أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - عن حوار القردة














المزيد.....

عن حوار القردة


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 21:44
المحور: كتابات ساخرة
    


يقولون أن أصل الإنسان قرد، لكن للقردة موقف حاد من هذه القضية الخلافية، فهي ترفض ارتباطها بالإنسان، فحسب اعتقادها أن لها ثقافة لا تتقاطع مع ثقافة الإنسان، رغم أن المثقفين يصفون الحالة بالقردة، فمثلاً يصف الشاعر العراقي الكبير الحكام العرب بالقردة، وفي رأي القردة هذا تعدي خطير على الأصل كما يعتقد بعض الباحثين في أصل الإنسان وعلى رأسهم دارون الذي نادى بان أصل الإنسان قرد، وبالطبع هذا يزعج بعض البشر الذين تمس مشاعرهم لمجرد وصفهم بالقردة، وعلى اعتبار أننا كبشر نرتقي إلى مستوى ارقي من القردة، تلك هي طبيعة الأشياء.
كنت في ساحة المحكمة في حضرة النائب العام لأنني تأخرت في دفع استحقاقات إذاعة صوت الوحدة، وقد كان النائب العام لطيفا معي فأعطاني فرصة ثلاثة أسابيع لأتدبر أموري، والمعروف أن المحكمة تفصل بين الأطراف المتخاصمة، هذا هو دورها، ولكن على المواطن الذي ابتلاه اللة او بالبشر بقضية أن يتفرغ ليوم كامل وإلا فقد اعذر من انذر، وفي ساحة المحكمة المشهد ملفت، مجموعات بشرية تتقاضى أمام نفسها وتتحدث في أحوال الناس.
التقيت أستاذ علمني في المرحلة الإعدادية، بعد السلام والسؤال اكتشفت أن له مشكلة مع مستأجر وتوجه إلى القضاء ليفصل فيها، وللصدفة التقيت مع مدرس أخر علمني في المرحلة الثانوية وهو مصطفي فنون، ترك البلد منذ سنوات طويلة ووجد طريقة، كنا ذكياً وطموحاً ولذلك وجد طريقة وارتاح وريح، وبعد السلام قال لي أنا هناك لأدافع عن ارضي واحميها، قلت له لا اعتقد فالواحد فينا لا يستطيع أن يحمي........... وانصرفت؟
في إحدى زوايا المحكمة كان جورج حزبون مع جمع من رجال العشائر جاؤوا إلى المحكمة لحل مشكلة، وبالمناسبة من يدخل المحكمة يعتقد أن كل الشعب مدان، وقفنا لدقائق تحدثنا عن الأوضاع الاقتصادية البناء والاجتماعية والبناء الفوقي والتحتي والعلاقة بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج ودور العمل في تحويل القرد إلى إنسان، والمعنى أن قريحتنا فتحت على هذا النوع من الحديث الذي أصبح بضاعة فاسدة وكاسدة في ظل الحالة التي نعيشها.
تحدثنا عن الوزارة وعن التكنوقراطي والوطني، وعرجنا على الكمبرادور والمنفكتورة المتغيرات التي عصفت بمجتمعنا والتي مسحت الأرض في الطبقة الوسطى والبرجوازية الصغيرة التي تعتبر بمثابة بيضة الكبان في المجتمعات العربية، تحدثنا عن المقاولين الجدد، وتذكرنا أيام زمان فقال لي!!!! عندما كنت في روسيا كتبت قصيدة باللغة الانجليزية ولم أترجمها للعربية، وسأبعثها لك وبالطبع لم تصلني حتى اللحظة، قال : مضمون القصيد يتحدث عن عالم القردة، ففي يوم من الأيام جاء قرد إلى قيادة القطيع محتاراً، وجهة سؤاله إلى كبير القردة قائلاً هل صحيح أن أصل الإنسان قرد؟ هل نحن أجداد البشر؟ سأله كبير القردة، ها نحن القردة نقتل بعضنا؟ فأجاب لا؟ وجاء السؤال الثاني هل تخون القردة بعضها؟ أجاب لا؟ ها نسرق القرد بعضها؟ هل تمارس القردة القهر ضد بعضها؟ قال لا، إذن كيف تقول أن أصل الإنسان قرد؟ نحن يا بني ليس لنا علاقة بالبشر فهم لا أصل لهم.
انتهى الحديث وذهب كل منا في طريقة، وحضر مظفر النواب مرة ثانية الذي لا زال مصمماً على أننا قردة وأولاد قراد الخيل، وفي هذا الصدد لا استطيع إلا أن أتبنى موقف القردة التي ترفض أي علاقة بنا، وتكمن حقيقة ومصداقية الموقف في الواقع، فالقردة لها نظامها الاجتماعي الذي يمنع ويسمح ولها أخلاقياتها، فلا اعتقد أننا سمعنا بان ثلاثين قرداً تناوبوا على اغتصاب قردة لمجرد التعبير عن الحالة الحيوانية الكامنة في داخلهم كما حصل في ليبيا مع امان ألعبيدي، ولن اصدق أن القردة تتفن في تعذيب بعضها البعض كأن نستخدم الخازوق مثلا، وان تهين بعضها وتخضع القطيع للتعذيب الشديد لأنة يطالب بحقوقه، وحسب معلوماتي فان القردة تعيش حالة من الديمقراطية تتجاوزنا بكثير.
إذا لم نكن قردة فمن أين جئنا؟ وما هي أصولنا؟ هل نعود بجيناتنا إلى الكلاب؟ لا اعتقد ذلك فالكلب هو الصديق الوفي؟ هل نحن من فصيلة الحمير؟ اشك في ذلك فالحمار لا يعض صاحبة؟
قد يقول احدهم ما هذه الأسئلة الغبية؟ وما هذه المقارنة الغير منطقية بيننا نحن البشر الذين خُلقنا في أحسن تقويم؟ وقد يتساءل احدهم أتقصدنا نحن العرب؟ أتعني أن حكامنا قردة؟ أتعني أننا كعرب مجرد قطيع تحكمه القردة؟ أقول لا اقصد شيئاً، وما أقوله بعضاً من جنون في مواجهة الجنون الذي يجتاح حالتنا العربية، وقد أقول من حق القردة أن تنظر ألينا بدونية ، فالمشهد اليومي في ليبيا واليمن وسوريا ومصر قبل الثورة والنخب التي تخلت عن شعوبها يؤكد عمق الطرح بأننا خارج التاريخ والجغرافيا طالما نرى الذبح اليومي ولا نحرك ساكناً.
في حالتنا الفلسطينية، هناك إجماع على أننا شعب تعرض للظلم بأبشع أنواعه، فيكفي ما عاناه شعبنا من جوع وعمليات اعتقال طالت مئات الآلاف، ويكفي عمليات القتل المتعمد والتطهير العرقي التي تمارسها الدولة الصهيونية بحقنا، وإذا القينا نظرة سريعة على حالتنا سنجدها غاية في الهبوط، فان يمارس احدهم التعذيب حتى الموت ويستخدم كل وسائل القوة لقمعه في الوقت الذي كان معه في الزنزانة والمظاهرة والشعار، فهذا يضعنا أمام حقيقة تؤكد أننا حالة مستعصية وعلاجها بالكي.
العلاج بالكي يستنهض الحالة العربية، فالشعوب العربية ستبحث عن هويتها الحقيقية، وستجد لها مكاناً في التاريخ، وستفرض احترامها على القردة بكل أنواعها، وقد يكون إتباع منهج الهرطقة الذي يناقش على سبيل المثال الايجابيات في خطاب اوباما، أو ما هو موقف ما يسمى باليسار الإسرائيلي، أو الغرق في مناقشات بيزنطية على شاكلة من الأسبق البيضة أم الدجاجة، هذا لن يغير من حقيقة الحالة المأساوية شيئاً، فالعامل الذاتي هو الأساس في الخلاص من حالة الهبوط التي تجتاحنا، وهذا يعيدنا إلى أصل الموضوع وهو حوار القردة، ويلقي بالسؤال على الطاولة ، من نحن؟ وهل عشنا فيها من نهرها إلى بحرها؟ وإذا كان الجواب نعم فلماذا الغرق في تيه التكتيك الذي وضعنا في مرتبة ادني من القردة التي تموت دفاعاً عن مناطق نفوذها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدي أصير وزير
- هل هي جبهة الحكيم
- بالدم كتبوا فلسطين التاريخية
- في ذكرى النكبة 63 : مش مستعجلين
- ذكرى النكبة 999
- إتفاق المصالحة: المطلوب اعتذار
- يا جورج الحكيم: نحن عارُك
- غزة: جدلية الخوف والجرأة
- يا يوم الأرض: نزلنا عن الجبل
- بالعصيان يسقط الانقسام
- هكذا ننهي الانقسام
- يا حراميه البلد انصرفوا
- النظام البلطجي الرسمي
- كشف المستور: الحجر الذي القي في الماء الراكد
- عن الطنجرة والوزير الفاسد والفجل
- تبا لكم- المواطن مش صرمه
- أبو ماهر اليماني: لا تمت
- سنه كبيسة
- تطبيع إعلامي: اعتذر عنكم وليس منكم
- إغلاق محطات محلية فلسطينية:1+1 لا يساوي 2


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - عن حوار القردة