أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - جورج حبش: جرده حساب














المزيد.....

جورج حبش: جرده حساب


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 16:09
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



كأنك لم تكن، تمر على عالمنا كما الطيف، عد إلى حيث أنت، ولا تقتحم عالمنا، فعالمنا ليس لك، من قال أننا حملنا وجعنا وامتشقنا عشقنا وسرنا خلفك؟ يا سيدي دجنتنا الحياة، ثقلت أحمالنا، وانحنت ظهورنا، وخفتت النار المقدسة، وأصبح الواحد منا يحمل في الداخل ضده، نقنع أنفسنا بأننا أحياء، والحقيقة أننا نقف في المنطقة المحرمة لا حياة ولا موت، ما أصعب أن تموت حياً يجتاحك البرد وتبتلعك الغربة.
نحاول يا سيدي استحضارك في ذكرى مولدك، نقفز على قوانين الطبيعة، أيعقل أن الميت يستحضر الحي؟؟ بصراحة يا حكيمنا ما عدنا كما كنا، لا تصدق ما يكتب فيك من قصائد رئاء، واحمل حبك لنا وارحل عن عالمنا، وامنح حبك لمن يرقدون إلى جانبك وفي أرضها فهم الأكرم منا والأنبل منا، وهم ترابها وحنونها والبذرة التي ستنبت عشقاً في زمن غير زمننا.
تعبنا يا حكيمنا من التمترس خلف المنطقة المحرمة، استأنسنا لنعمة النسيان، نمشي على رؤوسنا متثاقلين، نفتش عن الخلاص والحفاظ على جلدة الرأس وبعض الامتيازات، نطوي السنيين عسانا نرتاح من حملنا الثقيل الذي فقد معنا، ما عدنا نحن، نموت في الأنفاق وتخنقنا الحقيقة، ونذهب إلى مقابر الشهداء في الأعياد لمقابر الشهداء نصافح بعضنا وكأنها مرثية، الم اقل لك أننا نستعين على أيامنا بالتراب والحنون.
سامحك اللة يا حكيم، لماذا ناديت بالخلاص؟؟ لماذا بشرتنا بأرض البرتقال الحزين؟ ولماذا أعلنت انحيازك للكادحين وقلت لنا ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة؟؟ يا حكيمنا لقد تحولت الخيمة إلى قيد يطوق أعناقنا، ممنوعون من الكلام، ممنوعون من الإعلان عن وجعنا، ممنوعون من الخروج على الناس لنذكرهم أن الإنسان قضية، لم نعد يا سيدي قضية ومات فينا الإنسان، الم اقل لك أننا أموات وأننا نتكائر دون هدف.
يا حكيمنا: نكذب عليك وعلى أنفسنا عندما نقول أن الثوار لا يموتون أبدا، نكذب عليك يا من أعلنت انك آخر العائدين، يا سيدي انتم بالنسبة لنا علاقات عامة، اعتذر بكل المرارة التي تجتاحني، ولكنها الحقيقة، وإذا كانت الحقيقة غير ذلك؟ فلماذا قفزنا من سفينتك وتمترسنا خلف المنطقة المحرمة؟ ولماذا تهنا عن الألوان وتاهت عنا، ارحمنا يا سيدي واخرج من عالمنا، فعالمنا ليس لك.
هي يا حكيمنا جرده حساب، ووقفة أمام الذات بدون مكياجات، هي اللعنة التي ستلاحق من أحبوك وتخلوا عنك وتركوك أسير حلمك، وهي لحظة تأمل في اللحظة الأخيرة قبيل الاغماضه الأخيرة، حيث لم يرف لك جفن وأعلنتها بكل الحب الساكن في قلبك الكبير أن الحواجز ستنهار، وان المستقبل لنا رغم الظلم والظلام، هكذا أنت، كنت أنت، ولم تك إلا أنت، وكأنك تعطينا الإشارة التي لم نفهمها إلى ألان، الأجيال القادمة أمانة في أعناقكم فلا تخونوا الأمانة، ولكن للأسف.
هي جرده حساب وفجر يوم ميلادك يقرع الأبواب، وأرواح الشهداء تحلق في ليل المخيم حيث الصمت الذي يسبق الميلاد، حقيقة غابت عنا في غمرة الحياة التي طحنتنا، يبشرنا الشهداء بان موتك ميلاد في ظل ابتعاد المخاض عن الرعاة الذي سهروا حتى فجر ميلادك ينتظروا النجمة لتبشرهم بالعودة، النجمة الشاهدة على الميلاد والمخاض والتمسك بعمود الخيمة شراعاً يدلنا على الطريق، ونو ر الأمل المفعم بالوجع العتيق ينثر في المخيم بعضاً من رائحتها التي تأتينا من سهولها العطشى للعرق السخن الذي يعانق تراها لتنشد الملائكة ويتردد صدى صوتها وتحمله أمواج بحرها إلى حيث اللقاء، المجد لك ولهم في الأعالي وعلى الأرض السلام.
عندما يحين الوقت ويأتي الربيع ويصبح القمر بدراً تفيض علينا الأرض وترتدي لوناً آخر شقائق نعمان تبشرنا بالميلاد، تعود ومعك من تنكرنا لهم وتتقدموا الصفوف رافعين الراية العتيقة، تطل علينا كما عرفناك ليتدفق الدم في العروق وتعود الحياة في عروقنا، ويصدح الصوت عالياً وتذوب القيود وتختفي ربطات العنق، ويختفي الدجالون وتتفجر الأرض ينابيع عشق لها، نتجمع في ساحاتها وميادينها نتنشق هوائها المشبع ببرتقالها الذي طال حزنه، ومن بين الحشود تخرج أم سعد تمتشق عمود الخيمة مشعلاً وتمسح عن جباهنا تعب السنيين
هناك وعلى مرمى خيمة، تداعى الشهداء لاجتماع ذا وجع تحت عنوان جرده حساب، نادوا في الناس لسنا صوراً ولا حجراً يعلق على جدار، نحن العبق المعتق وإكسير الحياة، نحن زعترها والفكرة والأمل الذي يشع نوراً مع كل ميلاد، ومن بين الجموع خرج بطلته المعروفة وكما كان، تتطلعوا إلية وطال صمته ومشى.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا دكتور فياض: لعم للتقشف
- سيدي محافظ بيت لحم: لسنا بلطجية
- لعنة ألقذافي
- التبادل والأسيرات: العذر الأقبح من ذنب
- الأسرى أم الدولة؟؟؟
- خربشات لأجيء-4:الوطواط
- أمريكا راس الحية
- خربشات لاجئ – 3
- خربشات لأجيء-2
- خربشات لأجيء -1
- جاء العيد: لا تطيعوا أولي الأمر منكم
- أبو علي مصطفى: لك دينك ولنا دين
- عملية ايلات -مشبوهة-ومقاومة عبثية
- مرة أخرى -البقر- في وطن ع وتر
- دكتور لكن مرابي
- التوجيهي: يا ليتني كنت نسياً منسيا
- جننتونا
- يا وزير العمل يا تاج راسي
- عن حوار القردة
- بدي أصير وزير


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - جورج حبش: جرده حساب