أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - هرطقة في زمن الانقسام














المزيد.....

هرطقة في زمن الانقسام


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 18:50
المحور: حقوق الانسان
    



يجتاحه القلق، فحالة لا يختلف عن الذين اتخذوا من الليل رفيقاً، ففي الليل يستطيع أن يحدث نفسه دون رقيب، فهو يعيش في بلد الطغم والحكم البوليسي وللحيطان آذان والوطن أدار له الظهر فضاع بين الثورة والدولة وفقد القدرة على التحكم بالأشياء.
يدخن السيجارة تلو الأخرى ويستجدي الليل أن يبقى هرباً من ضجيج النهار والصداع النصفي الذي يسببه له زمنه، ويتذكر الأيام الخوالي وأولاد البلد الطيبين وأبي النحس المتشائل الذي وحنظله الصغير الذي واجه العالم ببنطلونه المرقع.
عواء كلب وتحركات لجيش الاحتلال وبعض الفتيان يتراكضون في شوارع المخيم تركتهم الثورة لقمة لبطش عدو الأمس ، يتقدم صوت العواء ووقع البساطير وفحيح الصمت الذي يجتاح أعماقه كنذير شؤم لمتكرش أنهى ليله حمراء بصحبة عاهرة.
هي جدلية الليل والبسطار والعاهر التي تربض على صدره المثقل بوجع الفكر الكاذب والعواء والحنين للماضي والمفتاح "وفدائي" مهمته الاخصاء الوطني للحفاظ على امتيازاته، ويحاول صاحب الليل البحث عن أسباب استفحال فلسفة الاخصاء الفكري دون جدوى.
عواء الكلاب يقترب يرافقه وقع البساطير ولهاث الفتيان وقنبلة صوت ورشقات من الحجارة، لماذا المخيم يقفز السؤال ليبدد الترقب المسيطر على المشهد؟؟؟؟ هل أصبح المخيم حقل تدريب لعدو "الأمس" ؟ ماذا يعني أن يكون هناك اتفاقيات سلام؟؟؟؟ آلا تشمل هذه الاتفاقيات المخيم؟؟؟؟ يطرح أسئلة غبية يعرف أجابتها مسبقاً، لكنة يحاول أن يفهم لماذا التنسق الأمني في ظل عمليات البطش والقتل والتجويع؟؟ تقفز كلمات صاحب عائد إلى حيفا لتعيد له رشده: الإنسان قضية، صوت تردد في أعماقه نعم الإنسان قضية.
يبتسم رغم العواء والبساطير ويتذكر الحاكم بأمر الله في غزة والإنسان الذي كان قضية، ويتخيل حال الطفل الذي ما عاد بمقدوره شراء البطاطا المقرمشه" التشبس" لان الجماعة فرضوا الضرائب على الشعب بعد إغلاق الأنفاق الدجاجة التي كانت تبيض لهم ذهباً، وغابت الابتسامة عندما تذكر من ضرب حتى الموت واتهم بأنة شنق نفسه، وكأن حالة من الهستيريا الفكرية طغت علية لتتحرك عضلات وجهه بشكل لاإرادي متجاوزا أدب الحوار مع الذات معلنا كفرة بالثورة والدولة والحاكم بأمر اللة ومؤكداً انحيازه لطفل قتلته شمعة.
غاب صوت البساطير وبقي العواء وضحكات الفتيان، لقد فشلوا مرة أخرى ورحلوا بخفي حنين، تنفس الصعداء وحمد اللة على النتيجة وتذكر ذلك" الفدائي" الذي يستشيط غضباً على الفتيان ويحلو له أن يردد جملته المشهورة للبلد سلطة واحدة لا سلطتان في إشارة إلى الفتيان الذين لا زالوا يحملون مفتاح كرامتنا ويستحضرون بين الحين والأخر بعضاً من تاريخنا الذي يزعج " الفدائي" صاحب فلسفة الاخصاء الفكري.
من جديد يسود الهدوء المصاحب بتباشير الفجر العادي وترنيمة ديك اعتاد أن يصدح بصوته بحكم العادة، ومن جديد اجتاحته مشاعر الغضب الممزوج بالذل والإحباط، عيد الأضحى على الأبواب والحالة التعبانه، ورغبة جامحة تسردي في جسده بان تتوقف عجله الزمن، فلم يعد يطيق أن يصبح كما البغل الذي يدور في ساقية باشاوات المرحلة، هيهات أن يتوقف الزمن ويتخلص من التعب الذي رسم على جبهته خيوطاً من حنين.
صوت الأذان ادخل لنفسه بعض السكينة بالرغم من تداخل سماعات المساجد، وضع رأسه على المخدة مستجدياً لحظات من السكينة، لماذا هذه القلق الذي يشبه أيام الزنزانة حيث كان لا ينام، لكن الفرق شاسع بين زنزانة الأمس وزنزانة اليوم، لقد كان سجين الاحتلال حيث الشبح والكيس ذو الرائحة الكريهة والقيود وحمام المياه المثلجة، ألان هو سجين نفسه لا هدف ولا مقارنة، هو سجين الانقسام والديمقراطية الكذابة وأيدلوجيا بلون ألليلك.
لم يأتيه النوم، قال كلمة وسخة ونهض بتثاقل عسى أن يجد ضالته في فنجان قهوة مع ما أدمن علية من أخبار اليوم الجديد محاولاً إقناع نفسه بإمكانية بخير جديد مع في يوم كما باقي الأيام.
خاب ظنه مرة أخرى، لقد جاءت أخبار اليوم كما الأمس، قصف على غزة وسقوط شهداء، حماس تفرض ضرائب جديد على قطاع غزة، فياض يعد بدولة المؤسسات ونصف الراتب، والمالكي يعلن بداية معركة التحرير من الأمم المتحدة، والمستوطنون يحرقون الزيتون ويعتدون على المزارعين، وجيش الاحتلال يعتقل العشرات من الفلسطينيين ومن بينهم الطفل المقدس عودة الذي لم يتجاوز عمرة الثانية عشرة عاماً، والأقصى يتعرض لتدنيس جديد من المستوطنين، والشيخة موزه ستزور غزة.
نظر في الأفق بعيون متعبة، تمعن في سماءها وجمالية المشهد، نسمة هواء جاءت من مكان بعيد ممزوجة بعبق الماضي الذي يبشر بالقادم وصدى صوت ماجدة الرومي يتردد في أرجاء المخيم : أيها المارون من بين الكلمات العابرة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المحلية الفلسطينية: الانقلاب الثاني
- يا صبرا: اخرجي من عالمنا
- مين اللي خرب البلد؟؟!!
- سيدي الرئيس: نحن معك.... ولكن
- محمد رشيد وحق الليلة الأولى
- خربشات على قبر أبو علي مصطفي
- حملات المقاطعة: المواطن ما بيفهمش
- المخيمات وأزمة الكهرباء: مين فينا ألحرامي - 1
- وبعدين معك يا حكومة
- في ذكرى غسان: لمن قرعوا جدران الخزان
- لسان حال الموظف: أنا مش كافر
- قناة الميادين: أول ما شطح نطح
- هل هي أجهزة امن.....
- التطبيع الإعلامي: اغتيال شعب
- يا أخي: اربط الحمار....
- قصة مخيم الدهيشة مع الجندي اندريه
- عندما كرمت بيت لحم جعارة وزعول
- لا تنتمي للقطيع: حتما سنعود
- عن الانتفاضة القادمة واللحم المقدس
- إعدام عميل: ماذا بعد


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - هرطقة في زمن الانقسام