باعوا فلسطين بالجمله والمفرق

عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 15:21
المحور: القضية الفلسطينية
    

قبل عقد من الزمان اتصل بنا احد الفلسطينيين يخبرنا أن دوله الاحتلال الإسرائيلي وضعت يدها على قطعت ارض يملكها، وكأعلام محلي فلسطيني يهتم بهموم المواطنين توجهنا للموقع المحاذي لمستعمره أفرات التي تحولت لشوكه في خاصرة محافظه بيت لحم، وبالفعل كان المواطن المذكور ورجل أمن المستعمره وبعض الصهاينه المسلحين، وما أن وصلنا إلى المكان تلقفنا هذا الفلسطيني الغاضب وعلامات الحزن باديه على وجهه حيث بدأ الحوار التالي بينهما.
الفلسطيني لرجل امن المستعمره: لا يحق لكم مصادره أرضي وأنا سأتوجه للمحكمه العليا. رجل الأمن: لماذا تتوجه للمحكمه العليا هذه الأرض أصبحت لنا "وبالقانون".
الفلسطيني: لن أتنازل عن هذه الأرض وسأموت فيها ولن اسمح لكم بالاستيلاء عليها.
رجل الأمن: أنت شوقت الصحفيين والكاميرا وتريد إقناع الناس أن هذه الأرض لك، بالأمس كنت أنا وأنت عند الحاكم وخلصنا على الموضوع، أنت بعت لنا الأرض.
كانت الكاميرا تسجل الحوار ونحن نتابع بصمت ولاحظنا السواد الذي طغى على الفلسطيني وخاصه عندما قال له أن هناك عائلات فلسطينيه تملك أراضي داخل المستعمره وتزرعها بحريه، لحظتها أدركت أن هذا الوسخ يحاول استخدامنا لتمرير جريمته الوسخه. محافظه بيت لحم واحده من محافظات الضفه الغربيه المحتله والمخنوقه بحزام استيطاني ابتلع غالبيه أراضيها التي تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينيين بعضهم تمسك بأرضه حتى الاغماضه ألاخيره وبعضهم باع، وما ينطبق على بيت لحم ينسحب على فلسطين كل فلسطين حيث بيعت مساحات من ارض فلسطين قبل احتلالها أي أيام الانتداب البريطاني. ويستطيع الباحث في هذا المشهد الوسخ أن يقرأ الحاله لهولاء الخونه الذي نسجت عن بعضهم حكايات وروايات كأن يطلب بعضهم من دوله الاحتلال عدم وضع اليد على الأرض المباعه إلا بعد وفاته، وبالطبع يتم الاتفاق على مسرحيه وسخه كما الصفقه الوسخه بان يرتمي هذا المسن الأرعن أمام الجرافه الاسرائيليه ليوحي للشعب الفلسطيني أن أرضه صودرت رغماً عنه. بعض هؤلاء كان يطلب أموال الصفقه الوسخه نقداً وكان يستلمها في تل أبيب أو مكاتب المخابرات الاسرائيليه وكان الصهاينه ولا زالوا يوثقون الصفقه بالصور وهذا ما وصلت إليه عندما تم بيع عقار محاذي لمسجد بلال بن رباح في بيت لحم حيث حاولت الدخول إلى البنايه فرأيت المستوطنين الذي حولوا البنايه لكنيس، وعندما حاولت استجواب شقيقه اعترف وقتها أن شقيقه المقيم في الولايات المتحده بعض الفلسطينيين يتساءلون عن السيوله التي تحولت لمشاريع بمئات الملايين من الدولارات لأشخاص اصولهم فلاحيه!!!!!! وكان الشعب الفلسطيني ينتظر منظمه التحرير ألفلسطينيه لتقتص من هؤلاء الأوغاد ولكن مع دخول السلطه ألفلسطينيه بعد اتفاقيه أوسلو انقلبت الأمور رأساً على عقب فسرعان ما نسج هؤلاء الخونه علاقات مع بعض الشخصيات الفاسده التي قبلت على نفسها أن تقبل الرشاوى من المال الوسخ الذي قايضوه بالأرض. يقولون أن الشيطان يكن في التفاصيل وأنا اختلف مع هذه لمقوله، ولذلك من حق وواجب الأجيال القادمه أن تطرح السؤال على هؤلاء الذين أطيح بعضهم يتحكم باقتصاد البلد ويدلو بدلوه في الشأن العام ويتجرأ أن يترشح في المؤسسات الجماهيريه والتشريعيه أحياناً وكأنه أدرك أن الشعب كان يعيش كذبه كبيره. المشكل آن بعض هؤلاء أصبح له دور في صياغه الرأي العام ورفع شعار التسامح والتطبيع مع دوله الاحتلال وبالطبع السلطه ألفلسطينيه هي الحاضنه لهم حيث العلاقات الوثيقه مع جهات فلسطينيه تعتبر صاحبه قرار. ما بين البيع بالمفرق والبيع بالجمله حبل سري لجنين مات وشبع موتاً، فما اعتراف منظمه التحرير ألفلسطينيه ممثله بمجلسها الوطني بدوله الاحتلال الإسرائيلي إلا تنازل عن الأراضي المحتله عام 1948 ، وما المفاوضات الجاريه ألان والتي يقودها صاحب كتاب الحياه مفاوضات إلا استكمال للتنازل الأول والتفريط الأول. السؤال: هل من حق القياده ألفلسطينيه وعلى رأسها رئيس السلطه ألفلسطينيه محمود عباس أن يتنازل عن الحق الفلسطيني والثابت المعمد بالدم؟؟؟؟ هو عباره عن سؤال افتراضي؟؟؟؟ وهل سيقبل اللاجئ الفلسطيني في فلسطين المحتله من نهرها إلى بحرها وفي الشتات أن يستفتى على حقه؟؟؟؟؟ المؤكد أن الشعب الفلسطيني يعيش سنوات عجاف، والمؤكد أن السنوات العجاف لن تطول فسرعان ما يقف الشعب ويشتد عوده من جديد ويقتص من الذي باعوا فلسطين بالجمله والمفرق البعض يعتقد أن أصحاب أيدلوجيه الرفض يتجنون عليهم، ولكن الممارسه العمليه تؤكد أننا بصدد كارثه وطنيه وسايكس بيكو آخر، إننا أمام نكبه العن من نكبه عام 1948 وملامح هذه النكبه واضحه للأعمى مهما استعملوا من مساحيق لتجميل الواقع. لماذا نتحدث عن بيع فلسطين؟؟؟؟ على مدار الصراع مع دوله الاحتلال الإسرائيلي كانت قضيه اللاجئين في خطر، وكانت المؤامرات العربيه والأطروحات ألفلسطينيه تؤكد ذلك؟؟؟ لكن قضيه اللاجئين والقدس وكافه الثوابت في خطر، وهذا يتطلب من كل لاجيء فلسطيني أن يعيش لحظه حريه قد يفقد خلالها حياته ولكنها أفضل من أن يتحول اللاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون المخيمات ألفلسطينيه لسكان عشوائيات ولحم يستخدم للترويح عن الذين باعوا فلسطين ويقفون بخشوع عندما يستمعوا للنشيد الوطني.

#عطا_مناع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات