أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم السعيدي - عواطف السلمان - قصة قصيرة














المزيد.....

عواطف السلمان - قصة قصيرة


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 07:30
المحور: الادب والفن
    


كل الذي تراه العين ويتخيله العقل رأيته، الحدث اليومي الذي يجتاح معالم الحياة تسطَّر امام ناظريَّ، لست وحدي .. المئات رأوه.. شمّوا رائحته، اصابتهم تلك القشعريرة التي تعصف برغبتك في البقاء على قيد الحياة.. إنها معالم الطريق المكرورة ذاتها.. بقرفها ..وغباوتها.
كنت عائداً الى بيتي متهالكاً من يوم متعب في الأساس .. مليئاً بالمتاعب المضافة ذاتها، كان نصيبي منه الكدُّ والنحس معاً.. وصلت ، فتحت باب السيارة وترجلت، اغلقته خلفي على ذاكرة تركتها خارج أسوار الدار، ودلفت الى منآي عن الشارع، مملكتي التي لاأملك منها سوى أمل واه في الخصوصية التي لم يعد يمتلك أياً منها أحد.

في العادة أول وجه اتطلع اليه في البيت هو وجه أمي،أقبل يديها وأغترف من حبها الذي لاحدود له لأعتاش عليه .. بقية باقية من الإنسانية التي تختفي رويداً من كل شيء خارج مملكتي.

دفعت باب غرفتها كعادتي، رأيتها جالسة على سريرها الخشبي العتيق الذي يشي بكم هائل من الإنتماء الى العائلة،كان ظهرها الى الباب، سلَّمت عليها فالتفتت إلي بكلمة (هلة يمّة) الحبيبة، وجمت حين رأيت عواطف السلمان تجلس في غرفة أمي، تناديني بـ (هله يمّة) .. ماذا تفعل عواطف السلمان في غرفة أمي؟؟
ذعرت .. حين وجدتني أرد عليها بـ (هلة يمة كيفك؟) .. كأن لاشعوري مستسلم الى حقيقة أن عواطف السلمان هي أمي، إقتربت منها (مستغرباً) تصرُّفي وقبّلت يدها، مستفسراً عن صحتها، وكانت ترد عليَّ بكل كلمات أمي.
أين أمي؟؟

كان ذهني يتساءل، وقلبي يخفق في حضرة عواطف السمان كما يخفق في حضرة أمي.. عجيب ما يحصل.. لم أكن (في الحقيقة) أبحث عن أمي، بل كانت ذاكرتي تتضح في كل لحظة .. كانت عواطف السلمان هي أمي،كلما حاولت أن اتذكر وجه أمي كان وجه عواطف السلمان يبرز الى الواجهة في ذاكرة متقنة.
جلست بالقرب منها بكل الخشوع الذي ينتابني عادة في حضرتها، كان عقلي يلاحظ أننا (أنا وعواطف السلمان) في العمر نفسه، أو تكبرني هي بقليل.. لكنها بلا شك كانت أمي، كل ذكريات طفولتي عنها وصباي تجيء بصورة عواطف السلمان.
بدأ الشك يدب في عقلي .. هل أنا واهم؟؟ أم ان عواطف السلمان هي أمي فعلاً؟
تطلعت طويلاً الى وجهها ... عجيب أنني لم أعد أرى فيه سوى وجه أمي ، وفي صوتها صوت أمي، وفي حنانها حنان أمي.

كففت عن القلق.. قبَّلت كلتا يديها وسألتها أن تدعو لي ، وخرجت من غرفتها، لكن ليس من قلبها.



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواطف السلمان
- إحتضار في حضرة الوطن
- دومينو السياسة
- غوصٌ في بؤبؤ
- عشق .... شيما
- لو كان بيريز في بغداد.. فما قول الجزيرة ؟
- المالكي .. وناصر الجنابي
- القائد ( مدندلاً)
- القضية العراقية .. تدويل ؟ أم قتل تحت عباءة الوطن؟
- السيد الحسني البغدادي .. مثال على خطل الدستور
- العراق في طريق العلمنة .. شئنا أم أبينا
- الجبل دكّاً .. دكّا (قصيدة)
- حرب أهلية .. خجولة
- ما بعد سلسلة الإساءات للإسلام .. أما آنت الوقفة مع الذات!!
- العشاء الأخير للسيد .. العراق
- الضاري للجزيرة .. عفو القاعدة أمر يخصها
- حكومة لاتدري .. ولا تدري أنها لاتدري
- المسبحة والسياسي – بحث في الرياء المقارن
- هذيان وطنٍ يُحْتَضَر – يونيفورم
- هذيان وطنٍ يُحْتَضَر – مآذن


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم السعيدي - عواطف السلمان - قصة قصيرة