو الطوائف وغيرها، والآخر يقترح حالة طوارئ تمنح صلاحيات إستثنائية لرئيس الوزراء.
وفي تصوري هذا كله لايصب في مصلحة الحقيقة والحل الجذري.
علينا ان نقرّ أن المشكلة بل المعضلة في أساسها هي معضلة طائفية، بمعنى أن المنظومة " السنية " إن حكمت العراق فستجابه بـ 9- نيسان أخرى، والمنظومة "الشيعية" لو حكمت فستقابل بـ "سقيفة " أخرى.
وهذا الرفض الدوري سيبقى قائماً الى أبد الآبدين ما لم تقرر إحدى المنظومتين "حلَّ نفسها " ودخول (ستالين) الى جنان الخلد يعتبر أكثر واقعية من هذا المطلب. إن المتصرفين اليوم بالعملية السياسية هم من المنظومتين، شئنا أم أبينا فهما المتصرفتان، مدعومتان بمد شعبي واسع جداً في البيئة الناخبة لهما. فحزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري والفضيلة وغيرها ينتمون جميعاً الى المنظومة الشيعية، وإن صرّحوا حيناً أو أحياناً بتصريحات ومواقف معتدلة الا أن الحقيقة الثابتة هي إنتماؤهم الى إحدى المنظومتين الطائفيتين.
ولو تقصينا الجهة الأخرى واللاعبين الكبار فيها تجدهم الحزب الإسلامي، التوافق، متحدون، الخ الخ الخ وجوه لاتخفي شعارها المنظوماتي وانتماءها الى المنظومة السنية، وما تفكك القائمة العراقية الا بسبب التبلور الذي تشهده الساحة الى منظومتي الساحة الطائفية ليس غير.
تلكما المنظومتان لن تتفقا على شيء سوى تدمير العراق إذا وصل الغريم التقليدي الى سدة الحكم.. والتأريخ يشهد بذلك منذ 1998 الى يومنا هذا.
وفي تصوري إن أي دراسة أو تحليل لايأخذ بعين الإعتبار تفكيك تلكما المنظومتين " سياسياً " وليس دينياً أو روحياً فذلك التحليل سيبقى قاصراً.
لايخفى أن ليس لتلك المنظومتين القدرة على الإعتياش والنمو الا في بيئة جاهلة، متخلفة، لاتفهم ثقافة الحياة بقدر ما تفهم ثقافة الموت، لاتفهم ثقافة السعادة بقدر ما تفهم ثقافة الحزن والكدر والبؤس والشقاء، وتحاول جاهدة " كلا المنظومتين" الإبقاء على التردي الثقافي والإجتماعي والصحي الى أبعد وقت ممكن لأن الإنسان لو وصل الى الوعي اللازم ليفهم أهمية الحياة والسعادة لما عاد بالإمكان إقناعه الموت من أجل سلطات الزعامات.
الوعي هو رأس الحربة التي سيتمكن من خلالها الشعب بنخبه ومثقفيه من وكز خاصرة التخلف وقلع اسنان العنف والإرهاب الذي يعتاش على الطائفية، فالسني العراقي المحب لوطنه وأولاده وللحياة والكرامة والعدالة لن يضحي بنفسه من أجل الزعامات وتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية وجماعات حز الرؤوس.
والشيعي العراقي المحب لوطنه وأولاده والحرية والسعادة والتعليم والصحة لن يضحي بنفسه من أجل المزيد من الأبراج في دبي للزعماء أو الأرصدة المخيفة لأبناء المسؤولين.
الحل يجب أن يأتي من القاعدة سادتي .. أن ينبذ الشارع كل الأحزاب التي تنتمي لتلكم المنظومتين، فالله أكبر من أن يدخل في خزينةحزب الدعوة أو مسدس الميليشيات والدمج .. وهو أكبر من سيوف الذباحين والعبوات الناسفة لتنظيمات القاعدة السايكوباثية.
الله ولا شك ليس بحاجة الى من يقوم بالأعمال القذرة ليلقيها عليه ويلوث إسمه.. فالله ليس خجولاً .. ولقد رأينا فعله في تسونامي وفي الزلازل وفي الكوارث الطبيعية.. ويومذاك لم يكن بحاجة الى قتلة محترفين لينفذوا إرادته، بل قال كلمته " كن فيكون".
احزاب المنظومتين يخدعوننا أيها الإخوة .. يعملون على أن ننسى أن الله أكبر من أن يوضع ثانية بين أربعة جدران.
العلمانية هي الحل أيها السادة لأنها ستسمح بأداء الطقوس الدينية بحرية تامة للجميع، لكنها لن تقبل متحدثين نيابة عن الله وكأنه بحاجة الى وصاية عليه، خصوصاً من البشر الذي يخطئ ويصيب.



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد حارث الضاري؟ يا رئيس الوزراء؟
- حكومة برئاسة الخاسر الأول ... كيف أداؤها؟؟
- طوى - قصة قصيرة
- يمينان .. ولا يسار في المشهد العراقي
- أردوغان ، PKK واللسان الذرب
- الساعة الحادية عشر – قصة قصيرة*
- عواطف السلمان - قصة قصيرة
- عواطف السلمان
- إحتضار في حضرة الوطن
- دومينو السياسة
- غوصٌ في بؤبؤ
- عشق .... شيما
- لو كان بيريز في بغداد.. فما قول الجزيرة ؟
- المالكي .. وناصر الجنابي
- القائد ( مدندلاً)
- القضية العراقية .. تدويل ؟ أم قتل تحت عباءة الوطن؟
- السيد الحسني البغدادي .. مثال على خطل الدستور
- العراق في طريق العلمنة .. شئنا أم أبينا
- الجبل دكّاً .. دكّا (قصيدة)
- حرب أهلية .. خجولة


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم السعيدي - العلمانية .. الملاذ الأخير للعراق