أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسم السعيدي - يمينان .. ولا يسار في المشهد العراقي














المزيد.....

يمينان .. ولا يسار في المشهد العراقي


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 20:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تتضح رويداً ملامح المشهد السياسي العراقي .. وفي إنتخابات 7/3/2010 بدت أكثر وضوحاً .. حيث كان البعض يظن قبل ذلكم اليوم أن زعامة الإئتلاف العراقي الموحد وجبهة التوافق جاءت مفروضة على الشعب من خلال الضغوط التي فرضتها يومذاك التهديدات والشعور بالخطر .. ما أثار غريزة التكتل الإثني من باب الحفاظ على النفس.
وبعد أن بات (حكم المجاميع المسلَّحة) للمناطق السكنية بمختلف إنتماءاتها الثقافية في خبر كان، وبروز دور القوات الأمنية العراقية الذي فرض نفسه فرضاً بقوة على الشارع وإختفاء المظاهر المسلَّحة .. إكتشفنا أن الناخب العراقي لم يزل يبدي إندفاعه وراء القوائم اليمينية بإمتياز.
فلو وقفنا على حقيقة القوائم الفائزة .. لوجدنا أن قائمتي دولة القانون والإئتلاف الوطني يمينيتان (يمين إسلامي شيعي) وإن حاولتا جاهدتين إخفاء التوجه اليميني والظهور بمظهر (دعاة الدولة المدنية) .. وتجلّى الأمر أكثر فيما يتعلق بدولة القانون، فردود فعل رئيس القائمة السيد المالكي وزعامات القائمة من رؤوس حزب الدعوة كانت غير محسوبة بتاتاً، ولم يكن الرجل (المالكي) موفقاً بالمرّة في ردة فعلة على نتائج الإنتخابات في عدم كونه الرقم (1)، ولو قيض لي الوصول الى مستشاريه لنصحته بالتصرف خلاف ذلك، على أية حال كشف برنامج دولة القانون عن أن عدم التعايش مع الآخر هو مسألة إقتناع جمعي لا شخصي للسيد المالكي، وهذه أولى سمات اليمينية التي حاول إخفاءها طيلة سنوات رئاسته للوزارة هو و حزب الدعوة.
أما قائمة الإئتلاف الوطني .. بمكوناتها تحكي عن نفسها بنفسها .. المجلس الأعلى، تيار الإصلاح، التيار الصدري..وحزب الفضيلة.. كلها مؤسسات دينية شخصانية مبتنية على فردانية الزعامة، وهي تيارات عائلات لا تيارات سياسية، ورب سائل يعترض على دمج حزب الفضيلة معهم، أقول عودوا الى تأريخ التيار الصدري والسبب الذي بموجبه إنقسم الى صدريين مقتدائيين، وصدريين يَعاقِبة .. وستجد الدليل على الفردانية.
النتيجة تقول كان توجه الناخب العراقي (الشيعي) الى الكتلتين جلياً ، ولا ريب فيه، وتؤشر نتائج الإنتخابات أن هرولة الناخب الى قوائم اليمين لا ريب فيها.
وفي الناحية الثانية هرول الناخب (السنِّي) الى قائمة الدكتور علاوي ليحصد 91 مقعداً نيابياً متفوقاً على رئيس الوزراء، وهي قائمة علمانية زعيمها (شيعي) لكنها قائمة يمين قومي حدّ العظم، وشخوصها تدل عليها، لكن تصويت الشارع السني للقائمة يؤشر تفوقاً لدى الناخب السني على واقعه، حيث نبذ القوائم اليمينية الدينية (التوافق) لمصلحة اليمين القومي، لأن حقيقة الشارع السني أنه علمانياً .. لا يؤمن بأحقية العمامة في تسيير شؤون الدولة لمجرد كونها عمامة بلا كفاءة، كما أن برنامج اليمين القومي هو الأقرب الى تطلعات المواطن السني من برنامج اليمين الديني الذي يشكك الجميع في أولوية ولائه للوطن أم للتيارات الدينية خارج الوطن، وبالمناسبة هذه المفارقة ليست لدى اليمين الديني السني فقط بل لدى اليمين الديني الشيعي كذلك.
وإذا كانت هذه الخارطة السياسية تفصح عن شيء فإنما هو يمينية الناخب العراقي بإمتياز.
ولو أردنا أن نتحرّى أسباب هذا التوجه لدى الناخب فهنالك سببان:-
1- في الحقيقة أجد أن الناخب العراقي يفتقر الى وضوح الرؤية، وعدم تمييز برامج القوائم ، لذا يلجأ الى قوائم اليمين التي تتسق مع عقيدة لدى الناخب كالدين أو القومية، وبذلك ينام مطمئن البال بأنه وضع صوته في رقبة شخص تتوافق على الأقل عقيدته مع عقيدته.
2- لامكن إغفال تقصير اليسار في أداء دوره في وضع البرنامج السياسي الذي يصحح المسار الخاطئ لليمين، وأرى أن اليسار بدا مكبّلاً بعد سبع سنوات من التغيير، ولم يدافع عن نفسه في فترة الحرب الأهلية، بل راح اليمينيون من كلا الجانبين ]غتالون وتخطفون ويذبحون ناشطيه بلا رحمة (كما يفعلون مع خصومهم اليمينيين) الا أن الفارق كان وقوف اليسار مكتوف الأيدي أعزلاً من أي سلاح يدفع به الأذى عن نفسه يتلقى الضربات.
وبعد نهاية الحرب الأهلية .. وجدنا أن الساحة ساحةٌُ منتصرينللأسف الشديد، و بقي اليسار أعزلاً فكرياً وإعلامياً وثقافياً قدّام المدّ الإعلامي والقافي للمنتصرين اليمينيين، أولئك الذين أطاحوا بالأكثر تطرفاً ليتربعوا على عرش (الإعتدال) وذلك المعنى مجازياً بلا ريب، بينما أظهرت الإنتخابات الأخيرة (مزحة) الإعتدال.
ويبدو أن اليساري الوحيد على الساحة العراقية كان الإتحاد الوطني الكردستاني.. لكنه تخلى عن يساريته لمصلحة اليمين الكردي، وبذلك خسر اليسار العراقي آخر معاقله لمصلحة اليمين، ولعل اليسار يقف اليوم حائراً بعد إنجلاء غبار الإنتخابات ليجد نفسه أعزلاً مرّة أخرى بينما يقول المنطق السياسي أن عليه إستثمار النزاع اليميني – اليميني ليجد لنفسه موطئ قدم على الساحة السياسية.
وليكن معارضاً خارج البرلمان .. لاعيب في ذلك.. وليرصّ صفوفه ، ويسدّ الثغرات التي تنخر بيته المتهالك من خلال إستقطاب كفاءات عراقية في شتى المجالات قادرة على إظهار محطات الفشل لدى اليمين، وكشفها بين أيدي المواطن الذي يتمنى الخروج من دائرة تناحر اليمينيين الذي يعكس بلا شك تنافس قوى إقليمية ترى في نفسها أحقية أن تحظى بتركة صدام حسين، وأخرى عقائدية (تَفِدُ) علينا من بطون الكتب التي علاها غبار القرون فلم تتنفس الصعداء الا اليوم على أيدي اليمين.
يجب تشخيص أخطاء اليسار في إهمال الجانب الإعلامي .. ذلك النقص الخطير الكارثي، وأنحسار نشاط مريدي اليسار أكثر خطراً، ولعل الأكثر خطراً من كليهما هو عدم إنبراء زعامات اليسار للتصدي للدور التأريخي والوطني الذي يجب أن يلعبه اليسار.
ففي لعبة بناء الدولة يجب أن تخطو الدولة خطوة من اليمين تليها أخرى من اليسار .. لتتسق خطوات بناء الدولة على تناغم معقول ومقبول، أما حصر عملية البناء بنزاعات اليمين – اليمين ؟ فلن يزيد الأمور الا تعقيداً.



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان ، PKK واللسان الذرب
- الساعة الحادية عشر – قصة قصيرة*
- عواطف السلمان - قصة قصيرة
- عواطف السلمان
- إحتضار في حضرة الوطن
- دومينو السياسة
- غوصٌ في بؤبؤ
- عشق .... شيما
- لو كان بيريز في بغداد.. فما قول الجزيرة ؟
- المالكي .. وناصر الجنابي
- القائد ( مدندلاً)
- القضية العراقية .. تدويل ؟ أم قتل تحت عباءة الوطن؟
- السيد الحسني البغدادي .. مثال على خطل الدستور
- العراق في طريق العلمنة .. شئنا أم أبينا
- الجبل دكّاً .. دكّا (قصيدة)
- حرب أهلية .. خجولة
- ما بعد سلسلة الإساءات للإسلام .. أما آنت الوقفة مع الذات!!
- العشاء الأخير للسيد .. العراق
- الضاري للجزيرة .. عفو القاعدة أمر يخصها
- حكومة لاتدري .. ولا تدري أنها لاتدري


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسم السعيدي - يمينان .. ولا يسار في المشهد العراقي