أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - لسان حال الموظف: أنا مش كافر















المزيد.....

لسان حال الموظف: أنا مش كافر


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 13:36
المحور: حقوق الانسان
    


هرج ومرج وحالة من الانبساط سيطرت على البلد، الرواتب في البنوك، وأرباب الأسر تنفسوا الصعداء رغم عدم اكتمال الاستحقاق، 60% من الراتب ولا البلاش، وخاصة أن رمضان على الأبواب، وكلنا نعرف التزامات شهر رمضان وعلى رأسها أنفلونزا التخمة التي تنتشر انتشار النار في الهشيم لتصيب الفقراء قبل الأغنياء.
يا فرحة ما تمت، قالها احد الموظفين بمرارة، لقد تقلص الراتب ل 184 شيكل، ينعل أبو هيك عيشة واللة عيشة الكلاب أحسن من عيشتنا..... على الفور غيرت الموضوع لان العين بصيرة والأيد قصيرة......
قال لي آخر، اللة ينعل أبو الصراف الآلي، لم أجد ولا شيكل!! كم تمنيت 100 شيكل فقط، لكن دون جدوى والنقاش مع الصراف الآلي الذي لا يرحم عقيم، للحظة كنت سأحطم هذا الصراف الذي هو سبب البلاء.......
صديق لي وهو مدير عام قال لي : لم اذهب إلى البنك لأنني اعرف سلفا وبحكم الشيكات التي علي أن الراتب صفر، وبالتالي ما في داعي التوجه للبنك حتى لا يرتفع ضغطي فانا مش ناقص ضغط.......
ربك بفرجها يا مواطن، وما في حد مات من الجوع، يا أخي فلنعد الاعتبار للشعار المخضرم..... العدس لحمة الفقراء، وأنصحك أن لا تفكر كثيراً لان التفكير بوجع الراس ومن الممكن أن تصاب بوعكة صحية وهنا تكمن المصيبة، ولان بلدنا لا ترحم الفقراء فلن تجد واسطة أي تحويله للعلاج، يا صديقي حتى الموت مكلف في هذه البلد، ألا تعرف أن تجارة القبور هي الأكثر رواجاً في بلدنا...........
في المحصلة البلد مكفهرة، والوجوه شاحبة، والحكومة صرفت رواتب للبنوك، والبنوك انتعشت، حقها وصلها من الموظف، وطز في الشعب ...... لماذا تهافت الشعب على القروض؟؟؟؟؟ 417 مليون دولار قيمة القروض؟؟ لماذا انجرفنا لسياسة القروض؟؟؟ هل الشعب هو المسئول أم الحكومة الرشيدة؟؟؟؟ إذن فلنتحمل قرف الاستعمار الجديد.......
لكن القرف يتوالد كما الفئران، ويا ريت المشكلة في الرواتب والبنوك، المشكلة الأكبر في الخصخصة، كل شيء في بلدنا خاضع للخصخصة، وإذا قدر لك أن تدقق في لوحات الدعايات المنتشرة على كل مفترق تشعر أن الشعب الفلسطيني مرفه!!!!! وان جوال وأخواتها موجودة لخدمة المواطن لا لحلبة!!!! وان الشعب مش عطشان وكل شيء عال العال، لدرجة انك تنسى أن خط القفر انفجر ضاحكاً من حالتنا التي تصعب على الكافر الذي اتخذ شكل الدولة المانحة.......
على شارع القدس الخليل المحاذي لمخيم الدهيشة حيث اسكن تنتشر معارض الخضار، ويدفعني حب الاستطلاع والمعرفة لطرح الأسئلة المحرمة أحيانا حيث احشر انفي في قضايا محرمة اعتقد أنني اعرف إجابتها لاكتشف أنني لا اعرف شيئاً رغم متابعتي للحالة الاقتصادية.......
إن الحالة الاقتصادية في بلدنا وصلت للقاع..... ففي إحدى دردشاتي مع احد الباعة كان هذا الحوار.......
بعد السلام والسؤال عن الأحوال سألت عن الإشغال وإقبال الناس على الشراء...
جاءت الإجابة أسرع من السؤال، اللة يعين الناس، الوضع صعب وخطير لدرجة ملفتة......
سالتة: لماذا؟؟؟
بدون مقدمات فتح لي دفتر المبيعات وقال لي اقرأ، 2 شيكل بندوره..... شيكل فلفل..... 4 حبات تفاح..... طلبيه نص كيلو بندوره للسلطة...... وهكذا...... قلت في نفسي هذا حالة شاذة، سألت آخرين فحصلت على نفس النتيجة، وبعد عملية بحث عفوية وجدت أن بائع الدجاج يعيش الحالة على أسوء، فالإقبال على رقاب الدحاج زادت لتصل لانتشار الطلب وبخجل على الأرجل؟؟؟؟ تذكرت أيام طفولتي عندما كان والدي يشتري لنا الدجاجة في فترات متباعدة فنلتهمها من اخصمها إلى رأسها، لكنني لا اذكر أننا تناولنا أرجل الدجاج .....
الطامة الكبرى أن الحالة المالية الفلسطينية تخضع للتحليلات والتفسيرات والضرب بالمندل، ولا اعتبر الوعود وابر التخدير التي تنطق بها الحكومة ومن لف لفها مجدية لان وكما يقول المثل سرعان ما يذوب الثلج ويظهر المرج، فمن غير المعقول أن تحولنا الحكومة لشعب شحاد ينتظر على أبواب الدول المانحة وتخرج علينا بعد طول عناء دون أن نرى الدخان الأبيض.
لقد ناقضت الحكومة الفلسطينية المفاهيم البدائية الاقتصادية، فمنذ بداية التاريخ كان تقسيم العمل ، وظهرت الدولة المدنية وضمن الحاجة لترسخ نظام اقتصادي يحمل رؤيا اقتصادية واضحة، هذه الرؤيا عبرت عن نفسها بالعبودية والإقطاع حيناً والمانفكتورة التي اختصرت عجلة الاقتصاد بالأسرة.
في حالتنا الفلسطينية التي لا تخضع لقانون اقتصادي ليس من السهل إيجاد مخرج، هذا إذا أخذنا بعين الاعتبار تبعية السياسة للاقتصاد، ومن هذه القاعدة ستبقى الأزمة الاقتصادية الفلسطينية تسير باتجاه التدهور لعدم وجود تنمية شعبية ووطنية، مع العلم ان طبقة الوكلاء "الكمبرادور" هم الصخرة الرابضة على صدر الشعب الفلسطيني، هذه الطبقة وتحالفها الغير مقدس مع التكنوقراط الذي يعكس مصالح الكمبرادور تعمل يومياً على حقر قبورنا كفلسطينيين، ولا بد أن لا ننسى قطاع البنوك الذي يستثمر شعبنا ويرحل الإرباح لخارج الوطن.
ما العمل: فقط إعادة الاعتبار للثقافة الوطنية من خلال نهوض الحركة الوطنية الفلسطينية والشرائح المعنية بالتحرر الوطني ودحر الاحتلال نستطيع الخروج من المأزق الاقتصادي، لان إعادة الاعتبار للثقافة الوطنية يعزز ثقافة الانتماء للوطن لا للراتب.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الميادين: أول ما شطح نطح
- هل هي أجهزة امن.....
- التطبيع الإعلامي: اغتيال شعب
- يا أخي: اربط الحمار....
- قصة مخيم الدهيشة مع الجندي اندريه
- عندما كرمت بيت لحم جعارة وزعول
- لا تنتمي للقطيع: حتما سنعود
- عن الانتفاضة القادمة واللحم المقدس
- إعدام عميل: ماذا بعد
- الانقسام الفلسطيني: أفعى برأسين
- نصف التفاحة الأخر: أقرئكم السلام
- بشار الأسد: سأدخل بك الجنة!!
- اقتصاد الجوع الفلسطيني والرواتب
- هناء الشلبي: وليمة التنين
- عن الذبيح وزمن العطايليه
- عن السوبر ماركت وموقف اللاموقف والمفتاح
- القرد الذي في داخلي يتحداني
- ماكو شي ماكو انتخابات
- جورج حبش: جرده حساب
- يا دكتور فياض: لعم للتقشف


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - لسان حال الموظف: أنا مش كافر